أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - التعذيب فى رؤية قرآنية : ( 15 ): (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ )















المزيد.....

التعذيب فى رؤية قرآنية : ( 15 ): (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ )


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 02:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


التعذيب فى رؤية قرآنية : ( 15 ): (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ )
مقدمة :
1 ـ أسماء الله الحسنى تتجمع فى ( الرحمن الرحيم ) . الرحمن يعنى المهيمن العزيز الجبار وما يقترب منها صفات ، ومنشور هنا مقال عن معنى ( الرحمن ) . أما الرحيم فو إسم من الرحمة ، ويقترب منها اسماء الحليم الرءوف اللطيف الغفور .
2 ـ أغلب البشر يطمعون فى ( الله ) الرحيم ، وطمعهم هذا يوقعهم فى العصيان والطغيان ، وينسون الله ( الرحمن ) . المتقون يخشون الرحمن فيعملون العمل الصالح كى ينجوا من عذاب الدنيا والآخرة .
أولا : الله جل وعلا غنى عن عذابنا فى الدنيا لو آمنا وشكرنا
2 ـ الله جل وعلا هو الغنى عن عذابنا إن عبدناه وحده شكرانا لنعمته وآمنا به جل وعلا إلاها لا إله غيره.قال جل وعلا :( مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً (147)النساء)،هو جل وعلا يرد الشكر منّا بشكر منه،ولكن القليل من البشر هم الشاكرون لربهم جل وعلا:( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ (13) سبأ ).
3 ـ الله جل وعلا غنى عنا ولا يرضى لنا أن نكفر به ، ويرضى لنا أن نشكره على نعمائه ، وترك لنا الحرية فى مشيئة الهداية أو الضلال ، وحمّلنا المسئولية فردا فردا ، حيث لا تزر وازرة وزر أخرى ، ويوم القيامة سنرجع اليه فينبئنا بما كنا نعمل : ( إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) الزمر).
4 ـ ليس من العدل فى التعامل مع الخالق جل وعلا أن نتخذ من مخلوقاته آلهة معه ،وهو جل وعلا لا يرضى هذا لنا . ومن عدله جل وعلا أن يعاقب الكافر الظالم المجرم بما كسبت يداه . وليست له حُجّة . فالمجرم فى القانون الوضعى جزاؤه العقاب ، وهذا ما يضعه البشر أنفسهم فى تشريعاتهم ، وتشريعات الرحيم جل وعلا أكثر رأفة ورحمة ورأفة من تشريعات البشر لأنفسهم ، إذ أنها تنبع من رحمته التى تعلو عدله ، فهو جل وعلا لو عاقب البشر بظلمهم فى هذه الدنيا ما ترك على الأرض من دابة: ( وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً (45) فاطر ) (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ (61) النحل ). الله جل وعلا برحمته يعطيهم الفرصة للتوبة ، والتوبة هى سبيل النجاة من الخلود فى عذاب الجحيم .
ثانيا : الدليل فى قصة النبى يونس وقومه :
1 ـ أرسل الله جل وعلا رسوله يونس لقومه فكفروا ـ كالعادة ـ فلم يصبر ، وتركهم مغاضبا . خافوا أن يحل بهم العذاب الذى حل بالسابقين ، فآمنوا ، فكشف عنهم العذاب ، وابدلهم الله جل وعلا متاعا فى دنياهم بدلا من العذاب الذى كان يوشك أن يقع بهم ، قال رب العزة جل وعلا : ( فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98) يونس ).
2 ـ أخطأ يونس عليه السلام بعدم صبره وإسراعه ترك قومه،فعوقب . فى هربه ركب سفينة على وشك الإقلاع وكانت مشحونة بالركّاب . تلاعبت بها الأمواج وهى فى عرض البحر ، وكان لا بد من التضحية بأحد الركاب ، وأُجريت قرعة فكان يونس هو الضحية . فألقوا به فى البحر فإلتقمه حوت ضخم ، إلتقمه أى إبتلعه مرة واحدة . ووجد يونس نفسه فى ظلمات البحر وظلمات جوف الحوت وظلمات المحنة ، فإستغاث بربه جل وعلا معترفا بخطئه وظل فى التسبيح ، فأدركته رحمة ربه جل وعلا وأنقذه من هذا العذاب . تقيأه الحوت ، وصار الى الشاطىء مريضا سقيما ، وتلقفته رحمة ربه جل وعلا فأنبت عليه شجرة أظلّته الى أن تم شفاؤه ، وأرسله الله جل وعلا الى قومه الذين آمنوا ، وتمتع معهم الى حين إنقضاء الأجل. قال رب العزة جل وعلا : ( وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ (139) إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140) فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ (141) فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ (142) فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ (143) لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (144) فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ (145) وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ (146) وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ (147) فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (148) الصافات ).
3 ـ والله جل وعلا أمر خاتم المرسلين والمؤمنين معه بالتأسّى بابراهيم عليه السلام ومن معه ، قال جل وعلا : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) الممتحنة ). وأمره بالصبر على قومه : (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ )(35)الاحقاف) وأن يصبر لحكم ربه جل وعلا وألّا يكون كيونس ( صاحب الحوت ) ، قال جل وعلا : ( فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ (48) لَوْلا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ (49) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (50) القلم ).
