أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيام محمود - كلمة وجيزة عن اللاجنسيين ( Asexuals ) و- مشاكسة - للملحدين ..















المزيد.....

كلمة وجيزة عن اللاجنسيين ( Asexuals ) و- مشاكسة - للملحدين ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 29 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(( من أجل ثقافة علمانية حقيقية تقطع مع البداوة من جذورها )) ..

هؤلاء لا يتكلم عنهم أحد , ليس لقلة عددهم فحسب بل لأنه لا يسمع أحد بوجودهم وكثيرون لا يتصورون وجودهم أصلا . الثقافة البدوية التي لم يتجاوزها إلا القليلون لا يعنيها الفرد لذلك تسمعون دائما أقوالا بدوية بائسة من قبيل "ليس وقته الآن" أو "عندنا ما هو أهم الآن" أو "يلزمنا قرون لتصل شعوبنا إلى مستوى طرح هكذا مواضيع" إلخ من الترهات البدوية التي تطلقها دوما "ديناصورات" آن أوان إنقراضها غير مأسوف عليها .

كلّنا نستغرب ونرفض سلوك دولنا العربية اللامبالي تجاه "رعاياها" ( وهو اللفظ الصحيح الذي يجب إستعماله عوض "مواطنيها" فلا مواطنة مع البداوة ) , ونقارنه بنظيره في الدول الغربية فمثلا لا يحصل شيء عندما يفنى أو يُظلم أحدنا في دولة غير دولته ويحصل الكثير والكثير جدا من الدول الغربية عندما يُعتدى على أحد مواطنيها . الثقافة البدوية لا تتكلم عمّن لا ينتمون إلى قطيعها إلا مُكرَهة وعندما تخرج الأمور عن سيطرتها , رأينا ذلك مع الشيعة تحت الإرهاب السني والسنة تحت الإرهاب الشيعي وتحتهما المسيحيون والبهائيون وتحتهم الملحدون واللادينيون والمثليون عندما كثرت أعدادهم وخرجوا إلى العلن غصبًا عن كل البداوات التي تضطهدهم , وليعلم هنا "المُستَلَبون" "المفتونون" بالغرب أنّ من سأتكلّم عنهم إلى اليوم في هذا الغرب يُعانون ويُناضلون من أجل أن يُعترف بـ "وجودهم" كبشر أصحاب "توجّه" جنسي مُختلف وأن يعيشوا في سلام كما هم وألا يُعتبروا "مرضى" أو "شواذا" , والمضحك المبكي هنا أنّ كثيرا من المثليين ( المضطَهدين من المغايرين ) يعتبرون اللاجنسيين "شواذا" و "غير عاديين" ! ..

في بلداننا , المثليون هم الأكثر إضطهادا وعزلة من ضمن المضطهدين الذين ذكرتهم بسبب ميولهم الجنسية المخالفة لميول قطيع الأغلبية "المغايرين" ومع ذلك فهم أحسن حالا وأكثر إندماجا من اللاجنسيين , هؤلاء لا يَشْكُون من أيّ تشوهات أو عجز أو "مشاكل" جينية / عصبية / "نفسية" / هرمونية / إجتماعية , هم ببساطة "هكذا" : "لاجنسيون" , ووجودهم ينسف خرافة الإله بالمناسبة . هؤلاء لا يُقتَلون ولا يُلقَى بهم من فوق الحيطان نعم , لكن العزلة والإضطهاد "النفسي" والملاحقات التي يعيشونها لا تقلّ عمّا يتعرّض إليه المثليون أو غيرهم ممّن تسمهم الثقافة البدوية العنصرية المتخلفة بـ "الشذوذ" , ربما تكون نسبتهم من واحد إلى ثلاثة من مئة كما تذكر بعض الدراسات عنهم ( ليس عندنا بالطبع ففي مصر مثلا لا يُقال عدد المسيحيين والشيعة والبهائيين والملحدين والمثليين فهل ستأبه الدولة العربية الإسلامية هناك بتعداد اللاجنسيين ؟ / سؤال وأمرّ : ماذا عن نيوتن , فولتير وكانط ؟ ) ومع ذلك شرف لي أن أكتب لهم / لهنّ وعنهم / عنهنّ وإن كانوا / كنّ واحد أو واحدة من مليون . هؤلاء كما تقدّم , في الغرب لا يزالون يبحثون عن الإعتراف بـ "وجودهم" , أما عندنا فهم "غير موجودين" أصلا ! أسأل كل من يقرأ كلامي الآن هل تعرف ما معنى أن تُعتَبَرَ "غير موجود" ؟ الحيوانات والحشرات "موجودة" في مجتمعاتنا العربية الإسلامية ومُعتَرف بها أما هؤلاء فلا ! ضع نفسك مكان أحدهم أو إحداهن للحظات وقل لي رأيك في "ديناصور" يقول لك : "عندنا ما أهم الآن" ! قل لي يا من تزعم العلمانية والعلماني ليس بدويا بالطبع هل هناك شيء أهم من "وجودك" ؟ .. كلّي شرف وفخر أن أكتب لهم / لهنّ وعنهم / عنهنّ وإن كانوا / كنّ واحد أو واحدة من مليون , أكتب بـ "طريقتي" هنا في هذا المحور , ويكون هدفي من وراء ذلك البحث عن "الفرد" المنفي والمُغيَّب ظُلمًا تحت نفايات "القبيلة" وما أكثرها , وكلّ ذلك يدخل تحت هدفي في هذا المكان : البداوة . وأذكر القراء بكلام من مقالي "إلى هيئة تحرير الحوار وإلى قراء الحوار .." قلت فيه أن هدفي هو ( "ثقافة" أزعم أنها شأنُ صفوةِ صفوةٍ ) وأنّ من سيصلهم هدف ما أكتب هم ( هؤلاء العلمانيون "الحقيقيون" الذين هم الأمل الوحيد لمستقبلِ إنسانٍ كريمٍ في وطنٍ حرٍّ ومنيع ) .

أعطيكم أحد مفاهيمي لـ "العلماني الحقيقي" (( هو الذي يستطيع التجسّد في كلّ ضحايا البداوة منذ بداية الوجود البشري إلى الآن .)) , ليتأمّل معي قولي الأعزاء الملحدون : لن يُشكل عليَّ أحد عندما أقول أن أيَّ فكر يسيءُ إلى كرامة الإنسان بأي طريقة كانت لا يمكن القبول به بل ويجب القضاء عليه , الملحدون على مرّ التاريخ وإلى اليوم فيهم من إقترف ويقترف جرانما عنصرية في حق المتدينين فقط لأنهم متديّنون , فهل هؤلاء "يمثّلون الإلحاد" ؟ .. أجزم أن أغلبكم سيقول لا , ويستطيع أن يجيبني بمجلّد وهذه هي البداوة يا سادة , كل أجوبتكم يا سادة ستكون نسخة منحولة من أجوبة المتدينين البدوية للدفاع عن أديانهم وآلهتهم تماما كإلحادكم , كلكم تقولون وقولكم صحيح أن الأديان كلها نسخ منحولة من بعضها لكن هل سمع منكم أحدٌ قولا يقول أن "الإلحاد نسخة منحولة من الأديان" ؟ , سجلوه لي فهو قولي .. أعجب من تساؤل المتدينين عن الإلحاد وأصوله والكتب الذي تمثله ومن هم رموزه و "أنبياؤه" كما أعجب من ردود الملحدين عليهم أن الإلحاد لا كتب ولا رموز ولا "أنبياء" له ؛ المتدينون والملحدون كلهم يشتركون في نفس الهراء ونفس الكتب ونفس الأنبياء , كلهم يمضون حياتهم يصارعون نفس طواحين الهواء ؛ الإلحاد هو "ضد الإله" وهو "الشيطان" و "الشرير" في كل دين , هو شريك "الإله" في الخرافة تماما كشراكة المسيح والشيطان في الخرافة المسيحية فلو غاب الشيطان لغاب معه المسيح وكذلك الأمر في كل دين , الإله خرافة والأديان خرافة وكذلك الإلحاد خرافة ؛ أصل القصة خرافات كتبها كمشة بدو في القرن السابع قبل وقتنا ( ق م ) إلى اليوم نتصارع من أجلها , المتدين يقول عنها أشياء فيكذبه الملحد والإثنان يضيعان أعمارهما في دراسة تلك الخرافات البدوية ويتساءل المتدين عن كتب الملحد ! .. الإثنان كذلك يتطفّلان على العلوم فالمتدين يستعملها للتأكيد على صحة دينه والملحد لنسف دينه والعلوم لا علاقة لها لا بدين هذا ولا بإلحاد ذاك فالعلوم لا تعتني بالتخاريف , التخاريف لها المتدينون والملحدون .

