أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - مسعود البرزاني يسأل أمريكا إذا كانت تريد معاقبته وأنا أقول له نعم















المزيد.....

مسعود البرزاني يسأل أمريكا إذا كانت تريد معاقبته وأنا أقول له نعم


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 30 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سيكون الجواب الرسمي الأمريكي على السؤال الذي طرحه مسعود البرزاني (فيما إذا كان يريد الأمريكيون معاقبة الأكراد) - سيكون الجواب بكل تأكيد: كلا
أما في الكواليس فسيكون جواب أمريكا بلا شك، بتقديري: نعم نريد معاقبتك أنت. وسيقدمون له أسباباً شكلية واهية. أما السبب الحقيقي لمعاقبة البرزاني الذي لا يبوحون به لأحد غيرهم فهو، بتقديري، لأن البرزاني قد أساء إساءة بالغة الى تخطيطهم الذي بذلوا جهوداً كبيرة وموارد طائلة في سبيله.
كيف أساء البرزاني الى تخطيط أمريكا؟ وما هو التخطيط أصلاً؟
بعد مسار طويل أُخرج إئتلاف دولة القانون بقيادة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الأمريكيين من الباب ولكنهم عادوا من الشباك ممتطين داعش والطغمويين(*) والبارزانيين وذيولهم وحاملين خطة ناعمة للسيطرة على مفاصل الحكم في العراق بعد أن مهدوا والسعوديون الأرضية بالتسبب بإنهيار أسعار النفط مما أضطر العراق الى قبولهم كمستشارين فنيين ومدربين وقبول أموالهم للتسلح لمحاربة داعش.
بعد أن فشلت أساليبهم التآمرية العنيفة في إسقاط النظام الديمقراطي التجأوا الى خطة هادئة مركبة كان الإعلام من أهم محاورها. كما أوعزوا الى عملائهم في المنطقة الى الهدوء ومحاولة إختراق العمق العراقي عبر نشاط إعادة الإعمار. لعب ويلعب الإعلام الأمريكي وخاصة فضائية (الحرة – عراق) وراديو (سوا) دوراً تحريضياً واضحاً ضد التحالف الوطني وبالأخص إئتلاف دولة القانون وحزب الدعوة ونوري المالكي بالذات لأنه يرفع لواء الدفاع عن الإستقلال والسيادة والوحدة العراقية والحشد الشعبي والأخذ بمشروع الأغلبية السياسية والحياد ويدعم العبادي بقوة في هذه المجالات وهو رفيقه في الحزب والإئتلاف والتحالف.
قطع الأمريكيون شوطاً لابأس به في مخططهم وقد ساعدهم في هذا المجال الطغمويون والبرزانيون والسعودية والإمارات وقطر. كما ساعدهم من حيث يدركون أو لا يدركون التيار الصدري والتيار المدني.
هنا برز قرار البرزاني بإجراء الإستفتاء. عارضته بشدة حكومات العراق وتركيا وإيران وسوريا بسبب إعتبارهم أية دويلة برزانية على الحدود هي ليست لصالح الشعب الكردي وهي في الحقيقة جيب إسرائيلي يهدد الدول الأربع وسيسخَّر لتنفيذ إستراتيجية المحافظين الجدد تلك الإستراتيجية التي أصبحت من ثوابت المؤسسات الأمريكية أياً كان لون الإدارة في البيت الأبيض، وتقضي بتفتيت الدول العربية والإسلامية وتمكين إسرائيل من التحكم بشؤونها بقفاز سعودي، للتخفيف من أعباء أمريكا التي تريد التركيز على شرق آسيا حيث يوجد التحدي الأكبر.
نصح الأمريكيون مسعود البرزاني ألا يقدم على هذه الخطوة وأن يؤجلها. لكن البرزاني أصر على المضي في مشروعه. ومضي بالفعل وأجرى الإستفتاء وجرى ما جرى حيث قام العبادي بنتف ريش البرزاني وأعاده الى حدود عام 2003 وفق الدستور حيث كان البرزاني قد تجاوز الدستور بكثير مستغلاً إضطرار حكومات الجعفري والمالكي والعبادي الى إبداء بعض المرونة حيال جشع البرزاني إختياراً للأقل خطورةً ومرارة وهم يواجهون خطر الإرهاب الطغموي المدعوم إقليمياً وداخلياً بجناح سياسي مؤثر في مجلس النواب والذي كان يريد الإطاحة بالنظام الديمقراطي ودستوره وإقتلاعه من الجذور.
أخطأ البرزاني في إفتراضاته الأولية وفي تقديره للموقف. فقد إفترض أن إسرائيل تتحكم بأمريكا والعالم (وهذه ثقافة شائعة في منطقة الشرق الأوسط وخاصة في العالم العربي وهي خاطئة). لذا صرح البرزاني، بعد الإستفتاء وبعد رفضه من جميع دول العالم عدا إسرائيل، بأن مواقف الدول ستتغير بالتدريج بعد أيام، معوِّلاً على الدور الإسرائيلي في هذا الصدد.
في خطاب البرزاني أمام برلمان كردستان يوم 29/10/2017 قال بأن موقف العبادي ما كان ليصبح بتلك القوة لو أن أمريكا ساندت الإستفتاء. إن هذا خطأ فاحش يقترفه الكثيرون إذ يهملون الجوهر الصلب للديمقراطية العراقية المستندة الى الجماهير المؤمنة بها بقوة، وينظرون الى المظهر الخادع الذي يعطي انطباعاً بهشاشة الدولة وإحتمال إنهيارها في أية لحظة مدهوشين بالقال والقيل والصخب والشعارات الطنانة. الأمريكيون إستوعبوا الدرس من التجارب السابقة لذا فهم لا يحاولون إستفزاز الحكومة وإلا فالطرد مصيرهم. عليه تجنبت أمريكا أي إستفزاز لحكومة العبادي.
وبالتالي فإن أمريكا حانقة على البرزاني لأنه حرق نفسه وأضعف الإقليم كثيراً وألب الجيران ضده وأنهى دوراً مرسوماً له يلعبه في التخريب الآن لإنجاح المخطط الأمريكي وكان سيلعبه بعد نجاح المخطط في السيطرة على مفاصل القرار العراقي وتنفيذ إستراتيجية ترامب وإسرائيل حيال إيران أي بافتعال حرب عراقية المظهر ضدها وصولاً الى إطاحة النظام الإسلامي الى آخر المسلسل الذي يمتد الى الصين وروسيا. عندئذ فإن أمريكا سوف لا تنتظر البرزاني ليطالب بالإنفصال بل إن أمريكا ستعلن الإنفصال قبل إستيقاظ البرزاني من نومه!!!
أما إسرائيل فيبدو أنها شجعت البرزاني على المضي في الإستفتاء رغم معرفتها بتكتيك أمريكا المتأني في محاولة السيطرة على مفاصل القرار العراقي. لكن إسرائيل ربما حسبت حساباً لإحتمال طرد ترامب من كرسي الرئاسة وبذلك تخسر فرصة لخبطة الأوضاع في المنطقة عبر إجراء الإستفتاء، لذا أشارت على البرزاني بالمضي قدماً فأية لخبطة وبأي قدر وفي أي وقت مفيدة لإسرائيل كما فعلوا في سوريا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) : للإطلاع على تفاصيل "الطغموية والطغمويون وجذور وواقع المسألة العراقية"، برجاء مراجعة هامش الحلقة الأولى من مقالي المنشور على أحد الروابط التالية:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=575611
http://www.qanon302.net/?p=97120
http://www.akhbaar.org/home/2017/10/235247.html
http://saymar.org/2017/10/39773.html
http://www.alnoor.se/article.asp?id=328403



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزرع نخلة برأسك بدل مطالبتنا بالوقوف بوجه إيران يا تليرسون!! ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- أطفئوا فتنة البرزاني بعجالة إستعداداً لإندلاع حرب محتملة في ...
- هدفُ الإستفتاء كسبُ نقاط لمسعود في السجل الإسرائيلي
- إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات ...
- إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات ...
- إرتفاع مقياس الرعب لدى الشيخ شعلان الكريِّم حتى قبل تصريحات ...
- شكر وتحية لشعب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية
- المختصر المفيد في مسألة رفع الحظر الأمريكي عن العراقيين
- خميس الخنجر وصالح المطلك يهددان بعد فوات الأوان!!!
- ماذا وراء تظاهرات اليوم المشؤوم 8 شباط2؟
- الرئيس العبادي: تنبه الى الأحابيل الأمريكية!!!
- ماذا وراء تظاهرات اليوم المشؤوم 8 شباط1؟
- الرئيس العبادي: لا تدع ترامب يشوّه صورتك
- إستعدوا لمواجهة أمريكا يا عراقيون2
- تهديد الرعايا الغربيين والأمريكيين في بغداد ... الكيد سيد ال ...


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - مسعود البرزاني يسأل أمريكا إذا كانت تريد معاقبته وأنا أقول له نعم