أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التفكير والقراءة ، يُسَقِطان الطُفيليون عند أبواب العزلة














المزيد.....

التفكير والقراءة ، يُسَقِطان الطُفيليون عند أبواب العزلة


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 5679 - 2017 / 10 / 25 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التفكير والقراءة ، يُسَقِطان الطُفيليون عند أبواب العزلة .

مروان صباح / علمتني سورة النجم وعلمني التفكير ، تماماً ، كما تعلمت من القراءة ، كيف اهتدى إلى ذاتي ، وبالتالي ، على هذا الهُدى ، اتعامل مع الجماعة ، حسب وعي كل فرد ، وفي الحقيقة ، هي ، حقيقة دامغة ، منذ ذاك اليوم ، وضعتُ علاقاتي بالجماعة ، ضمن تصنيفات ، علمية ومنطقية ، التى كانت نتائجها مجدية حتى الإبهار ، وهكذا عملياً ، تخلصت من الشكوى والضجر ، معاً ، وقد يكون السر في هذه الخلاصة ، هو الحذف أو الطلاق ، فالكاتب ، الذي امتلك فن الحذف ، بالمؤكد ، لديه مشروع فكري ورسالة إنسانية ، وهي في واقعها ، وحسب تجارب التاريخ ، مهنة المتاعب ، لهذا ، لا يتأثر ممتهنها ، عندما يعلق الطُفيليون حوله ، بل الكِتابة ، وهذا ، سر أخر تخفيه هذه المهنة ، رغم إلتفاف الكثير حول صاحبها ، منهم مخبرون ، من أجل كتابة التقارير والوشاية أو من يطلق عليهم ، بعد مدة ، بأصدقاء الكاتب ، ففي واقع الأمر ، هؤلاء وجودهم ، فقط ، إرتدادي ، كالببغائات ، لكن الكاتب ، رغم ما يحيطه من إرتدادات ، فهو خارج هذا الوجود ، بل ، يعتبر هذه الارتدادات ، ليست أكثر من جدران ، تحجب عنه رمال ، تحمل ، ما سقط على الطرقات ، الذي يجعل الكاتب المعاصر ، أن يدفع الطُفيلي ، بحذف نفسه بنفسه ، بدلاً ، أن ُيكلف نفسه ، بمشقة حذفه ، بالطبع ، بعد ما ادراك الطُفيلي ، أنه على خلاف جذري مع الثقافة ، وأن التعليم الذي ناله ، فقط ، نِكايةً بأبن خالته أو عمه ، والتى بدورها النِكايةٌ ، تكشف له ، أنه ، يكره الثقافة ، وبالتالي ، يكره اتوماتكياً المثقف ، فكرهه لهما ، أبعده .

وقد تكون هذه المهنة ، أكثر ما تواجهه ، فرض الآخرون ، أنفسهم على أصحابها ، لأن ، الإنسان الغير مثقف ، وأيضاً ، البعيد عن عادة القراءة ، في بداية العلاقة ، يكون مستمع جيداً ، مع مرور الوقت ، يبدأ الجاهل ، بالكشف عن حجم الغباء ، والغباء يحمل في خباياه جملة من الهدميات والإهدارات ، للطاقة ، وهنا الكاتب الحصيف ، يعي جيداً ، أن وجوده ، داخل هذا الوجود ، ليس أكثر ، كوجود مقالته في صفحات الجرائد أو على الشبكة العنكوتية ، التى تتلاش فيها جميع الأخبار ، ويبقى المقال ، لأن ، قوته الدفاعية ، ذاته ، فجميع محاولات الإهدارية ، سترتد على الطُفيليين ، دون أدنى شك ، مهم على خبث وحقد الهادر أو الجهة التى تقف خلفه .

في كل مرة يتخلص الكاتب من طُفيلي ، يعتبر هذا اليوم ، بمثابة عيد سعيد ، فخطورة هولاء ، أنهم عندما يكونوا مع الكاتب ، يتحولوا إلى كتّاب ، وعندما يتعامل مع السمكري ، ينافس السمكري في مهنته ، بالطبع ، بجهل ، وهذا السلوك ، ينطبق على جميع المهن ، بإستثناء الطب ، فعندما يخضع الفهيم ، لمرض معين ، يتحول إلى أخرس ، لأن ، الثرثرة بهذا المجال ، ستكلفه حياته ، وقد تكون الفرصة سنحت لهم ، التعرف على جملة معارف ، لأن المرء ، يتعلم بطريقتين ، أما من خلال القراءة أو مصاحبة من هم أذكى وأجدر منه ، لكن ، الشعور بالنقصان ، تجعل الفرد ، أن يُضحي بالمعرفة ، حتى لو كانت نجاته .

