أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول التطور الحضاري والمجتمع العبودي ز - الاصلاح والمقاومة ضد الحضارة العبودية 2- مقاومة البنى الاثنية , والحضارة العبودية 1-10















المزيد.....

من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول التطور الحضاري والمجتمع العبودي ز - الاصلاح والمقاومة ضد الحضارة العبودية 2- مقاومة البنى الاثنية , والحضارة العبودية 1-10


عبدالله اوجلان

الحوار المتمدن-العدد: 1467 - 2006 / 2 / 20 - 09:47
المحور: القضية الكردية
    


2 ـ مقاومة البنى الأثنية، والحضارة العبودية

ثمة حركة تاريخية أخرى أضطر النظام العبودي إلى الدخول في صراع متواصل معها منذ ولادته وحتى انهياره، وهي الحركة الأثنية "القبلية العشائرية" التي اكتسبت الوعي. ويتم التعبير عن الوجود الأثني منذ العصر النيوليثي بمعنى يشبه طبقة العمال التي تعبر عن ذاتها بذاتها، ولم تكن تشعر بالحاجة لوعي نضالي كي تحافظ على استمرارية وجودها، لأنه لا يوجد أمامها عدو مهاجم، ولم تكن قد تكونت بعد الصراعات التي من شأنها أن تؤدي إلى خلق الوعي الأثني. إن الوحدة والمقاومة الأثنية تحتاج لهدف، وإن ضرورات الصراع الذي سيؤدي إلى الوعي تحتاج لوجود هدف ذو منبت خارجي من جهة، وإلى توجيه هذا الهدف من قبل المجتمع الطبقي الذي يتجاوز البنية الأثنية، فالمجتمع السياسي الجديد الذي تطور في أحضانهم وإلى جانب منهم هو الذي يولد هذا التناقض، ففي الوقت الذي تنضم فيه الفئة العليا للبنية الأثنية إلى المجتمع الطبقي، فإن الفئة الدنيا ترى نفسها وجهاً لوجه أمام خطر متعدد الأوجه، بينما كانت وحدات المجتمع الطبقي في حالة جزر منفردة في محيط العصر النيوليثي الواسعة وكان الخطر ضعيفاً، وعندما توسعت الجزر الحضارية في جهاتها الأربع بدأت الجزر تشعر بأنها أصبحت جزراً صغيرة، وكي لا يتم ابتلاعها بالكامل لم يكن أمامها خيار سوى أن تكون يقظة جيداً وتقاوم، فهذا التطور التاريخي لا يزال حتى الآن مترسخاً في الوعي الاثني للشرق الاوسط والمناطق المشابهة.
إن وصول حضارة الرق إلى مرحلة الإمبريالية كان يعني من زاوية الكيانات الاثنية أنها وصلت إلى مرحلة "المجموعات الاثنية الواعية "، ومن الممكن تتبع هذه المرحلة من زاوية التطور التاريخي كما يلي:
أ ـ مهدت حركات الاستيطان المعتمدة على حضارة المدن حوالي عام 3000 ق.م، الطريق أمام ولادة وعي البنى الأثنية لتبني مصادر المواد الخام الموجودة في مناطقها والدفاع عن مصالحها التجارية، وعندما وضعت إدارة المستعمرات أيديها بالقوة على إمكانات ومقدرات الكيانات، تولد وعي المقاومة ليجلب معه مرحلة دموية جداً.
ب ـ عند ظهور المصالح المادية الهامة، بدأت مرحلة جديدة تتمثل بقيام البنى الاثنية بتنظيم نفسها من جديد تجاه القوى الداخلية والخارجية وخاصة من أجل امتلاك القدرة على الدفاع والهجوم. حيث أصبح لا مفر من تشكيل قيادة عسكرية تعتمد على تكنولوجيا الأسلحة التي امتلكوها في مرحلة الحرب الاستعمارية والإمبريالية. فقد أصبح بقاءهم والدفاع عن مصالحهم مرتبطاً بقوتهم العسكرية.
ج ـ في سبيل الوصول إلى توازن في القوة، كان لا مفر من عقد اتفاق مع الذين يواجهون تناقضات مشابهة، ويظهر أمامنا هذا الاتفاق في التاريخ على شكل " فيدرالية القبائل". إن اتحاد هذا الوضع مع التناقضات الموجودة في النظام وفتح الطريق أمام تغيير العديد من السلالات في الإدارات، مرتبط بشكل وثيق مع هذه والمرحلة والتي تتزامن في الوقت ذاته مع مرحلة العشيرة، التي نسميها "عصر البطولات".
