أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - حرب الأخوة غضب على الجميع














المزيد.....

حرب الأخوة غضب على الجميع


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 5679 - 2017 / 10 / 25 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا نعرف من أين تخرج هذه الأصوات الحاقدة من شذاذ الأفاق وتجار الحروب والأحقاد التي فاقت سموم الأفاعي وهي تبارك وتصفق وتزغرد لتشجيع طرف دون طرف آخر لشحن الهمم الشوفينية السامة، دون أدنى مراعاة للتساكن في وطن واحد، وبمحبة كانت قبل نشوب الأزمة هي الطاغية، ولم نكن نعرف أن شياطين الكون تكمن في تفاصيل تلك العلاقات التي كانت بمعظمها، علاقات مرائية مكامنها تتناسل في الصدور البغيضة، مما دعانا لطرح سؤال كبير وعريض ويتعاظم يوما بعد يوم، لماذا كل هذا البغض بين من كانوا بالأمس "اطعم من السمن على العسل"، ونحن نشاهد ونراقب ونستغرب لحجم براكين الكراهية التي تفجّرت بين ليلة وضحاها، وكأنها كانت تتحين الفرصة المؤاتية للتفجّر، لتمتد المشاحنات والاتهامات والبغضاء طولا وعرضا وفي كافة الاتجاهات، ووسط هذا التطاحن المخيف، تظهر أصوات الاعتدال على قلتها، وكأنها اكتوت بصدمة ما يحدث، فتصدر البيانات والادانات والشجب وطرح الحلول لهذه المواجهات التي لا مبرر لها أصلا، دون أن تلقى الآذان الصاغية وآخرها ما صدرت من بيانات من قيادة الحزب الشيوعي، تدعوا جميعها للاحتكام للغة العقل وإيجاد الحلول المرضية للجميع، لعدم وجود المبررات لهذه المواجهات التي وصلت الى استخدام السلاح لتذهب ضحايا بريئة، والمنافقون ومن يدفع للمواجهات المسلحة يسعّرونها، ويزيدون من تأجيجها، والنوايا كلها معروفة، بعد أن طفحت على السطح كل الأمراض الاجتماعية، العرقية والقومية والإثنية والطائفية، لتفتح شهية تجار الحروب لهكذا اقتتال، تتمنى فلول سماسرة الحروب والأحقاد والبغض الشيطاني، أن يتوالد ويتسع في كل الاتجاهات.
إن المتابعين "للصراع العربي الكردي" منذ الستينات وحتى ما يحدث اليوم، يعرفون جيدا وخلال السبعة عقود التي مرت، أنه صراع مفتعل ولا موجب له، سوى سياسة فرض الأمر الواقع بأهدافها البغيضة، التي ينتهجها سياسيون شوفينيون وجهلة وحاقدون بدوافع عديدة، منها البقاء في السلطة، واشغال الناس بممارسة مخططات لإلهاء الناس عن مساوئ السلطة وما تفعله من تجاوزات في شتى المناحي واهمها سرقة البلاد وإبقاء التأجيج الطائفي لعبة خبيثة لإدامة سلطتهم، والخاسر الأكبر، فقراء جميع الأطراف الذين لا ناقة لهم ولا جمل بما يحدث.
ولكي نظل فيما يحدث الان في العراق من مواجهات في شتى أساليب الشحن الخبيث، لتتحول الى مواجهات بين أخوة الأمس، سيما السياسيين منهم، حيث كنا نشاهد تلك العلاقات "الحميمة" داخل قبة البرلمان وبين المسؤولين خلال الزيارات المتبادلة، لنتفاجأ، كما تفاجأ الآخرون داخل وخارج العراق، تغيير البوصلة بشكل سريع وخطير، لتتحول تلك "الحميمية" الى حقد وكراهية وبغضاء وصلت حد التهديد بالمواجهات العسكرية، وهذا ما حصل فعلا.
ولكوننا نشعر بمرارة ما يحدث بين الاخوة الأعداء، ينبغي ان نعرّج ولو بإيجاز لسبب يحدث، حيث كان سبب البلاء هو مشروع الاستفتاء، الذي اعتبره أنا شخصيا، كان أمرا مفبركا أراد منه فرسانه تمرير نوايا كانت مختبئة وراءه، بمغامرة، ذكرتني، بمغامرة صدام حسين الصبيانية ومن يحيط به من جهلة وانصاف متعلمين، حين عزم على احتلال دولة الكويت بجرة قلم هوجاء، فاجأت العالم باسره، رغم مناشدات اكثر من 18 رئيس دولة بالانسحاب وإنقاذ العراق من البلاء القادم، دون نتيجة، فكنت أقول دائما، لو سألنا طفلا صغيرا وغضا، عن نية احتلال بلد مستقل وعضو في هيئة الأمم المتحدة ومعترف به دوليا، بعلم وطني وسيادة كاملة، ماذا تقول، لارتمى الطفل على قفاه ضحكا على هذه الرعونة والنكتة السمجة.
هكذا كان سلوك السيد البرزاني، حين اصر على اجراء الاستفتاء رغم مناشدات دول العالم وعشرات الأصوات، راجية منه أن يتخلى عن هذه الفكرة المدمرة، ولكننا لا نعرف سبب الإصرار الغريب على اجرائه، ومما زاد الطين بلّة أن العديد من السياسيين الكرد، حتى أولئك الذين كانوا في مناصب حساسة في الدولة العراقية، بذات الاندفاع والحماسة لتعبئة الناس للاستفتاء، معطّلين كل مجسّاتهم للمخاطر التي قد تتبع هذا الاجراء الكارثي، وحصل ما حصل، فما الفرق اذن بين مغامرة صدام ومغامرة القادة الكرد ممن ايد ودعّم وبارك وشارك في اجراء الاستفتاء الذي لم يجنوا منه غير الكوارث، فأي ساسة هؤلاء؟
المطوب اليوم من كل الأطراف المتنازعة، أن تعود لرصانة العقل وتحكم مداركها باتجاه العيش والتساكن بأخوة خالصة، وليست مبيتة، وتتخلى عن لغة المواجهات إعلامية كانت أم عسكرية، لأن طريق العناد سيؤدي الى مزيد من الدماء والضحايا والخراب، وبالتالي الجميع دون استثناء يخرج خاسرا منكّس الرأس وتلاحقه لعنة التاريخ والبشر.
وآخر دعوانا أن يهتدي الجميع لطريق الصواب، تحت مظلة العراق بمؤسساته وقوانينه وأحكامه، مع السعي الحثيث لتجاوز الهفوات في تشريعاته التي تحتاج الى جهود الجميع، لوضع مسار العمل المشترك والمصيري على سكة الإصلاح وترك النوايا التي تسعى لتدمير كل شيء.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سِفرٌ جديد يضاف لأسفار الفنان والباحث في المقام العراقي
- سِفرٌ جديد يضاف لأسفار الفنان والباحث في المقام العراقي الدك ...
- مكابدات عراقي مغترب لما يدور في الوطن
- مقر حزبنا في الديوانية يتعرض لاعتداء أثيم
- مصطفى عبد الله منجم شعري أفل قبل الأوان
- مكابدات عراقية... محنة المثقف العراقي
- حين يتحول الإبداع إلى طقس صوفي
- قصائد من ديواني الرابع -ألحان القيثارة السومرية-
- مختارات من شعر الهايكو
- هذا ما فعلته الطائفية في العراق...!
- مذكراتُ مقاتلْ
- لنعرف الحقيقة
- حيدر
- التغيير ومثقفو السلطة الفاشية
- ماجد الخطيب في مسرحيته الجديدة
- الفنان والباحث حسين الأعظمي وأصداره الجديد
- بلقيس حميد حسن شاعرة يحترق النبيذ على شفتيها
- هنيئا لحصادكم بما كنتم تزرعون
- المجد للطبقة العاملة بعيدها الأممي الأول من آيار
- مكابرة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - حرب الأخوة غضب على الجميع