أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - شيوخ التطرف هم ملهمو الرسام الدنمركي وشياطينه















المزيد.....

شيوخ التطرف هم ملهمو الرسام الدنمركي وشياطينه


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 11:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من حق كل مؤمن ومن الواجب عليه أن يغار على عقيدته ويهب لحماية مقدساته متى تطاول عليها المتطاولون . لا مفاضلة في هذا بين الشعوب والأقوام . فكما للمسلمين مقدساهم تستوجب الاحترام فكذلك لغيرهم . وما أقدمت عليه الصحيفة الدنمركية " يولاند بوسطن" من نشر رسوم كاريكاتورية تسيء لشخص الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ، لا يدخل بأي حال من الأحوال تحت مسوغ حرية التعبير ، إذ التجريح والاستهزاء والإساءة إلى كرامة شخص عادي سلوك تمقته الأخلاق وتمنعه القوانين ، فكيف لما يتعلق الأمر بشخص رسول بعثه الله تعالى للعالمين رحمة وهداية ؟ لكن هل المسلمون كانوا على درجة كافية من الوعي بتعاليم الإسلام تمثلا وسلوكا وهم ينتفضون ضد ناشري الرسوم ؟ وقبل هذا ألم يتساءل المسلمون عن الصورة التي تكونت لدي الرأي العام الغربي عن نبي الإسلام عقب 11 شتنبر 2001 ؟ لا يشك عاقل في كون الرسام الدنمركي لم يبدع رسومه تلك بقدر ما جسد الصورة التي رسمها المتطرفون الإسلاميون عن النبي الكريم وأشاعوها بين الغربيين . لهذا لا بد من الإقرار بالحقيقة وهضمها ، وهي أن شيوخ التطرف وأمراء الدم هم من أوحى لهذا الرسام بتلك الصور المشينة . بل هم شياطين الكاريكاتير . فكما للشعر شيطانه ، فإن للكاريكاتير شيطانه يوحي للرسام ويلهمه . فأية صورة يقدم شيوخ التطرف وأمراء الدم عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام ؟ لنرصد الصورة من خلال النماذج التالية :
أ ـ فتاوى القتل والتفجير : ليس خافيا على أحد أن الفتاوى بقتل " الكفار" وترهيبهم أينما كانوا عمت بلاد العالم ، وكان مصدرها شيوخ ينتسبون إلى الإسلام ويحتكرون النطق باسمه ، وجعلوا الإسلام دين القتل وجز الرقاب . ومن شيوخ الإرهاب أبو قتادة الذي كان يلقي خطبه من أعلى المنبر ويوهم أتباعه فعلا أن موعد الجنة قد حان ولم يبق غير الإقدام على الإجرام . فقد صاح فيهم أحيانا كثيرة«إني أشم رائحة الجنة واني استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه» و«هبي يا رياح الجنة وذري الأنوار» و«الجنة تحت ظلال السيوف وجعل رزقي تحت ظل رمحي» .
ب ـ فتاوى الكراهية والحقد : لقد أجمع منظرو الإرهاب وشيوخه أن الغربيين أعداء الإسلام وأمته ، وأن تدمير حضارتهم ودولهم واجب ديني . بل كفّروا كل من يتعامل من المسلمين مع الغربيين وأحلوا دمه . إن مثل هذه الفتاوى هي التي تحول شبانا مسالمين إلى قتلة وانتحاريين ، وتكرس بالتالي صورة المسلم الإرهابي الذي لا يجيد إلا القتل والتدمير .
ج ـ فتاوى قهر النساء واستعبادهن : وهذه الفتاوى تعم العالم الإسلامي وتتجاوزه إلى العوالم الأخرى في بقاع الأرض . وبسببها ألغت حركة الطالبان كل حقوق المرأة في التعليم والعمل والتطبيب ، بل ألغت إنسانيتها . إن هذه الصورة المشينة للمرأة لم يكن لها أن تعبر القارات لولا فتاوى التحجر التي جعلت من نبي الإسلام أول قاهر للمرأة وممتهن لها . وللأسف الشديد لازالت كثير من الدول العربية تعتمد قوانين وتشريعات منسوبة إلى الإسلام تكرس شتى أنواع التمييز والعنف ضد النساء .
د ـ فتاوى تكريس الاستبداد والاستعباد : وهذا واضح في مناهضة قيم الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان . لدرجة جعل شيوخ التطرف الديمقراطية مصدرا للكفر والشرك بالله . ولا غرابة إذا وجدنا الفيزازي ـ أحد شيوخ التطرف والإرهاب يفاخر بكونه ( يحلل حرام الشرعية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان ( عقوق الرحمن ) والقوانين الوضعية التي تحرم الحكم بما أنزل الله وتعتبره تطرفا وتخلفا .. وتحرم الجهاد في سبيل الله ، وهذا ذروة سنام الدين ، وتعتبره عنفا وإرهابا وأسلوبا غير متحضر ، وتحرم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعتبره تدخلا في الحياة الشخصية للغير . وتحرم فرض الجزية على أهل الكتاب ، وتسميه دعوة إلى الفتنة والطائفية .. بل وأبعد من ذلك تحلل الردة والخروج عن الدين والطعن في القيم كما تنص على ذلك المادة الثامنة عشرة من الإعلان العالمي ( للعقوق ) . وتحلل موالاة الكفار .. وتحلل المظاهر الشركية من البناء على القبور .. أقول هذا كله أحرمه وأرفضه .. فهذه عندنا منكرات وفظاعات نُكفّر من استحل مُحرَّمَها ، أو جحد واجبها متقربين إلى الله تعالى بذلك ) .
من هنا وجب التأكيد على أن الغيرة على الإسلام ونبيه المصطفى تقتضي التصدي أولا لهؤلاء الشيوخ الذين يشرعنون القتل والسبي ، لأن الإساءة الأولى تأتي من المنتسبين إلى الإسلام . كما تقتضي هذه الغيرة تمثل تعاليم الإسلام وقيمه سواء في نشره أو الدفاع عنه ، وفي مقدمتها النهي الإلهي ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله ) . أما ما اتخذته المظاهرات الاحتجاجية من أساليب التدمير وإحراق القنصليات والسفارات ، فبالتأكيد سيكرس الصورة البشعة والهمجية للإسلام والمسلمين التي تكونت لدى الغربيين . وهذه ستكون لها انعكاساتها الخطيرة على أوضاع المسلمين في الغرب . لقد غابت الحكمة عن كثير من هذه المظاهرات وردود الفعل وهي ترفع شعارات العداء وتتوعد بالقتل والتدمير . فليس بمثل إحراق الأعلام والسفارات سنقنع المتطاولين على الإسلام ونبيه الكريم بجرمهم وضرورة التراجع عنه . بل إننا نقنع الغربيين بكون مجتمعاتنا صارت رهينة التطرف ، ومن ثم نكرس فكرة " الإمبريالية الإسلامية" التي تروجها الأوساط المناهضة للمسلمين . إن الاحتجاج على الرسوم المسيئة للرسول الكريم لم يكن الهدف منه قطع الرؤوس ، بقدر ما هو وسيلة متحضرة للتعبير عن غضبنا وتصحيح الصورة المشوهة عنا . وكان يكفي المسلمين الاعتذار الذي قدمه رئيس تحرير صحيفة " يولاند بوستن" بقوله « هذه الرسوم أساءت كما يبدو إلى ملايين المسلمين في كل أنحاء العالم، ولذلك فنحن الآن نقوم بتقديم اعتذارنا وأسفنا العميق لما حدث لأن هذا بعيد كل البعد عن قصد الصحيفة». لكن الانسياق وراء تجار العقيدة لن يقود إلا إلى الكارثة . وهذا ما نبه إليه الإمام عبد الواحد بيدرسون إمام مسلمي الدنمرك لما أكد ( أن المهم لنا كمسلمين هنا في الدنمارك أن رئيس الحكومة وكبار مسئوليها اعتذروا عن نشر تلك الرسوم، لكن بلا شك أن الحكومة ليست وراء ذلك، بل شركة خاصة ممثلة في الصحيفة التي قامت بنشر الرسوم، ونحن كمسلمين قمنا برفع دعاوى قضائية ضدها، وسنقوم بمتابعتها.. المسألة تحل من خلال المحاكم وبواسطة الحوار وليس بحرق السفارات وتحطيم السيارات).



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة لا تجتهد إلا في قهر النساء وتبخيسهن 2
- التحالف مع العدل والإحسان لا يكون إلا على أساس معاداة النظام ...
- أمة لا تجتهد إلا في قهر النساء وتبخيسهن -1
- مغالط من يماثل بين غاندي الهند وياسين المغرب
- الثورات لا تكون دائما بلون الدم ورائحة البارود
- تحريم تهاني أعياد ميلاد المسيح تحريض على الكراهية وتكريس لها
- إذا ضعفت حجج المرء زاد صياحه
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- هل القادة المسلمون حقا يد واحدة ضد الإرهاب ؟
- العنف ضد المرأة تكريس لثقافة الاستبداد
- يوم تواطأ الحداثيون والإسلاميون على الصمت
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- الفكر التفجيري والفكر التخديري وجهان للعمل الإرهابي الذي ضرب ...
- منذ متى كان الظواهري رحيما أو حكيما ؟
- رسائل التهديد بالقتل
- التسامح مفهوم دخيل على الثقافة العربية
- هل ستتحول - حماس- إلى نحس على الفلسطينيين ؟


المزيد.....




- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - شيوخ التطرف هم ملهمو الرسام الدنمركي وشياطينه