أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميسون نعيم الرومي - زحف المباني ظاهرة خطيرة (الحلقة السابعة)-














المزيد.....

زحف المباني ظاهرة خطيرة (الحلقة السابعة)-


ميسون نعيم الرومي

الحوار المتمدن-العدد: 5678 - 2017 / 10 / 24 - 21:17
المحور: المجتمع المدني
    


ظاهرة خطيرة (الحلقة السابعة)-
زحف المباني
ميسون نعيم الرومي
كنت كلي عيون تتفحص الطريق من مطار بغداد الدولي وتحاول احتضان بغداد الحبيبة ببناياتها ، شوارعها واشجارها المتعبة التي اصفرت اغصانها ، وكأنها تشارك مايحيط بها من بؤس وشقاء.
جلب انتباهي بعد ان تجاوزنا شارع المطار وعلى طول الطريق حتى وصولنا الى منطقة راغبة خاتون حيث كنا نقصد..ان الكثير من البنايات زحفت الى الأمام وضمت الرصيف اليها ، بل أن بعضها ضم قسما من الشارع العام ، وهي تزهو بألوانها الصارخة وزخرفها الخارج عن الذوق ، متميزة عن البيوت القديمة الرصينة التي جار عليها الزمن واتلفتها الشمس والغبار، فبدت قميئة تستصرخ طالبة بعض الاهتمام ، كما لاحظت انتشارالكثير من البيوت الصغيرة المساحة والمتلاصقة ببعضها ، بألوانها المتنافرة المثيرة الإشمئزاز..

اين بغداد التي في خاطري؟ اين الحدائق الغناء المحيطة بالبيوت الجميلة بورودها العبقة ونباتات الجهنمي بألوانه الزاهية المتدلية من أسيجة الحدائق ؟
اين النرجس بعيونه البراقة اين الرازقي أين عبير القداح اين الجوري والقرنفل اين الأشجار أين النخيل الزاهية الخضرة ؟ .. واين (مراجيح الحدائق) تطرب المارة بموسيقاها مصحوبة بقهقهة البنات ؟ لا أمامي إلا منظرا بائسا وبيوتا عفى عليها الزمن تبكي ماضيها الجميل وتشكو بؤسها الحاضر في وطن المعذبين والجياع ، بلد الثروة النفطية والميزانيات الفلكية التي تعدت 170 مليار دولارا سنويا .

لقد تريفت بغداد الرشيد بغداد الحضارة والتمدن ، اسفي عليك يا حبيبة العراقيين وفخر الحضارة وأعجوبة التاريخ.

تذكرت مدينة عمان بشوارعها الجميلة المنسقة ومبانيها البيضاء ومولاتها الكبيرة واسواقها المزدحمة ، عند زيارتي لها مؤخراً كل هذا العمران والتقدم بميزانية سنوية قدرها (9 ملياررات دولار) ، طفرة هائلة من التطوراعادتني الى ذكرى مؤلمة يوم استقبلتني في فترة الثمانينات من القرن الماضي .
فقد كانت مدينة فقيرة كل ما فيها منطقة (وسط البلد) ، عندما وصلت اليها متلفعة بعباءة ، وضعتها اختي على رأسي ، بعد أن اودعتني سيارة مغادرة الى عمان ، في الوقت الضائع .. بعد ان منع السفر في وطني (فقد سمح السفر لمن اشرت جوازات سفرهم فقط) خدمني الحظ مرات .. عندما اشـَّـرت جواز سفري عازمة على الرحيل بسبب الحزب اللعين ، في اية لحظة طارئة .. بعد المضايقات التي تعرضت لها في دائرتي ، ومحاولة اقناعي بود اولا ، ومن خلال زملاء العمل ، للتسجيل في (حزب لايمثلني) ثم تصاعد الضغط باستدعائي الى مركز شرطة منطقة سكناي (لإرغامي على الإنظمام الى ذلك الحزب) وحالفني الحظ مرة أخرى وبمساعدة مدير دائرة كتاب العدول الأستاذ (حامد الصگبان له الرحمة والذكر الطيب) حيث وقع لي على طلب اجازة لمدة يوم واحد (لازلت احتفظ به) لكي انفذ من الحدود البرية في منطقة (طريبيل) ان هم سألوني ، كيف اسافر وأنا موظفة
سافرت قبل موعد مثولي الذي بلغت به للمثول في مركز الشرطة .

في المنطقة الحدودية بين العراق والأردن حالفي الحظ مرة أخرى بسبب سفري ضمن گروب سياحي كان في طريقه الى عمان ، فلم يلتفت مسؤول الجوازات الى هذا الأمر

وصلت عمان وتركت اختي المسكينة تواجه تبعات فراري وتتحمل زياراتهم المرعبة المتكررة للسؤال عني ، وعن اخواتي بعد ذلك ايضا لغاية اصابتها بالمرض اللعين ورحيلها قبل الأوان ، تودعها دموع سبعة أخوات موزعات على ارض المعمورة..

أيا وطني كم فيك من ظلم وشقاء ؟ والى متى كل هذا العناء ... ترى ايأتي اليوم الذي يرتاح فيه هذا الشعب المنكود .. ومتى...؟

تركت وطني و دموعي تغسل وجهي واللوعة مغروسة في روحي ، فقد انتزعت من وظيفة احببتها ولم امكث فيها طويلا ، وماذا أقول لقد انتزعت من بغداد عشقي الأبدي....
-------------------------------------------------------------------------------------
اكتوبر / 2017
ســــــــــــــتوكهولم



#ميسون_نعيم_الرومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجالس الثقافية (الحلقة السادسة)
- كنت في بغداد المجالس الثقافية (الحلقة السادسة)
- الشعر..والقصيدة
- كنت في بغداد  (الحلفة الخامسة)
- باعَوْ اطفال ابغداد
- كنت في بغداد (ألحلقة الرابعة)-
- شعر غنائي يحچي ويّايه امعَلَّگ
- وداعاً العلامة البروفسور سامي موريه رمز الحب والوفاء
- يا .. سَلام ؟
- يا سَلام ؟
- عَفْيه عَمّي يَ مَسعود
- وجهك بگايه العمر
- نعي
- كنت في بغداد .. (الحلقة الثالثة)
- كنت في بَغْداد
- اوقفوا قانون التقاعد الجائر
- كنت في بغداد الحلقة الأولى
- وين الوَعَد
- فَرْخَت الأحزاب
- بنات ابلادي (شعر غنائي)


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ميسون نعيم الرومي - زحف المباني ظاهرة خطيرة (الحلقة السابعة)-