أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد العزوني - سهيل بقاعين ..فنان مبدع ومبادر














المزيد.....

سهيل بقاعين ..فنان مبدع ومبادر


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 5668 - 2017 / 10 / 13 - 17:23
المحور: الادب والفن
    



عرف الفنان سهيل بقاعين بأنه رسام مبدع وفنان تشكيلي لا يشق له غبار ، وذاع صيته ليس في الوسط الفني الأردني فقط، بل إرتقى إلى العالمية وهو يستحقها عن جدارة ، لأن لدى الرجل ما يقدمه لمجتمعه دون تمنن أو تحميل جمايل،والغريب في الأمر ان هذا الرجل له خاصية عز نظيرها عند الغالبية العظمى من الناس ،وهي صفة التواضع وعدم تضخيم الذات ،والتكبر على الاخرين بحجة أنه فنان مشهور ورفع إسم الأردن عاليا،كما أنه صاحب إبتسامة لا تنقطع ،ويتمتع بدماثة خلق يحسد عليها ،ويتعامل مع الآخرين بحميمية حقيقية بعيدة عن التزييف والمجاملة،وهذا ما جعله رمزا محترما .
لم يتمترس الفنان سهيل البقاعين وراء إبداعه الفني،وينزوي خلف لوحاته الجميلة ،ويقول أنه فنان كبير يجب أن يتعلم الآخرون منه ،بمعنى أن الأنا المتضخمة عند البعض ،لا نجدها عند صاحبنا الفنان سهيل بقاعين لأنه وعلى ما يبدو لجمها منذ البداية ،ولم يسمح لها بالتمدد ،إيمانا منه بأن التكبر والأنانية هما عدوا الإبداع القاتلين .
خرج الفنان سهيل بقاعين من ذاته ونذر نفسه لمجتمعه ،ولم يختر النخبة بل كان جل إهتمامه بالمهمشين من أبناء مجتمعه ،وتحديدا فئة الطلاب الذين يعانون من مشاكل في النظر ،وتمكن بحصافة وذكاء من نقلهم من خانة المهمشين في زوايا العتمة والظلام،إلى فضاءات النور والفرح ،بأن جعل منهم فنانين يرسمون مثله ،وأصبحت لديهم لوحات فنية مميزة تحمل تواقيعهم ،وتطير معه إلى المعارض الفنية العالمية بأسمائهم ،وهذا ما جعل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين يمنحه جائزة يستحقها قبل شهرين ،تقديرا له على حسن مواطنته وتفانيه من أجل أبناء شعبه بدون تمنن أو تحميل جمايل ،أو الإدعاء بأنه فعل للوطن شيئا مميزا.
هذا ما يعرفه الناس عن الفنان سهيل بقاعين ،وهو جانب مشرف بطبيعة الحال ويرفع الرجل درجات في مجتمعه وفي أعين أبناء شعبه ،وليت من يمنحهم الله مثل خاصيته أو أقل بقليل أن يسيروا على خطاه ،ويتواضعوا قليلا وينجزوا شيئا للوطن ،بدون إدعاء أو تقمص لشخصية المبدعين ،يفعلون مثله أو أقل بكثير ،فللوطن والمجتمع حق عليهم ،لكن ما نراه أن هؤلاء المدعين الذين يدعون انهم أبناء البلد وخدموا البلد ،يسعون فقط لنيل المكاسب ،وإن تبين أنه تم تجاوزهم يهوون على الوطن بمعاول هدمهم ولا تسلم منهم مرتبة مهما علت .
من مبادرات الفنان سهيل بقاعين المجتمعية المقدرة ،دعوته لإفطار صباحي يدعو إليه العديد من الأصدقاء ومن كافة المستويات ،ويجلسون على الرصيف في منطقة اللويبدة ،ويتجاذبون أطراف الحديث ،بطريقة مهذبة ومؤدبة ،فلا تجاوز ولا تطاول على أحد ،ولا غيبة او نميمة ،بل نقاش علمي هاديء هادف .
اليوم الجمعة شرفت بأن اكون ضيفا مرحبا بي عند هذه المجموعة النخبوية ،وكم تعلمت كثيرا منهم ،ففهيهم من ترتاح له النفس التي تسعى لأن تتعلم من الآخرين وتكتسب منهم ما هو مفيد في الحياة ، فهم كما سبق وذكرت اناس من ذوي الخبرة والإختصاص وغالبيتهم من المتقاعدين ،ومنهم من شغل مناصب عليا وحساسة ،لكنه يظهر لك أنه قمة في التواضع ،وهذا ما إكتشفته ،ولم أسمع من أحد أنه هو الذي بنى البلد أو أنه لولا جهوده لما كانت هناك بلد.
من الميزات التي يعتد بها في مثل هذه اللقاءات الحميمية صباح كل جمعة في اللويبدة بساطتها وهدوؤها ،حتى أن المارين في الشارع قرب الرصيف ربما لا يسمعون ما يدور من نقاش بين اعضاء المجموعة التي تصمت صاغية للمتحدث ادبا وإحتراما وتقديرا له .
كم نحن بحاجة لمثل هذه المبادرات ،وكم نحن أحوج للتواضع ونكران الذات ،والتواصل مع الآخرين بإحترام وتقدير ،لأننا بذلك نسير وفق خارطة الطريق الصحية التي ترشدنا للطريقة المثلى لبناء الوطن ،وهذا لا يتم ببناء العمارات والأبراج الشاهقة ،بل بقيام المبدعين بدورهم لبناء وطنهم من خلال بناء علاقات إجتماعية بعيدة عن المصالح والأحقاد.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة نجم الدين أربكان التركية تنظم مؤتمرا دوليا عن فلسطين ا ...
- الأسباب الحقيقية لحصار قطر
- نجاح سياسة -تقليم الأظافر -لقطر سيشجع دول الحصار على تقليم أ ...
- خالد الكركي..بوح موجع وتشبث بالأمل
- مؤتمر -مضر زهران -الصهيوني
- -إسرائيل-..قنبلة المنطقة المتفجرة
- رواية-في المدينة ما يكفي لتموت سعيدا-للأديبة ياسمين صالح توص ...
- إرهاب الدول ضد مواطنيها...مسكوت عنه
- حسن الجعجع الناشط الدولي في الحريات وكرامة الشعوب : هكذا شار ...
- رزان زعيتر الناشطة العربية والدولية في مجال الحريات وكرامة ا ...
- شباب الأردن ..نحن بخير ولكن
- يهود عاشوا أبهى مراحلهم في ظل الحكم العربي- الإسلامي
- سوريا المستقبل ....كونفدرالية
- دلالات الهجمات الإسرائيلية على سوريا وصمت النظام
- الإستفتاء الكردي والدفع الإسرائيلي
- دلالات التطبيع الرسمي مع مستدمرة إسرائيل
- داعش ..القصة الكاملة
- المصالحة الفلسطينية الأخيرة ..مؤامرة كبرى على القضية
- صواريخ كوريا الشمالية ..مرة أخرى
- تضافر الجهود العربية يلغي المؤتمر الآفرو – إسرائيلي في توغو


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد العزوني - سهيل بقاعين ..فنان مبدع ومبادر