أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - من السلفيه الى الوسطيه














المزيد.....

من السلفيه الى الوسطيه


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 07:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من السلفيه الى الوسطيه

نشرت جريدة الشرق الأوسط في طبعتها الدوليه في العدد 14211 يوم 24 اكتوبر 2017 ميلاي تصريحآ لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يتعهد به بالعوده الى الأسلام الوسطي المعتدل , وأنه سيقود مملكه معتدله , ومتحرره من الأفكار المتشدده.
التصريح جميل ومفرح , لكن السؤال , هل الرجل قادر على أنجاز هذا الفعل , أنا أشكك في الأمر وأحسبه ليس أكثر من رمي رماد في عيون الأخرين لسببين مهمين , الأول أن الرجل هو أبن هذه المؤسسه المتشدده , وهو من ترعرع فيها , وكما يقول المثل من شب على شئ شاب عليه , وأن فاقد الشئ لا يعطيه. لأن البدوي لا علاقه له بما هو حضاري , وهو عنصر ذاتي يمثل شخصية المدعي , فشخصيه متخمه بالأستبداد وغارقه بالتشدد لا يرجى منها هذا التغير , ولا قادره عليه . أن هذا المشروع هو مشروع يوصف بالتاريخي والرجل لا يمتلك ما يؤهله لهذا العمل , لأن الموضوع أكبر منه , وراسخآ بالأرض السعوديه ومتجذرا بها , كما وأنني أشكك بأمتلاكه للآلية التحول هذه لمشروع من هذا النوع وبهذه الضخامه , ثانيآ أن البعد الموضوعي يقف حجر عثره أمام هذه المحاوله أن وجدت , لأن المملكه عباره عن مفقس كبير , ومخزون عظيم للفكر المتششدد وهو الفكر الوهابي , وهو أحد عمودي قيام المملكه السعوديه .
كما هو معروف أن عدة هذا التحول المزمع حدوثه هي مراكز البحوث والدراسات العلميه , وهذا مفقود داخل المملكه , لعدم وجود الحريه العلميه , وفقدان المناخ المعتدل في وسط المجتمع السعودي , وهذا العامل من أهم عوامل التغير , كما أن الموضوع له علاقه صميميه بما تنطوي عليه روحية المجتمع السعودي , وهي روحيه تتميز بالأنغلاق والتحجر و كما من المهم معرفة أن المجتمع السعودي منغمس الى أذنيه بالعقيده الوهابيه ذات المنهج الأقصائي والذي لا يؤمن بالتسامح وحرية الأعتقاد , حتى أنه وصل الى درجة التضحيه بالمال والنفس بمقاتلة كل من يخالفه بالعقيده أو المنهج زائدآ أنه مجتمع قد شرب التشدد من أسوء منابعه وأكثرها همجيه وأكثرها لئمآ وحقدآ على المخالف.
أن التشدد المذهبي والديني بالمملكه العربيه السعوديه هو حصيلة المناهج المدرسيه وخطب أئمة جوامعهم التي لا تتوقف عن شتيمة الأخر وبأعلى الأصوات , كما أن المدارس الدينيه في المملكه من أخطر المدارس وأكثرها شرآ لما تتأبطه من مناهج غايه بالتشدد وتكفير الأخر المختلف , وكفاها سوءآ هو تبنيها للمنهج الوهابي القائم على مباني فقه أبن تيميه , ومناهج تلميذه أبن القيم الجوزيه , أن هؤلاء هم أئمة التكفير ودعاة القتل والتشدد وأن مدرستهم لم تستهوي باقي المسلمين الا بني سعود ولأسباب معروفه ليس ذكرها في هذا المقال , وهو بالطبع سياسي وقد أتضح مع الزمن كما كشفت الأحداث تفاصيل التخادم الثنائي بين محمد عبد الوهاب ومؤسس المملكه محمد بن عبد العزيز ال سعود كما كشفت الكثير من التقارير عن الأصبع البريطاني بصفته المخابراتيه في صناعة هذا النموذج الوهابي وتسهيل وترويج أنتشاره , حتى أصبح رعاية المشروع الوهابي من أولى مهام وأوليات المملكه السعوديه , والسؤال كيف لهذا الصبي وأنا له هذا الباع بتغير هذا الكيان الرهيب والراسخ في أرض المملكه والذي يمثل سمتها البارزه بل والمميزه لها . أنها محاوله للتملص من تركتها الثقيله وما جرته على المملكه من سوء السمعه والعاقبه , ولكن أن صدق فليس بيد الرجل من حيله فالموضوع أكبر منه , وقد يكون ضحيته أذا كان جادآ بتحويله نحو الوسطيه كما يقول , كما أن المجتمع السعودي هو مجتمع مغلق لا يسمح بالأنفتاح وغير مستعد للأعتراف بالمختلف وهذه سجيه ضاربه أطنابها في نفسيته وأنعجنت بروحه ومزاجه . فهو أسير وهم , وعبد للخرافه , وسميع للضلاله وقد لمسنا واقعهم لما عشنا بين ظهرانيهم وعرفنا نسيج تفكيرهم , حيث يقول أحدهم أن للملك فضل علينا يدعنا نمشي في أرضه ويقصد أرض المملكه, هذا هو مستوى العقليه للمجتمع السعودي وهو ما تريده السلطه وتؤكد عليه , فكيف هي تحاول تغيره للوسطيه والأعتدال , فهي كمن يدعو الى مقتله . أنا أعتقد لا داعي للتصديق بهذه التصريحات فأنها بالونات تطلق في هواء الأعلام هدفها المشاغله والتمويه لا أكثر , فأبن آوى لا يغير طبعه .
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تسير بلاد الرافدين على خطى بلاد الأغريق نحو الهاويه
- داعش ومسعود وجهان لعمله واحده
- من الذي فشل بأدارة العراق؟ الأسلاميون أم العلمانيون؟ أم الأث ...
- السلطه كعبة ال سعود
- في الصراحه راحه
- رمضان صناعة أنسان
- الأعراب وعقدة النقص
- أجتماع الشر
- التناشز السياسي في المجتمع العراقي
- مالكم والأقليم
- المثقف النخبوي
- دعوه لهندسه أجتماعيه
- أحتفظوا بطلقاتكم الأخيره
- من هم صناع الطائفيه
- تسويه سياسيه أم أنبطاحيه
- تاجر الشر
- دماء أم ماء
- دولة أولاد الملحه
- قطار العبادي يواصل مسيرته
- الأختلاف نعمه أم نقمه


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - من السلفيه الى الوسطيه