د ـ الفيدراليات التي تأسست كانت تتوخى نتيجتين، فإما النجاح وبالتالي الوصول إلى مركزية أكبر وإلى تأسيس دولة ذات مدن مركزية أو الفشل، وبالتالي التشتت ومحاولة حماية الذات باللجوء إلى الجبال والصحارى، أو الوقوع في أسر مجتمع الطبقة المسيطرة والذوبان فيه، هكذا تدور عجلة التاريخ دائماً تجاه هذه الحقيقة ويستمر هذا حتى راهننا.
هـ ـ إن هذا النمط من الوعي العشائري يحمل في كنفه وعياً قومياً بدائياً "لا كشعب، أو كقومية". إن الوعي القومي يأتي بعد الوعي العشائري ويتطور بتجاوزه، ولا يمكن للوعي القومي أن يتطور بسهولة في البنى التي يتجذر فيها الوعي العشائري، ويتقدم البناء والوعي القومي خطوة جديدة تجاه المسائل أو في المراحل التي لا تكون فيها البنية العشائرية كافية أو عندما تشكل عائقاً، وعلى الأغلب تكون هذه الخطوات سياسية أو عسكرية. ونرى هذه التطورات بشكل ملموس على ضوء التحليلات التي تتم ضمن تاريخ وجغرافية الشرق الأوسط:
أولاً ـ لقد لعبت موجات القبائل السامية دوراً هاماً في ثلاث مراحل كبرى. وإن إسهاماتها في تشكل حضارتي مصر وسومر واضحة جداً. وفي المرحلة الثانية أظهرت المقاومة، وذلك غالباً ما كان مرتبطاً بالقيادات النبوية. ويشكل العموريون الذين خرجوا ضد السومريين في الشرق والكنعانيون والعبريون الذين قاوموا مصر أحياناً وشنوا هجوماً عليها احياناً أخرى في الغرب، المرحلة الثانية. أما المرحلة الأخيرة فهي مرحلة انتشار العرب السامين في العصر الإسلامي الإقطاعي، ومازال العرب يواصلون انتشارهم.
ثانياً ـ المجموعة الكبرى الثانية، هم ذوي الأصول الآرية، لقد أطلق على الآريين الذين نمى عندهم الوعي الأثني حوالي عام 3000 ق. م، أسماء مختلفة من قبل السومريين، فقد أطلق أسم "هوريت"horrit " الذي يعني "قاطنو البلد العالي" على هذه الموجات كاسم عام. ان الكوتيين والقيسيتيين والميتانيين والأورارتو، وأخيراً الميديين الذين هم فروع من الهوريين يشكلون الجيل الأول. يستمد الوعي العشائري المترسخ في المنطقة قوته من تلك السنوات التي شهدت صراعات ومقاومة لا هوادة فيها. باتت العشائرية الوسيلة الوحيدة للبقاء والاستمرار في الوجود في زوايا الجبال المنعزلة.
ثالثاً ـ إن فروع الآريين الذين انتشروا في الهند وأوروبا "ليس الانتشار الفيزيائي، بل الانتشار الثقافي " بتحطيمهم البنى الباليولتية ( العصر الحجري القديم، مرحلة التوحش )، يطورون الثورة الزراعية وبناء المؤسسات النيوليثية، لم يكن الهدف هو المجتمع الطبقي، بل البنى الاجتماعية البدائية المتخلفة. بدأت بين 2000 ـ 1000 ق.م التكوينات الحضارية المؤلفة من الصينيين والهنود والأتراك والكلدانيين على أسس الثقافة الآرية ابتداءً بالمحيط الهادي وصولاً إلى المحيط الأطلسي، تظهر وتأخذ شكلها تحت تأثير الحضارات السومرية والمصرية، مما يعني ذلك مرحلة الموجة الثانية الكبيرة من الانتشار. والمجموعات الأثنية التي تنتمي إلى الآريين والتي تمثل الثورة والثقافة الزراعية، لعبت بحركتها الكبيرة دوراً في تكوين حضارات آسيا و أوروبا.
