أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - ليس للكردي إلا المكر والدهاء .. الإستراتيجية الأولى لإقليم كردستان















المزيد.....

ليس للكردي إلا المكر والدهاء .. الإستراتيجية الأولى لإقليم كردستان


محمد حبش كنو

الحوار المتمدن-العدد: 5674 - 2017 / 10 / 20 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية وكتوطئة لهذا المقال يجب أن نعلم أن الإستفتاء الذي أجراه إقليم كردستان لم يكن تلك الجريمة الكبرى التي تستدعي كل هذا السعار العالمي غير المفهوم فهو في الآخر عملية ديمقراطية ناعمة وغير ملزمة وكان من الممكن التعامل معها بمبدأ أننا لا نعترف بهذا الإستفتاء وانتهى الأمر لا أن تقوم الدنيا عليها إعلاميا ثم ينتهي الأمر أن يطلق الغرب يد إيران على الإقليم لتحتل أجزاء منه لتخريب هذه العملية الديمقراطية .
من العبث الغوص في تكهنات كثيرة حول مبررات ما فعلته أمريكا التي تدعي محاربة التمدد الإيراني في المنطقة فلربما تريد أمريكا تسليم المنطقة للأصولية الشيعية ضد الأصولية السنية كون الأصولية الأولى لا تقوم بعمليات إرهابية في الغرب عكس الأصولية السنية التي تستهدف الغرب بالتفجيرات والسكاكين وفرم مواطنيها تحت عجلة الشاحنات .
ربما يكون هذا التكهن صحيحا وربما تريد أمريكا شيئا آخر بأن تجعل ثمن الحصول على كركوك من قبل الكرد أن تدخلهم في حرب لوقف التمدد الإيراني مستقبلا ولكن وكما قلنا فلنا ظاهر الأمور بعيدا عن التكهنات وهو أن أمريكا غدرت بالكرد في موضوع الإستقلال وسلمت كركوك لإيران بحجة بسط نفوذ الحكومة الإتحادية على المناطق المتنازع عليها وفق القانون والدستور خاصة إذا علمنا أن الحشد الشعبي مدعوم من أمريكا بالسلاح وتسانده جوا ويقوده قاسم سليماني برا ما يدل على تنسيق تام بين أمريكا وإيران .

أمريكا تكرر فوق رأس الكرد جملة أنكم عراقيون وكذلك ينضح الشرق والغرب بجملة وحدة الأراضي العراقية ولكن الحقيقة أن العراق محكوم طائفيا وليس للكرد أو باقي المكونات دور فعلي حقيقي في بغداد ومسألة القانون والدستور والعراق الموحد بكل مكوناته هي عصا فوق رؤوس من يطالبون بحقوقهم في ظل التحكم الطائفي المقيت وكل ما جرى في كركوك والمناطق المتنازع عليها في الأحداث الأخيرة كان بحجة العراق الموحد والقانون والدستور من قبل الحكومة العراقية والغرب على حد سواء ما أربك المشهد داخل حكومة إقليم كردستان فما المطلوب من حكومة إقليم كردستان حتى تخرج من هذه الدوامة المتداخلة ..؟؟

حقيقة هناك سبع إستراتيجيات على إقليم كردستان اتباعها سنوردها لاحقا في مقالات منفصلة وأولاها إستغلال عراقية إقليم كردستان على مبدأ وداوها بالتي كانت هي الداء بمعنى أن تستغل هي أيضا عراقيتها وفق القانون والدستور فتطالب بحكم بغداد ما دام ممنوعا عليها أن تنشأ دولة مستقلة لوحدها وعلى إقليم كردستان ترشيح شخصية لرئاسة الوزراء في العراق أمام العبادي في الإنتخابات التي إقترب موعدها ولا بأس بشخصية مثل هوشيار زيباري الذي يمتلك خبرة وباعا طويلا في مسالك الحكم ودهاليزه في بغداد أو أية شخصية أخرى يراها الإقليم مناسبة لهذا المنصب حتى لو كان السيد مسعود البرزاني نفسه كنوع من قلب الطاولة على الحكومة الشيعية في بغداد .

هذا الترشح سيكون بمثابة مناورة سياسية كبيرة وسحبا للبساط من تحت أرجل التحكم الشيعي في المنصب وكل ذلك وفقا للقانون والدستور حيث لا توجد مادة في الدستور ولا في أية قوانين أخرى تجبر أن يكون رئيس الوزراء شيعيا ورئيس الدولة كرديا ورئيس البرلمان سنيا وهو مجرد عرف شفهي غير ملزم أبدا .

تكمن خطورة أبعاد هذه العملية أنها ستكون بحلف عربي سني وكردي إذا أقنع رئيس الإقليم العشائر السنية بدعم هذا المرشح خاصة بعد ما لقيته المناطق السنية من ويلات وفظاعات على يد عصابات الحشد الشعبي من قتل وسحل و تهجير وحرق للبيوت بمقابل ما قدمه إقليم كردستان لهم من دعم وإستقبالهم داخل الإقليم بكل ترحاب وهنا سنكون أمام تحالف جديد يضعف النفوذ الشيعي ويقلب الموازين وسيكون أشبه بالتحالف الشيعي الكردي بعد سقوط صدام حسين والذي أضعف الكتلة السنية وقتها وأصبحت الأغلبية للشيعة بعد المحاصصة الطائفية بعد أن سلخ الأمريكيون الكرد عن العرب السنة فصارت النسبة تحتسب على مبدأ سنة وشيعة وأكراد وبهذا حقق الشيعة التفوق العددي ولكن إذا أعيدت النسبة ككتلة سنية واحدة بين الكرد والعرب فسيحققون التفوق العددي في الإنتخابات .