سأتجسّد في مسلمة سخر منها ملحدون أو لم يمنحها أحدهم الوظيفة الفلانية فقط لأنها "محجبة" , لن يرضيني من سيقول أن هؤلاء شذاذ وليس للإلحاد دخل في سلوكهم المنحرف والإلحاد ليس دينا يأمر بالبراء من غير أتباعه إلخ إلخ , لن يرضيني إلا إسقاط الفكر الذي يتبناه أولئك ومن أصوله أو على الأقل تخليصه من العنصرية التي فيه , لكن كيف سأصل إلى ذلك وأنتم تنزهونه عن كل مسؤولية ؟ .. فكر فيها عزيزي الملحد وقارن ردودك بردود المتدينين , ألست نسخة منحولة منهم ولا غرابة فأنت كنت منهم ؟ ثم لماذا لا يكون الإلحاد هو المسؤول ؟ من أهمّ عندك الإنسانة التي ظُلمت أم "فكرة" ؟ ثم ألم نتفق على أن أيَّ فكر يسيءُ إلى كرامة الإنسان بأيّ طريقة كانت لا يمكن القبول به ؟ ثم كيف تطلب من المتدينين مع آلهتهم ما لا تستطيع أنت فعله مع إلحادك ؟ .. سأقول عنك أنك بدوي وآن الأوان لتستيقظ وتنسف أي تقديس لإلحادك الذي لا حرمة له مثله مثل الأديان والإيديولوجيات , الحرمة الوحيدة تُمنح للإنسان فقط ؛ لنعطي النموذج أو المثل للمتدينين لنساعدهم على التخلص من أغلال التقديس فلا خلاص لهم ولنا إلا بذلك . لا أتصور أنه سيفوتكم أننا بذلك سـ "نتفرد" بآلهتهم التي لن يدّخر أحد منّا ذرّة جهد للقضاء عليها ولن نستطيع ذلك "كليًّا" بالطبع لكننا سنقضي على آلهتهم الحقيقية على الأقل وسيصبح الله ذلك السفاح الذي لا يرتوي من الدماء كالمسيح الموجود في الدول الغربية اليوم , ونفس الشيء مع كلّ الإيديولوجيات الأخرى المُدمِّرة لبلداننا بعد الدين وهي كلّها دون إستثناء .. مُدمِّرة !



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوليات .. 4 .. هدية للنساء : ( شكرا (ماما) ) , وكلمة للرجال ...
- شكرًا لكَ -سيدي- البيدوفايل وشكرًا لكِ -سيدتي- البيدوفايل ..
- جوليات .. 3 .. مُسلِمة كيوت وملحد بدوي ..
- جوليات .. 2 .. عاهرة ..
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- جوليات ..
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل الط ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. فصل 1 .. نظريّة العَوْدَة وتبادُل ال ...
- علاء .. 8 .. القصّة .. تقديم ..
- علاء .. 7 .. عندمَا نئنّ ..
- علاء .. 6 .. أَنَا وَأَنْتَ .. وَهُمْ .. وَهْمٌ وَعَدَمْ ..
- علاء .. 5 .. أنا وأنتَ .. عبث ..
- علاء .. 4 .. أنا وأنتَ .. وَهُمْ .. قَمْلٌ وَجَرَادٌ وأُمُور ...
- علاء .. 3 .. أنا وأنتَ .. هل أنتَ ديناصور ؟ ..
- علاء .. 2 .. عن صلب المسيح وصلبى ..
- إلى هيئة تحرير الحوار وإلى قراء الحوار ..
- علاء ..


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هيام محمود - كلمة وجيزة عن اللاجنسيين ( Asexuals ) و- مشاكسة - للملحدين ..