رابعاً ـ كانت الإمبراطورية البابلية الآشورية التي تمثل الطبقات الحاكمة للقبائل العمورية المتشكلة عن طريق الانتشار من ميزوبوتاميا الدنيا إلى الشمال والتي جسدت الثقافة السومرية وطورت اللغة الأكادية واعتبرتها لغة رسمية، هي القوة الأكبر على المستوى العالمي في هذه المرحلة. إن هذه المرحلة التي ابتدأت في أعوام 2000 ق.م، انتهت سياسياً في عام 550 ق.م بتأسيس الإمبراطورية البارثية، وتعرف هذه المرحلة وخاصة الإمبراطورية الآشورية ببسط هيمنتها على الشرق الأوسط بشكل دموي، ولأول مرة في التاريخ. تشرح الوثائق الآشورية بكل فخر تجربتها في أولى المجازر التي نفذت لتطهير البنى الأثنية.
لعبت كل من حركات الحرية ذات القيادة النبوية المعتمدة على المجموعات السامية على الأغلب وتطورت تحت أشكال الإله الواحد وتعتبر النبي إبراهيم جداً لها وحركات المقاومة للفيدرالية القبلية ذات الجذور الآرية المعتمدة بشكل مباشر على الوعي العشائري وعلى قيادته، دوراً بارزاً في التطور التاريخي.
ويمكن أن نصل إلى نتيجة مفادها، أن التطور السياسي ذو الشكل الفيدرالي القبلي والإيديولوجي الذي نشأ مع التشكل الديني التوحيدي والذي عاش وضعاً متداخلاً وتطور ضد إمبريالية الرق، لم يستطع القيام بهدم مراكز حضارة الرق التقليدية والوصول إلى بناء نظام الحضارة الإقطاعية، إلا أنه لعب دوراً بارزاً في زعزعتها وإكسابها أنماطاً جديدة. فالمؤكد هو ان لهذه المقاومات أثر بالغ في قيام النظام بالإصلاحات المرنة، وهكذا لا يمكن التقليل من أهمية هذه التحركات الكبرى في تطور معايير الحرية والتحرر في البنية الروحية والذهنية للبشر. فلقد بدأت مرحلة التحدث عن آلام كافة المجموعات المحكومة والمسحوقة التي أوصلت إلى حالة ظل أو لاشيء، واندلاع التمرد والبحث عن منقذ. فكانت هذه المرحلة هي مرحلة البحث الكبرى، وهي مرحلة ظهور البنى الصوفية في جغرافية الشرق الأوسط إلى جانب البنى الأثنية. وكان هذا نوع جديد ومختلف من التشكل الاجتماعي؛ إن قبول الناس لبعضهم كأخوة على أساس الطرائق الصوفية الباطنية دون النظر إلى البنية الأثنية هو عبارة عن تحول اجتماعي، وبالتالي فقد انضم إلى مسيرة الإنسانية نوع ثالث من الأنماط الاجتماعية مختلف عن مجتمع الرق الطبقي والمجتمع الاثني. لقد تحول التاريخ بحركات هذه المجموعات الاجتماعية المختلفة إلى "تاريخ الأديان والمذاهب" الى درجة كبيرة. وان تاريخ الأديان الذي سيأخذ حالة التفسير أساساً فيما بعد هو نتاج لهذا التطور، وأصبح تاريخ الشرق الأوسط بكامله عبارة عن تاريخ للحروب الدينية والمذهبية الى درجة سيصل فيها إلى نقطة الذروة في القرون الوسطى في هذا الموضوع. وتعد هذه المجموعات بما مرت به من تحولات عبارة عن مجموعات ذات صفة فلسفية ونموذجاً أولياً لها. وتحولت الأبحاث رويداً رويداً من حقل الدين إلى حقل الفلسفة، ومثلما أظهر الدين وخاصة دين الإله الواحد تطوراً في كنف الميثولوجيا، كذلك بدأت التصورات الفلسفية بالظهور متأثرة بالتطورات ذات الأرضية المادية للحضارة وبالحركات الواعية لهذه المجموعات الباطنية. إن حاجة نظام الرق للإصلاح وتطور البنية الروحية و الذهنية للإنسانية اقتضت العبور إلى عصر الفلسفة بنمط فكري.



#عبدالله_اوجلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول ...
- من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...
- الدفاع عن شعب الفصل السابع هوية تود التعريف بذاتها بشكل صحيح ...


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عبدالله اوجلان - من دولة الكهنة السومرية نحو الحضارة الديمقراطية الفصل الاول التطور الحضاري والمجتمع العبودي ز - الاصلاح والمقاومة ضد الحضارة العبودية 2- مقاومة البنى الاثنية , والحضارة العبودية 1-10