جهاد نصره
الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حتى الأمس القريب، لم أكن أشكك بالصحة العقلية للرفاق الذين عمت أبصارهم كل تناقضات الأرض فلم يعودوا يبصرون غير تناقضهم الرئيسي مع شياطين الإمبريالية العالمية.! وقد انتظرت طويلاً أن أقرأ كلمة واحدة في أدبياتهم، ومنشوراتهم، وبياناتهم الدونكيشوتية، عن أبناء سوريا المشردين في المنافي لكن خاب ظني، ولم تتحقق أمنيتي بالرغم من إثارتي للموضوع معهم وجاهياً مرات عديدة.!
نحن في الداخل نقدِّر الظروف الصعبة التي يعاني منها بعض عجائز المعارضة والذين ما بين بين فحساباتهم السياسية تملي عليهم نسيان كثير من الأمور، وتجاهل العديد من القضايا، والقفز عن بعض المسائل الحيوية، لكن، لا يمكن التسامح عن تهربهم مما هو إنساني بل في غاية الإنسانية التي لا يبقى في حال نسيانها أية قيمة لكل سياسة.!
لقد دوخنا فصيل من الشيوعيين الذين وجدوا أنفسهم فجأة خارج الجبهة التقدمية جداً جداً.! وهم لا يملكون مقدمات الانسجام الجدي مع أي طرف في المعارضة وبخاصة مع استمرار بياناتهم البيزنطية عن الإمبريالية، والكومبرادور، والبرجوازية الطفيلية، وحثالة السوق الرأسمالي.! وما فهمت يوماً موقفهم الحقيقي من النظام الذي يتمددون باتجاهه في كل مناسبة انتخابية أو مواقف حلمنتيشية زكرتاوية على أمل الانتفاع بجزء من الكعكة التي التهما رفاقهم السابقون.! وهكذا، ظلَّ الأحباب، والأصدقاء، والإخوة المشردون في المنافي القسرية، مغيبون عن ( قزيطاتهم ) العرمرم، وادعاءاتهم الهرمرم، وبياناتهم الهم هم، ولم لا والحديث عن المنفيين لا يجلب غير خسارة المنافع المرتقبة أو وجع الرأس في أفضل الأحوال .!؟
نحن من جهتنا في حزب الكلكة السوري حاف، ولأنه ليست لدينا حسابات سياسية، ولا انتخابية، ولا بطيخ مبسمر، لا نتوانى عن تذكير من لا ذاكرة له بأننا نقِّيم حقيقة ومصداقية السلطة كانت من تكون.!؟ من عدد المنفيين الذين تنعموا بكرمها, ومن عدد الهاربين من ملذاتها.! ولذلك، نحن لم ننس يوماً أن نحصي عدد السوريين المنفيين طوعاً أو قسراً، وكم زاد هذا العدد أو نقص قبل أن نحدد موقفنا من أيها شعار ترميه السلطة في وجوهنا.! فنحن نعتقد أن في هذا الكون كثير من الإمبرياليات وليس الإمبريالية اليتيمة التي يراها الرفاق الموحدون.! وإمبريالية المنافي قد تكون أول ما نراه أمامنا.! وقد يفعل ذلك اولئك الرفاق المولعون بالحديث عن الإمبريالية العالمية عما قريب ولكن ليس قبل أن يخلعوا الطماشات التي طال بها الزمن عن عيونهم، أو ربما بعد أن تعمي أبصارهم، وتصدم عقولهم، المشاريع التي بدأت تظهر للعيان.. أقصد مسودات مشاريع قانون الأحزاب السيئ الصيت..!؟
#جهاد_نصره (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