أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - الخروج عن المالوف














المزيد.....

الخروج عن المالوف


فؤاده العراقيه

الحوار المتمدن-العدد: 5677 - 2017 / 10 / 23 - 22:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


أسئلة مكررة تتعلق بماديات الحياة وكأن الحياة قد اقتصرت عليها, أو حصروا الحياة بشكلياتها فقط رغم إنها مليئة بالكثير الكثير الذي صار لا يعنينا منه شيئاً سوى تلك الأمور المحصورة بالغرائز وأهملنا سواها ومن ضمن هذه الأسئلة التي توجه للنساء ..
ما الذي تبتغيه أكثر من ما أنتِ عليه ؟
هل أنتِ جائعة ؟هل أنتِ مريضة ؟
هذه الأسئلة صارت توجه في أحسن الحالات لكون تلبية الغرائز صارت من اهتمامات المجتمعات المنغلقة , الجوع وكذلك الشعور بالبرد والحر والمرض , فأن كان رد اللواتي يعشنّ في أحسن الحالات بالنفي سيأتي الجواب .. فما الذي تبتغيه أكثر من ما أنت عليه ؟
أسئلة توجه لكل من ترغب في الخروج عن المألوف , والمألوف هو كل ما تعودوا عليه ,وبالتعويد يغيب التفكير وتنعدم محاولة الارتقاء بالجديد, هذا السؤال يوجه لرجالنا ولنسائنا على حد سواء , ولكن حظ النساء منه أكثر بكثير من حظ الرجال كون السكين مسلط على رقابهنّ كساطور كبير يقتلع رقبة كل من تحاول أن تخرج عن ما هو مألوف لديهم ,عليهنّ الطاعة والسير بمحاذاة الحائط خوفاً من ساطور القيل والقال الذي سيقطعهنّ إرباً وسيلطخ شرفهنّ وسمعتهنّ , ومن ذا الذي يقترب من الشرف والسمعة لدينا, الشرف والسمعة تعني عدم خروجهنّ عن دائرة العادات والتقاليد والتي بموجبها ينبغي لهنّ السير , الشرف والسمعة هنا تكمن في أجسادهنّ فقط ولا علاقة لعقولهنّ ولا لأفكارهن به , فلا علاقة بما يحملنّ من صفات الإنسان الحقيقي , عدم خروجهنّ عن دائرة المألوف من عادات إلى تقاليد يسير بموجبها القطيعوهذا ما هو مألوف لدينا
فعليها وعليه ,المرأة والرجل , أن يعيشوا الحياة التي أعدت لهم سلفا , عليهم أن يتوارثوا الأفكار ويطبقوا قيم المجتمع وعاداته على أصولها من خلال تلقي التعاليم بنصوصها ومن ثم تطبيق ما جاء بها بحذافيرها دون سؤال أو اعتراض حتى لو لم تكن ملائمة لعقولهم ولتفكيرهم , فالعقل والتفكير بالنسبة لهم زائدة دودية لا أهمية لها , والعصور لديهم ثابتة والزمن ساكن سكون أزلي.
للمرأة بحث آخر من كل هذا وسيوجه لها سؤالهم المألوف : ما الذي تبتغيه أكثر من ما أنتِ عليه ؟
فهل اقتصرت حياة الإنسان العربي وخصوصاً المرأة على الأكل والشرب فقط؟
هل اقتصرت على الإحساس بالبرد والحر وغُض النظر عن الإحساس الحقيقي المتواجد لدى الإنسان الحقيقي من شغف المعرفة وحب الاطلاع ,ومن مشاعر وأحاسيس إنسانية وما ترغب به ؟
و كأن احتياجاتها تختلف عن احتياجاته ,وكأنها ليست بحاجة لتمارس حياتها كما يمارسها الرجل ولا هي بحاجة لإثبات نفسها كما هي طبيعتها ,بل تُفرض عليها الحياة لا كما ترغب هي بل كما هم يرغبون , كأن الحياة اقتصرت بطعام وزوج وخدمة وإنجاب كما هي مقتصرة على الحيوان , طعام وشعور ببرد او حر ومرض , وواجبها أمام توفير هذه الاحتياجات هو خدمتهم وتسليتهم وولادة الأبناء لهم .
هذه العناية بالأجساد دون العقول ودون النفوس هي ما يشغل تفكير الغالبية لدينا, فأن كانت الأجساد مشبعة فلا يحق للنفوس الشكوى , فنفوس النساء وحاجاتهنّ غير معترف بها كونها بنظرهم ليست بذات أهمية أمام حاجاتهم, فأن احتاجت لإطعام عقلها فهذا ترف وهراء لا يستوعبوه وسيكون ضد الطبيعة كونها خُلقت للإنجاب وللخدمة فقط .شوهوا طبيعتها وقالوا بأن الله خلقها ضعيفة وهي طبيعة لا نستطيع تغييرها , فالمرأة الجميلة يجب أن تتسم بالضعف وتمثل الغباء أمام الرجل ليُفضّلها على غيرها , الجميلة هي من تركت عقلها فالعقل يخص الرجل ولا يخصها , والإبداع مسؤوليته دونها , المرأة الفاضلة هي من تتغاضى عن خيانة زوجها وتعيش رهينة لمزاجه وتمسح أهانته لها في حالة الغضب فهو رجل ومن حقه يغضب , متسامحة دوما عن أخطاءه وبالمقابل لا يحق لها أن تُخطأ , حمالة الأسى والهموم دون أن يبدر منها أي شكوى , تحمل أعباء الحياة على أكتافها وهي صامتة ,هكذا تكون المرأة الفاضلة وهكذا أرادوها وحصروا مهمتها بين جُدرانهم الأربعة ومن ثم عيّروها بعقلها الناقص ووصموها بالضعف ليهمنوا عليها , فالخطيئة منها وتكمن بها وعليه يجب حصرها مع تلك الخطيئة ,أليست هي من صلب حواء التي أخرجت آدم من الجنة ؟
البسوها الحجاب ولفوها بكيس السواد وضحكوا بسرهم عليها وميّزوا أنفسهم عنها وصاروا يتفاخرون بها أمامها .
كل ما ورد ذكره غير قابل للحوار لكونهم سيتساءلون :هل تبغين من الرجل ان يمكث في البيت وينجب ويرضع الأطفال !!
أسئلتهم مكررة ,وعقولهم مستنسخة لا تحمل الجديد وتطلق بوجه كل من يرغب في الكشف عن حقيقتهم ويبحث عن البديل والجديدفالجديد مخيف لديهم ويحمل صدمات لا تحتملها عقولهم ولا مصالحهم ,لا يحسنون التغيير ولا يجيدوه ولا يرغبون به , الثبات والسكون صارت لحياتهم سنّة , آمنوا دون تفكير ولا اقتناع , بثوابت لا يجوز التعدي عليها , ثوابت مطلقة لهم , تتكرر أسئلتهم كما تتكرر أفكارهم وأفعالهم , كما تتكرر سنواتهم , بل وقرونهم دون جديد , كما تتكرر قصص الشعوب وكأنها فيلم يتكرر بنفس الوجوه وبنفس المشاهدين بدون نفع يذكر.



