أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي الاجرب - اليوم الخامس من نشأة الكوني العظيم















المزيد.....

اليوم الخامس من نشأة الكوني العظيم


سامي الاجرب

الحوار المتمدن-العدد: 5670 - 2017 / 10 / 15 - 13:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



إهدنا الصراط المستقيم , صراط الذين أنعمت عليهم , غير المغضوب عليهم , الفاتحة آية 6/7
وهو يوم الصراط المستقيم العظيم , وهو اليوم الخامس من الأيام الإلهية الست التي وردة في القرآن الكريم , هذا اليوم هو من أعظم الأيام التي سيمر وتشهده وتحياه الناس , يوم فيهِ العثرات والاهوال والمشقة والعناء وإنعدام التوازن الذاتي في مساره وطريقه ومشواره نحو السماء , ففي الحياة على الارض يرسم الإنسان لنفسه مساره المسبق على الصراط المستقيم ومن حيث لا يدري إن كان سالكا أو شائكا , فيا أيها الإنسان يا من كنت تحلم بحلم الطيران الذاتي للفضاء , للسماء فها هو يوم الطيران الذاتي في الفضاء والسماء , وعليك أن تكون من الآن خبير بعلم الطيران وحركة الإيروديناميكا الغازيه , حركة الرياح الغازيه , وإلا لن تطير كما يطيرالآخرون في يوم الصراط االمستقيم , ومن قالوا لله جل جلاله , اللهم إهدنا الصراط المستقيم , أي إهدنا الإيمان , والنجاة , فالإيمان هو بالله وحده لا إله إلا هو رب العرش العظيم .
والنجاة أين ..؟! هل النجاة يوم الحياة , هل النجاة يوم القبر ,هل النجاة يوم القيامة , هل النجاة يوم الصراط المستقيم , والنجاة هنا تأتي بالمفهوم العام الشمولي للنجاة من كل العثرات التي تؤدي للتهلكة والويلات والمصائب والصعاب التي تعترض الإنسان المؤمن بالله جل جلاله , فبعد خروج الميت من القبر عليه أن ينتظر على الأرض لأجل طويل غير محدد كما يرتأي ويبتغي , ليخرج ويطير للسماء حتى يصل ساحة يوم الحشر يوم القيامة , هنا من سيأخذه لساحة يوم الحشر البشري العام ..؟! هل ستأخذه الملائكة الموكلة بهِ ..؟! هذه الملائكة التي قامت في أخذ الروح بسياحةٍ في أقطار السماوات والأرض , هنا لا لن تحمله جسديا , فالملائكة لا تحمل جسد عناصره من مكونات التراب , بل هي تحمل الروح القدس لما فيها من روح الله جل جلاله .
ثم إن الجسد فهو مثقل بسيئاته وحسناته فلما تحملها الملائكة الخاصة لحمايته ورعايتها , هنا عليه أن يخدم نفسه بنفسه , ويبدأ الرفرفةِ بأيديهِ ليتعلم الطيران الذاتي في الفضاء , وهو الذي لم يطير بحياته ذاتيا فكيف يطير بعد مماته , هذا سهل وبسيط , ففي الحياة الأرضية كان يخضع لعوامل القوة الشمولية , وهو الضغط الجوي إحدى أدوات وأركان القوة الشمولية التي أسقطت التفاحة , لكن وإنما وبعد الخروج من القبر سيجد نفسه ببدنه أخف من ريشة الطير في مهب الريح , وذلك لإنعدام مفاعيل القوة الشمولية على كاهله , وسيشعر بالتحرر من قيود الدنيا التي سيتذكرها بكل جزئياتها وحثياتها وحسناتها وسيئاتها , وسيذكر كل حرف سجل في دماغه , وسيكون بصره وبصيرته لا تخيب قطعيا وكالحديد , وحياته ستكون أمام بصره وكأنها شاشة تلفزيون يشاهد فلم حياته .
وسينظر للفضاء أي للسماء حيث يريد التخلص من واقعه المرير على الأرض حيث لا يوجد ظل يستظل بهِ من لهيب وهجير حرارة الطقس والشمس الحارقة , وسيذكر الماء والغذاء والهواء والدواء , وكل هذا سيكون من مخلفات الحياة قبل الموت , سيكون همه الأوحد الهروب من الأرض للخلاص من ماضيه والشمس الحارقه , يريد أن يهج هجوج الإبل , يريد أن يفر فر الطير , فيأخذ يرفرف كفرخ الطير الذي يبدأ في تعلم رفرفة الطيران , وسيبقى على ذا الحال ولا يطير حيث يشعر بعدم القدرة على الطيران بعد , إنما الحقيقة لم تأتي مشيئة الله جل جلاله في الخروج من الأرض , ليكون لكل فرد من الناس صراطته المستقيم الخاص بهِ صعودا للسماء , والتجمع بساحة الحشر , حتى يخرج الأموات من القبور .
فالطريق نحو السماء , هو الصراط المستقيم لكل إنسان بحد ذاته , فمن خفت موازينه شيء , ومن ثقلت موازينه شيء آخر , كل إنسان وما حمله في حياته من حسنات وسيئات , وأفضل الحسنات هي قوة الإيمان والتوحيد بالله جل جلاله , وأسوء السيئات الشرك بالله جل جلاله , حيث تقول الآية 48 من سورة النساء , إن الله لا يغفر أن يشرك بهِ , ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء , ومن يشرك بالله فقد إفترى إثما عظيما , إذن الصراط المستقيم هنا يعطينا مدلولين .
المدلول الأول أن يعمل الإنسان لآخرته من حسنات وأن يكون قوي الإيمان بالله جل جلاله , ومن عمل السيئات طبعا سيكون شيء آخر عن الآخرين , والمدلول الثاني أن الصراط المستقيم يبدأ من الأرض حتى ساحة الحشر , ومن قالوا أن الصراط المستقيم يمر فوق الجحيم أو جهنم , فهذا معتقد خاطيء جدا ولا يمت للحقيقة بصلة تذكر , فالجحيم أي جهنم تبعد عن أقطار السماوات والأرض في مكان آخر يسارا من أطراف الكون العظيم / كما الجنة هي الأخرى على الطرف الأيمن من الكون العظيم , وما بينهما كوكب ساحة يوم الحشر ملتقي البشرية , ثم أن الله جل جلاله لا يعذب أحد قبل أن يصل لساحة الحشر , الله جل جلاله ليس وحشي ودموي وقاتل وسفاك دماء كما يدعي البعض من الملحدين والمشركين , الله الرحمن الرحيم وقد كتب على نفسه الرحمة بعباده وهم في يوم عالم الغيب , وهكذا حصل الإنسان على رحمة الله جل جلاله مسبقا , هنا كيف يعذبهم مرورا عن الجحيم , وهم لم تعرض بعد لائحة إتهاماتهم في ساحة الحشر .
وهكذا قد أصبحنا ندرك ونعلم أن الصراط المستقيم , هو خط فضائي الذي يبدأ من الأرض حتى الملتقي بساحة الحشر لعامة الناس , وسيكون ليس سيرا على الأقدام , بل طيران في السماوات السبع وما وراء السماوات السبع تريليونات من السنوات الضوئية من الفراغ الكوني العظيم حتى يصل ساحة الحشر , فكم سيحتاج الفرد من الناس ليصل ساحة الحشر من سنوات ضوئيه , أعتقد هو بحاجة لتريليونات من السنوات الضوئية , والجميل أن الإنسان لا يشعر في الزمن يوم القبر ولا في زمن يوم البعث ولا يوم الصراط المستقيم وأثناء طيرانه .
هنا عليه أن يحذر إن أي توقف في رفرفة الأجنحة سيسقط لا محالة في الفراغ الكوني , لا أعتقد أن هناك من يقول لي أن هذا السقوط بفعل الجاذبيه , حيث سيرد عليه إسحق نيوتن , يا حبذا لو كانت هناك في الأرض جاذبية لإستمرينا نلتصق بالأرض , وهذا دليل عندما إنتفت القوة الشمولية طرنا للفضاء , هؤلاء هم الذين يحملون أوزارهم على ظهورهم , فثقلت موازينها , فأصبحوا كالطير الجريح يطير ويسقط , وسيبقى على ذا الحال بين الطيران والسقوط , أما أولئك الذين خفت موازينهم وأوزارهم من سيئات فهم الأكثر نشاطا وحيوية وسرعة في الطيران كسرعة الطائرات الحربية على سبيل المثال , ومن هم بسرعات عالية برقيةٍ لمحيةٍ هم أولئك الأنبياء والرسل , هم أول من يصلون ساحة الحشر لإستقبال رعيتهم من البشرية , كما يستقبل رب البيت ضيوفه وزواره .
نعود للأرض قبل مرحلة الطيران , فقد ذكر هذا في القرآن الكريم , وفي سورة القارعة , الآية 4 تقول , يوم يكون الناس كالفراش المبثوث , فمن منا شاهد الفراش المبثوث المتطاير من إحدى الحدائق أو البساتين أو الغابات , سيكون طيران الناس من الأرض كطير الفراش المفزوع الخائف والذي يهب طائرا مذعورا , ولينظر أيضا لطيران الجراد كيف يبدأ وكيف ينتهي , وسيبدأ الطيران أول الأموات من السابقون السابقون واللاحقون اللاحقون تباعا حتى أخر الاموات , وذلك حسب التسلسل فمن ولد في الأرض أولا يخرج من الأرض أولا , ومن تولد في الأرض متأخر يخرج متأخرا , كذلك من دفن بالقبر أولا يخرج أولا , ومن دفن بالأرض أخرا يخرج أخرا .
وفي أثناء طيران الناس في فضاءات السماوات السبع , هناك الملائكة تتابع كل منها الإنسان الذي أوكلت بهِ وكانت تحرسه وتحميه وترعاه من حيث لا يدري , فمن يسقطون ويخرون من الناس للدرك الأسفل للكون السحيق , اولئك الذين ثقلت أوزارهم وسيئاتهم ومفاسدهم وفسادهم , الدرك الأسفل الذي ينعدم فيهِ المقر والقرار والمستقر , وسيكون كالشهب المشتعل وهو يسقط سريعا , لن يعود مجددا إلى الأرض على أمل إعادت تجربة الطيران , لا ستأتيه بلمح البصر ملائكته حراسه لتعيده للنقطة التي سقط منها , ليبدأ الطيران مجددا , هنا العدل الإلهي أن لا يضيع عليه جهوده السابقة , وسيقول المتعثرون ممن أشركوا يا ليتنا آمنا وكنا مسلمين , هؤلاء المسلمين الذين كنا نحتقرهم في الأرض , وكنا نسخر منهم ومن عقيدتهم , نراهم في طيرانهم سعداء آمنين مطمئنين .
وتبقى الناس على ذا الحل والأحوال والأهوال , طيران بلا حدود مرئيةٍ , فالغاية بعيده , ووسيلة الطيران حسب ثقل الأوزان , فمن يحمل إيمانه المطلق على كاهله فبإيمانه يصل سريعا , ومن ثقلت موازينه الإشركيه الإلحادية سيكون طيرانه كالسلحفة زحفا , ويستمر يوم الصراط المستقيم طالما وجد إنسان وأحد لم يصل بعد لساحة يوم الحشر والقيامة , فالمصيبة أين تكمن على الناس , أن لا حساب ولا عقاب يوم الحشر طالما لم يصل آخر السائرون على الصراط المستقيم , ففي وصول آخر الزاحفين على مسار الصراط المستقيم , سيدأ يوم آخر وهو يوم الحشر اليوم السادس .
أولئك الزاحفين في السماوات والفضاءات , مشكلتهم الكبرى ومصيبتهم القاتلة في السقوط , فالسقوط إن كان السقوط عادي سقوط العثرات بلا أضرار , فهذا لا بأس بهِ ومقبول جسديا ونفسيا , إنما السقوط هنا كسقوط النيازك والشهب , فمن سرعة وتسارع الجسد الساقط نحو الهاوية وما أدراهم ما الهاوية , يشتعل نارا , تماما كما شاهدنا ذاك النيزك الذي ضرب سيبيريا الروسيه مأخرا 2013 , فتهب لنجدته ومساعدته الملائكة التي أوكلت به قبل أن يرتطم بإحدى نجوم السماء فيتفتت هذا الشهب المحترق , هنا قد يقول قائل , فلما لا تساعده الملائكة فورا قبل أن يخر في الفضاء ويحترق , فالحقيقة الملائكة ليست صاحبة أمر وشأن فما يوحى لها من رب العرش العظيم تتحرك وتستجيب .
هذا طريق الصراط المستقيم طويل وشاق ومضني وخطير , كتلك الطرق السريعة في الأرض وفي الدول , لا تأتي شرطة السير إلا بناء على أمر من غرفة العمليات لنجدة حوادث الطرق , فمن شاء من الناس السفر بسياراتهم على الطرق السريعة البعيدة , عليه أن يهتم بسلامة وصيانة سيارته من المحرك إلى العجلات ألى الإضاءة والمكابح والماء والغذاء , وصلاحية رخصة القيادة والسيارة , وإن كان السفر لدولة مجاورة عليه أن يحصل على ختم مرور ودخول على جواز السفر , وهكذا هو ليس بحاجة لشرطة الطرقات وإنتظار نجدتهم ومساعدتهم , ولا عليه أن يعتب عليهم بالتأخير .
فإن كان الإنسان في حياته وسفرياته الدنيوية يهتم بالأشياء التافهة , فها هو على الصراط المستقيم يطير كالطير الجريح منتوف الريش , فكان عليه أن يحسب حساباته لهذا اليوم يوم الخروج من أقطار الأرض لأقطار السماوات العلا , والطيران في الفضاءات بلا حدود وقيود , الطريق عريض مفتوح على مصرعيه , ومن إهتم بهذا اليوم وتحضر وتجهز وأعد له جيدا , فسرعته الخارقة تعطيه قطع مسافات مذهلة وكبيرة , وإن شاء شيء من الإستراحة ما عليه إلا أن يقوم في الطيران البطيء كي لا يسقط , حتى يجدد نشاطه ثم يرفع من سرعة طيرانه , فالإيمان بالله وخير الأعمال الصالحات وإداء الفروض الإلهيه التي فرضة على الإنسان , هي نجاته على الصراط المستقيم , والكفر والشرك والإلحاد وإرتكاب المعاصي والموبيكات والخطايا هي أدوات هلاكه وسقوطه للهاوية يوم الصراط المستقيم , لا أحد يغضب فتلك حقيقة الصراط المستقيم والسير عليه طيران أو زحفا .
إنما المسكين ذاك الذي يريد السفر بسيارةٍ باليةٍ متهالكةٍ من عمان الاردن إلى عُمان مسقط على المحيط الهادي , دون أن يتحضر لرحلة السفر , وقد خطر بباله السفر فسافر عليه أن يتحمل العواقب , بلا شك سيصل بعد طلوع الروح , ليس بسيارته وليس بسيارة شرطة النجده , وليس بسيارات المارة , وليس على بعير , وليس هرولة , وليس مشيا , سيصل بلا شك زحفا , وأي زحفا هو كزحف الزواحف , اما وعلى طريق الصراط المستقيم ما أن يصل حتى ساحة يوم الحشر , كم يحتاج زمنيا ..؟! , مع العلم لم يعد يوجد الزمن , إنما هو سؤال إفتراضي على أساس أننا نجلس على حافة ساحة الحشر في إنتظاره ومازلنا نذكر الزمن , الا يحتاج لمليارات التريليونات من السنوات .
مصيبه حقا مصيبه له ولمن ينتظره في ساحة يوم الحشر , بلا شك هناك الملايين من الناس على هذه الشاكلة في حالة زحف سلحفي مرهق مجهد وجهيد , حيث تحولت أجنحتهم من أجنحة طيران إلى أجنحة كأجنحة السلحفاة , فالسلحفة هي الوجه الآخر للإنسان المثقل بسيئاته يزحف زحفا في فضاءات السماوات السبع وما وراء ذلك من فراغ كوني عظيم حتى يصل ساحة الحشر , والناس في إنتظاره , ولا تقوم الساعة حتى يصل , ولا تطوى السماوات والأرض كطي السجل للكتب حتى يصل ساحة الحشر والقيامة , والآن هل فكرنا لما خلق الله السلحفاة والتي تحمل على ظهرها درعها الثقيل المجهد , وذلك لنتذكرها يوم الصراط المستقيم .
هذا هو العدل الإلهي الذي يعطل ويوقف طي السماوات والأرض من اجله , إن كان كافر أو مشركا أو ملحا أو ناكرا لله جل جلاله , الخلائق تتعطل حتى يأتي , الكون متعطل حتى يصل , طي السماوت ينتظر كي يأتي حتى حافة ساحة الحشر , اليست تلك رحمة الله خاصة بهِ , وإلا لو أوحى الله لإحدى ملائكته أن ألقوا بهِ جحيما لألقوا بهِ برمشة عين , لكن العدل الإلهي أن يعطيه حق الحياة حتى أخر لحظة قبل الحساب والعقاب , وإلا لو إحتج قائلا , أيا رب أنا لم أقف بيوم الدين يوم الدينونه , ولم أشهد يوم جمع الخلائق وأسمع شكواهم وحججهم وذرائعهم وتبريراتهم ودفوعهم , وفي وقوفي معهم أكون قد إلتقطت أنفاسي وأخذت شيء من الراحة , فكيف أن أحاكم قبل يوم القيامة ويلقى بي بالجحيم لا حساب ولا عقاب , ولا سين ولا جيم .