كمناورة سياسية فإنها ناجحة في كل الأحوال لأن لها بعدين فقط فإما أن ينجح المترشح ويفوز الكرد بحكم بغداد أو ينتبه الشيعة باكرا أن وجود الكرد خطر ضمن العراق فيفاضو على إنفصالهم ليستفردو بالحكم ومن جهة أخرى سيتم إحراج أمريكا نفسها باعتبارها تدعم ترشيح العبادي وما كل هذه الإنتصارات إلا خدمة لترشيحه وهنا ستتفاوض أمريكا مع الكرد ويكون لدى الكرد ورقة ضغط مهمة في هذا المجال .

تاريخيا وقبل تقسيمات سايكس بيكو بزمن طويل لم يفكر الكرد أبعد من جبالهم بينما كان العرب يتمددون حتى أقصى المحيط في المغرب بل يتجاوزونه ليشكلو ممالك في أوروبا دامت في الأندلس ثمانية قرون وعندما كان الكرد جيران بيزنطة لمئات القرون لم يفكرو بالتمدد نحوها بينما جاءت قبائل تركية من أواسط آسيا لتحكم بيزنطة وتغزو البر والبحر والمناطق الإستراتيجية ما بين قارتي آسيا وأوروبا وبقي الكرد يشكون من عقدة البحر حتى يومنا هذا .

بعد تقسيمات سايكس بيكو لم يفكر الكرد في الأجزاء الأربعة أبعد من مناطقهم أيضا وظلو يطالبون بها مدة مئة عام من الثورات والإنكسارات والدماء بينما بقي الجميع يردد فوق رؤوسهم أنتم سوريون وانتم عراقيون وانتم أتراك وأنتم إيرانيون وإذا كان الحال هذه فمن حقهم إذا أن يحكمو هذه الدول مثلهم مثل غيرهم وهنا يجب على الكردي أن يستخدم ما يستخدم ضده لصالحه ويحب أن يخرج من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم وفي الآخر فإن الهجوم خير وسيلة للدفاع وعلى الكرد في العراق ان يتجهو نحو حكم العراق ما دام الجميع مصرين أنهم عراقيون فقط كما أظهر آخر تصريح صادر عن الأمريكيين بضرورة التفاوض كعراقيين ضمن عراق موحد .

التوجه نحو نفط البصرة إذا كان ممنوعا علينا نفط كركوك .. هذا ما يجب أن يكون شعار المرحلة القادمة وهذا ليس مستحيلا فهناك تجربة قائمة في الشطر الكردي في سوريا اتخذت هذا النهج بحذافيره فحين أراد الكرد إنشاء كيان خاص بهم قلب السوريون الدنيا فوق رؤوسهم وظلو يقولون أنتم سوريون وسوريون فقط فكانت النتيجة أن سيطر الكرد على مساحات شاسعة من المناطق العربية ببترولها وغازها ومائها وسدودها على مبدأ إن كنا سوريين فيحق لنا ما يحق لكل السوريين فكما لا يسأل أحد ماذا يفعل الدرزي او العلوي في دير الزور لن يستطيع أحد السؤال ماذا يفعل الكردي في الرقة باعتبارهم سوريين يحق لهم ما يحق للسوريين .

في النهاية يجب على الكردي ممارسة أقصى المكر و الدهاء السياسي ومعاملة خصومه بنفس أدواته حتى يخرج نفسه من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم لأن الخصوم تعودو عبر الزمن ان يحشرو الكرد في خانة الزاوية الضيقة وعلى سبيل المثال كان على إحدى محاكم إقليم كردستان باعتبارها محاكم عراقية شرعية أن تصدر مذكرة إعتقال بحق قيس الخزعلي مثلا ردا على إصدار محكمة عراقية مذكرة إعتقال بحق كوسرت رسول فالقانون يجب أن يجابه بالقانون بدل حالة الدفاع عن كوسرت رسول فقد تعلمنا دائما وعبر الزمن أن نكون في حالة الدفاع وربما آن لنا أن ننقل المعارك إلى أرض الخصوم وأن نتخلص من تلك الجملة السخيفة التي تقول ليس للكردي إلا الجبال .



#محمد_حبش_كنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين سيطر الإخوان في غفلة من الزمن
- دراسة عن إستفتاء كردستان من وجهة نظر أعمق
- مئة عام تأخر الإستفتاء فمتى يكون وقته مناسبا ..؟؟
- هل خالفت تونس حقا شرع الله ..؟؟
- هل تستطيع الهروب من الله ..؟؟
- إنتهت الأزمة و هذا ما يلوح بالأفق في سوريا
- العرس في الرقة والطبل في عفرين .. ماذا تريد تركيا من عفرين . ...
- شريف باشا باق ويتمدد ..!!!
- ماذا يقصد فورد بقوله سيندم الأكراد على ثقتهم بأمريكا ..؟؟
- الجذور الخفية لعلاقة بريطانيا بالجماعات الإسلامية المتطرفة
- الإسلام في زمن الكوليرا
- القاصر السوري مجرم أم ضحية المجرمين ؟
- من المسؤول عن تفجير الكنائس في مصر .. الدولة أم الإسلاميون أ ...
- أين كنتم يوم كانت باقية وتتمدد ..؟؟
- مهاباد أول جمهورية وأول علم وأول نشيد
- تصفية بشار الأسد
- الإخوان المسلمون جذر الإرهاب
- تأثير مفهوم الألوهية على شكل نظام الحكم
- الشيعة والسنة من يمثل الإسلام ..؟
- الإسلام الحقيقي بين الواقع والخيال


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حبش كنو - ليس للكردي إلا المكر والدهاء .. الإستراتيجية الأولى لإقليم كردستان