#فؤاده_العراقيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صيادلة أم مافيات دواء ,أطباء أم قصاصي رؤوس
- ما بين التحريم والتحليل
- لا غايات تُبرر بوسائل مغلوطة
- هل هي روح صديقتي أم هي الذكرى ؟
- للذين صفّقوا وهلهلوا للانتصارات أقول لهم
- قانون تعدد الزوجات ومحاولة العودة لسوق النخاسة والسمسرة بالن ...
- اليوم يوم للمرأة ودلال .. وغدا سيكون قهرها حلال
- ملخّص لرحلة حياة انسان عربي
- أنا لا اصلي صلاتكم
- حوار مع أحد المغيبين
- جرائم ترتكب بالخفية بحق الغالبية وأخص منهم النساء
- لا بدّ من زوجة أخرى
- جرائم تُرتكب بحق النساء
- ذات اصيل موحش
- كعادتنا كل عيد اضحى
- حكاية امرأة من بين ملايين النساء
- حوار مع احدى المحجبات عن الحجاب وأسبابه ونتائجه
- لحظات ما قبل الاحتضار
- رؤوسهم بلا عقول
- استحلفكم بالله


المزيد.....




- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق
- ميقاتي يتعرض لموقف محرج.. قبّل امرأة ظنا أنها رئيسة وزراء إي ...
- طفرة في طلبات الزواج المدني في أبوظبي... أكثر من عشرين ألف ط ...
- مصر.. اعترافات مثيرة للضابط المتهم باغتصاب برلمانية سابقة
- الرباط الصليبي يهدد النساء أكثر من الرجال.. السبب في -البيول ...
- “انقذوا بيان”.. مخاوف على حياة الصحافية الغزية بيان أبو سلطا ...
- برلماني بريطاني.. الاحتلال يعتدي حتى على النساء الفلسطينيات ...
- السعودية ترأس لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة بدورتها الجدي ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فؤاده العراقيه - الخروج عن المالوف