هنا سيدخل الجنة لإرضاءها , لهذا ستبقى الخلائق تنتظره إلى أن يأتي زحفا رغم أنفه , وهذا أفضل له أن يصل زحفا وهي من رحمة الله جل جلاله علية , وإلا لو لم تتبدل أجنحته إلى أيدي كأيدي السلحفاة , لإستمر يطير ويسقط محترقا في الهاوية الكونية ولن يصل ساحة الحشر , وبهذا الزحف خفف الله جل جلاله عليه الإحتراق كالشهب والنيازك , وإن كان كافرا ملحدا مشركا إنه في النهاية عبد من عباد الله له حق الحياة , ولا تقوم القيامة إلا بعد وصوله المضني .
والملائكة التي تعرفه حق المعرفة , وعاشت معه في الأرض بصبر وتأني , ستبقى تواكبه يمينا ويسارا في زحفه الممل بصبر وتأني أيضا , كون هذه الملائكة لا تعرف الملل والجلل والكلل , وستكون هي الأخرى آخر الملائكة التي تصل ساحة يوم الحشر والقيامة , ولا تعاتبه قائلة له أتعبتنا وأتعبت نفسك في شركك وكفرك وإلحادك وتمردك على الله جل جلاله , ولأنها ملائكة فهي لا تفكر بهذا الأشياء , وكونها ملائكة فهي مسيرة وليست مخيرة , لذا لا تفكر ولم تخلق لتفكر بل يوحى لها ما يوحى فتنفذ بصمت وطاعةٍ مطلقةٍ , وهذا ما خلقت عليه أن تكون ملائكة طائعة .
وفي وصوله لساحة يوم الحشر والقيامة , ستبدأ مرحلة أخرى من مراحل زوال الكون الكبير وليس الكون العظيم , فالكون الكبير هو السماوات السبع والأرض , وبما تحتوي من نجوم وأقمار وشموس ومجرات تريليونه بلا عدد , وتطوى كطي السجل للكتب , وستشهد الناس الوقوف بساحة الحشر كيف تطوى على يد الملائكة التي كانت تعتني بها وترعاها , وستشهد الناس كيف تقوم الملائكة في جرها وسحبها وإلقاءها في الجحيم , فتستعر الجحيم أو جهنم إستعارا ولهبا ونارا وزئيرا وزفيرا وهديرا وجلجلةٍ مخيفةٍ رهيبةٍ , تماما كمن كانوا يسكنون في أماكن البراكين في الأرض فيفرون منها , وهؤلاء هم الذين يقفون بساحة الحشر سيصيبهم الخوف والرعب العظيم , فيفرون بساحة الحشر كفرار السجناء من سجونهم , والطيور من أوكارها , وهنا يقول الإنسان يومئذٍ أين المفر ولا مفر , وسيبدأ اليوم السادس من الأيام الستة التي ذكرة في القرآن الكريم , وهو يوم الحشر والقيامة , يوم العدل الإلهي المطلق سبحان الله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك والحمد , يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير .



#سامي_الاجرب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوم الرابع من نشأة الكوني العظيم
- اليوم الثالث من نشأة الكوني العظيم
- اليوم الثاني من نشأة الكوني العظيم
- اليوم الأول من نشأة الكوني العظيم
- العدم وإنعدام العدم .. والإنفجار الكوني الكبير / ج 1
- المهاجرون لليمن جنود مجنده
- أربعه x أربعه = 1
- الخلافة الفانيه .. وتتبدد
- مكه المكرمة ملكيه خاصه
- فيتنام الشام ترحب بكم
- 79 + 79 = إيران العقدة العصية
- التطبيع .. والخراف الضالة
- خليفة المسلمين ترامب .. هليلوليا
- التين والطين والجين والدين والجن
- الكون .. بين يديك
- دهاء أوباما وإنزلاق أردوغان
- ديكتاتور الديمقراطيه الإسلاميه
- في تعرية الفدرله الاردنيه الفلسطينيه
- فلسفة القوة الشموليه
- أنتم قلتم .. القرآن دستورنا


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامي الاجرب - اليوم الخامس من نشأة الكوني العظيم