أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - لبنى احمد حسين - عقوبات غير ذكية للانتقام من الصحفيين و الناشطين..















المزيد.....

عقوبات غير ذكية للانتقام من الصحفيين و الناشطين..


لبنى احمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5683 - 2017 / 10 / 29 - 11:14
المحور: الصحافة والاعلام
    


عقوبات غير تقليدية أبتدعتها السلطة للانتقام من الصحفيين و الناشطين في السودان : الاستدعاء اليومي ، الحجز ، الاعتقال ، السجن و الغرامة كلها عقوبات تقليدية من الممكن ان تطال الصحفيين و الناشطين في كل مكان في محيطنا العربي و الافريقي . قريحة النظام السوداني العاجز عن وضع حلول للمشكلات الاقتصادية و السياسية الخانقة تفتقت لتبتكر عقوبات أخري غير تقليدية . تتنوع تلك العقوبات لتشمل الحظر من السفر ،حجب المقالات ،المحاكمات الكيدية ، المنع من الكتابة ،حلق صلعة للنساء ، كوي جسد النساء، التشريد من العمل ،الجلد، التحرش و التهديد بالاغتصاب، منع الاعلانات الحكومية ، مصادرة الصحيفة بعد طبعها ، الجلد ، منع استخراج الشهادات الجامعية و الدراسية ، ليس هذا فحسب ، بل لم يسلم حتى الموتى ،حيث حظرت السلطات اليوم إقامة تأبين لفقيدة البلاد المربية و الرائدة النسائية فاطمة احمد ابراهيم دون ذكر اسباب واضحة .
الزميلان الشريفان الجسوران د. زهير سراج و عثمان شبونة ممنوعان من الكتابة بالصحافة الورقية في السودان منذ عام او قرابة العام وذلك بتكرار مصادرة الصحيفة التي يكتبان فيها من المطبعة حال نشرها اعمدتهما ، والاول د. زهير، أوقف من الكتابة (سبع مرات) خلال الخمس سنوات الأخيرة، و لفترات وصل بعضها عام و نصف . و كان الزملاء الافاضل المسنيرين خالد فضل ، رشا عوض ، فائز السليك و غيرهم موقوفين من الكتابة بالصحف المطبوعة منذ سبتمبر 2011م بعد ان تعرضت صحيفة الجريدة التي استضافتهم للمصادرة من المطبعة مرات متعددة بعد نشرها مقالات لهم ، و هددت الجريدة بالاغلاق كما اغلقت صحيفتهم الاولي" اجراس الحرية " بعد انفصال الجنوب .. اغلقت " اجراس الحرية التي كانت تتعرض لمضايقات اثناء الفترة الانتقالية فى السودان و التي كانت تنادي بالحرية و المساواة و العدالة فيما بقيت صحيفة اخري ، كالبركة الآسنة لتأوي العنصرية و تغذي الكراهية و تدعو للانفصال . و عموماً لم يتوقف أي من الكتاب الممنوعين من الكتابة عن الكتابة ، اعمدتهم و مقالاتهم المنشورة بموقع الكتروني يعاد نشرها بعشرات المواقع السودانية الاخرى كما يتم تداولها عبر الواتساب و الفيسبوك و غيرها من الوسائط.
لم يسلم من تسلط الساديون الساسة حتى اولئك الذين اغتربوا و غادروا السودان و اجبروا على مفارقة الاهل و الحبان بعد احتكار النظام للسلطة و الثروة و التضييق على معاش الناس و انفاسهم و استبدالهم اهل الكفاءة باهل الولاء . في أواخر نوفمبر 2016 نجح لاول مرة في ظل نظام البشير "عصيان مدني" دعا له ناشطون و مواطنون عاديون أحتجاجاً على قرارات حكومية بزيادة الاسعار. في ذات الفترة و بطلب من السلطات السودانية أعتقلت السلطات السعودية ثلاث من المدونين الوطنيين من السودانيين المقيمين بالسعودية و هم أبو القاسم سيد أحمد ، الوليد إمام ، علاء الدين الدفينة لدعمهم دعوة العصيان المدني " في السودان آنذاك . حاول رئيس اتحاد الصحفيين السابق للأسى د. محي الدين تيتاوي ألصاق تهمة داعش بالمعتقلين و هو يعلم أن مشاربهم الفكرية أبعد ما تكون عن داعش التي تشترك مع حكومته - اي تيتاوي- في الشرب من ذات البئر.
الاية التي تعمدت الحكومة تلاوتها على مسامع السودانيين المقيمين بالمملكة باعتقالها المناضلين الثلاث هي: "أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ " . و بالفعل ، في يوليو من هذا العام تم ترحيل الثلاث بطائرة خاصة الي الخرطوم و لقضاء شهوراً أخرى من الاعتقال و التعذيب. و ما أسهل التعذيب البدني و الجسدي أمام الالم و العذاب الذي مرّت به أسر المعتقلين من قلق و خوف على مصيرهم وسط انكار و تكتم على مكان اعتقالهم أطلقت الخرطوم سراح المعتقلين دون توجيه اتهام او محاكمة و لكن بعد أن فقدوا وظائفهم بالسعودية . المهندس المناضل وليد الحسين أحد مؤسسي موقع "الراكوبة الشهير " . كان قد سبق المناضلين الثلاث و بدأت به سنة اعتقال السودانيين بالسعودية بطلب من الحكومة السودانية ، حيث قضى الحسين بسجون السعودية ثمانية أشهر منذ منتصف 2015 و حتى مارس 2016.
في يناير 2017 و في قاعة المغادرة بمطار الخرطوم الدولي ، ألقي جهاز المخابرات السوداني القبض على عبد المنعم عمر إبراهيم بابكر، رئيس المكتب الخارجي لحزب المؤتمر السوداني الذي عاد إلى السودان من المملكة العربية السعودية حيث يعمل لتلقي التعازي في رحيل والدته.. أطلق سراح عبدالمنعم بعد ان فقد عمله بالسعودية ايضاً. في الاسبوع الماضي منعت سلطات مطار الخرطوم الزميل علاء الدين محمود الذي يعمل باحد الصحف الخليجية من مغادرة البلاد الي مقر عمله بالامارات ، افادته بورود اسمه في قائمة المحظورين من السفر ، و علاء الذي رجع الي السودان في زيارة عائلية قصيرة مهدد بفقد عمله اذا طال تغيبه. كل هذا و النكتة ان الحكومة التي شردت الشعب و بددت و هربت امواله ، تأمل في استقطاب اموال السودانيين العاملين بالخارج ..
الزميلة الصامدة امل هباني و اثناء تغطيتها الصحفية لجلسات محاكمة ناشطي مركز تراكس الحقوقي العام الماضي ، كل " جريمتها" انها طلبت من فرد جهاز الامن الذي طلب منها تسليمه هاتفها الجوال و عدم التصوير إبراز هويته او ما يفيد بانه رجل أمن .. تم اعتقال امل بل و تتهم - و هي صدوقة – الاعتداء عليها بالضرب .. ثم.. لتتفاجأ بأمر قبض عليها حيث بادر الخصم و الحكم او المعتدي بتقديم شكوى ضدها ليطبق المثل العربي " ضربني و بكا .. سبقني و اشتكى " ، واستمرت المحاكمة حتى صدور الحكم ضدها يوليو الماضي بغرامة باهظة او السجن اربعة اشهر.. و ليست هذه هي المرة الاولى ، كانت الاولي شكوى جهاز الامن ضد الصحفية لدى المحكمة الدستورية ، اى والله ، الدستورية ..بحجة انها اشانت سمعة جهاز الامن بتناولها قضية الناشطة و الفنانة التشكيلية صفية اسحاق و الاخيرة اتهمت جهاز الامن باغتصابها جماعياً حين اعتقالها عدد من الناشطات و الصحفيات تم تهديدهم بالضرب و بالاغتصاب .
الناشطة و المدونة المثابرة نجلاء سيد احمد تم ضربها ضرب غرائب الابل اثناء تصويرها لموكب احد الشهداء الشرفاء ، كما هددت بالخطف الطبيبة الاديبة الزميلة الدكتورة ناهد محمد الحسن . هكذا تتعدد اشكال و انواع العقاب و الانتقام و تتجدد و لا تتواني السلطات العاجزة ان ايجاد مخرج لمشكلات السودان المختلفة ، لا تتواني في ابتكار اشكال جديد تثير دهشة المتلقي ، كاتبة هذا الموضوع -و اعيش خارج السودان - هددت بدهس أهلي بسيارة شحن ، كان ذلك نهاية يونيو 2016 و قبل اسبوعين فقط من بدء استخدام الارهابيون الشاحنات كسلاح ضد الابرياء في نيس الفرنسية منتصف يوليو 2016
. http://www.hurriyatsudan.com/?p=205211
ليس انتهاءاً بحلق شعر رأس النساء او كي اجسادهن بالمكواة كما حدث للزميلة سمية هندوسة . و بلغ القهر مداها بالحكم و تنفيذه بالجلد 20 سوطاً على الامين السياسي لحزب المؤتمر السوداني مستور احمد محمد ورفيقيه إبراهيم محمد زين و عاصم عمر بسبب مخاطبة جماهيرية ، و هو ذات عاصم عمر الطالب المناضل المحكوم بالاعدام في قضية قتل شرطي بالملتوف خلال مظاهرة طلابية بها الالاف احتجاجا على قرار بيع مقر لجامعتهم لجامعة الخرطوم ، و في محاكمة اعتبرت غير عادلة.
www.bbc.com/arabic/middleeast/2015/07/150706_sudan_verdict_lashing
ماذا أقول يا صديق وماذا أكتب ؟ فأي الكلمات و العبارات تكفي و تفي لتصوير حالة القهر والازدراء التي يتعرّض لها الصحفي و المدون و الناشط بل و المواطن عموماً في بلاد السودان؟ و بعد كل هذا ، و ما لا يتسع الورق لسرده ، قال النائب الاول لرئيس الجمهورية بتباه بالبرلمان : "نفخر بعدم وجود صحفي بالمعتقل" .. يومها كان أحد رؤساء التحرير من ابناء حركتهم الاسلامية لا الاعداء مثلي يقضي ليلته بالسجن بعد ادانته بنشر مقال لاستاذ جامعي يسأل الرئيس عمر البشير من اين لك هذا؟ في املاك و فلل اعترف بامتلاكها البشير في حوار تلفزيوني و لم يوردها موقع ويكيليكس .
يا عزيزي ، هذا ليس كل شيئ ، ربما لم يخطر ببالك العقاب الجماعي للصحفيين و جيرانهم في الحارة مئة " حارة الصحفيين" بام درمان حيث قررت السلطات اخلاءهم قسرياً بطريقة غير مباشرة ، و ذلك ببدء الحفريات لتشييد محطة للنفايات وسط بيوتهم - على بعد مئتي متر - لاستقبال نفايات محافظتين يتجاوز سكانهما ثلاثة مليون نسمة ، و حين احتج السكان بررّ مسئول البيئة و هو صحفي سابق مغضوب عليه في اوساط الصحفيين بان الاضرار لا تتعدى الروائح الكريهة ! اذن ، فليشموا العفنة ، جزاءاً لمن تسول له نفسه تنفس نسيم الحرية .

و كما نرى ، ليس حرية التعبير و الرأي والاعتقاد و الحق في الحصول على معلومات ، و غيرها من حريات تتصل بالفكر وحدها ما تنتقص حقوق و حريات الصحافيين و المواطنين عموماً في السودان ، فحسب ، ولا حقهم في تكوين الجمعيات والتجمع السلمي؛ و الحماية من الاعتقالات التعسفية أوالتعذيب وسوء المعاملة أثناء الاحتجاز ، هناك حقوق أخرى تهضم : حقُّ اللجوء إلى المحاكم الوطنية المختصَّة للانصاف ، حق بالتساوي في تقلُّد الوظائف العامَّة ، حق التنقل و الاقامة ، الحماية من البطالة و هواحد حقوق الانسان بنص المادة 23 في بندها الاول من الإعلان العالمي ، و كذلك الحق في مسكن لائق و غيرها من حقوق اساسية واردة في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، و ترد في قاع هرم ماسلو للاحتياجات الضرورية ، بل في بعضها يشترك الانسان و الحيوان ، لكنها تندرج تحت باب الترف في بلاد السودان المحكوم بعصابة الهوس الديني منذ قرابة الثلاثين عاماً.













#لبنى_احمد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمم الصحابة و فواحش القانون السودانى !..


المزيد.....




- ماذا قالت المصادر لـCNN عن كواليس الضربة الإسرائيلية داخل إي ...
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل
- CNN نقلا عن مسؤول أمريكي: إسرائيل لن تهاجم مفاعلات إيران
- إعلان إيراني بشأن المنشآت النووية بعد الهجوم الإسرائيلي
- -تسنيم- تنفي وقوع أي انفجار في أصفهان
- هجوم إسرائيلي على أهداف في العمق الإيراني - لحظة بلحظة
- دوي انفجارات بأصفهان .. إيران تفعل دفاعاتها الجوية وتؤكد -سل ...
- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - لبنى احمد حسين - عقوبات غير ذكية للانتقام من الصحفيين و الناشطين..