أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - قراءة في الانتخابات الألمانية














المزيد.....

قراءة في الانتخابات الألمانية


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5667 - 2017 / 10 / 12 - 18:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فاز المحافظون (التحالف المسيحي وقوته الأساسية الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل) في ولاية رابعة، ولكنّ هذا الفوز حمل معه مفاجأتين من العيار الثقيل: المفاجأة الأولى هو تناقص عدد المقاعد التي حصل عليها التحالف المسيحي، قياساً بانتخابات العام 2013، أي أن فوزه كان بنسبة أدنى، حيث أحرز نسبة 33% من المقاعد بانخفاض 8.5%.
والمفاجأة الثانية هي الانتصار الملغوم الذي حقّقه «حزب البديل من أجل ألمانيا»، وهو حزب يميني شعبوي متطرّف ومناهض للهجرة وللمجموعات الثقافية المسلمة واليهودية وغيرها الموجودة في ألمانيا.
وشارك في الانتخابات 61.5 مليون نسمة من مجموع من يحق لهم التصويت 82.6 مليون إنسان، بينهم 5 ملايين مسلم، وتجتمع في نظام الانتخابات الألمانية، الأغلبية إضافة إلى النسبية، وهو من الأنظمة التي ابتدعت بعد الحرب العالمية الثانية عند قيام جمهورية ألمانيا الفيدرالية العام 1949، وتتوزّع المقاعد البرلمانية اليوم على 6 أحزاب، ويبلغ عدد النواب 709 نواب، في حين كان عددهم 630 نائباً في العام 2013، ومردّ هذه الزيادة هو نظام الانتخابات النسبي المعقّد في ألمانيا، والذي يقوم بانتظام إلى إعادة توزيع مقاعد إضافية على جميع الأحزاب الممثّلة.
وبلغ عدد المقاعد التي حصل عليها التحالف المسيحي الذي تتزعمه ميركل 246 مقعداً، ويتبعه الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي فاز ب 20.5% من المقاعد وبلغ عدد نوّابه 153 مقعداً بتراجع ملحوظ (5.2%)، وقرّر زعيمه مارتن شولتز، أن حزبه سيختار المعارضة، وأن هزيمة حزبه هي هزيمة له أيضاً.
أما «حزب البديل» فقد حصل على 94 مقعداً بنسبة 12.6%، وذلك في إطار الشعبوية الغربية التي انتشرت خلال السنوات الأخيرة الماضية، سواء في فرنسا أو بريطانيا أو هولندا أو الدول الإسكندنافية، إضافة إلى الفوز الذي حققه دونالد ترامب الرئيس الأمريكي في إطار خطاب شعبوي مثير ومفاجئ في الوقت نفسه، سواء بالموقف من اللاجئين أو فيما يتعلّق بالعلاقات الدولية، والسياسة الداخلية بما فيها الموقف من القضايا الاجتماعية مثل نظام الرعاية الصحية (أوباما كير) والإنفاق على التعليم، وغير ذلك.
أما الحزب الليبرالي (الديمقراطي الحر) فقد نال 80 مقعداً أي بنسبة 10.7% ، كما حصل حزب اليسار الراديكالي على 69 مقعداً وحزب الخضر على 67 مقعداً. ولعل الاختراق المهم في هذه الانتخابات هو ما حقّقه «حزب البديل» على حساب الحزب الاشتراكي وحزب اليسار، إضافة إلى التحالف المسيحي، فقد استحوذ على نحو مليون صوت من رصيدها.
ومع أن «حزب البديل» حقق انتصاراً، لكنه كان بطعم الهزيمة، حيث تلقّى صفعة سريعة عقب الانتخابات، حين انسحبت منه رئيسته فراوكه بيتري، مبرّرة ذلك برفضها السياسة العنصرية والشعبوية، التي اتبعها خلال حملته الانتخابية، وانضم إليها نواب آخرون وقياديون من الحزب ذاته. وكانت تظاهرات عفوية قد انطلقت في برلين وكولونيا وغيرهما من المدن الألمانية، تندّد بنهج «حزب البديل»، الذي تُعتبر مدينة دريزدن عاصمة مقاطعة ساكسونيا أحد معاقله الأساسية، وهي كانت ضمن إدارة ألمانيا الديمقراطية سابقاً، ولكنها الآن الأشد عداءً للاجئين والأكثر يمينية. ومع أن حزب ميركل فاز بالأغلبية، لكن مثل هذا النصر كان مذاقاً بطعم المرارة أيضاً، خصوصاً بإعلان حليفها الحزب الاشتراكي الديمقراطي عزمه على الانتقال إلى المعارضة، الأمر الذي سيضع أمامها خياراً صعباً وقاسياً ونعني به «التحالف الثلاثي» بدلاً من «التحالف الثنائي» المريح في السابق، وصار لزاماً عليها لتشكيل الحكومة التحالف مع «حزب الخضر» و«الحزب الليبرالي» (الديمقراطي الحر)، وهذا ما ينبئ بمفاوضات شاقة وعسيرة، بسبب اختلافات جوهرية في رؤية كل حزب من الأحزاب حول قضايا أساسية تتعلّق بالعمل والتربية والبيئة، وهي حقول خلافية بينها.
وقد يفرض ميزان القوى الجديد على ميركل اتباع سياسات أقل اندفاعاً، سواء بخصوص اللاجئين أو بشأن بعض قضايا السياسة الخارجية، الأمر الذي ينتظر ما ستتمخّض عنه نتائج المفاوضات لتشكيل الحكومة، وكانت ميركل قد واجهت انتقادات غير مسبوقة تجاه موقفها من استقبال اللاجئين بشكل خاص، لاسيّما من جانب «حزب البديل» الناشئ والذي تأسس في العام 2013 عقب أزمة اليورو، والذي تجاوز العتبة الانتخابية (5%) لأول مرّة، وسيكون وجوده في البرلمان مثيراً للإشكالات بسبب مواقفه السلبية من الإسلام والهجرة والاتحاد الأوروبي.
وحسب النظام الانتخابي الألماني فخلال 30 يوماً من موعد الانتخابات (أي ابتداء من 24 سبتمبر/ أيلول)، يفترض أن يجتمع البرلمان بانتهاء حكم المستشارة والحكومة التي تتحوّل إلى حكومة تصريف أعمال، لحين تشكيل حكومة جديدة وانتخاب مستشار خلال جلسات البرلمان، وإذا فشل البرلمان لثلاث مرات من انتخاب مستشار جديد، فيمكن لرئيس الجمهورية حلّ البرلمان وانتخاب برلمان جديد، وكانت ميركل قد نجحت في العام 2013 بعد 90 يوماً من التوصّل إلى صياغة برنامج التحالف الحكومي (بين المسيحيين والاشتراكيين)، فهل تتمكّن من ذلك الآن؟ وكم ستحتاج هذه المرة؟



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخريطة الأممية لليبيا
- أسئلة ما بعد استفتاء كردستان
- حين نقلّب أوراق صبرا وشاتيلا
- بغداد تحتفي ب - أبو كَاطع-
- ملامح نظام دولي جديد
- فزّاعة الاستفتاء الكردي هل حانت اللحظة - التاريخية- للدولة ا ...
- صناعة الإرهاب في العراق
- في حضرة -أبو گاطع- ورحاب الكلمة الحرّة
- مسلمو ميانمار بين نارين
- في رحاب -أبوگاطع-الجمال في مواجهة القبح
- في تأويل الظاهرة الارهابية
- التنمية المستدامة 2030
- مهدي السعيد وسرّديته السسوثقافية - ح 4
- «أصيلة» وفضاء الإصلاح والتجديد
- ترامب وتوازن القوى في أمريكا
- مهدي السعيد وسرّديته السسوثقافية - ح 3
- مهدي السعيد وسرّديته السسوثقافية - ح 2
- مهدي السعيد وسرّديته السسيوثقافية - ح1 + ح2
- أبو كَاطع - على ضفاف السخرية الحزينة- كتاب جديد للدكتور شعبا ...
- ما بين الصهيونية والساميّة


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - قراءة في الانتخابات الألمانية