4 ـ المستفاد أن قوم يونس لما آمنوا وشكروا كشف رب العزة عنهم العذاب ، وأن يونس لما تاب وأناب أنقذه ربه من عذاب الموت البطىء فى أحشاء الحوت . ثم إجتباه ربه جل وعلا بعدها فجعله من الصالحين ، وأنعم عليه مع قومه فى هذه الدنيا الى حين .
5 ـ وكى نتعلم نحن الدرس قال جل وعلا عن دعاء يونس فى محنته وعذاباته : ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) الانبياء ). تخيل نفسك فى جوف حوت .! فى حالته الحرجة وعذاباته فى جوف الحوت لم يدع يونس ربه بدعاء طويل ، إكتفى بقوله جُملة مُختصرة شديدة الوقع:( لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ ) .!! . إستجاب له ربه جل وعلا ، ونجّاه من غمّ العذاب بهذا الدعاء القصير المخلص : (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ )،وقال جل وعلا يعلمنا : (وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ). وهو درس ـ لو تعلمون ـ عظيم . كل منا يتعرّض للمحن والشدائد ـ إبتلاءا ، ومنّا من يؤاخذه الله جل وعلا بعذاب فى الدنيا بما أجرم . لو تاب وأناب واستغفر لأنجاه الله جل وعلا من محنته . لو إتّقى فإن الله جل وعلا يجعل له مخرجا من أزمته ، بل ويوسع له فى رزقه،قال جل وعلا : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3)الطلاق )
ثالثا : الله جل وعلا غنى عن عذابنا فى الآخرة لو آمنا وشكرنا ، والدليل على ذلك التيسيرات ، ومنها:
1 ـ فى أكل المحرمات فى الطعام لا يؤاخذ الله جل وعلا المضطر ، قال جل وعلا : ( وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) الانعام )، أى يؤاخذ المعتدى فقط الذى يحلل الحرام معتديا على حق الله جل وعلا فى التشريع . وقال جل وعلا : ( قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) الانعام ).
2 ـ والمُكرهة على الزنا لا عقاب عليها ، يقول جل وعلا : ( وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) النور ). فى عصرنا لم تنته تجارة الرقيق ( الأبيض ) ، حيث تتعرض النساء للخطف والخداع بالسفر ، ثم إكراههن على الزنا ، هذا بالاضافة الى الاغتصاب . كلهن لا مؤاخذة عليهن .
3 ـ يؤاخذ الله جل وعلا على التعمد ولا يؤاخذ على الخطأ غير المقصود ، قال جل وعلا:( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (5) الاحزاب )، ولا يؤاخذ على النسيان : ( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286) البقرة ).
4 ـ وتكررت القاعدة التشريعية التى تؤكد أنه جل وعلا لا يكلف نفسا إلا وسعها (لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا ) 233 ) البقرة )( لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ) الانعام 152 )(الاعراف 42) (وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (62)المؤمنون) (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7)الطلاق)، هذا مع تشريعات الكفارات والفدية لمن يخطىء ، وتشريعات التخفيف فى الصوم وقصر الصلاة والقتال الدفاعى ، والعفو عما سلف .
5 ـ لا يؤاخذ الله جل وعلا المؤمن المستضعف إذا أظهر الكفر لينقذ نفسه ،قال جل وعلا:( مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106)النحل ).
6 ـ ويدعو جل وعلا المضطهدين فى دينهم للهجرة ،ويتوعد القادرين على الهجرة بالعذاب إن لم يهاجروا، ويستثنى من هذا المستضعفين العاجزين عن الهجرة،قال جل وعلا:( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98) فَأُوْلَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً (99) النساء )
7 ـ قد يعيش المؤمن فى دولة كافرة تعتدى على دولة مسالمة مؤمنة ينتمى اليها هذا الفرد المؤمن بدينه . لو أظهر ولاءه للدولة المسالمة المعتدى عليها فإن دولته ستعصف به . لذا لا يؤاخذه رب العزة لو إتقاهم وتجنب بطشهم بموالاتهم كاتما إخلاصه فى قلبه ، والله جل وعلا هو العليم بما فى القلوب . هذه التقية فى الاسلام هى لحماية المستضعفين ، وليست للتآمر العدوانى على القوم المسالمين ، يقول رب العزة جل وعلا : ( لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (28) قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (29) آل عمران )
8 ـ يقول جل وعلا : ( وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15) الاسراء ). أى هو عملنا الذيم تسجيله أولا بأول ، ثم نلقاه فى الآخرة كتابا يتعلق بأعناقنا شاهدا علينا . أى لو إهتدينا فلأنفسنا وإن ضللنا فعلى أنفسنا ، ولا يتحمل أحد وزر أحد . ثم القاعدة الأساس : ( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) . هل هناك أروع من هذا .. سبحانك ربى.!!
أخيرا
1 ـ ماذا تخسر لو أجتنبت تقديس البشر والحجر ؟ ماذا تخسر لو كان معك مال فلم تبخل به ؟ قال جل وعلا : ( وَمَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمْ اللَّهُ وَكَانَ اللَّهُ بِهِمْ عَلِيماً (39) النساء )
2 ـ ماذا عليك لو آمنت بربك جل وعلا وحده لا شريك له ، وعملت عملا صالحا ترجو به وجهه ؟ قال جل وعلا : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) الكهف ) ؟



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعذيب فى رؤية قرآنية :(13):طرق من الوعظ لتفادى العذاب
- التعذيب فى رؤية قرآنية:(12): تفادى العذاب بالتوبة
- (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُ ...
- القاموس القرآنى : الرشد والرشاد
- الإلحاد خرافة .. ! ( 3 ) : ماذا عن فرعون موسى شيخ الملحدين ؟
- الإلحاد خرافة .. ! ( 2 ) : خرافة ان الكفر يعنى إنكار الخالق ...
- الالحاد خرافة .. ! ( 1 )
- التعذيب فى رؤية قرآنية:(11): الفرق بين الابتلاء والتعذيب
- اطلبوا العلم ولو فى ..موزمبيق .!!
- التعذيب فى رؤية قرآنية:(10):وقوع العذاب: من الله جل وعلا
- التعذيب فى رؤية قرآنية : (9 ) : أسباب عذاب الدنيا :
- التعذيب فى رؤية قرآنية : (8 ) يأتى فجأة ( بغتة ) و ( هم لا ي ...
- القاموس القرآنى : الكريم
- توقيت شهر رمضان (3 ) : رمضان فى التاريخ الواقعى للمسلمين
- توقيت شهر رمضان: (2):التقويم القمرى أساس العبادات الاسلامية، ...
- توقيت شهر رمضان : المقال الأول : تمهيد :
- تعليم أطفالنا عظمة الاسلام من القرآن وحده
- إلى ضحايا ثقافة العار ، المنبهرين بثقافة الغرب :
- تعدد الزوجات .. من تانى .!!!
- قل ( أخى فى الانسانية ) ولا تقل ( أخى فى الله ).!!


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - التعذيب فى رؤية قرآنية : ( 15 ): (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ )