أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أزهار أحمد - طلبنا طعاماً صينياً















المزيد.....

طلبنا طعاماً صينياً


أزهار أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 03:56
المحور: الادب والفن
    


منى وفرح في كافتيريا الكلية، منى تقرأ شيئاً، وفرح تفركُ يديها في ترقب، وابتسامة غرور تعلو وجهها.
ـ من كتب هذا الهراء يا فرح؟
هراء؟ ألا يعجبك؟ أنتِ الوحيدة التي ظننتُ أنه سيفتنك.
ـ ما الذي يمكن أن يفتنني فيه يا عزيزتي؟
الأسلوب، الفكرة، البنية، النص جديد تماماً.
ـ لم يعجبني يا فرح وأتمنى لو تتوقفي عن الكتابة وتبحثي عن نفسك في أي شيء آخر، أرى أنك تهدرين طاقتكِ، آسفة عزيزتي توقفي عن هذه الحلم فأنا متأكدة من أنك تملكين الكثير من المواهب المختبئة.
حسناً يا منى، نصيحتكِ جميلة لكنني لن أعمل بنصفها الأول. أنا ذاهبة.
ـ انتظري يا فرح هل غضبتِ؟
بالطبع لا، أحب قصتي وسأعرضها على أكثر من شخص وسأستمر في الكتابة، وهذه المرة سأختار شخصا مناسباً ومتخصصاً وليس غيوراً .. غمزت بعينيها وانطلقت.

فرح في مكتب الدكتور أحمد، تعرض عليه نصها الرائع .. كما تعتقد .. وتريد رأيه.
عندي اقتراح يا فرح .. قال الدكتور وهو يتناول النص، اجلسي أمامي واقرأيه فأنا متفرغ الآن وأحب الاستماع إلى النصوص بأصوات أصحابها.
... فرح مبتهجة بالاقتراح ولكنها متوترة قيلاً.
حسناً يا دكتور، هذا النص عبارة عن قصة عنوانها "طلبنا طعاماً صينياً "
عنوان شهي، قال الدكتور مبتسماً.
بدأت فرح في القراءة بصوتٍ مبحوح ومتوتر مع محاولة قوية لإضفاء بعض الرصانة والغرور على الصوت الذي كان يخرج وكأنه قطعة بطاطس تحترق مع الفاصوليا.

" طلبنا طعاماً صينياً "
( كلما شاهدتُ فيلماً أمريكياً وكان بأحد اللقطات طلبٌ لطعام، فإنَّ الممثلين لا يطلبون سوى الطعام الصيني، لقاءُ الأصحاب لا يكتمل إلا بطعام صيني، السهراتُ الرومانسية لن تكون إلا بطعام صيني، حتى اجتماعات العمل. وأصبحتُ أعلم الآن مُسبقاً متى سيكون الوقت المناسب لإعلان طلب الوجبة وماذا ستكون. لكن قد يسألني أحدكم هل شاهدتِ جميع الأفلام حتى تصدرين هذا الحكم؟ لن أهتم وسأقول لقد شاهدتُ ما يكفي.
لماذا يتكرر الطعام الصيني على ألسنة الممثلين الأمريكيين؟ هل هم بذلك يواجهون صراعاً مع الصين ويتملقونها بذكر طعامها في كل فيلم تقريباً؟ لا .. لا ما هذه السذاجة، يا لها من فكرة غبية لا تذكريها أمام أحد.
إذن هل الأمريكيون غير ذواقين للطعام ولم يتذوقوا سوى الطعام الصيني؟
لا أعتقد رغم أنه قد يكون صحيحاً.
أتراهم بخلاء والطعام الصيني رخيص؟
لا أكيد هناك الكثير من الطعام الرخيص؟
أهو تقليد ومباهاة؟
نعم .. الإجابة الأخيرة أقرب إلى الاحتمال.
لكنهم بذلك يكررون أنفسهم وهم يعتقدون أنَّ كل فيلم متفرد بذاته مع أنَّ بعض النقاط البسيطة جداً يمكنها تدمير الفيلم تدميراً كاملاً.
سأبحث عن حل ولكن في وقتٍ لاحق.
في صباح اليوم التالي ... )

فجأة .. توقفت فرح عن القراءة وأصدرت حمحمة خفيفة وعيناها موجهتان نحو الدكتور، فقط كي تستخلص بعض ما يدور بخاطره، لم تفهم شيئاً وأعطاها إشارة بالاستمرار، واصلت بصوتٍ أكثر ارتياحاً.

( ... في صباح اليوم التالي، قرأتُ خبراً أن هيفاء وهبي العارضة والمطربة اللبنانية ستمثل فيلماً في هوليود. أوووووه، هذا رائع، يجب أن أقابل هيفاء وهبي، ربما تساعدني، أقابلها، هذا صعب، لا ليس صعباً بل من أسهل ما يكون، فهيفاء تحيي حفلات في جميع البلدان ويمكن أن احضر إحدى هذه الحفلات وأطلب مقابلتها، لست متفائلة لكن يبدو أنها طيبة مع أني لا أحب أغانيها، يعجبني شعرها فقط .
بحثتُ عن موقع هيفاء الإلكتروني، وتتبعت صفحة أخبارها وعلمت موقع وموعد الحفلة القادمة. يجب أن أشتهر بهذا الموضوع، ستفاجأ هوليوود بهذه الملاحظة ويمكن أن تكون فيلماً. يجب أن أبذل جهداً كبيراً. اشتريت تذكرة لحفلة هيفاء وسافرت إليها وكلي أمل وحماس. أعتقد أن رائحة شعرها جميلة، صحيح هذا يبدو واضحاً. قبل موعد الحفلة بوقت طويل انتظرت في مطعم مجاور للمسرح كي أنطلق قبل الموعد وأتجنب الزحام، وفي الطريق اشتريت مجلات منوعة أتسلى بها حتى تبدأ الحفلة فأنا ذاهبة وحدي.
على الغلاف مفاجأة صعقتني ...
" هيفاء وهبي تلغي فكرة المشاركة في هوليوود وتقص شعرها "
هل يتربصون بي؟
صمتُ بدون حراك ولعنتُ نفسي.
أفلت الدكتور ضحكة مبطنة، فتوترت فرح، لكنها أكملت ...
لابد أن أوبرا يمكنها مساعدتي .. سأكتب لها إيميل وقد تستضيفني في برنامجها وسأشرح لها كل شيء. كتبتُ لأوبرا ولم أتلق رداً لعدة أشهر. الانتظار يحرقني، فكتبت لها مرة أخرى وأخرى ربما كتبتُ عنواناً خطأ. سأستمر لأنني أخشى أن يسرق أحد فكرتي ويضيع مني كل شيء. أوبرا لم ترد. ماذا أفعل؟ لقد خذلتني وأنا أعتبرها مثلاً عالياً، أيمكن أن تكون الفكرة سيئة ولم تنل إعجابها؟ طبعا لا، واثقة أنا من أنها فكرة رهيبة.
لن أفعل شيئاً، ببساطة، سأكتب هذه الفكرة ومن ثم سأبعثها للترجمة حتى تشتهر ويعرفونني ويشرحون لي سبب طلبهم للطعام الصيني وقد يطلبونني للعمل لديهم.
أمر رائع !!!! !!!!، كبرت أحلامي، كان مجرد فضول، الآن أصبح العمل في هوليوود. سأحتفظ بفكرتي حتى أنتهي من الكتابة والترجمة والنشر. يا إلهي، قد يُعجَبُ الصينيون بفكرتي، قد يطلبونني هم أيضاً وقد يبتهجون بهذا. نعم أهمية الصينيين كبيرة لدى الأمريكيين وإلا لما ظهرت وجباتهم في كل فيلم أمريكي.
اتسعت رقعة تفكيري، وسأبدأ العمل فوراً. )

سكتت فرح .. والدكتور صامت منتظراً أن تكمل .. ابتسمت بخوف وقالت لقد انتهت القصة .. قهقه الدكتور بقوة حتى شعرت فرح بأن الجدران ستسقط عليها واستمر في القهقهة وهو يتناول هاتفه النقال بيد وباليد الأخرى يمسك بطنه.
تقرفصت فرح في كرسيها خجلاً، حتى جاءها صوت الدكتور المختلط بالقهقهة قائلاً .. " أرجوكِ يا فرح لا تذهبي سأطلب لنا طعاماً صينياً " وواصل قهقهاته هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه..هههههههههههههههههههههه..ههههههه هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه..هههههههههههههههههههههههههههههههههههه
خرجت فرح من مكتب الدكتور وعكس زجاج النافذة وجههاً خجولاً ومرتبكاً، لملمت ارتباكها سريعاً وفكرت ساخرة ومبتسمة أنْ تكتب للبيت الأبيض، وتسأله :
لماذا حقاً يحب الأمريكيون الطعام الصيني.



#أزهار_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوكي والجمل
- غادة وابن جني
- العدُّ حتى تسع جَميلامات
- نبيُ قلبي
- كائنٌ كائنْ .. يا أنت


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أزهار أحمد - طلبنا طعاماً صينياً