أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الخيار الأمريكي في سوريا خيارا وطنيا أم خيارا سياسيا؟















المزيد.....

الخيار الأمريكي في سوريا خيارا وطنيا أم خيارا سياسيا؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 11:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للحوار..
1ـ الشعب العراقي بأكثريته هو من شرعن للاحتلال الأمريكي :
يبدو أننا نهرب من هذا الاستحقاق بتفخيخ الخطاب السياسي / وطنيا / نناور نداور خوفا من إقصاء أو خوفا من جمهور تربى على هذا الإقصاء من جهة وعلى وجدان ثابت وقار تجاه السياسة الأمريكية ذات الإرث السيء تجاه القضية الفلسطينية، أو خوفا من سلطة أو قناعة عميقة بكون الخيار الأمريكي هو خيارا لاوطنيا أو خائنا تبعا لمصطلحات الخطاب الأنتي أمريكي / ولهذا الخطاب أسسه المعرفية والتاريخية والواقعية. وكي نستوضح الموقف تساءلنا عن الخيار الأنتي أمريكي المطروح في سوريا..؟
الخيار هو : النسق الأيديولوجي الذي يطرح كي تبنى عليه عملية التغيير المنشودة في سوريا، وما يترتب على هذا النسق الأيديولوجي من ممارسات خطابية وقيمية ضمنية وصريحة. ومن رؤى برنامجية وآليات عمل من أجل تحقيق النموذج المستقبلي /المثال/ المطروح ( معرفيا!! ) داخل النسق الأيديولوجي. وبناء على هذا الفهم المختصر جدا نتطرق للخيار الأنتي أمريكي المطروح في سوريا ومن يمثل من قوى سياسية وبرامجها..الخ
لو تتبعنا هذا الخيار بتفاصيله لوجدنا أنه خيارا يمزج بين الدولة وبين السلطة لدرجة أنه يوحد بينهما تماما بلا أدنى حد من الفصل بينهما نظريا ووظيفيا / هذا الفصل تكرس أيضا بعد التجربة العراقية حيث استطاعت إدارة بوش ورامسفيلد برعونتها أن تحطم الدولة العراقية بالتزامن مع السلطة فحلت كل المؤسسات وتركت كافة المؤسسات ماعدا مؤسسة النفط للمليشيات والقوى الحزبية كي تدخل عليها وتلونها كما تشاء بفوضى لم تكن خلاقة أبدا لهذا دخلت التجربة العراقية في فقدان مشروع الدولة لصالح شرعية الاحتلال / والقوى التي استولت على أجهزة الدولة القديمة أو ما تبقى منها هذه القوى التي أتت من إيران أو من سوريا أو من كوردستان مضافا إليها القوى التي رعاها النظام الأقليمي والتي هي القوى المقاومة / الإرهابية وغير الإرهابية /..لهذا كل الأطراف الآن تدفع ثمن هذه الفوضى وخصوصا الشعب العراقي / فقر وفوضى أمنية ودماء الأبرياء من أبنائه. ولهذا تغولت مجموعة سلط على حساب مؤسسة الدولة التي تجسد مفهوم السيادة / دستوريا وقانونيا وعلى كافة الصعد التي من المفترض أن تستمد السلطة شرعيتها من هذه المؤسسة السيادية ـ وطنيا ـ ومجموعة السلط هذه متباينة الأهداف والمصالح وإن بدت تكتيكيا متوافقة / فماالذي يجمع مشروع المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق مع مشروع القوى الكردية ـ التي من المفترض أنها قوى علمانية!!وما الذي يجمع سلطات الأحزاب السنية في المناطق السنية / هيئة علماء المسلمين، الحزب الإسلامي والقوى العشائرية..الخ / مع مشروع الدولة الحديثة، إنه تقاسم مغانم ليس إلا.. وليس بناء دولة عراقية حديثة بديلا للدولة التي كانت مبتلعة من قبل السلطة الصدامية والتي حطمها الاحتلال بالتوازي مع تحطيمه لسلطة صدام. وهذا ما جعل الخيار الأمريكي يبدو لكل شعوب المنطقة أنه خيارا لا أخلاقيا. ولا وطنيا إذا أضفنا جملة العوامل التي تحدثنا عنها في المقدمة. إنطلاقا من هذا الفخ العراقي والتي تحاول قوات التحالف معالجته بطريقة ما : أصبح الدرس العراقي مهما ومدار بحث ودرس عند الأمريكان وحلفائهم في العراق. بقصد تلافيه في أي منطقة أخرى من العالم والتي هي مناطق تختصرها الإدارة الأمريكية ب [ قوى محور الشر ] إيران سوريا كوريا الشمالية والتنظيمات الإرهابية. وما ساعد على هذا الفخ هو عدم وجود أية مؤسسات معارضة في ظل نظام صدام تحتل المجال العام السياسي و المدني بعد سقوط الديكتاتور على أيدي قوات الاحتلال على الأقل ـ فقد حطم صدام أي شكل من أشكال المعارضة ورحلها إلى خارج العراق طوعا أو قصرا بفعل القمع والخوف على الحياة. وما نشاهده الآن من محاولات من أجل إعادة بناء الدولة العراقية الحديثة يتم من قبل قوات الاحتلال وليس من قبل القوى التي استولت على الانتخابات بفعل المؤشر الديني / الطائفي. لأن قوى دينية/ سنية كانت أم شيعية / في وضع طائفي لايمكن لها أن تبني دولة مدنية حديثة. ولم يعد هنالك في العراق حزبا يمثل تطلعات الشعب العراقي في دولة مدنية معاصرة تستند على المواثيق الدولية لحقوق الإنسان بناء دولة المواطن الحر وليس دولة الطوائف. وأصبح لدينا في الشارع العراقي ثلاث قوى تتحكم بالمستوى السياسي / تحت الاحتلال وهي : موزعة جغرافيا وطائفيا وعشائريا وقومجيا ولايوجد قوى : بناء عراق ديمقراطي حر.
لهذا في حال خروج قوات الاحتلال ستتزايد هذه الانقسامات حتى داخل نفس التوزيعات الحالية / وسنواجه سلطة ميليشيات وليس سلطة دولة معاصرة. هل قوات الصدر ستقبل بسيطرة قوات بدر وهل قوات البيشمركة ستقبل بسيطرة قوات الدولة وهل الميليشيات السنية ستقبل بسيطرة المليشيات الشيعية؟!! إنه المشروع المخاض / دولة عراقية مدنية وعلمانية.. والذي لايجد أي سند أقليمي داعم، هل سيجد دعمه من إيران أم من سوريا أم من بعض الدول الأخرى في المنطقة..؟ إنها المأساة... وعلى قوات الاحتلال أن تحلها لأنها هي من صنعتها في جو إقليمي لا يريد نجاح دولة مدنية ديمقراطية حديثة في هذا العراق المجروح والمثخن بدماء أبريائه كي لاتنتقل الديمقراطية والمدنية إلى هذا الجو الإقليمي بالعدوى.. وسواء كان الأمريكان يريدون تفتييت العراق أم لا هذا لم يعد مهم نقاشه الآن، بل المهم هو كيفية خروج العراق من محنته هذه في ظل قوى طائفية وقومجية ودينية وعشائرية وإرهابية من أقصاه إلى أقصاه..؟
مع العلم أن الخيار بالتخلص من صدام حتى ولو عسكريا كان خيار لأكثرية الشعب العراقي. لهذا لانجد مقاومة للاحتلال إلا في التربة التي كانت تشكل المادة السلطوية والقمعية للسلطة الصدامية البائدة وهي مناطق السنة..فهل نلمح هذا في سوريا..؟
2ـ الأنتي أمريكي سوريا : سلطة ومعارضة يغلب عليها الطابع اللاعلماني :
في خلط للأوراق والمفاهيم والقيم والشعارات / علمانية بجذر طائفي، قوموية بجذر سلطوي، دينية بجذر طائفي..الخ والمساحة المختلف عليها واحدة : إنها المساحة السنية في سوريا!!
