إنّ ما جرى في كوردستان ليس هزيمةً بل إنتحاراً

فريادإبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5672 - 2017 / 10 / 17 - 21:25
المحور: القضية الكردية
    

إنّ ما جرى في كوردستان ليس هزيمةً بل إنتحاراً
بقلم : فرياد إبراهيم
*
الملايين الراقصة المغنية الهاتفة الضاحكة والمستبشرة والدبكات على الهواء لاسابيع متواصلة والخروج المليوني العفوي في كل بلدات ومدن وقرى كوردستان وخارج كوردستان باشور ، اعني كوردستان روزآفا وكوردستان ايران مهاباد وغيرها ابلغ دليل على مصداقية الإستفتاء
وبمعنى آخر لم يذهب الشعب الى صناديق الاقتراع بالقوة ، فقد خرج الشعب وهو منقسم على ذاته بين متردد وعازم العقد، والاغلبية انما صوتوا صوتوا لاستقلال كوردستان لا لحكام وقادة كوردستان، وكان لسان حالهم: ثبت العرش ثم انقش ، ومن ثم سارق وناهب كوردي خير في كل الاحوال من سارق ايراني او تركي؟
منذ عشر سنوات وأنا انتقد عائلة البارزاني وكل من قرأ صوت كوردستان يعلم ذلك ، كلهم يعلم من كان شيركو شقلاوي-اسم مستعار- ومن فضح تلك العائلة وبالوثائق والشواهد طوال عقد من الزمن وعلى صفحات صوت كوردستان الصادح؟ ومن دعا الى مؤتمر قومي كوردي رباعي؟ ومن كتب اكثر من مرة: (خطان متوازيان لا يلتقيان وكذلك الحزبان الكورديان)؟
البعض يسمي ما جرى باإنتفاضة، فهل كانت انتفاضة الشعب ؟ أو انتفاضة قاسم سليماني وهيرو الساحرة الخائنة؟ ألخائنة حتى لحقوق الزوجية؟ كم منكم رآها يوما بجانب مام جلال وهو على فراش الموت والمرض
ما جرى ويجري في الايام القادمة هي هزيمة حتمية أبدية للكورد الابطال، الشعب الذي ضحى بكل ما يملك من أجل الحرية ن قد يكون خرج من عبودية واحدة لكنه وقع في ثلاث عبوديات الآن: عبودية العرب والترك والفرس. وهل نساء وأطفال كوردستان يكونون في مأمن من الفرس والشيعة ، اني أخشى ان يحدث لهم كما حدث في سنجار، لكن بعد ان تستقر اقدام الغزاة ويترسخ تواجدهم في المنطقة وحينها لا يفرقون بين يه كيه تى او بارتي وسيحرقون الأخضر والاصفر ، وليعلم بافيل انه سيدخل التأريخ تحت اسم (ابو رغال الكوردي) وليعلم انه سيتلقى الاهانات من قبل اصدقائه الجدد الايرانيين وسيرمونه هو وامه الماكرة الى مزبلة التأريخ حالما تنتهي الحاجة اليهما.
والشعب رأى بأمهات عيونهم كيف كان اعضاء وكوادر حزب السليمانية يبيعون النفط الى ايران ويصادرون امواله لحساباتهم الخاصة وقصورهم وسياراتهم وارصدتهم في البنوك
والشعب يعلم ان القادم من بغداد ليس صدام حسين بل (انجس) من صدام حسين
والشعب يعلم انه ان خرج من نار حزب متسلط فسيقع قريبا في نارحزب آخروزمرة لصوص آخرين ، وستتحول كوردستان الى سوق للبضائع الايرانية الفاسدة بعد ان امتلئت لعقد من الزمن بالبضائع التركية الفاسدة
الشعب الكوردي سيعلم بعد قليل ان (سارق الكفن كان أرحم من سارق الأموات)
والهزيمة ليست للفساد والسراق وبائعي الشعب بل هي هزيمة منكرة للقضية القومية ، هزيمة للحلم القومي في الإستقلال وتحطيم آمال الشعب والى الأبد، ان الشعب قد يدرك اخيرا ان ما جرى لهو أكبر جريمة خيانة تعرض لها في العصر الحديث، حتى انها اعظم من خيانات الجحوش ابان عهد الطاغية..وغيرهم الذين لا تكفي هذه العجالة لذكرهم...خيانة هيرو ابراهيم أكبر خيانة وطعنة مسمومة قاتلة في ظهر الشعب اليتيم وسيدخل اسمها في القائمة السوداء الى جانب هارپاك الميدي*
نعم القاصي والداني يعرف من هم الكورد؟ الكورد كما قال غمكين كوردستاني: نحن قوم نعمل لغيرنا أكثر من أنفسنا...نعم عمل (الوالي) طويلا تحت راية الطوراني العثماني وهيرو ابراهيم وبافل طالباني عملا و يعملان لصالح مصالح طهران التوسعية في العراق، وأخشى ان يفعل الايرانيون بأقليم كوردستان في الشمال ما فعلوه بأقليم السنة في الغرب.
وختاما:
فليعلم الاخوة والأخوات (وساحتفظ بمقالي هذا للمستقبل) انّه
ما كانت ولن تكون عائلة الطالباني بأشرف وأنظف من عائلة البارزاني ؟
ألم تقل آلاء الطالباني أكثر من مرة انها عراقية وعربية أكثر من العراقيين والعرب؟ وآخرين من دونها لا أتذكر اسماءهم، قالوا ان اسرة طالبان فرع من أسرة عشائر بني أسد العربية
ألم تتلقى هيرو ابراهيم الرشاوي من حكام ما وراء الحدود
وما فعلته العائلة الطالبانية في 16- 10-2017 لا تقل بشاعة وخيانة وغدرا عما فعلته العائلة البارزانية في 31 آب عام 1996
وكما كتبت مرارا وتكرارا
كلا الطرفين مستعدان لوضع يديهما في يد الجزّار في سبيل ابتزاز الآخر والايقاع به
وعلى صفحات الفيسبوك كتبت قبل الخيانة الطالبانية: الشيعة والسنة والعرب والترك والفرس اتفقوا ضد الكورد ولم تتفق اربيل والسليمانية
وماذا بعد: هل انتهت الأزمة؟ هلى صلحت الأمور بعد أنقلاب الثلاثي: هيرو- بافل -سليماني على عائلة البارزاني؟
لا والله انها بداية الإنحدار الى الحضيض
إن إستعانت هيرو بايران فلا استبعد ان يستعين مسعود بالدواعش واردوغان ويستغيث بهم
أخاف جدا ان تتطور الأمور إلى حد (برا كوژى-قتال الاخوة) جديد
وتتحول ساحة كوردستان وكما أرادت إيران الى ميدان معركة بين الشيعة والسنة كما يحدث في اليمن وسوريا والعراق ولبنان
لا والله انّ ما جرى ليس هزيمة للكورد فحسب..بل إنتحارا
****
فرياد
كاتب كوردي مستقل، مترجم، محلل سياسي
17-10-2017
*************
**هارباك : تحالف سراً مع كورش الفارسي وحثّه على مهاجمة دولة ميديا، وكانت النتيجة أن كورش اقتحم العاصمة أگباتانا سنة (550 ق.م)، وأسر الملك أستياگ، وزجّ به في السجن، وأصبحت مملكة ميديا والبلدان التابعة لها غنيمة بين أيدي الفرس، وقال دياكونوف معلّقاً على هذا الحدث: "ولولا خيانة كبار رجال ميديا، داخل الدولة الميدية، لما استطاع الفرس السيطرة على الحكم في الإمبراطورية الميدية".

#فريادإبراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات