أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي - المسار - العدد 9















المزيد.....



المسار - العدد 9


الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي
(The Syrian Communist Party-polit Bureau)


الحوار المتمدن-العدد: 5684 - 2017 / 10 / 31 - 00:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



المسار - العدد (9) - تشرين أول/أوكتوبر 2017

الافتتاحية

المسألة الكردية إلى أين؟
بعد اتفاقية أضنة بين الرئيس السوري حافظ الأسد والحكومة التركية عام 1998 تم تسليم عبد الله أوجلان - بطريقة غير مباشرة - للسلطات التركية وتم ملاحقة حزب العمال الكردستاني وأنصاره في كل من سوريا وتركيا، لتنتهي حالة الغرام والغزل بينه وبين النظام السوري بعد أن استمرت قرابة عقدين من الزمن.
ومن داخل سجنه عقد عبد الله أوجلان صفقة مع الحكومة التركية التي كان يرأسها بولاند أجاويد، تنص هذه الصفقة على تخفيف الحكم عليه ووضعه تحت الإقامة الجبرية مقابل حلّ الحزب والتوقف عن الأعمال العسكرية المسلحة.تخلى الحزب عن اسمه فصار في تركيا ما يسمى بمؤتمر الشعب الذي أصبح مؤتمر الحرية والديمقراطية الكردستاني (kadek) وانتقل بعد عدة مراحل إلى أن استقر على اسم(منظومة المجتمع الكردستاني -KCK).
طالب أوجلان –من داخل سجنه-قادته بتشكيل أحزاب في كل من إيران والعراق وسوريا، ففي إيران كان حزب الحياة الكردستاني (pjak) عام 2004، وفي العراق تم تشكيل حزب الحل الكردستاني (pgdk) عام 2002، (كتب لهذا الحزب الفشل بسبب وجود حزبين كرديين قويين هما الاتحاد الوطني الكردستاني برئاسة الراحل جلال طالباني والحزب الديموقراطي الكردستاني برئاسة مسعود برزاني). أما في سوريا وفي عام 2003 تشكل حزب الاتحاد الديموقراطي (pyd) بإشراف عثمان أوجلان ومجموعة من قيادات قنديل مثل كمال شاهين وباهوز أردال.وفي تركية بعد عدة أسماء تم الاستقرار على اسم(حزب الشعوب الديمقراطية-HDP). الفروع الأربعة تقودها (منظومة المجتمع الكردستاني) التي يقود مجلسها التنفيذي جميل بايك منذ مؤتمر تموز 2013 خلفاً لمراد قره يلان الذي تولى الزعامة بعد اعتقال أوجلان عام 1999.
لم يتبنّ الاتحاد الديموقراطي الماركسية كما حزب العمال، ولم يقم نشاط غير فعاليات محدودة نتيجة الظرف السياسي في سوريا. ومنذ بدء الحراك بدرعا في آذار 2011 وتصعيده ليتحول إلى صراع مسلح بدأ حزب الاتحاد الديموقراطي يتجه إلى العسكرة أي مع نهاية العام الأول للحراك وكان ذلك من خلال مقرات الحماية الشعبية (ypg)، وكان عماد تلك القوات مقاتلي حزب العمال الكردستاني، ورافق ذلك خلق ما يسمى وحدات حماية المرأة (ypj) التي حملت على عاتقها ضمانة نضال تحرر المرأة وإسقاط النظام البطريركي الدولي المرسخ منذ آلاف الأعوام.
كان الاتحاد الديموقراطي أكثر ليونة ومرونة وحنكة سياسية مع الأكراد وأنفسهم ومع العرب ودخل كحزب في هيئة التنسيق الوطنية ممثلا بصالح مسلم رئيس الحزب.
كان لضعف منا أو قصر في الرؤيا كمعارضة سياسية اغفال القوى الكردية الأخرى مثل (المجلس الوطني الكردي). أراد صالح مسلم تقوية موقع (حزب الاتحاد الديمقراطي) بأحزاب كردية مصطنعة أوضعيفة. ومع زيادة السلاح وفشل المعارضة المسلحة الإسلامية التي نشأت على تخوم مناطق الأكراد، من استيعاب منطقها وعقليتهم الإسلامية بالإضافة لداعش التنظيم الإرهابي، أصبح للأكراد دافع أكبر وأقوى وتعاطف الآخرين معهم في مشروعيتهم خصوصاً في أيلول 2014 عندما ألحقوا بتنظيم داعش أول هزيمة في معركة عين العرب إلى أن أعلنت داعش هزيمتها في كانون ثاني 2015 بغطاء ودعم أميركي.
الأمريكي وأكراد سوريا:
ابتعد الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عن الإسلام السياسي منذ عام 2013 وترافق ذلك مع خلاف أمريكي – تركي، حتى أنه اعتمد على مليشيا في حربه مع داعش وفضلها على ثاني أكبر جيش في حلف الناتو.
فالرئيس الأمريكي عندما أراد أن يثبت إبرة فرجاره لرسم الدوائر اختار المناطق الأنسب له كموقع وكجماعة لأنهم الأكثر حاجة للدعم والأكثر قابلية للتعاون بسبب ضعفهم، والعداء المتبادل بينهم وبين دول الجوار فكانوا كياناً متجانس غير مطيف لم تنجح فئات مدعومة من تركيا وغيرها في شقه فصاروا الكيان الوحيد القادر على التنظيم السياسي والأمني.
أما أكراد سوريا فحلموا وتمنوا أن يكون تعاونهم مع الأمريكي على غرار تعاون إخوتهم في العراق، حيث أدى التحالف الكردي – الشيعي تحت عباءة ومظلة الأمريكي برعاية بول بريمر إلى حصولهم على إقليم كردستان العراق.
يحاول الأكراد اليوم كسب البعض من الشرعية من خلال مجلس سوريا الديموقراطي الذي يضم إثنيات أخرى رغم تهميشهم لها بالواقع ويساعده على ذلك الأمريكي، فجاء على لسان المبعوث الأمريكي لقوات التحالف بريت ماكغورك أن 40% من القوات المشتركة في معركة الشدادي كانوا عربا، لكن المعلومات من الأرض تقول إن نسبة العرب لم تتجاوز 15% ولم يتزايد الحضور العربي إلا في معارك غرب الفرات مطلع عام 2016 ومع ذلك بقي هامشيا لا يقارن مع الوجود الكردي.
يحاول الأمريكي الفصل بين الاتحاد الديموقراطي رغم كل ممارساته مع الأكراد أولاً ومع العرب ثانيا وبين حزب العمال الكردستاني الذي صنف من قبله كمنظمة إرهابية منذ قرابة العشرين عام.
حصل هذا ام لم يحصل سيبقى هدفهم هو انجاز الاستقلال سواء ضمن كيان سياسي منفصل عن سوريا الدولة القائمة أو بالاندماج مع دولة كردية قد تقوم قريبا بالعراق.
هي بالتأكيد ليست حلم وطموح كل فرد ومواطن كردي، الذي همه الحصول على حقوقه الثقافية وإحساسه بالمواطنة واحترام اختلافه القومي ونحن نؤيد كل الحقوق لكل الأفراد كمواطنين لا كقوميات وطوائف وكنا ومازلنا نؤيد ونمدح الثبات الكردي وعصبته الناجعة المتماسكة، لكن يبدو أننا في الشرق محكومين بنخب قوية تملك حيز اجتماعي واسع ما أن تصل إلى الحكم حتى تنسى مريديهم ومؤيديهم، وإن كانت السياسة الكردية اليوم تريد أن تلعب دور "شرطي سوريا" متخلية عن يسارها القومي الكردي المناهض للإمبريالية الغربية، فعلى القوى الوطنية السورية الديموقراطية أن تعمل وتضغط للإسراع بحل الأزمة السورية برعاية المجتمع الدولي وفق بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصّلة خصوصا أن الدول الإقليمية تقف في وجه المطامح الكردية بالإضافة إلى أن ما حدث في 17 آذار 2016 عند إعلان ما سمي بـ "فدرالية روج آفا"، كان أول حدث يتفق فيه كل من الائتلاف السوري المعارض وهيئة التنسيق الوطنية والنظام السوري، وكذلك الرفض التركي حيث جاء دخول القوات التركية لإدلب منعا لدخول قوات سوريا الديموقراطية لها على غرار سيناريو الرقة.
خلاصة القول: لا أحد منّا ينكر ما تعرض له الأكراد من ظلم واضطهاد وحرمان من حقوق، لكن شأنهم شأن المواطن العربي فالصراع ليس داخلي قومي بل نتيجة ظلم واستبداد الأنظمة للمجتمع، وإن حكمت تلك الأنظمة باسم العروبة فهي لا تمثل شعبها وأن وصولها كان غير ديمقراطي، وبالتالي الحل كما نراه لا يتم إلا بدستور يضمن علمانية الدولة ويؤكد على حقوق الجميع كمواطنين لا كطوائف وشعوب وقوميات بل كمواطنين متساوين في الواجبات والحقوق بمعزل عن الدين والطائفة والقومية والجنس والرأي السياسي ،رافضين كل المشاريع المقدمة من الغرب الإمبريالي الذي لم نثق به يوما والتي جميعها تؤكد على محاصصة طائفية أو قومية.
----------------------------------------------------------------------------------

الانتخابات البرلمانية الألمانية: نتائجها وانعكاساتها على الساحة الداخلية والخارجية