بيد أن ، الدلالة الأهم ، وهذه ، نتيجة قراءة ارتجاعية ، خالية من أي عناصر ، الشخصنة ، بل هي أقرب ، إلى جواب ، عن سجال ، حاله ، مستدام ، قد يتسأله المرء ، من وقت لأخر ، لماذا ، الكاتب يحرص على العزلة ، أو لماذا ، يبتعد عن طُفيليين ، الذين لا رغبةَ لهم بالتثقيف ، بإختصار ، لأنه يدرك أمر بالغ وخطير ، معاً ، أن هؤلاء ، لا يستطيعون ، تجاوز التقمص إلى تكوين شخصيات مستقلة ، وبالتالي ، مصير التقمص ، هو ، إلغاء الأصل ، لصالح الشبيه ، فالعزلة هنا ، بالتأكيد ، نجاة من هذا الوباء الإجتماعي ، الذي يتوارى خلفه ، أشخاص أمتلكوا شهادات علمية ، أوراقها ، لا تساوي الحبر التى كُتبت به ، وما يتوجب أن يزرع به العقول المسطحة ، أن التعليم لا ينفصل عن الثقافة ، وأيضاً ، الثقافة والمعرفة لا ينفصلان عن الخيال ، وأن التعليم مشروع مستمر ، كما ، الثقافة والمعرفة والخيال ، والانقطاع ، هو إعادة الفرد إلى مربع الصفر ، أي إلى طُفلته ، لهذا، هل يعقل ، أبو النظرية النسبية ، أينشتاين ومفسر العديد من الظواهر العلمية التى فشلت الفيزياء الكلاسيكية في إثباتها ، وأيضاً ، هو الطفل الذي تأخر في النطق والطالب الذي حرمه أساتذته ، من إلتحاق بالجامعة ، أن يرحل عن الحياة ، هو ، ومحمود درويش ومعظم المبدعين ، هذا الكوكب ، دون شهادات جامعية ، والأغبياء رحلوا وسيرحلون ، بشهادات جامعية ، على اختلاف درجاتها . عجبي ، لكن ، عندما يفقد الإنسان الخجل ، وهو امتياز بشري ، ممكن أن يصدر عنه أي شيء ، وأيضاً بإمكانه ، أن يدعي ما يَشَاء ، لكن عزاء المرء ، أن السماء يوجد فيها ، فقط ، نجوم ، لا متسع فيها ، إلا لمن يشع من فكره شموع ، تضيء مناطق مظلمة ، في المقابل ، يوجد على الأرض كلاب ضالة ، فالأرض تتسع للجميع ، فهل نباح الكلاب ، يضر بالنجوم ، أبداً ، يا لها من معادلة ، حمقاء بلهاء . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف بين التعذيب والإنصاف ..
- إشكالية الإنسان التاريخية في الوصول للإنسانية / تاريخ بشري م ...
- تغيب الفكر عن مؤسسات الدول الإقليمية ، تأرجح طويل بين ردة ال ...
- متغيرات على الأرض ، تحديات مطلوب مواجهتها ، مصر السعودية وال ...
- برنامج اغتيال ابو حسن سلامة / قناة الجزيرة / اشكالية الاستقص ...
- القدس / تآكل الهوية الإسلامية وتعاظم الهوية اليهودية .
- غسان كنفاني ووديع حداد وبرنامج قناة الجزيرة بين إعادة الذاكر ...
- البداوة العربية تتفوق على المدنية الإسلامية
- هل البكاء أمام سُوَر البُراق / استبدل البراق إلى مبكى / أما ...
- بين العَلَمُ والشارب فقد العربي ذاته .
- تحالف المفكر وراعي البقر، والتحكم بشعوب العالم
- القوة الفكرية مقابل النارية
- نصيحة من كاتب عربي إلى الملك محمد السادس
- الدولة الفلسطينية بين التجميد والتحجيم
- الضحية والنجاة
- لماذا إبراهيم دون الآخرين .
- مروان صباح / ابو محمود الصباح ، صلاح خلف ، محمود درويش ، ابو ...
- الهتيف والسحيج والعريف
- حذف الأصل لصالح الصدى .
- هي والمرآة


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - التفكير والقراءة ، يُسَقِطان الطُفيليون عند أبواب العزلة