كنت قد كتبت أكثر من مرة أن الخيار الديمقراطي المدني السوري يجب أن يتحول إلى خيار الأكثرية العربية السنية حتى يتم له النجاح والحصول على دعم المجتمع الدولي... أما الحديث عن محاربة العلمانية، ووضع السيناريو العراقي كسيناريوعسكري أمريكي قادم بدون أدنى حد من المسؤولية : هو في حقيقة الأمر خدمة للسلطة. لايمكن لأية إدارة أمريكية أن تتدخل عسكريا دون وجود حوامل مجتمعية في سوريا لتدخلها العسكري، وهذه الحوامل غير موجودة مطلقا في سوريا لا أحد في سوريا مع تدخل عسكري أمريكي : إذن لنكف عن هذه النغمة السلطوية والتي ترفع كقميص عثمان بوجه كل محاولة : ترى في التعاون مع الإدارة الأمريكية من أجل الضغط على السلطة هي محاولة لا أخلاقية وعميلة ومأجورة. لا يمكن للأمريكان التدخل العسكري في سوريا لعدة أسباب : الكثيرون يتحدثون عنها ولكن السبب السوري الأهم هو : لايوجد من يدعي القوات الأمريكية لاحتلال سوريا لا معارضة ولا شعبا ربما السلطة تستدعي القوات الأمريكية في مرحلة ما من يعرف.!؟ كما أن هذه الدعوات ضد العلمانية وماشابه وأقصاء الآخر / طائفيا وقومجيا في ثقافة تلك المادة السنية / تخلي الساحة للقوى اللاعلمانية والتي في نهاية المطاف لن تؤسس سوى هزال دويلة طائفية هذا من جهة، ومن جهة أخرى تبقي هذه الأكثرية تحت شبح الخوف من أنها ستنفلت من عقالها دينيا وبالتالي هذا الأمر سيخدم السلطة بأي حال من الأحوال.. يجب نشر ثقافة مدنية علمانية داخل الشعب السوري عموما والكتلة العربية السنية خصوصا وهذا يقتضي من المعارضة عدم اللعب على الوتر الديني لأنه ليس سوى وترا طائفيا في الوضعية المجتمعية التاريخية لسوريا، يجب الكف فعلا لا قولا عن الشحن ضد العلمانية والمدنية.
في سوريا الآن معارضة باتت واسعة ولكنها ضعيفة ومنقسمة وتزايد على بعضها في : الأنتي أمريكية والأنتي طائفية والأنتي كردية والأسلاموية / الأنتي علمانية.
وتقتضي الإشارة هنا : على أن الزوابع التي تثار حول الخيار الأمريكي العسكري هي زوابع لا تستند إلى أس حقيقي مطلقا على الأقل حتى هذه اللحظة. الأمريكان لن يواجهوا الوضع السوري إلا عبر مجلس الأمن. وتطورات قضية التحقيق التي أصبحت في سياق اتفاق عالمي : على أن ينتهي التحقيق بنتائج ملموسة لاتحتمل التلفيق والشطارة لا من الأمريكان ولا من غيرهم ولا من السلطة السورية.
ودون الدخول في تفاصيل المشهد الأنتي أمريكي في سوريا والذي باتت قواه واضحة / والذي هو خيار الاقتصاد اللاعولمي وخيار السلطة قابضة على عنق الاقتصاد السوري برمته، وخوف من تطييف المجتمع بعد التغيير هي هواجس مفهومة ومفسرة ومبررة نسبيا ولكنها لا يجب ان تتحول إلى قميص عثمان في وجه التغيير الديمقراطي الذي لايمكن له أن يتم دون التلاقي مع الخيارات الأمريكية في المنطقة. وقلنا خيارات وليس خيارا واحدا ولهذا الأمر أهميته البالغة لأنها خيارات تبنى على واقع الحركة والقوى الماثلة على الأرض السورية والدولية والإقليمية وليس على تحليلات الأنتي أمريكي. وربما لو تقدم الخيار الأسلامي المنفتح لاتجد أمريكا غضاضة في التعاطي معه وفق مجمل الخيارات في تلك اللحظة!
هذه لمحة مختصرة عن التيار الأنتي أمريكي في سوريا.. والذي هو في هذه اللحظة التاريخية يخدم السلطة والقوى المتخلفة في المجتمع السوري دون التشكيك بالطبع بوطنية هذه الرؤى والخيارات الأنتي أمريكية..لأن المستوى السياسي هو مستوى متحرك / أو من المفترض أنه متحرك ولايخضع لميزان قار كميزان [ الوطنية السورية ] والتي هي أصلا لم تتوطن بعد لامجتمعيا ولا مدنيا وهنا المفارقة المحزنة في التاريخ السوري المعاصر.
الشعب السوري غائب عن لوحة خياراته، وغائب عن تمثيلاته الفعلية والسؤال كيف نفعل الشارع السوري بدل تقديم مسوغات لاستمرار الاستبداد ـ وثيقة المبادرة الوطنية أو ما تعرف بوثيقة فندق البلازا في دمشق والتي نزلت تحت عنوان ـ الوطن في خطر.. كيف نقدم للمجتمع السوري ثقافة اللا إقصاء كي لايقصي بعضه لاحقا أيضا؟ ونتحدث عن ثوابت تغييرية ديمقراطية مدنية علمانية هكذا بوضوح ودون لعب على الألفاظ. بدل الحديث عن ثوابت وطنية صاغتها السلطة السورية عبر أربعة عقود من القمع والفساد وتحت يافطة هذه الثوابت. وماهي هذه الثوابت :
هل هي ثوابت المحامون العرب؟ أم ثوابت الفكر الأصولي ( الطائفي!! ) عند السلطة السورية وعند قسم من المعارضة أيضا!!؟
كيف لنا أن نثبت أننا قادرون على الاستقلالية عن السياسة الأمريكية : بالحوار أم بالقطيعة!؟
ما يسمى بالخيار الأمريكي!! والذي هو خيارا سياسيا موضوعيا :
1ـ لايوجد في سوريا خيار أمريكي واحد كما تصوره خطابات السلطة والمعارضة، وإن وجد فهو لم يعد رهنا بالساسة الأمريكيين بل بات رهنا بمجلس الأمن. وهذه النقطة قد تم الكتابة عنها كثيرا من الجميع.
2ـ الخيار الأمريكي في سوريا هو خيار تغيير النظام السوري بنيويا وعلى نار متحركة بتحرك الأجندة الدولية عموما.
3ـ أمريكا الآن في حالة هجوم تكتيكي كي تحيد النظام فيما يجري في المنطقة سواء في العراق أو في لبنان أو في فلسطين.. وهذا يتوافق مع قرارات مجلس الأمن لأنها تحققه لأمريكا في هذه المرحلة على الأقل.
4ـ التغيير السلمي في سوريا سيساعد الخيار الأمريكي في إيران وهو الخيار الأهم بالنسبة لأمريكا ومستقبلها في المنطقة عموما!! من أجل قطع الطريق على الركائز الإيرانية في المنطقة. وهوخيارا ليس عسكريا لأنه بلا حوامل حزبية أو شعبية.
5ـ المعارضة السورية في الوضع الأمريكي الحالي في العراق ومع إيران وفي فلسطين تستطيع الاستفادة أكثر من الحوار السوري الأمريكي، على الأقل في هذه المرحلة بالذات أما فيما بعد لا أحد يستطيع التنبؤ في المستقبل!!
6ـ أمريكا تدرك أن ورقة اغتيال الحريري في ظل وضعها الأقليمي والوضع الدولي غير كافية لتغيير النظام، وبنفس الوقت لاحامل لتدخلها عسكريا في سوريا، لذا الموضوع الديمقراطي مطرقة سلمية أخرى ومهمة في الوضعية السورية الآن بالنسبة لأمريكا وفق ما ذكرنا. وهذه النقطة أكثر من يدركها هو النظام نفسه.
7ـ أحد الخيارات الأمريكية في هذه المرحلة هي إبقاء النظامين السوري والإيراني في حالة دفاع فقط دون أن تمكنهما من الهجوم على الخيارات السياسية في العراق ولبنان وفلسطين..الخ وهذا يقتضي استمرار الضغط على النظامين طالما أن معارضتيهما الديمقراطية ضعيفة وغير قادرة على حمل مشروع التغيير حتى نهايته الفعلية.
8ـ أمريكا ليس من مصلحتها خلق بؤرة فوضى أخرى في هذه المرحلة بالذات. لذا فهي لاتفكر بأي خيار عسكري في سوريا خارج مجلس الأمن.
9ـ الخيار الأمريكي : خيار مهما كان لن يكرر التجربة العراقية بأي حال من الأحوال.
10ـ إن [ خيار النظام ضعيفا جدا في سوريا دون تغييره : هو خيارا إسرائيليا ] لأن إسرائيل أكثر من تدرك : أن المعارضة السورية عاجزة عن تغيير هذا النظام دون دعم أمريكي ودولي، عل الجولان يموت بالتقادم في صراع المعارضة مع بعضها! ومع السلطة على من : من هذه الأطراف أكثر وطنية!!؟
11ـ الخيار الأمريكي في سوريا لن يدعم كما هو واضح حتى هذه اللحظة تغييرا لا علمانيا. كما تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الخيار ليس مرتبطا بشخص واحد أو حزب واحد، كما يمكن أن يخطر على بال بعض المعارضين السوريين، لأنه خيارا مؤسسيا ولا يبنى على شخص، ولو أن الأمر كذلك لأبقت النظم القائمة حاليا وتعاملت معها كنظم شخصانية. وهذه القضية على غاية من الأهمية لأنها هي من تفتح باب الخيارات المؤسسية في حيثيات التعاطي مع الخيارات الأمريكية في سورية / مصالحها، وليس شخصا أيا يكن قربه أو بعده عن مركز القرار في الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
12ـ والخيار الأمريكي في سوريا بات يدرك أكثر من أي وقت مضى حجم العداء المتراكم تاريخيا لدى الشارع العربي عموما والسوري خصوصا بسبب القضية الفلسطينية وقضية الجولان.
13ـ وفي النهاية على أقل تقدير التعامل مع هذا الخيار بوصفه خيارا سياسيا لا يجب إقصائه أو تخوينه تماما مثله مثل الخيار الذي يدعو للحوار مع السلطة، وبانتظار الديمقراطية وصندوق الاقتراع يقرر مصير هذا التيار وليس الفضاء المفاهيمي للوطنية التي بثته السلطة على مدار أربعة عقود. كما لايعني هذا الخيار السياسي أن يدافع المرء عن كل سلوك أمريكي على طريقة السوفييت أيام زمان، مطلقا بل ما يجب أن يتم هو العكس تماما البقاء في منطقة الندية والنقدية من أي سلوك لأية إدارة أمريكية في أي منطقة من مناطق العالم، وآخرها الصور الرامسفلدية في سجون أبو غريب وغوانتنامو..الخ
هذه الرؤية هي للنقاش وليست سوى رؤية تحليلية مؤداها أن المعارضة السورية التي تحاول أن تتقاطع مع الخيار الأمريكي : ليست معارضة أقل ( وطنية!! ) من المعارضات الأخرى.
فهل قوى 14آذار اللبنانية : هي قوى لاوطنية أو خائنة؟ سؤال كي نوسع رؤية هذا المعيار الذي لم يعد موجودا إلا في بقايا الأنساق الأيديولوجية : المهزومة. فالدولة المعاصرة لاتحتمل هذا المفهوم المعوم / والمتحرك بذاتية أيديولوجية محضة..في الديمقراطية الحل والحكم..

غسان المفلح



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولازالت المداهمات مستمرة في سوريا
- النظم الفاسدة النظام السوري نموذجا
- عودة للمسألة اليهودية في السياق الدنماركي
- السلطة العربية تحاور العالم :هل أسمعت لو ناديت حيا
- التحفة السورية في حرق السفارة الدنماركية
- العلمانية تحمي جميع الأديان في إطار الدولة اللادينية
- الإعلام العربي ..من أين؟
- الطائفية في لبنان مؤسسة وفي سورية ثقافة لم تتأسس بعد
- تعقيبا على مقال الياس خوري - من أجل تجاوز المأزق
- الدانمرك بريئة ..أبحثوا عن خاطفي الرهائن !!
- الإفراج عن معتقلي ربيع دمشق بداية تحول أم مناورة؟
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية القسم الثاني
- فلسطين ..إنها البداية
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية
- المحامون العرب يهتفون في دمشق
- نحو مؤتمر وطني عام
- السر السوري في لبنان
- نشكر أمريكا ام ننعي أنفسنا
- التغيير الديمقرطي السلمي اللغز السوري
- من حزب الله إلى نجاد مرورا بالأحباش !!سوريا تحرر الجولان


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - الخيار الأمريكي في سوريا خيارا وطنيا أم خيارا سياسيا؟