في الرابع والعشرين من أيلول2017جرت الانتخابات البرلمانية الألمانية. أغلقت صناديق الاقتراع في الساعة السادسة مساء دون أية حوادث أو اضطرابات أو مشاكل تذكر. وفي نفس الساعة بدأت تظهر نتائج التوقعات التي تجريها معاهد استطلاع الرأي. والغريب بالأمر بالنسبة للمراقب أن تلك النتائج جاءت متطابقة إلى حد بعيد مع النتائج الرسمية التي ظهرت في نفس الليلة.
وكانت على الشكل التالي:
١. الاتحاد المسيحي الديمقراطي: ٣٣٪.
٢. الحزب الاجتماعي الديمقراطي-الاشتراكي: ٢٠,٥٪.
٣. حزب البديل لألمانيا أو المبادرة: ١٢,٦٪.
٤. حزب الديمقراطين الأحرار: ١٠,٧٪.
٥. حزب اليسار: ٩,٢٪.
٦. حزب الخضر: ٨,٩٪.
حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي يتكون من حزبين شقيقين: الحزب المسيحي الديمقراطي، والحزب المسيحي الاجتماعي الديموقراطي المتواجد فقط في ولاية بافاريا.
وعند ملاحظة هذه الأرقام يتبين دخول الحزب البديل لألمانيا لأول مرة إلى البرلمان الألماني. وهو حزب يمثل أقصى قوى اليمين المتطرف في ألمانيا ويحتوي في أجنحته قوى فاشية، وقومية شوفينية ومعادية للأجانب واللاجئين، ومعارضة للإتحاد الأوربي، وتطالب بإعادة المارك الألماني للتداول بدلاً عن اليورو الأوروبي.
ويلاحظ المراقب أيضاً هزيمة نسبية عالية للاتحاد المسيحي الديمقراطي، فنسبة ٣٣٪ بالمئة من الأصوات هي أدنى نسبة حصل عليها منذ العام ١٩٤٩ (أول انتخابات بعد الحرب) إلى اليوم. وحصلت نفس الكارثة أيضاً بالنسبة للحزب الديمقراطي الاجتماعي. وهو أقدم حزب سياسي في ألمانيا.
والملاحظة المهمة لهذه الأرقام تبين انحيازاً واضحاً لصالح اليمين في ألمانيا كما في أغلب البلدان الأوروبية ما عدا اليونان شبه المفلسة. والأغرب من كل هذا هو جنوح الدول التى كانت في حلف وارسو إلى اليمين المتطرف والمعادي للأجانب واللاجئين، كما واضحاً في هنغاريا وسلوفاكيا وبولونيا، وكما تظهر نتائج الانتخابات الألمانية في المحافظات الجديدة التي كانت تتشكل منها جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة. ففي هذه المحافظات حاز الحزب البديل الفاشي على ضعف ما حصل عليه من الأصوات في القسم الغربي في ألمانيا.
ففي القسم الشرقي من ألمانيا أي في مناطق جمهورية ألمانيا الديمقراطية سابقاً، يسجل المراقبون السياسيون، منذ عملية توحيد ألمانيا، ارتفاع نسبة العداء للأجانب أولاً وللمهاجرين ثانياً، بالمقارنة مع مناطق ألمانيا الغربية.
وهذا استدعى من الباحثين تفسير ذلك. وتقول أحدث الدراسات أن أسباب هذه الظاهرة تعود في تقسيماتها إلى التالي:
١. هناك خوف على الهوية، يتمثل بالخوف والقلق النفسي من العولمة.
٢. شوفينية أسبابها اقتصادية ومعيشية وخوف من الأجانب من المشاركة في توزيع الثروة والمزاحمة في أماكن العمل.
٣. شوفينية عرقية قائمة على التعصب القومي ونقاء الدم.
٤. شوفينية قائمة على الخوف من فقدان الشخصية الثقافية والفنية والأدبية والحضارية العامة، والخاصة بالشعب الألماني.
ويبدو أن الأحداث التاريخية التي تمر على الأمم، قد لا تتأخر دائماً في المطالبة بدفع فواتيرها، وتحصيل ديونها.
ففي العام ألفين وخمسة عشر دخل إلى ألمانيا حوالي ٩٠٠ ألف لاجئ أجنبي غريب اللسان والثقافة والعادات والتقاليد، وغير متجانس في تركيبته الاجتماعية، مثلاً أعداد كبيرة من الأطفال مُقتَطعين من أهاليهم، نساء بدون أزواجهن، وبالعكس، وإلخ من المآسي الإنسانية، مما شكل عبئاً لا يستهان به على الدولة والمجتمع، وشكوى من قبل قوى سياسية واقتصادية واجتماعية ألمانية وتذمر ومطالبة بوقف تيار الهجرة واللجوء إلى البلد.
وظهر ذلك على لسان الحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا والشريك في السلطة، وكذلك في ازدياد شعبية ونفوذ حزب البديل لألمانيا، والذي فاز بهذه النسبة المئوية من الأصوات وأصبح القوة البرلمانية الثالثة في البلاد بعد أن كان في انتخابات2013تحت نسبة الحسم أي 5%التي تؤهل الحزب الألماني للدخول للبوندستاغ(البرلمان).
إن هذا الحدث شكل بحد ذاته هزة وصدمة كبيرة للمجتمع الألماني الذي ظل عقوداً طويلة ينعم بالرفاهية والهدوء وراحة البال والاستقرار. جاء ناقوس الخطر يدق بعنف ويعيد إلى الذاكرة الجمعية للأمة، كيف تسلل هتلر وحزبه النازي إلى البرلمان في جمهورية فايمار اليتيمة وكيف قفز إلى السلطة في العام1933.
وهناك مخاوف بدأت بالظهور أيضاً على النطاق الأوروبي والعالمي، رغم أن الكثير من هذا الدرس لم تستوعب بعد نتائجه، فالجرح ما زال حامياً.
صحيح أن السيدة ميركل لا تزال مُمسكة بالسلطة كأقوى حزب سياسي في ألمانيا، مما يشكل ارتياحا للمجتمع الدولي، ولكنها تقف أمام تحديات، ليست سهلة، في عملية تشكيل حكومة جديدة من ثلاثة أحزاب غير متجانسة في الأهداف والتاريخ والسياسات. أي حزبها وحزب الديمقراطيين الأحرار، وحزب الخضر.
هذه الأحزاب مجبرة على التفاهم فيما بينها وعلى ما يسمى زواج الضرورة، نظراً لأن الحزب الديمقراطي الاجتماعي-الاشتراكي أعلن من اليوم الأول لظهور نتائج الانتخابات، عن قراره بالامتناع عن المشاركة في الحكم بالتحالف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي، كما في السابق، وعزمه لعب دور المعارضة في البرلمان.
إن وجود هذا الحزب على رأس المعارضة يفوت على حزب البديل الفاشي التمتع بحقوق كبيرة في البرلمان، منها طول المدة الزمنية للمداخلات الخطابية، وأحقية الدور الأول في الكلام وعدد المتكلمين.
واليوم بعد مضي خمسة أيام على الانتخابات يجري النقاش حول صعوبة تشكيل الوزارة القادمة، نظراً لتعارض الأهداف والرؤى وبرامج الأحزاب الأربعة المدعوة للمشاركة فيها، أي الحزب المسيحي الديموقراطي، والحزب المسيحي الاجتماعي، وحزب الديمقراطين الأحرار، وحزب الخضر.
وفي حالة الفشل، يتوجب على الحزب الديمقراطي الاجتماعي، التحالف مع الاتحاد المسيحي الديمقراطي، مجدداً، وإلا فالفرصة الأخيرة المتاحة للخروج من الأزمة، هي الدعوة لانتخابات جديدة.
وعلى كل حال هناك مهمة ملحة، ولمدة طويلة، أمام القوى الديمقراطية، وخاصة قوى اليسار، تتلخص بالوقوف صفاً واحداً تجاه المد القومي الشوفيني الفاشي الملامح والشعارات المتطرفة تجاه الأجانب واللاجئين والإسلام ومعاداة السامية، والذي يشكل خطراً على الديمقراطية وسمعة ألمانيا الاتحادية في العالم.
إن وحدة اليسار الألماني تشكل النواة الصلبة لجبهة عريضة مناهضة للفاشية وللانحياز نحو اليمين، ليس في ألمانيا فقط، بل على مجمل الساحة الأوروبية على الأقل.
---------------------------------------------------------------------------


حق تقرير المصير
حق تقرير المصير هو أحد المبادئ الرئيسية المنصوص عليها في القانون الدولي باعتباره حق أساسي لكل الشعوب على أساس المساواة بين الناس، ولذلك هو أيضا يرتبط ارتباطا وثيقا بحقوق الإنسان إلى جانب الديمقراطية والحريات في تحديد مصير شعب ما.
وأهمية هذا المفهوم هي في كونه الإطار العام الذي تتمحور حوله كل الحقوق الأخرى، فلا يمكن للحرية كحق والحقوق الأخرى أن تتواجد مالم يكن الشعب ذاته حدد مصيره.
وقد أكد ميثاق الأمم المتحدة على حق تقرير المصير في المادة 55 "رغبة في تهيئة دواعي الاستقرار والرفاهية الضروريتين لقيام علاقات سليمة ودية بين الأمم مؤسسة على احترام المبدأ الذي يقضي بالتسوية في الحقوق بين الشعوب بان يكون لكل منها تقرير مصيرها".
اقترن تقرير المصير، منذ القرن السابع عشر بتعبير حرية الإرادة، حيث عرفه معظم المفكرين على انه" حق الشعب في أن يختار شكل الحكم الذي يرغب العيش في ظله أو السيادة التي يريد الانتماء إليها". وإذا كانت بدايات هذا الحق استهلت في عام 1526 فانه لم يجد تطبيقه الفعلي إلا في بيان الاستقلال الأمريكي المعلن في 4 تموز 1776، وبعدها في وثيقة حقوق الإنسان والمواطن عام 1789 في فرنسا. وعندما حصلت المستعمرات الاسبانية والبرتغالية في أمريكا الجنوبية على استقلالها في الفترة الممتدة من عام1810-1825 جاء(مبدأ مونرو) لمنع الدول الأوروبية من التدخل في شؤون دول أمريكا الجنوبية، عام 1823 ،ليتضمن حق تلك الدول في تقرير المصير، كما تعهد بتقديم الدعم الأدبي والعسكري لحكوماتها التي قامت استنادا إلى هذا المبدأ.
وبذلك نال مبدأ تقرير المصير في أوروبا زخما ضد طغيان الملوك والطبقات الحاكمة، فالثورة الفرنسية أطلقت هذا المبدأ في أوروبا من اجل الأفراد والشعوب والأمم التي من حقها أن تتمتع بالحرية، وان تقاوم الاضطهاد، وان تحدد أوضاعها الداخلية والدولية، فوجدت فكرة الاقتراع العام أو ما أصبح يعرف بديمقراطية الحكم .
وبسبب اختلاف وجهات النظر في تفسير هذا الحق من قبل القوى الاستعمارية والمناهضة للاستعمار لاسيما في شأن منح الشعوب غير المستقلة استقلالها، فقد عمل ممثلو الدول الاستعمارية على التقليل من شأن هذا الحق وإضعاف أهميته إلى حد إنكار وجوده ضمن مبادئ القانون الدولي، مما دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تطلب من لجنة حقوق الإنسان في قرارها رقم 421 الصادر عام 1950 وضع توصياتها حول الطرق والوسائل التي تضمن حق تقرير المصير للشعوب، كما نصت في قرارها رقم 545 الصادر عام 1952 على ضرورة تضمين الاتفاقية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية مادة خاصة تكفل حق الشعوب في تقرير مصيرها.
كما وأصدرت عام 1952 القرار رقم 637 الذي جعلت بمقتضاه حق الشعوب في تقرير مصيرها شرطا ضروريا للتمتع بالحقوق الأساسية جميعها،وانه يتوجب على كل عضو في الأمم المتحدة الحفاظ على حق تقرير المصير للأمم الأخرى واحترامه.
استكمال هذا التغيير تجسد في استخدام كلمة حق droit بدل مبدأ principle بدءا من قرار الأمم المتحدة رقم 1181 عام 1957 كما وأصدرت عام 1960 قرارها رقم 1514 الخاص بمنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة، الأمر الذي شكل محورا استندت عليها جميع القرارات اللاحقة الخاصة بتقرير المصير الصادرة عن الأمم المتحدة.
وبعد سنوات من ممارسات المجتمع الدولي اتخذت الأمم المتحدة قرارها التاريخي بأغلبية 90 صوتا مقابل لا شيء وامتناع 9 دول مفاده: "حق جميع الشعوب من دون تمييز في تقرير مصيرها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي على أن تتخذ خطوات مرتبة لمنح الشعوب غير المستقلة استقلالها التام، ولا يتخذ أي سبب مهما كان ذريعة لتأخير ذلك، لان إخضاع الشعوب لاستعباد الأجنبي إنما هو إنكار لحقوق الإنسان الأساسية ويناقض ميثاق الأمم المتحدة ويعيق السلم والتعاون الدوليين". وقد جمعت الجمعية العامة للأمم المتحدة جميع المبادئ التي اتخذتها بصدد تقرير المصير في قرار واحد حمل الرقم 2625 عام 1970.
وقد كان عام 1962 شاهدا على صدور قرار مهم عن الجمعية العامة حمل الرقم 2955 حول حق الشعوب في تقرير المصير والحرية والاستقلال وشرعية نضالها بكل الوسائل المتاحة والمنسجمة مع ميثاق الأمم المتحدة، كما طلبت من جميع الدول الأعضاء في قرارها رقم 3070 الصادر عام 1973 الاعتراف بحق الشعوب في تقرير مصيرها واستقلالها وتقديم الدعم المادي والمعنوي وجميع أنواع المساعدات للشعوب التي تناضل من اجل هذا الهدف.
ومنذ تلك اللحظة اعتمدت الجمعية هذه المبادئ في جميع قراراتها تحت عنوان " الإعلان العالمي لحق الشعوب في تقرير مصيرها ومنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة والاحترام العالمي لحقوق الإنسان"
ويتجسد حق تقرير المصير في مظهرين اثنين داخلي وخارجي:
الخارجي يقوم بتحديد الوضع الدولي للدولة أو الشعب من حيث اكتساب الاستقلال أو المحافظة عليه واندماجه مع الوحدات السياسية الأخرى، مانحا الوحدة السياسية الطريق الذي تريد أن تسلكه في علاقاتها الخارجية دون أي تدخل خارجي من خلال قيام أو وقف علاقاتها الدبلوماسية، وان تنضم أو تنسحب من المنظمات والهيئات الدولية.
أما الداخلي فيتمثل في حق أغلبية الشعب داخل الوحدة السياسية المقبولة وفقا لمبادئ القانون الدولي في ممارسة السلطة لإقامة شكل الحكم والمؤسسات الوطنية بصورة تتلاءم ومصالح هذه الأغلبية، ولا يتضمن حق تقرير المصير الداخلي حق الانفصال وتغيير الجغرافية القائمة للدولة ، إذ ليس للأقليات حق تقرير مصير يمكنها من أن تحتج به للمطالبة بانفصالها عن إقليم الدولة، لكن القانون الدولي رتب حقوقها بان تصون الأغلبية حقوقها عن طريق احترام حقوق الإنسان.
و يمارس حق تقرير المصير عن طريق الديمقراطية والوسائل الودية التي أهمها الاقتراع، لكن إذا أنكرت القوى المهيمنة على السلطة داخل الوحدة السياسية التي يعيش الشعب فيها أو القوى الاستعمارية تطبيق هذا السبيل الودي وأنكرت على الشعوب حقها في تقرير مصيرها، فان لهذه الشعوب أن تمارسه بالكفاح المسلح وهو ما يسمى تقرير المصير الثوري، والكفاح الوطني المسلح ضد الاستعمار أقرته الأمم المتحدة بقراراتها وإعلاناتها والمواثيق التي أقرتها ومارستها، وبذلك لا يعتبر الكفاح من اجل تقرير المصير إرهابا.
إذن فان ممارسة حق تقرير المصير لأي شعب لا يمكن ممارستها اعتباطيا، فحق تقرير المصير ثابت نصا ومضمونا وينطوي :
أولا : على تحرير الشعب وأرضه دون قيد أو شرط أو تزييف،
ثانيا: على إزالة مختلف القيود والضغوط التي تؤثر سلبا في تعبير الشعب عن إرادته، ويمكن عندها عن طريق إجراء استفتاء حر ونزيه أن يوصل إلى نتيجة ،عندها فقط يمكن القول أنها تعبر عن إرادة الشعب بشان تقرير مصيره.
وقد كان الهدف من المواد الواردة في ميثاق الأمم المتحدة هي معالجة حق تقرير المصير في الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي وتلك المشمولة بنظام الوصاية، أي أن هذا الحق يشمل هاتين الحالتين ولا يمس بشكل من الأشكال وحدة الدول وسيادتها ودليل ذلك مشروع إعلان بشان حقوق الدول وواجباتها الصادر عن الأمم المتحدة حيث نص على
- عدم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية أو الخارجية لدولة أخرى.
- الامتناع عن إثارة الاضطرابات الداخلية في إقليم دولة أخرى.
جاء هذا النص على الرغم من أن مسألة حق تقرير المصير ووحدة الدولة ظلت بدون حلول أو اتفاقيات دولية واضحة بسبب محاولة الدول الكبرى استغلال حق تقرير المصير للتدخل في شؤون الدول التي لا تلتزم معها باتفاقيات أو لا تتوافق سياساتها معها.
وبناء على ما سبق فقد أصبح واضحا في الممارسة الطويلة للمجتمع الدولي دولا ومنظمات دولية أن طبيعة حق تقرير المصير قد تطورت فأصبحت تعني احد أهم الحقوق التي تقررها مبادئ القانون الدولي المعاصر، فهو يرتب للشعوب حقوقا ويرتب على الدول التزامات ذات طبيعة دولية، وهو حق دولي جماعي وعام في آن واحد فهو حق للشعوب دون الأفراد وهو حق دولي عام لأنه مقرر لكل الشعوب وليس لفئة دون الأخرى ،وهو يشمل كل الشعوب المستقلة وغير المستقلة وفقا للمعنى السياسي القانوني لتعبير الشعب، كما تحدد في ميثاق الأمم المتحدة وليس وفقا للمعنى المرتبط بمبدأ القوميات
---------------------------------------------------------------------------------------

الاستحمام بمياه النهر مرتين

لم ينشأ الحزب الشيوعي السوري – 1924- بناءً على نشاط فكري مجتمعي متكامل, بل بناءً على توجهات الكومنترن بإنشاء أحزاب شيوعية في منطقتنا العربية خدمة لأهداف ووجهات محددة, لا تتقاطع مع الوطني دائماً ولا تغيبه كلياً. فيما بعد, صارت برامج وتوجهات (ح. ش. س) ،حتى انشقاق 3نيسان1972عندما نشأ (الحزب الشيوعي- المكتب السياسي)الرافض للهيمنة السوفياتية،تُرسَم بناءً على المصالح الاستراتيجية العليا للاتحاد السوفييتي, هذا الأمر-بالإضافة إلى عوامل أخرى- يفسر لنا عدم تبني (ح.ش.س ), أو لماذا لم يضع على جدول أعماله خلق وبلورة عقل نقدي عربي يكون رافعة لمشروع نهضة عربية جديدة .بل على العكس من ذلك, فقد ساهم بقسط ٍ وفير ٍ بخلق عقل إيماني (ومتعصب), من خلال اعتباره الماركسية نصاً كاملاً ومنجِزاً, ولم يعتبرها منهجاً في التحليل والاستقراء.
هكذا صارت الماركسية ديناً جديداً, له رموزه و مقدساته, فتم وضع ماركس ضد محمد ورأس المال بديلاً عن القرآن الكريم .وصرنا نقرأ في أدبيات - ح. ش. س- مقولات مثل (لقد أثبت الزمان صحة أفكارنا وتوجهاتنا ), (وبعد أن دار الزمن دورته تبيّن أننا كنا على صواب) .فتكتشف فجأة أن للزمن وظائف أخرى بالإضافة إلى تعاقب الليل والنهار وتبدل الفصول الأربعة, هي إثبات صحة توجهات وأفكار ومبادئ ونهج (ح . ش. س ) .
المشكلة الكبرى مع (ح. ش. س ) هي أنه ليس فقط لم يعمل على بلورة عقل نقدي, لا يتصالح مع المقدس, بل على العكس, فقد ساهم بتصنيع عقل إيماني, منغلق, ليصار في النهاية إلى الاصطدام بين العقليتين الإيمانيتين ( إسلام ـ ماركسية ), و لتولد مصطلحات جديدة في الفكر السياسي العربي , رجعي ـ تقدمي/, كافر ـ مؤمن .
من هذا العرض الكثيف, يمكننا أن ندرك, لماذا تحوّلَ الكثير من الشيوعيين في سورية, إلى ضفاف أخرى بعد زلزال1991.
لقد أرتد قسماً منهم إلى مربع ما قبل الدولة عن القيم والمنظومات المعرفية, التي أرتقت بوعي وواقع الإنسان, من كائن اجتماعي بدائي, بقيم رعوية, إلى منظومة الدولة, ارتدوا فجأة إلى الطائفة - العشيرة - المذهب, منحدرين بسرعة الضوء, إلى مكونات العقل الأولى,واضعين وراء ظهورهم كل الحتميات والجدل والتاريخ .أما قسماً آخراً من الماركسيين, فقد عبَّر عن أزمته بطريقة أخرى, قد تبدو للوهلة الأولى, قفزة إلى الأمام, وتطور وارتقاء بالوعي .قفز هؤلاء إلى الليبرالية ؟؟!! نعم, قفزة واحدة, دون سابق إنذار, دون كشف حساب أمام الذات والآخر .
إذا أردنا أن نحصر هذا التحوُّل في خانة الحرية الفكرية, فالموضوع ينتهي عند ذلك الحد, وهذا حقهم, بل وواجب علينا احترام هذا التحوّل, ولكن المسألة ليست حرية فكرية بقدر ما هي تعبير عن أزمة فكرية خانقة أثّرت - وستؤثر- على سير العملية السياسية في واقعنا الراهن, هذا إن لم يكن ذاك التحوّل, استمرارا لمسلسل إخفاقات الفكر العربي, في خلق وتشكيل عقل عربي نقدي, لا يركن إلى المنظومات المكتملة, المغلقة, المعلبة .
ثمة أمراً جوهرياً بقي على حاله, حتى بعد هذا الانتقال إلى المنظومة الفكرية النقيضة, وهو محافظتهم الكاملة, على أدوات وطرائق التفكير القديمة, مع فوارق شكلية بسيطة, فقد استبدلوا الاتحاد السوفييتي بأمريكا ..., والاشتراكية بالديمقراطية ,وجعلوها -كما كانت الاشتراكية - دواءً سحرياً لكل أمراض وإشكاليات المجتمع العربي الراهنة, بدءًً بالتخلف ومروراً بإشكالية الأصالة والمعاصرة, وانتهاء بتمكين المرآة. هكذا صار الحال, كمن أكتشف دواءً جديداً, وراح يبحث عن أمراض ٍله .
هذا الواقع يقودنا إلى التحدث - تاريخياً - عن ظروف انتقال الليبرالية إلينا .
لم تأت ِ الليبرالية العربية, نتيجة لمتغيرات جذرية في مجتمعنا, بل جاءت نتيجة احتكاك النخب العربية المثقفة في القرن التاسع عشر, مع الحضارة الأوربية, عبر البعثات التي أرسلها محمد علي باشا, وعبر البوابة الاستعمارية لدول الشرق العربي / لبنان , سوريا / .ثم تم الانقلاب السريع عليها من قِبل العسكر العام 1949 على خلفية الفشل في حرب فلسطين / 1948, و اكتمل في العام /1963/ ...لأنها لم تأت - كما أسلفنا - نتيجة تحولات صناعية, اقتصادية, فكرية, كما في أوربا, الأمر الذي لم يتح لها (الليبرالية العربية) حاملاً اجتماعياً. ومن المهم أن نتذكر أن الليبرالية في أوربا, لم تأت نتيجة انقلاب على نظام حكم شمولي.
اليوم عادت الليبرالية كمنظومة معرفية, وإطار فكري متكامل لتتصدر الواجهة, حيث تمت استعادتها من قِبل بعض الماركسيين (التائبين) وبعض الطارئين على العمل السياسي في سوريا, وهم في الغالب طبقة رجال أعمال نمت وكبرت في حض الدولة, ومن هنا يمكن القول أنه ليس لتلك الطبقة برنامجاً ليبرالياً بمضامين ليبرالية تنويرية بقدر ما لديهم حلماً و توقاً للعب دور سياسي في الحكم يوازي دورهم ونشاطهم الاقتصادي , وهم بذلك لا يبتعدون –فكرياً- عن البنية الديكتاتورية للأنظمة العربية التي تحمل برنامجاً ليبرالياً .تدرك تلك الطبقة الليبرالية حديثة العهد أنه لا حاملاً ليبرالياً لها في سوريا ,لذلك استعادوا ليبراليتهم محمولة على الدبابة الأمريكية, معتقدين أن الدبابة التي احتلت بغداد, توقفت قليلاً للتزود بالوقود قبل متابعة سيرها إلى دمشق ,ومتوهمين أن للدبابة الأميركية خزانات إضافية - وهي ليست للوقود بطبيعة الحال - بل للقمح والديمقراطية .
لسنا ضد الليبرالية - على الأقل من زاوية الانفتاح على الآخر- كمفهوم فكري غيّر وجه أوربا, ولكن يبدو أننا نعيد إنتاج الأزمة من جديد , ولكن بثياب أمريكية هذه المرة .
في الماضي كنا نعاني من ثنائية شيوعي / سوفييتي, فلا يستقيم الأمر بدونها, واليوم ألا يمكن للمرء أن يكون ليبرالياً دون أن يحمل معه المشروع الأميركي؟
عندما نحل هذه المعادلة السهلة, يمكننا أن نعتقد أننا بدأنا ننشل أنفسنا - و الفكر- من مفهوم الإلتحاقية, التي وصمت الخمسين سنة الماضية من تاريخنا السياسي, والتي لم نحصد من خلالها الكثير, على صعيد تأسيس وبلورة عقل نقدي عربي, منفتح على الآخر ومعترفاً به وبقيمه, هذا العقل هو الذي سيجعلنا نحتل مكاننا على خريطة العالم, فلا نبقى على هامش العالم, صدىً خافتا ومشوهاً لصوتٍ يأتينا عبر البحار, ومحملاً بنكهة الآخر ومصالحه فقط !!!
ذكريات ليبرالية ..... عربية:
- عندما علم أحد سجناء(( الرأي )) - الليبرالي - باستشهاد الشيخ / المقاوم/ أحمد ياسين عقّب قائلاً: لقد مات الإرهابي!!!!
- وصف ليبرالي عربي جديد - مخضرم ب الماركسية سابقاً - القصف البربري الأمريكي على بغداد بقوله: إن صوت دوي القنابل المتساقطة على بغداد, يطرب أذني كالموسيقى !!!!! ؟؟؟؟ هل هذا سقوطاً أخلاقياً ؟؟
بالتأكيد لسنا ولم نكن يوماً من المغرمين بمجازر صدام حسين, هذا السيد الليبرالي الجديد (آخر طبعة) ساهم - أيام جهله - بترجمة العديد من كتب الماركسية إلى العربية .
- ذكريات ليبرالية أوربية :
- عندما كان الرئيس شيراك عمدة لمدينة باريس , أصدر قراراً بمنع كتابة الآرمات بغير اللغة الفرنسية .
- بُعيد انتصار الجنرال ديغول /1945/ أعدم الآلاف من الفرنسيين الذين (استغلوا الظروف الدولية) حاربوا مع حكومة فيشي المتعاملة مع النازيين, وبعد سجنه(الجنرال) بيتان(بطل الحرب الوطنية), قال ديغول كلمته المشهورة:الخيانة ليست وجهة نظر .
نحن في (الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي)حافظنا على اسم الحزب ورفضنا توجهات أعضاء الحزب الآخرين الذين ذهبوا عام2005إلى تأسيس (حزب الشعب الديمقراطي)وراهنوا بعد تخليهم عن الماركسية وتبنيهم لليبرالية الجديدة على الاستعانة بالخارج .نحن نرى مزج الماركسية مع الوطنية والعروبة والثقافة المحلية وأن تكون مثل الصين وفيتنام رافعة وأداة مقاومة ضد مشاريع الخارج الامبريالي وأدواته الاقليمية وأن تكون رافعة للتوحيد القومي وطريقاً للتحديث والتنمية.

-------------------------------------------------------------------------------------------------------

التيَّار السِّياسي والبيئة المحلية
محمد سيّد رصاص
جريدة الأخبار الثلاثاء 18 تموز 2017
● في أواخر عام 1918 ظهر كتاب بعنوان: «تدهور الغرب» لمؤلف ألماني اسمه أوزوالد اشبنغلر. أطلق اشبنغلر نبوءة حصلت بين عامي 1989-1991 من خلال توقعه «انهيار البلشفية» التي هزّت العالم عبر ثورة أكتوبر 1917 الروسية وفق تعبير جون ريد.
انطلق اشبنغلر في هذا من مقولة وضعها تقول أن هناك «تشكل تاريخي كاذب» يغطي كقشرة في حالات معينة البنية العميقة لحضارات معينة تكون بنيتها الحضارية ــ الثقافية مكتملة التكوين، ويحصل هذا التشكل إما بفعل غزو عسكري خارجي أو إما من خلال تقليد حضارة أقوى عسكرياً وسياسياً وتقنياً واقتصادياً: يعتبر المؤلف الألماني أن حركة التغريب لروسيا التي بدأها بطرس الأكبر (1682-1725) هي قشرة رقيقة سطحية أتت فوق البنية العميقة لروسيا التي هي ذات طابع سلافي ـ أرثوذكسي منذ إنشاء الدولة الروسية الأولى في كييف عام 972 من قبل «الدوق فلاديمير» واعتناقه المسيحية الأرثوذكسية البيزنطية عام 988، وهو يرى أن البلشفية هي ذروة التغريب الذي بدأه بطرس الأكبر عبر خط يصل إلى لينين عبر محطات (الحركة الديسمبرية ـ 1825) والأديب ليو تولستوي والماركسية بفرعيها المنشفي والبلشفي، وهو يعتبر أن روسيا خلال قرنين من الزمن «قد أُرغمت على أن تدخل تاريخاً اصطناعياً مزوراً لم تكن نفس روسيا القديمة قادرة على فهمه» (الطبعة العربية، دار مكتبة الحياة، بيروت 1964، المجلد الثالث، ص 16).لم يحصل مع الشيوعية الصينية بمحطتيها مع ماوتسي تونغ (1949-1976) ومع دينغ سياو بينغ (1978-1997) وخلفائه ما حصل مع البلشفية التي انتهت في مجرى استغرق ثلاثة أرباع القرن. أيضاً نجحت الشيوعية الفيتنامية مع هو شي منه منذ عام 1930 وحتى وفاته عام 1969 ثم مع خلفائه حيث نجح الشيوعيون الفيتناميون في أن يكونوا قادة التحرر الوطني ضد الفرنسيين واليابانيين والأميركيين ثم أن يكونوا قادة التوحيد القومي لفيتنام المجزأة عام 1975 ثم بعد هذا أن يقودوا عملية التحديث الرأسمالي تحت قيادة الحزب الشيوعي كما في الصين ما بعد عام 1987 حيث يقود الشيوعيون الصينيون أكبر ثورة رأسمالية لم تشهد البشرية مثيلاً لحجمها منذ الثورة الصناعية الإنكليزية بالقرن الثامن عشر. من خلال التجربتين الصينية والفيتنامية، وأيضاً تجربة الحزب الشيوعي الإيطالي الذي تفاعل أيضاً مع التربة المحلية الممزوجة فيها القومية الإيطالية مع الهوية الثقافية ـ الحضارية الرومانية الكاثوليكية، هناك إثبات عملي بأن الماركسية هي منهج معرفي تحليلي لمكان وزمان معينين وفي إطار تفاعل المحلي ــ الخارجي حيث ينتج ــ أي المنهج ــ برنامجاً سياسياً، وليست عقيدة صالحة لكل مكان وزمان. هذا البرنامج السياسي، وبوصف السياسة مكثفاً للاقتصاد والاجتماع والثقافة، لا يمكن أن ينجح على المستوى القريب والمتوسط والبعيد إذا لم يكن ناتجاً عن تفاعل المنهج المعرفي التحليلي مع التربة المحلية المتمثلة في البنية الحضارية ـ الثقافية. مع التجربتين الشيوعيتين الصينية والفيتنامية جرى تلقيح الماركسية مع البنية الحضارية ــ الثقافية، الآتية من الكونفوشية والبوذية والتاوية عند الصينيين والبوذية والتاوية عند الفيتناميين، لإنتاج ماركسية مخصوصة تفاعلت مع القومية المحلية وليتم تكريسها لمكافحة المحتل الأجنبي، حيث نجحت لاحقاً في البلدين في مهام «التحرر الوطني» و«التوحيد القومي» و«التحديث وتجاوز التأخر». نجح لينين وستالين في تحديث روسيا ولكن التجربة البلشفية أنتجت بنية اجتماعية ـ اقتصادية ـ ثقافية، أصبحت متناقضة مع البنية السياسية ـ الدولاتية، ما جعل هناك تناقضاً منذ الخمسينيات بين البنيتين حتى تمت إزاحة البنية الثانية من قبل الأولى بفترة 1989 ـ 1991. لم يحصل هذا في الصين وفيتنام، على الأرجح أن ما طرحه أوزوالد اشبنغلر هو الذي يفسر ذلك.
يتحدث اشبنغلر عن حالة ثانية من «التشكل التاريخي الكاذب» حصل مع «الحضارة العربية»، التي يسميها أيضاً بـ«الحضارة المجوسية»، بفعل لإسكندر المقدوني والرومان والبيزنطيين، ولينتهي هذا في معركة اليرموك عام 636 ميلادية ماسحاً ما بدأ مع المقدونيين عام 331 قبل الميلاد ثم مع سيطرة روما على الشرق في معركة أكتيوم 31 قبل الميلاد من تشكل لثقافة هيلينستية، وليعيد الإسلام وصل واستمرار تاريخ الشرق القديم في فارس وبلاد الرافدين والشام وفي عموم المنطقة الممتدة من نهر السند إلى مراكش مع ماردوخ ـ يهوه ـ أهورا مازدا (إله الخير عند الزرادشتية): «امتص الإسلام الطوائف الفارسية واليهودية والمسيحية من العالم المتمدن والأرقى عقلانياً» (ص 100)، «الإسلام لم يكن دين الصحراء، بل جاء نتاجاً لاكتساح المؤمنين به المتحمسين، هذا الاكتساح الذي كان بمثابة انهيار كتل من الثلوج، حمل معه المسيحيين واليهود والمازاديين... ومعظم العرب الذين هاجموا القسطنطينية عام717 لأول مرة كانوا قد ولدوا مسيحيين، وقرابة عام 650 اختفت فجأة تماماً الآداب البيزنطية» (ص185). ذاب المسيحيون الشرقيون، وبخاصة اليعاقبة والنسطوريون، في الإسلام. يعزو اشبنغلر عدم قدرة المسيح على فعل ما قام به محمد إلى بولس الرسول: «فكنيسة يسوع قد فصلت فصلاً اصطناعياً عن منابعها وأصولها الروحية وشدت إلى جوهر أجنبي وعلماني» (ص 63) مع ذهاب بولس إلى عالم أثينا ــ روما.
في التاريخ العربي الحديث في القرن العشرين، يلاحظ أن التيارات التي تفاعلت مع البيئة المحلية بخصائصها الاقتصادية ــ الاجتماعية (المشكلة الزراعية) والحضارية ـ الثقافية (القومية العربية التي تمتح من الإسلام ليس بوصف الأخير ديناً بل كثقافة) والسياسية (مقاومة الاحتلال والغزو والاستيطان) هي التي نجحت في أن تعوم عربياً: البعث وعبد الناصر والإسلام السياسي. فشلت الليبرالية التي كان منظرها الأول، أحمد لطفي السيد، مؤيداً ومتعاوناً مع الاحتلال البريطاني، ثم سقط زعيم أكبر تجربة ليبرالية عربية في حفرة التعاون مع الأجنبي، أي مصطفى النحاس باشا زعيم حزب «الوفد» في مصر، لما فرضته الدبابات البريطانية رئيساً للوزراء في يوم الرابع من شباط/ فبراير 1942 ضد إرادة الملك فاروق. الشيوعيون العرب ضربوا رأسهم وجسمهم في الحائط بسبب تأييدهم لقيام دولة إسرائيل في عامي 1947 و1948 بحكم تبعيتهم للسوفيات، وهو أمر قادهم أيضاً في سوريا لمعارضة وحدة 1958 بين سورية ومصر. لم تكتمل تجربة الحزب الشيوعي السوري ــ المكتب السياسي منذ انشقاق الثالث من نيسان 1972 عن السوفيات وخالد بكداش في الوصول إلى تفعيل الماركسية كمنهج معرفي ـ تحليلي مع «البنية الحضارية ـ الثقافية» واقتصر مسار الحزب على تبني «العروبة» و«قضية فلسطين» و«فك التبعية للسوفيات». تم تغليب السياسي على الفكري من دون المزج بينهما أو إدراك أن الثاني هو المفتاح وأن الأول هو الباب.
مع بدء انحسار «الإسلام السياسي» منذ سقوط حكم «الإخوان» في مصر في يوم الثالث من تموز/ يوليو 2013، وتبوأ «السلفية الجهادية» زعامة الإسلاميين بدلاً من «الأصولية الاخوانية» وهو من العلامات الكبرى لتلك العملية الانحسارية، هناك فراغ سياسي عربي، ما دامت الحركة العروبية، بطبعتيها الناصرية والبعثية، في حركة انحسار أيضاً، وما دام الماركسيون في حالة إغماء بفعل صدمة انهيار وتفكك الاتحاد السوفياتي بين عامي 1989 ـ 1991: لن تستطيع الحركات السياسية التي تقطع مع التربة المحلية عبر محاولة جعل فترة 331 قبل الميلاد ـ 636 ميلادية هي «التشكل التاريخي لبلاد الشام»، مثل «القوميون السوريون» الذين بدأوا كتجربة حزبية منذ عام 1932 وكانوا من الطائفة الأرثوذكسية أساساً في سوريا ولبنان، أن يعوموا اجتماعياً، ولا من يريد (مصر أو سوريا أو العراق أولاً): هل يستطيع الماركسيون العرب تكرار ما فعله ماوتسي تونغ وهو شي منه؟... الماركسية والتي أنتجها كارل ماركس سليل الحاخامات اليهود لأبيه وأمه، تشبه الإسلام واليهودية، كفكر تركيبي لعناصر الاقتصاد ـ الاجتماع ـ الثقافة ـ السياسة، في سلسلة تمتد من ابن رشد ــ موسى بن ميمون ــ اسبينوزا ــ ماركس.
__________________________________________


قطر والسعودية
أصبح النزاع الخليجي علامة فارقة في النزاعات العربية - العربية ليس لجهة ارتباطاته الخارجية فقط وأيضا لتحديد مصير دوله وتوجهاتها.كان لقطر خلافات عديدة مع الإمارات وتاريخية مع البحرين (على جزر الحوار وزبارة والحدود البحرية ومكامن النفط والغاز) ومع السعودية ولكن الخلاف المستجد حول الإخوان ودورهم هو الأهم.
كانت السعودية وبحكم حجم المملكة ووزنها العسكري والبشري والنفطي والديني تحاول تحجيم بقية دول الخليج وإتباع سياساتها لتلائم سياسة السعودية ودورها في المنطقة ووقع العديد من الخلافات الحدودية مع قطر ولكنها اكتسبت صفة العداء منذ حادثة الخفوس عام 1992م التي قتل فيها ضابط سعودي وجنديين قطرين وفيها انتزعت السعودية هذه المنطقة من القطريين.هذه الحادثة تركت ندبة عميقة لدى ولي العهد ووزير الدفاع حمد بن خليفة تجاه السعودية.
عقب الانقلاب الأبيض لحمد بن خليفة على والده عام 1995 شعرت السعودية بتمرد الأمير الجديد وعدم تنسيقه معها فحاولت عبر دعم انقلاب عام 1996 إرجاع الأمير خليفة للحكم وكانت قريبة من ذلك ولكن الانقلاب فشل في تحقيق أهدافه وكان إيذانا لصراع وجود بارد بين دولتين مغلفا بقبلات حارة.
إن التوازن بين الدولتين مختل وبشكل هائل لصالح السعودية لذلك عمل الأمير حمد على تقوية العلاقة مع الولايات المتحدة لجعلها سداً في وجه اي تدخل سعودي عسكري فعمل منذ عام 1996على استقبال القوات الأمريكية في قاعدة العيديد لتتحول لاحقا إلى مركز القوات الأمريكية في الشرق الأوسط ولتقاد منها لاحقا عمليات احتلال أفغانستان والعراق ,هذه القاعدة مولت من قبل الحكومة القطرية وبتكلفة مليارات الدولارات. وعملت الحكومة القطرية على تمكين نفسها اقتصاديا باستثمار ثرواتها الغازية لتتحول إلى مزود عالمي للغاز المسال تعتمد عليه الكثير من البلدان بما فيه بلدان الخليج كما استثمرت إعلاميا لتحدث نقلة نوعية عبر قناة الجزيرة الفضائية لتهز الجماهير العربية عبر طرح تغطية إخبارية جديدة لتتحول إلى أبرز سلاح قطري سيستعمل بوجه من تريد قطر محاربته كما دعم الأمير حمد علاقته بإيران وتركيا لتوازن السعودية استراتيجيا في حال تخلي أمريكا عنه.
كل ما سبق لا يكفي بحكم فرق عدد مواطني الدولتين فاعتمد على الإخوان المسلمين كمناقض إسلامي وأيضاً كثقل بشري فصيغ تحالف بين التنظيم العالمي للإخوان وبين قطر جرى بموجبه حل تنظيم الإخوان - فرع قطر والاتفاق على تبادل الدعم في مسائل المنطقة وبذلك أسس الأمير حمد منظومة محمية عسكريا من أمريكا و مدعومة في حال الخطر من إيران وتركيا ومستندة إلى حاجة عالمية إلى استقرار إمدادات الغاز ومدعمة بذراع إعلامي قوي عبر الجزيرة ومدعمة بجماهير الإخوان عبر العالم الإسلامي إضافة إلى استثمار عائدات الغاز في السوق الغربية في لندن وباريس وميونيخ ونيويورك .كل هذا مكنه من ترقب موعد الاحتجاجات في السعودية والمنطقة وذلك ما تم الحديث عنه في التسريب الصوتي بين العقيد القذافي وكل من الأمير حمد ورئيس وزرائه الذي جرى على الأغلب عام 2009 وتم الوعد بأنه بعد 12 سنة لن ترى المملكة على الخريطة . إثناء استضافة الأمير حمد لأحد الضيوف الغربيين تفاجئ الضيف بخريطة ضخمة لقطر والخليج ومطالبة الأمير بأراض بعيدة في السعودية وممتلكات في نجد وعزمه على استرجاعها. لم توفر السعودية جهدها في زعزعة قطر ولكن الدعم الأمريكي لقطر كان سداً مانعاً وحين استعادت السعودية المبادرة بعد انحسار الاحتجاجات العربية وانقلاب السيسي في مصر جرت أزمة سحب السفراء عام 2014 ومن ثم شهدت القمة الأمريكية الإسلامية في الرياض عام 2017 ميلاد مرحلة جديدة عنوانها تحجيم قطر والإخوان المسلمين وجرى قطع العلاقات ومحاصرة قطر.
عملت السعودية على تشكيل معارضة قطرية وتعويمها فجرى مؤتمر في لندن في 14ايلول وتبعه مؤتمر للمعارضة السعودية في دبلن بعد ذلك بأسبوعين كل ذلك في حرق لسفن العودة.
إن الدور الذي لعبته قطر يشبه دور القناص الذي تتاح له فرصة واحدة لإصابة الهدف فهل ستتيح التغييرات في السعودية فرصة ثانية ؟....
-----------------------------------------------------------------------------------------
تحديد مصطلح (الحرب(
تعريف الحرب:تعرف الحرب بأنها "الحالة القانونية التي ينظمها القانون الدولي والناجمة عن صراع مسلح بين الدول بقصد فرض إحداها أو مجموعة منها لوجهة نظرها بالقوة على الدولة أو الدول الأخرى"وعرَفها الفقيه "ستيرك"بأنها صراع بين دولتين أو أكثر من خلال قواتهما المسلحة، بالدرجة الأولى، بفرض إنهاء الطرف الآخر أو فرض إرادة المنتصر عليه. وعرَفها "كلسن " : الحرب من حيث المبدأ هي أعمال تتضمن استخدام القوة المسلحة تمارسها دولة على أخرى مشكِلة بذلك تدخلا"غير محدود في نطاق مصالح الدولة الأخرى . ويعرفها "كلسن" : الحرب من حيث المبدأ هي أعمال تتضمن استخدام القوة المسلحة ، تمارسها دولة على أخرى مشكِلة بذلك تدخلا"غير محدود في نطاق مصالح الدولة الأخرى . أما في الإسلام فإن الحرب عبارة عن ظاهرة طبيعية ومؤقتة وهذا ما يؤكده القرآن الكريم في أكثر من سورة، باعتبار الحرب سنة من السنن الكونية المعروفة بسنة الدافع .<كتب عليكم القتال وهو كرها لكم > ، وجاء في حيث للرسول قوله : لا تتمنوا لقاء العدو ، واسألوا الله العافية ، فإذا لقيتموهم فأثبتوا واذكروا الله كثيرا". فالإسلام اعتبر الحرب شر وهذا الشر لصد العدوان ، والقضاء على فساد المشركين وبغيهم . أما ابن خلدون فقد اعتبر أن الحرب تكون مشروعة في الإسلام في حالتين
الحالة الأولى :أن يكون قيام الحرب راجعاً إلى غضب الله لدينه، الحالة الثانية: غضب للملك وسعي في تمهيده وبسطه. أي انه يعتبر هاتين الصفتين في الحرب < حرب جهاد وعدل >، ويمكن عرض بعض النتائج التي تتفرع عن تعريف الحرب كمايلي :
أولا: ا لحرب تعتبر صراعا مسلحاً بين دول : أي أن الحرب تتميز عن النزاعات الأخرى التي تحصل داخل الدولة الواحدة < حرب أهلية أو نزاع أو تمرد ..>.
ثانيا: الحرب تخضع لتطبيق قواعد القانون الدولي، تلتزم بها الدول الأطراف في النزاع وكذلك الدول المحايدة، فتستخدم الدول الأطراف حقوق المحاربين. من أهداف الحرب إعلان أو فرض وجهة نظر وطنية كما جاء في وثيقة < بريان كيلوغ> فإذا لجأت الدولة لاستعمال القوة من اجل فرض قهر جماعي بناء على طلب منظمة دولية ن فإن هذا التصرف لا يعتبر حرباً وإنما إجراء بوليسي ، تفرضه نظرية "الأمن الجماعي " .
نظرية الحرب العادلة:عندما ابرم ميثاق <كيلوغ بريان > لم يعتبر هذا الميثاق إن الحرب تتوافق مع القانون، لكن الفقهاء الأسبان الأوائل < سواريز > لم يعتبروا الحرب مجرد حادثة أو واقعة ن بل إجراء قضائي حقيقي ، ويشترط لاعتباره كذلك توافر أربعة شروط :
1ـ إعلانها .
2ـ سبب عادل لإعلانها
3ـالضرورة التي تحتم إعلانها بسبب تخلف الوسائل المتيسرة في العلاقات الدولية لتحقيق العدالة .
4ـ إدارتها بصورة عادلة تهيئ لعودة النظام والسلام ولكن حصلت نظرية الحرب العادلة على نصيبها من النقد باعتبار أن كل الدول التي تلجأ إلى الحرب قد تعتبرها عادلة من جانبها ،مما يؤدي إلى تضارب الادعاءات بصدد عنصر العدالة مشروعية الحرب: كانت الحرب تعتبر في القانون الدولي حتى الحرب العالمية الأولى أداة مشروعة من أدوات السيادة الوطنية، وحقاً من حقوق الدولة الأساسية تتصرف به الدولة بغير قيد أو شرط . ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وما خلفته من كوارث وويلات، كان لابد من العمل على تحريم الحرب فكانت أول محاولة من عصبة الأمم المتحدة، غير انه لم يكتب لها النجاح الكلي، بل تم تقييدها وتحديدها بقيود معينة، حيث جاء في نصوص عهد عصبة الأمم المتحدة إن الحرب تكون غير مشروعة في الحالات الآتية :1ـالحرب العدوانية < المادة 10>
2ـحالة الالتجاء إلى الحرب لفض نزاع ما قبل عرضه على التحكيم أو القضاء او مجلس العصبة أو بعد عرضه للفصل فيه بإحدى هذه الطرق، ولكن قبل مضي ثلاثة أشهر من تاريخ صدور قرار التحكيم أو القضاء أو مجلس العصبة <المادة 12>.
3ـحالة إعلان الحرب على دولة قبلت قرار التحكيم أو القضاء أو التزمت بقرار مجلس العصبة الصادر بالإجماع ولو بعد مضي الموعد المتقدم <المادة12ف4مادة 15 ف6>
4ـحالة قيام نزاع بين دولتين كلتاهما أو احدهما غير عضو في العصبة ودعوة المجلس لها لإتباع الإجراءات المتقدمة ورفض إحداهما ذلك والتجاؤهما مباشرة للحرب < م17>.
الحرب المشروعة : وتكون الحرب مشروعة في حالتين
الحالة الأولى:
الحرب الدفاعية
الحالة الثانية: حالة الالتجاء إلى الحرب من اجل نزاع سبق وتم عرضه على مجلس العصبة ولم يصدر فيه قرار بإجماع الآراء وبعد مضي ثلاثة شهور من صدور قرار الأغلبية <م15ف7>
ومع استمرار المحاولات من قبل عصبة الأمم من اجل تحريم الحرب نهائيا "تم إقرار بروتوكول عام 1924 لإقرار تحريم الحرب فاعتبرت الدول الأعضاء اعتبار الحروب العدوانية جريمة دولية ، كما تعهدت بعدم الالتجاء إلى الحرب بأية حال من الأحوال إلا في مجال الدفاع المشروع أو تطبيقا" لنظرية الأمن الجماعي . وبعد ذلك صدر ميثاق باريس عام 1928 المعروف بميثاق < بريان كيلوغ> الذي اعتبر ان الدول الموقعة عليه تستنكر اللجوء إلى الحرب لتسوية الخلافات الدولية ونبذها في علاقاتها المتبادلة ك أداة من أدوات السياسة القومية <م1> وان جميع الخلافات والمنازعات التي يمكن أن تقوم بينها أياً كانت طبيعتها وأياً كانت أصلها لا يجوز أن تعالج ألا بالوسائل السلمية <م2>
أما ميثاق الأمم المتحدة فقد حرَم الحرب، سواء أكانت الحرب اعتداء ،أو كان الهدف منها حسم نزاع قائم لم يصل الأطراف فيه إلى تسوية سلمية ، حيث جاء بالمادة الثانية من الميثاق: "يمتنع أعضاء الهيئة جميعها في علاقاتهم الدولية عن التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأية دولة أو على أي وجه آخر لا يتفق مع مقاصد الأمم المتحدة" .على أن الميثاق استثنى حالتين اثنتين من ذلك.
الأولى: حالة الدفاع المشروع ريثما تتدخل الأمم المتحدة <م15> .
الثانية: حالة قيام الأمم المتحدة بمواجهة دولة ثبت عدوانها وفق نظرية الأمن الجماعي < الفصل السابع >. وبالتالي اعتبرت العدوان جريمة ترتكبها الدولة المعتدية، مع تحقق المسؤولية الجنائية للدول المعتدية والأفراد المسؤولين في هذه الدول .
تعريف العدوان:وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم3314 في الدورة 29 الصادر في 14/12/1974على وضع تعريف للعدوان في المواد التالية :
المادة الأولى : "العدوان هو استخدام القوة المسلحة من قبل دولة ضد السيادة أو الوحدة الإقليمية أو بأي طريقة أخرى لا تتفق مع ميثاق الأمم المتحدة"
المادة الثانية: الاستخدام الأول للقوة المسلحة من قبل دولة بصورة مناقضة لحكم الميثاق يشكل دليلا"ظاهريا"كافيا" على عمل من أعمال العدوان
المادة الثالثة: وفق أحكام المادة الثانية يعتبر أي من الأعمال التالية بغض النظر عن إعلان الحرب
1ـالغزو أو الهجوم من قبل القوات المسلحة لدولة على أقاليم دولة أخرى أو أي احتلال عسكري مهما كان مؤقتاً ونجم من هذا الغزو أو الاعتداء أي ضم لإقليم دولة أو جزء منه بالقوة
2ـالقصف بواسطة القوات المسلحة لإقليم دولة أخرى أو استخدام أية أسلحة من جانب دولة ضد إقليم دولة أخرى .
3ـحصار الموانئ والسواحل التابعة لدولة بواسطة القوات المسلحة لدولة أخرى .
4ـالهجوم بواسطة القوات المسلحة لدولة ما على القوات البحرية والبرية والجوية والأساطيل البحرية والجوية لدولة أخرى .
5ـ استخدام القوات المسلحة لدولة ما < الموجودة ضمن إقليم دولة أخرى بموافقة تلك الدولة > بشكل يناقض الشروط المنصوص عليها في الاتفاقية ، أو استمرار وجود هذه القوات في إقليم تلك الدولة بعد إلغاء الاتفاقية .
6ـارسال دولة أو تبنيها لمجموعات أو عصابات مسلحة أو مرتزقة للقيام بأعمال مسلحة ضد دولة أخرى، إذا كانت الأعمال من الجسامة بحيث تصل إلى ما أدرج أعلاه أو تورطها في مثل هذه الأعمال .
المادة الرابعة: الأعمال المدرجة أعلاه ليست حصرية ولمجلس الأمن أن يقرر أن أعمالاً أخرى تشكل عدوانا وفق أحكام الميثاق .

