أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدى عبد العزيز - المنفعة المشتركة بين الفقه والسيف وتناقضات تحتمها الضرورات














المزيد.....

المنفعة المشتركة بين الفقه والسيف وتناقضات تحتمها الضرورات


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5675 - 2017 / 10 / 21 - 07:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رأي علماء ومشايخ المملكة الوهابية أن يفوتوا قرار ملك السعودية بالسماح للنساء بقيادة السيارات وأن يباركوه بدلاً من أن يعارضونه وذلك لعدم تصعيد ذلك الخلاف إلي مستوي الصدام مع عائلة سعود
صحيح أن الوهابية هي الأساس الشرعي الرئيس الذي قامت علي أساسه المملكة السعودية تاريخيا
لكن مشايخها وكهانها وحراسها يدركون أن قوة الوهابية قد تأسست بقوة السيف والسلطان وإلا لماكان كاهنهم الأعظم محمد بن عبد الوهاب قد فشل في "العيينة" مسقط رأسه لدرجة أن طرد منها ، ونجح في الدرعية بفضل عقد اتفاق المنفعة الدينية السلطوية المتبادلة مع اميرها محمد بن سعود (ميثاق الدرعية)
وسيعرف القارئ لتاريخ المملكة السعودية أيضاً إلي أي مدي كانت علاقة الأسرة السعودية - عند تأسيس المملكة - بالفقه الوهابي هي علاقة منفعة تاريخية
وأن هناك تناقض يبرز دائماً كلما تقدمت الأسرة السعودية نحو توطيد دعائم ملكها وعرشها بشكل مصلحي وكذلك تماهي أفرادها مع الوسائل العصرية الحديثة للإستمتاع بالثروات الخاصة المتعاظمة
وبما تقتضيه كل تلك الأمور من إقامة علاقات وتحالفات دولية وإنتهاج التزامات دولية وخطوات تحكمها مصلحة العرش والدولة السعودية بغض النظر عن تناقض ذلك مع الإيدولوجية الوهابية وكذلك استخدام آدوات عصرية لاترضي عنها مشايخ الوهابية وآل الشيخ حراس الفقه الوهابي
وهكذا فإنه كلما كانت الأمور تتطور نحو ذلك كلما اشتد هذا التناقض داخل جناحي تأسيس الدولة الوهابية
وغالباً ماتتم تسويته عبر تعليق الأمر فقهياً في رقبة ولي الأمر (الملك السعودي) والذي لايمارس السلطة الدنيوية إلا بوصفه إماماً دينياً (لاحظوا أنه خادم الحرمين) ، في حين يظل الفقه الوهابي هو مصدر التشريع وأصحابه هم المشرعون وإن امتثلوا بمقتضيات بعض الظروف الملحة لاتخاذ آل سعود بعض الخطوات التي قد تتعارض مع الفقه الوهابي لعدم السماح بوصول التناقضات إلي درجة الصراع الذي قد تمثل نتائجه أضراراً أعمق وأشد علي طرفي الفقه الوهابي والسيف والسلطان السعودي
وهناك مثال شهير لوصول ذلك التناقض إلي حد الصدام المعلن في عام 1926 الذي شهد تمرد الشيخ الوهابي فيصل الدرويش وأتباعه علي الملك عبد العزيز آل سعود حتي عام 1929 بسبب استخدامه للتليغراف والسيارة وهي من صناعة الكفرة من غير المسلمين (المشركين الصلبيين الأوربيين)
كذلك عدم التقدم ل"فتح" العراق والبحرين والكويت وطرد الشيعة المشركين من هذه البلاد باعتبارها ديار حرب لاديار سلام
وذلك في حين أن شروط معاهدة دارين التي وقعها عبد العزيز آل سعود مع الحكومة البريطانية تلزم الأول بعدم مهاجمة تلك البلدان ولم ينتهي هذا الإقتتال الذي كاد أن يودي بالمملكة إلا بتدخل بريطانيا وهزيمة فيصل الدرويش وتراجع فقهاء الوهابية وإصدارهم فتوي لصالح عبد العزيز آل سعود
وعليه استسلم الشيخ فيصل الدرويش وتعهد ابن سعود بالحفاظ علي حياته
واعتقد أن هذا الدرس كان له أثره الممتد في صياغة أسس جديدة لتلك العلاقة النفعية بين كل من آل الشيخ وفقهاء وسدنة الوهابية وبين أسرة آل سعود
وهذا مايمكن أن يعطينا بعض الدلائل الهامة لطريقة التعامل مع قرار التصريح لنساء المملكة بقيادة سياراتهن
هذا فضلاً عن عدم إهمال تطور الدوافع والنوازع الإستهلاكية للشرائح الإجتماعية المهيمنة اقتصادياً في المملكة
وارتباط ذلك القرار بمقتضيات تعديل بعض المسارات الوظيفية للأدوار التي تلعبها المملكة علي المستويات الإقليمية والدولية والتي سيمكننا فيما بعد بالترميز لها بحقبة محمد بن سليمان ... الذي يبدو من مجريات الأمور داخل المملكة أن قدر من التجازبات والصراعات والتناقضات داخل المملكة قد حسمت أو سويت لصالح أن يمسك بمقود القيادة...
وذلك في سياق استجابة لاستحقاقات تراكمت علي المملكة من جراء عقود من إدارة شيوخ وعجائز الأسرة السعودية للأمور في المملكة التي كانت قد دخلت منعطفاً يصعب الخروج منه دون تراجعات كبري وتعديل للمسارات الوظيفية للوجود الإقليمي والدولي للمملكة في محيط إقليمي لا يستطيع أحد التنبوء بما ستفضي إليه تشققاته وانشقاقاته ونيرانه المشتعلة
وكذلك مايجري تسويته علي موائد الطهاة الدوليين وآدواتهم المحلية والإقليمية المرئية وغير المرئية
_________



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ندبات قدبمة
- استئصال الإرهاب والتطرف يرتبط أيضاً بمكافحة التهيمش الإجتماع ...
- الإنقلاب الإتصالاتي وبداية أفول الإعلام الرسولي
- سعاد حسنى
- علي هامش المسألة العراقية
- إنه الموت ... ليس إلا
- سطور من أصل الحكاية
- العراق في مواجهة لحظة حرج
- غابة تتأنق وحوشها
- ضرورة عودة السفير المصري إلي دمشق
- وعليك أن تصدق
- إنها -ريما- وعاداتها القديمة
- رفعت السعيد (الأروبة) ، وحسن البنا الكذاب
- ذلك العالم الإتصالي
- نقطة نظام علي النظام
- ثورة يوليو التي حالت دون أن أكون أحد الأشقياء
- جدلية الصباح والمساء
- قول دون مواربة
- المجد للشهداء
- ومن التحالفات ماقتل


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدى عبد العزيز - المنفعة المشتركة بين الفقه والسيف وتناقضات تحتمها الضرورات