المادة الخامسة: ليس في هذا التعريف ما يمكن أن يفسر على إن يفسر على انه توسيع أو تضييق لنطاق الميثاق
المادة السادسة: ليس في هذا التعريف ما يفتئت على حق تقرير المصير والحرية والاستقلال المستقاة من الميثاق للشعوب المحرومة من هذا الحق
قوانين الحرب: كانت قوانين الحرب في بداياتها في القرن السادس عشر غير مقننة وأخذت الشكل العرفي ، وبعد ذلك تحولت القوانين العرفية إلى قوانين مكتوبة ، وكان الفضل في ذلك للاتفاقيات الدولية الناظمة له ومنها : ـ إعلان باريس لعام 1856 بخصوص الحرب البرية.
إعلان بيتر سبورغ لعام 1868 واتفاقيات لاهاي 1899 و1907
ـ تصريح لندن لعام 1909، واتفاقية واشنطن 1922 حول حرب الغواصات والغازات .
ـ بروتوكول جنيف 1925 عن الحرب الكيميائية، والجرثومية
ـ بروتوكول لندن لعام 1936 بخصوص استخدام الغواصات
ـ اتفاقيات جنيف لأعوام 1864 و1906 و 1929 و 1949 السارية المفعول
ـ اتفاقيات لاهاي 1954 .
التمييز بين المقاتلين وغير المقاتلين:
المقاتلون: هم الذين يمارسون الأعمال الحربية وفقا للقانون الدولي ، ومن ثم يتعرضون للهجوم من قبل العدو ، ولهم تبعا" لذلك الحق في معاملتهم كأسرى حرب عند أسرهم من قبل العدو ز
غير المقاتلين :هؤلاء يمتنع عليهم ممارسة الأعمال الحربية، وعلى العدو احترامهم،وليس للعدو توقيع العقوبات الجنائية بحقهم إلا إذا ارتكبوا أعمال الحرب .
ولكن هناك بعض الحالات التي لا ينطبق عليها الأوصاف في أعلاه كما في حالة الدفاع الوطني ، والقوات غير النظامية
حالة هبة الشعب للدفاع الوطني: أي الانخراط بالعمليات الحربية ضد العدو وحمل السلاح ومهاجمة العدو بأي طريقة كانت،وتعرضت اتفاقية لاهاي الرابعة لعام 1907 لهذه الحالة واعتبرت أن قيام شعب ما بالدفاع عن بلده ضد الغزاة، دون ان يكون له الوقت الكافي لتنظيم نفسه ، فإنه يعتبر مع ذلك كالمحاربين إذا كان يحمل السلاح علنا"، ويحترم القواعد القانونية للحرب .
القوات غير النظامية: تم إثارة هذا الأمر إثناء قيام الحرب العالمية الثانية في حالتين
1ـالقوات الحرة: مثل قوات فرنسا الحرة، 1940 عندما لم تقبل هذه القوات إيقاف العمليات العسكرية التي قبلت بها حكومتها
2ـ أعضاء حركات المقاومة: لم تتعرض لائحة لاهاي إلا لحركات المقاومة المنظمة ،أما حالات المقاومة الفردية والمنعزلة فقد تركت بلا تنظيم .
أما مؤتمر جنيف 1949فقد اعتبر أن قوات المقاومة الجماعية وحدها المتخذة شكل الحركة المنظمة واتي تعمل خارج أو داخل الإقليم المحتل ، هي التي تستفيد من معاملة أسرى الحرب ، شريطة أن يتماشى أعضاؤها مع الشروط الواردة في لائحة لاهاي بخصوص أسرى الحرب
الهدنة في الحرب: هي وقف العمليات الحربية بين طرفي القتال ، ويلجأ إليه المتحاربون كمقدمة للصلح ، والهدنة قد تكون عامة تشمل وقف جميع العمليات الحربية بين الأطراف في جميع الجبهات، وقد تكون محلية في منطقة معينة، ويحدد عادة للهدنة اجل تنتهي بانقضائه ، والهدنة لا تنتهي إلا بإبرام الصلح، وعادة تكون هناك لجنة دولية للهدنة للإشراف على تنفيذ الاتفاق.
الاستسلام في الحرب:
هو اتفاق بمقتضاه تخضع وحدة من الجيش او مكان حصين الى قوات العدو، ويعلن الفريق الراغب بالاستسلام عن رغبته هذه برفع الراية البيضاء على المكان المراد تسليمه ، ويجب ان يراعى في شروط الاستسلام اتفاقها مع الشرف العسكري، واحترامها من كلا الطرفين .
تبادل الأسرى:ويصل باتفاق خاص بين المتحاربين يطلق عليه اسم " الكارتل"وينص فيه على شروط التبادل.
--------------------------------------------------------------------------------------

هل الحرب ضرورية للاقتصاد؟
ترجمة: هيئة التحرير
يُعتبَر هذا السؤال هم من أهم الأسئلة التي يناقشها الاقتصاديون. يرى الجزء الأكبر من أتباع الاقتصادي "كينز" أن الإنفاق على الحرب لا بد وأن يحسِّن الاقتصاد. يساعد الإنفاق الحكومي من منظور الكينزية الكلاسيكية البلدان على تفادي الرّكود. جلب آلفن هانسن Alvin Hansen إلى الواجهة فكرة "الكساد العالمي" و كان مؤيداً كبيراً لفكرة أن الإنفاق العسكري له فوائد كبيرة للإنتاج الكلّي. من الواضح أن هذا الأمر صحيح تماماً بالنسبة للولايات المتحدة، فالإنفاق العسكري يعزز الطلب و الإنتاج الكلّي. و قد تبنّى هذه الفكرة وبشكل كامل كل من "إيمي ناكامورا Emi Nakamura" و " جون شتينشون Jon Steinsson".
وعلى العكس من ذلك فقد اعتبر الاقتصادي " جوزيف ستيغليتز Joseph Stiglitz" أن هذا الأمر مجرَّد هراء. و السلمية النسبية في فترة التسعينات، و المزدهرة اقتصادياً، دعته لتسليط الضوء على فكرة أن حالة السلم هي أفضل للنمو الاقتصادي من حالة الحرب. جزء كبير من السبب بعدم شعورنا أن هذا النقاش ليس لديه جواب حاسم، هو لأن السؤال يميل إلى التَّركيز على الولايات و المتحدة و التي لديها صناعة محلية ضخمة لتقوم بتزويد الجيش، و بالتالي يستفيد المواطن العادي بشكل مباشر من الإنفاق العسكري.
ومع ذلك، في العديد من الأسواق الحدودية، يتم توجيه هذا الإنتاج بالكامل تقريباً إلى البلدان الأجنبية، مع فائدة قليلة للاقتصاد بشكل مباشر. نظن أنه سيكون من المفيد النَّظر على عدد من الأمثلة لنرى فيما إذا كان هناك فرصة جذَّابة محتملة للمستثمرين في أماكن مثل أوكرانيا و سوريا و العراق. نحن ندرس بضعة أمثلة من التَّاريخ و نخلُص إلى أنَّها تعتمد بشكل كبير على كل البلد بمفرده، ولكن أي سياسة تعتمد على الحرب كوسيلة لدعم الاقتصاد هي سياسة معيبة و خاطئة.
منهجيتنا في البحث هي النَّظر على التَّوالي إلى النَّاتج المحلي لإجمالي دخل الفرد في البلدان التي شهدت حرب كبيرة، سواء أكانت حرب أهلية أم ضد الإرهاب أو مع دولة أخرى. و قارنّا قبل عشر سنوات من الصِّراع، كيفية الأداء الاقتصادي و الأداء بعد عشر سنوات من الصِّراع. الدول التي استخدمناها لتقييم أثر الحرب هي إيران، لبنان، رواندا، كمبوديا، صربيا، البيرو، سريلانكا و الولايات المتحدة الأمريكية (الحرب العالمية الثانية) و أظهرت تلك الدراسة النتائج التالية:
يمكنك أن ترى في الحالة الإيرانية أن الأشياء ذهبت ببساطة من سيِّئ إلى أسوأ، في حين تحسَّنت الأمور في سريلانكا أكثر. وتتناقض تلك الحالتين مع ما جرى في رواندا، حيث أدَّى الصِّراع الداخلي إلى انخفاض شديد في الإنتاج خلال سنوات الحرب، و لكن سرعان ما تَبِع ذلك فترة من الاستقرار و النّمو القوي. الشيء الجدير بالذّكر، هو أن الولايات المتحدة خلافاً لما يشير المفهوم الشَّائع، لم تشهد تنامياً ملحوظاً في النّمو في نهاية الحرب. كانت الحرب الكورية هي الفترة التي شهد فيها الاقتصاد الأمريكي النمو الفعلي، الذي ارتبط منذ فترة طويلة مع نهاية الحرب العالمية الثَّانية. استفاد الاقتصاد خلا سنوات الحرب، و يرجع ذلك أساساً إلى الدّبلوماسية الأمريكية التي أجبرت العديد من الدول الأوربية إلى الاعتماد على إمدادات الأسلحة من الولايات المتحدة.
و بالانتقال إلى الدول التي تشهد نزاعات حالية، نجد بأن التجربة هنا هي أيضاً تجربة مختلطة. فقد واصل الاقتصاد السّوداني تحسُّنه شأنه شأن الاقتصاد العراقي، في حين يواجه الاقتصاد السوري كما الاقتصاد الأفغاني موجات من النَّكسات جرَّاء الصراعات الداخلية.
يجب أن تكون الرسالة الرئيسية هي أنَّ النّمو الاقتصادي يعتمد على مجموعة رئيسية من العوامل، و لا يمكن للحرب أن تكون، بل لا ينبغي لها أن تُستَخدَم كوسيلة لتعزيز أو شفاء الاقتصاد.
يُعتقَد وعلى نطاق واسع أن للحرب صلة بالاقتصاد الجيد. و كثيراً ما يُقال أن الحرب العالمية الثانية خلّصت العالم من الكساد، و عززت الحرب من سمعتها بوصفها حافزاً للنمو الاقتصادي. حتى أن البعض يطرح فكرة أن الرأسمالية تحتاج للحرب، و حيث سيظل الركود بدون الحرب، كامناً في الأفق. نحن نعلم اليوم أن هذا هراء. أظهر ازدهار التسعينات الاقتصادي أن السلام اقتصاديا يُعتبر أفضل وبكثير من الحرب. أظهرت حرب الخليج العام 1991 أن الحروب يمكن أن تكون فعلاً سيئاً بالنسبة للاقتصاد. ساهمت تلك الحرب و بقوة في بداية الركود لعام 1991 (ربما كانت عاملاً رئيسياً في عدم إعادة انتخاب بوش الأب رئيساً لولاية ثانية في العام 1992). الوضع الحالي هو أقرب بكثير إلى حرب الخليج من الحروب التي ساهمت في النمو الاقتصادي. و الواقع أن الآثار الاقتصادية للحرب الثانية ضد العراق، من المحتمل أن تكون أكثر سلبية و بكثير. دعت الحرب العالمية الثانية للتّعبئة العامة، التي تتطلب جميع موارد البلاد، الأمر الذي قضى على البطالة. الحرب الشاملة تعني الاستخدام الشامل لموارد البلاد. على النَّقيض من ذلك، فإن التَّكاليف المباشرة للهجوم العسكري عل نظام صدام حسين ستكون ضئيلة من حيث إجمالي الإنفاق في الولايات المتحدة. قدَّر معظم المحللين التّكاليف الكليّة للحرب بأقل من 0,1% من الناتج المحلي الإجمالي، في حين قّدرها آخرون بحدود 0,2%، بما في ذلك استخدام الذَّخائر الموجودة بالفعل، مما يعني أنه لن يقدم ذلك أي حافز للاقتصاد الحالي. التزام بوش (المتردد جداً) بتكاليف الحرب، سوف يقابله تخفيضات في أماكن أخرى. الاستثمار في التّعليم و الصحة و البحوث و البيئة ستكون تقريباً مشمولة بالتّخفيض. و بناءً على ذلك، ستكون الحرب سيّئة بشكل لا لُبسَ فيه من حيث ما يهم الناس حقاً: مستوى معيشة النّاس العاديين.
و بالتالي سيكون الأمريكيين أكثر فقراً سواء الآن أو في المستقبل. من الواضح، أنه إذا كانت هذه المغامرة العسكرية ضرورية للحفاظ على الأمن كما يدّعي أنصارها- و إذا كانت لإثبات نجاحها في تعزيز الأمل- عندئذٍ ستكون التّكلفة تستحق، و لكن هذا موضوع آخر. أريد أن أفضح زيف فكرة أنه يمكن تحقيق أهداف الحرب و يجني الاقتصاد الفوائد بنفس الوقت. هناك أيضاً عامل عدم اليقين. بالطبع، لا يعتبَر هذا سبباً كافياً لغزو العراق قبل الأوان، لتغطية تكاليف أي حرب مرتفعة، و لكي لا يتم قياسها بشكل أساسي من الناحية الاقتصادية. سيفقد الكثير من الناس حياتهم، ربما أكثر من الذين ماتوا في أحداث الحادي عشر من أيلول.
ولكن انتظار الحرب تضاف للشكوك التي لها وزنها على الاقتصاد الأمريكي و حتّى العالمي: يثير عدم اليقين (الشكوك) الناجم عن العجز المالي المرتقَب و الاقتطاع الضريبي، أن البلاد لا تستطيع أن تغطي تكاليف الحرب. تأتي تلك الشكوك من الحرب على الإرهاب و التي لم تنه بعد. ترتبط الشكوك بمحاسبة الشّركات و الفضائح المصرفية، و الجهود الفاترة لإدارة بوش حيال ملف الإصلاح، و كنتيجة لذلك، لا أحد يعرف أي من الشركات جديرة بالاحترام و الثّقة، شكوك متّصلة بالعجز التجاري الأمريكي الهائل، و الذي وصل لأعلى مستوياته على الإطلاق- هل سيكون الأجانب على استعداد لمواصلة تقديم الدعم للولايات المتحدة و البالغ مقداره مليار دولار يومياً؟ الشّكوك مرتبطة مع ميثاق الاستقرار في أوربا. هل سيبقى هذا الميثاق على قيد الحياة، وهل سيكون الأمر جيداً بالنسبة لأوربا لو بقي؟ و أخيراً، ترتبط تلك الشكوك مع اليابان، فهل ستتابع إصلاح نظامها الضريبي ذات المدى الطويل، و إذا فعلت، ما هو التأثير السلبي عليها في المدى القصير؟
يرى البعض أن الولايات المتحدة يمكن أن تذهب للحرب من أجل تعزيز مصالحها النّفطية، ولا يمكن أن نشك في تأثير المصالح النفطية على الرئيس بوش- تشهد سياسة الطاقة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية، مع تركيزها على التّوسُّع في مجال إنتاج النّفط بدلاً من المحافظة عليه.
ولكن، و حتى من وجهة نظر المصالح النّفطية، فالحرب على العراق هي مغامرة محفوفة بالمخاطر، ليس فقط من ناحية التَّأثير على سعره فقط، ولكن لن يكون من السهل تجاهل المنتجين الآخرين للنفط.
في الواقع، يجب أن تذهب الولايات المتحدة للحرب، حيث لا أحد يمكنه التَّنبّؤ بتأثيرها على إمدادات النّفط. و يمكن إنشاء نظام ديمقراطي في العراق. و يمكن للحكم الجديد في العراق أن يدفعه يأسه من إيجاد الأموال اللازمة لإعادة الإعمار نحو بيع المزيد من النفط، و ينخفض بذلك سعره. أو يمكن أن تؤدي الاضطرابات التي ستعم العالم الإسلامي إلى تعطيل إمدادات النفط، مما يؤدي لارتفاع سعره. و هذا الأمر سيُرضي منتجي النفط في أجزاء أخرى من العالم، و لكن سيكون لهذا الواقع، عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي، على غرار تلك الناجمة عن ارتفاع النفط في عام 1973.
الأسواق تكره الغموض و التَّقلُّب، الصراع يجلب كليهما على حدٍ سواء.
------------------------------------------------------------------------------------------------

معاهدة سيفر بين دول الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الأولى(بريطانية- فرنسة- ايطالية)وتركية(10آب1920)
ترجمة هيئة التحرير
حدود تركية:
المادة27 من المعاهدة:
الحدود الآسيوية لتركية:
الفقرة الثانية، مع سورية:
غرباً تبدأ الحدود التركية- السورية من الضفة الشرقية للجدول المتدفق من بحيرة (حسن دادا)عند الكيلومتر 3 من شمال غرب كاراتاش ثم باتجاه الشمال الشرقي إلى جيهان ثم شرقاً إلى شمال خط سكة الحديد بثمانية عشر كيلومتر ويستمر هذا مستقيماً باتجاه الشرق عند الكيلومتر الخامس شمال الطريق البري الواصل بين مدن باغتشي-عنتاب-بيردجيك- أورفة ويستمر شرقاً حتى منعطف نهر دجلة عند الكيلومتر السادس شمال آزيك التي تقع على الكيلومتر27من غرب جزيرة ابن عمر أي الخط الممتد من الغرب للشرق بدءاً من ماردين نحو سورية حيث يتم اختيار نقطة الكيلومتر عشرة شمال التقاء نهر قره صو مع دجلة ثم جنوباً مع مجرى دجلة حتى خروجه من جزيرة ابن عمر.
الفقرة الثالثة:
مع بلاد مابين النهرين:تبدأ الحدود التركية مع بلاد مابين النهرين(العراق منذآب1921)عند الخط المتجه شرقاً والواقع شمال ولاية الموصل حتى ملاقاة هذا الخط للحدود بين تركية وبلاد فارس.
القسم الثالث:كردستان:
المادة62من المعاهدة:
إن اللجنة الموجودة في القسطنطينية والمؤلفة من أعضاء ثلاثة معينون من قبل الحكومات البريطانية والفرنسية والايطالية يجب أن يضعوا خلال ستة أشهر من سريان هذه المعاهدة خطة للحكم الذاتي المحلي للمناطق ذات الغالبية الكردية الواقعة شرق نهر الفرات وجنوب أرمينيا وشمال الحدود المحددة مع سورية وبلاد مابين النهرين وفقاً لهذه المعاهدة في المادة 27بفقرتيها الثانية والثالثة الخاصة بالحدود الآسيوية لتركية.إن لم يتوفر التوافق في أي من هذه المسائل فيجب الرجوع للحكومات المعنية.هذه الخطة يجب أن تتضمن ضمانات كاملة لحماية الأقلية الأشورية- الكلدانية وكافة الأقليات الدينية والعرقية في هذه المنطقة المحددة ومن أجل ذلك فإن لجنة مؤلفة من ممثلين بريطانيين وفرنسيين وايطاليين وفرس وكرد يجب أن تزور هذه البقعة لدراسة وتقرير التعديلات ،وفق بنود هذه المعاهدة،إن كان يجب حصولها في الحدود التركية مع بلاد فارس.
المادة63:الحكومة التركية توافق وتقبل قرارات اللجنة المشار لها في المادة62خلال ثلاثة أشهر من إبلاغها بالقرارات.
المادة64:
إذا قام الناس الأكراد في المنطقة المحددة في المادة 62 خلال سنة من دخول هذه المعاهدة حيز التنفيذ بمخاطبة مجلس عصبة الأمم بطريقة تظهر بوضوح رغبة غالبية السكان في هذه المنطقة بالاستقلال عن تركية ،وإذا اعتبر المجلس عندئذ بأن هؤلاء هم قادرون على استقلال كهذا بحيث يعطى لهم وفق توصيته،فإن على تركية عندئذ أن توافق على تنفيذ هذه التوصية وأن تتنازل عن كل الحقوق والادعاءات بهذه المنطقة.إن التدابير التفصيلية للتخلي التركي عن هذه المنطقة يجب أن توضع في اتفاقية منفصلة بين القوى الحليفة وبين تركية.في حال حصول هذا التخلي التركي فإن قوى الحلفاء لن تثير أي اعتراضات على الاندماج الطوعي للأكراد القاطنين في ذلك الجزء من كردستان الواقع حتى الآن في ولاية الموصل مع الدولة المستقلة للأكراد.
(تم إلغاء معاهدة سيفرفي معاهدة لوزان بين الحلفاء ومصطفى كمال أتاتورك في 24تموز1923مماسمح بقيام الجمهورية التركية الحالية بيوم29 تشرين أول 1923ثم دخول تركية في عضوية عصبة الأمم).

------------------------------------------------------------------------------------------------

من الحركة الشيوعية العالمية
أنطونيو غرامشي
فيلسوف ومناضل ماركسي إيطالي، ولد في جزيرة ساردينيا الإيطالية عام 1891، تلقى دروسه في كلية الآداب بتورينو حيث عمل ناقدا مسرحيا عام 1916. انضم إلى الحزب الشيوعي الإيطالي منذ تأسيسه وأصبح عضوا في أمانة الفرع الإيطالي من الأممية الاشتراكية.
أصدر مع تولياتي في عام 1917 مجلة النظام الجديد وفي شهر يوليو 1919 اعتقل لأول مرة بسبب تأييده للجمهوريتين الهنغارية والروسية لكنه بدأ في خريف العام ذاته تنشيط حركة "مجالس العمال" في تورينو. وفي عام 1921 أسس مع مجموعة أخرى الحزب الشيوعي الإيطالي وانتخب نائبا عام 1924 وترأس اللجنة التنفيذية للحزب. وفي الثامن من نوفمبر أودع السجن بناء على أمر من موسوليني حيث أمضى العشر سنوات الأخيرة من عمره قبل أن يموت بعد أسابيع من خروجه مريضاً من السجن في 26 أبريل 1937. ومن السجن يعلن قطيعته مع ستالين، وفيه يكتب " دفاتر السجن ".
يعتبر غرامشي صاحب فكر سياسي مبدع داخل الحركة الماركسية. ويطلق على فكره اسم الغرامشية التي هي فلسفة البراكسيس (النشاط العملي والنقدي _ الممارسة الإنسانية والمحسوسة). وغرامشي يؤكد استقلالية البراكسيس إزاء الفلسفات الأخرى. إنها ممارسة ونظرية في آن معا ولهذا فإنها فلسفة سياسية. إنها التاريخ -الحي-قيد-التكون، وهي كذلك تصور للعالم يمكن استخلاصه من الآثار الماركسية الفريدة التي يعتبر غرامشي أنها تتكون من ثلاثة أقسام: الاقتصاد السياسي والعلم السياسي والفلسفة. وهو ينقب فيها عن المبادئ الموحدة في علاقات الإنسان بالمادة (التي هي نتيجة براكسيس سابق) عبر التاريخ الذي هو إنتاج ذاتي للإنسان.
و المبدأ الموحد من وجهة النظر "الاقتصادية" هو القيمة، ومن وجهة النظر السياسية، الدولة، وأما من وجهة النظر الفلسفية فهو العلاقة بين إرادة الإنسان وبين الأوضاع والمواقف التي ينبغي له تجاوزها. وهذا المبدأ الخير يؤلف بين وجهتي النظر السابقتين لأنه يتيح الانتقال من المستوى الاقتصادي إلى المستوى الخلقي والسياسي. إنه البراكسيس.
و بما أنه ليس ثمة انفصال بين الإنسان والأشياء التي ينتجها، فإنه ذات ومادة اجتماعية وتاريخية مأخوذتان في علاقة جدية مع الضرورة وهذه النظرة هي التي تفسر نظرية غرامشي السياسية. فهو حين يفكر في الدولة ويبرهن أن المجتمع السياسي (أو الدولة) يتكون من أجهزة يغلب عليها القمع فالدولة تتكون من قوى كاسرة (الجيش والبوليس والقضاء التي يحل محلها إبان الأزمات منظمات خاصة كالميليشيات..) ومن أجهزة تصوغ التشريعات وتطبقها (البيروقراطية، الحكومة، البرلمان) وهي الأداة التي تؤمن بها طبقة ما سيطرة على الطبقات الأخرى، وهي تتكون كذلك من أجهزة تغلب عليها الأيديولوجية (المدرسة، الكنيسة، الأحزاب السياسية..) وتؤمن للطبقة المسيطرة رضى الطبقات الأخرى وقبولها بقيادتها لها. غير أن ما يؤمن توحيد هذا كله هم المثقفون الذين تنميهم كل طبقة لتؤمن هيمنتها عبرهم. فمهمة المثقفين هي نشر تصور الطبقة للعالم وتأكيده في وجه مثقفي وتصورات طبقات النظام القديم أو النظام الذي يرهص بالولادة. وهكذا مثلا فإن مثقفي البرجوازية الذين حاربوا المثقفين المرتبطين بالإقطاع (عبر الكنيسة خاصة) عادوا فحاربوا المثقف الجماعي الذي هو أحزاب الطبقة العاملة، أو حاولوا أن يستلحقوه بهم عبر ممارسة اشتراكية- ديمقراطية. وعلى هذا فإن المثقفين يشكلون الاسمنت العضوي الذي يربط البنية الاجتماعية بالبنية الفوقية ويتيح تكوين "كتلة تاريخية". وهكذا فإن الدور العملي للفلسفة يتجسد بالحزب الثوري، الذي يرفض الاندماج بالدولة، ويقدم الصراع الإيديولوجي على ما عداه ويخوض البراكسيس في كل السياسة محطما بذلك الكتلة الإيديولوجية البرجوازية مكونا كتلة تاريخية جديدة في إطار صراع طويل ومعقد أو ما يسميه غرامشي حرب خنادق. وهي حرب ينبغي أن تنمّى وتطور خلالها أشكال تنظيم ذاتي جماهيرية تكون بمثابة جنين تدمير الدولة ورفضا لفصل السياسي عن الاقتصادي وبالتالي تنفيذا لفلسفة جديدة.
ويركز غرامشي في معظم كتاباته عل تحليل القضايا السياسية والثقافية كذلك نقض الزعماء السياسيين ورجال السياسة والثقافة.
أعتقله النظام الفاشيستي الإيطالي بزعامة موسوليني في نوفمبر عام 1926 وأيضا في يونيو 1928، وحكموا عليه بالسجن عشرين عاما، وفي أغسطس 1935 نقلوه إلي عيادة خاصة بروما بسبب تدهور حالته الصحية، وتوفي في أبريل عام 1937 متأثرا بنزيف في الدماغ.
ويعد غرامشي مؤسس مفهوم "الهيمنة على الثقافة كوسيلة للإبقاء على الحكم في مجتمع رأسمالي ".

---------------------------------------------------------------------------------------

شخصية من التاريخ السوري

علي رضا باشا الركابي 1868 / 1942
سياسي سوري وأول رئيس وزراء في سوريا وكذلك كان بعد ذلك ثالث رئيس وزراء في الأردن.
عاصر الحكم العثماني، وكان ركناً بارزاً فيه. عندما رحل الأتراك، ونهض الحكم العربي الفيصلي، شكل أول وزارة في تاريخ سورية . وكان له الفضل في تشكيل وزارتين في الأردن، ووضع نظامه المالي والإداري. ودعم الثورة السورية لدى قيامها، تقلب في عدد كبير من المناصب، وعهد إليه بعدد كبير آخر من المسؤوليات والمهام. كان إدارياً حازماً، ونزاهته تعتبر من الأساطير في هذه الأيام. رضا الركابي كان جزءاً من تاريخ سوريا الحديث. غير أنه لم ينل حقه الكافي من الشهرة والدراسة والتحليل.
عقب إعلان الثورة العربية الكبرى، ودخول الجيش العربي دمشق، عين رضا الركابي حاكماً عسكرياً للمنطقة الشرقية. عندما أعلن المؤتمر السوري استقلال سورية في الثامن من آذار/مارس 1920 وتسلم زمام الحكم الأمير فيصل بن الحسين، ونودي به ملكاً على سورية، عهد إليه بتشكيل أول وزارة عربية، فتسلم الركابي زمام الأمور، وشكل الوزارة، ولقب بالحاكم العسكري. بعد معركة ميسلون غير المتكافئة، ودخول القوات الفرنسية إلى دمشق وانتهاء العهد الفيصلي، رحل رضا الركابي إلى مصر. وانتقل منها إلى الحجاز. بعد عودته إلى دمشق، ووفاة الملك الهاشمي فيصل الأول، اعتزل الرجل، النزيه، المستقيم، العمل السياسي ولزم بيته، وانقطع عن الناس، حتى وفاته في في يوم الاثنين الخامس والعشرين من أيار عام 1942.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------

صفحة من التاريخ السوري
انتخب فارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي السوري عام 1936 ومرة أخرى عام 1943، كما تولى رئاسة مجلس الوزراء السوري ووزيراً للمعارف والداخلية في تشرين أول عام 1944... وكان لتولي فارس الخوري رئاسة السلطة التنفيذية في البلد السوري المسلم وهو رجل مسيحي صدى عظيم فقد جاء في الصحف: (... وأن مجيئه إلى رئاسة الوزراء وهو مسيحي بروتستانتي يشكل سابقة في تاريخ سورية الحديث بإسناد السلطة التنفيذية إلى رجل غير مسلم، مما يدل على ما بلغته سورية من النضوج القومي، كما أنه يدل على ما اتصف به رئيس الدولة من حكمة وجدارة). وقد أعاد تشكيل وزارته ثلاث مرات في ظل تولي شكري القوتلي رئاسة الجمهورية السورية...كان فارس الخوري رئيس وزراء سورية 1944، وفي ذات التاريخ قام بتسيير أمور وزارة الأوقاف بسبب شغر المنصب وذلك وفق الدستور الذي يتيح لرئيس الحكومة بتسيير أمور الوزارة الشاغرة ريثما يتم تعيين وزير لها، وعندما اعترض البعض خرج نائب الكتلة الإسلامية في المجلس آنذاك عبد الحميد طباع ليتصدى للمعترضين قائلا: إننا نؤّمن فارس بك الخوري على أوقافنا أكثر مما نؤمن أنفسنا...في عام 1954 طلب رئيس الجمهورية هاشم الأتاسي من فارس الخوري تشكيل حكومة سورية، لكنها لم تستمر سوى أشهر معدودة.

-------------------------------------------------------------









زوروا صفحتنا على الفيسبوك للاطلاع والاقتراحات على الرابط التالي:
facebook.com/scppb.org
موقع الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي على الإنترنت:
www.scppb.org
موقع الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي على (الحوار المتمدن):
www.ahewar.org/m.asp?i=9135



#الحزب_الشيوعي_السوري_-_المكتب_السياسي (هاشتاغ)       The_Syrian_Communist_Party-polit_Bureau#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسار - العدد 8
- المسار - العدد 7
- البرنامج السياسي ل (الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي)
- المسار - العدد 6
- المسار - العدد 5
- المسار - العدد 4
- المسار العدد 3
- المسار العدد 2
- وثائق2003-2013
- المسار - العدد 1
- بيان


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الحزب الشيوعي السوري - المكتب السياسي - المسار - العدد 9