أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد يوسف - حكومة كوردستان من التفوق السياسي إلى الانتصار النفسي على العراق














المزيد.....

حكومة كوردستان من التفوق السياسي إلى الانتصار النفسي على العراق


عماد يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5667 - 2017 / 10 / 12 - 17:29
المحور: القضية الكردية
    



جاء الاستفتاء على استقلال كوردستان ليضع الحد النهائي لتجاوزات حكومات بغداد المتعاقبة على الدستور العراقي، وخاصة فيما يخص المواد المتعلقة بحقوق الكورد والسلطات الممنوحة لحكومة إقليم كوردستان وموازنتها المالية والعسكرية والقوانين المتعلقة بإجراء استفتاء حق تقرير المصير في المناطق المتنازع عليها.

وعلى الرغم من كل المبادرات التي كان من شأنها إلغاء الاستفتاء أو تأجيله إلا أن حكومة الإقليم لم تأبه بكل الوساطات التي تقدمت بها قوى داخلية ودولية، لعدم تمكنها من تقديم ضمانات رسمية، لإجرائه ضمن موعد زمني محدد أو إمكانية الضغط على حكومة بغداد للعودة إلى العمل بالدستور، بعيداً عن التسييس الطائفي في حكم العراق والسيطرة على مقدراته وإرادة مكوناته العرقية والدينية، وبالفعل تم الاستفتاء في كوردستان، ليغدو انجازاً سياسياً بعد سنوات من تجاهل المسؤولين في بغداد للدستور العراقي، الذي أعيد نبش بقاياه بعد أن شعروا بأن القطار السياسي قد فاتهم، وذلك إثر تسطير بيشمركة كوردستان أروع البطولات في صد داعش والقضاء عليه وإخراجه من الجغرافيا الكوردستانية، التي أجريت فيها الاستفتاء، لتكون هذه الدولة الوليدة ملاذاً لكافة المكونات الكوردية والعربية والتركمانية والآشورية من القوى المتطرفة أولاً، ومن نظام طائفي مستبد ثانياً، في الوقت الذي رأى فيه حكام العراق موقفهم الضعيف في التشدق بالدستور كونهم أول مَن انتهكوا حرمته وتجاهله وعدم العمل به، بل إن تحالفهم مع كل من تركيا وإيران الإقليميتين في حصار كوردستان وشعبها قلل من كرامتها وسيادتها، بينما تحلت حكومة كوردستان بالحكمة في التعامل مع تلك التهديدات، ودعت إلى الحوار من أجل كل المسائل العالقة بالدستور، الذي تسنّ به الحكومة والبرلمان العراقيين القوانين المتتالية باسمه ضدها حسب الحاجة، الأمر الذي أكد التفوق السياسي والدبلوماسي لحكومة كوردستان في تعاملها مع الأزمة الناشئة.

وقد رافق هذا التفوق السياسي لكوردستان انتصار في الحرب النفسية الدائرة بين الطرفين، فقد فشلت حكومة بغداد في تأليب المكونات العربية والتركمانية والآشورية ضد حكومة الإقليم، ولم تتمكن من إقناع الشارع العراقي في قانونية إجراءاتها المتخذة ضدها، فضلاً عن فشلها في إحداث شرخ في موقف الأحزاب الكوردستانية عن الاستفتاء والاستقلال، أو القدرة على تنفيذ قرارات المحكمة الاتحادية بحقها، مع ظهور الكثير من الأصوات الشاذة التي لم تستطع النيل من إرادة الكوردي بتهديداتهم المعلنة بالعمل العسكري والتجويع.

وقد تعاملت حكومة كوردستان مع هذه التحديات بكل موضوعية وانضباط، فكسبت المعركة الأولى في مراسم عزاء الرئيس مام جلال طالباني، وكسب التأييد الشعبي له في توقه للحرية والاستقلال، وتقرب من كافة المكونات القاطنة في كوردستان، ومنحهم الثقة بشراكة حقيقية في إدارتها، فضلاً عن كشف مخططات حكومة بغداد وميليشيا الحشد الشيعي في الهجوم على كوردستان، بعد حشدهم لقوات كبيرة على حدود كركوك، وهو ما ينذر بنشوب حرب ينبغي على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته تجاه هذا التوتر، الأمر الذي أربك مسؤولي العراق وشق صفوفهم بين مؤكد ومنفي للعملية، ولفت أنظارهم لمخاطر الحرب وتشتت الأنظار عن القضاء على آخر معاقل داعش.



#عماد_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق الأوسط وعنق الزجاجة ..!!
- السوريون، وصراع الموت الدامي ..!
- المعارضة السورية، وفوبيا الحوار ..؟!!
- تباينات سوسيولوجية وارهاصات ثورية في المجتمع السوري
- هل تكون سوريا مسرحاً لصراعات دولية واقليمية قادمة؟
- الأزمة السوري والعقلانية الضائعة ..!!
- الإسلام السياسي العربي هل يشكّل مشروعاً للتغيير..؟!
- الأزمة السورية، تحوّلات دولية وارهاصات اقليمية متصارعة..!
- ضرورات التحوّل المرحلي إلى الديمقراطية في سوريا؟
- الديمقراطية؟! بين المصطلح السياسي.. والمفهوم التربوي
- لماذا العلمانية، ولماذا سوريا أولاً؟
- سرقات فكرية وأدبية -وقحة-، على صفحات الفيس بوك ؟!
- -مع الثورة ضد النظام، مع النظام ضد الثورة..؟!-
- الديمقراطية في ثقافة المعارضة السورية ..؟!
- إلى خ - ب .... أو ما يسمّونه أديباً ..؟!
- مآلات الخارطة- الجيو- بوليتيكية- في الشرق الأوسط
- ايجابية الأزمات الوطنية ..!
- تحية طيبة للجميع
- الصراع على سوريا عبر الاحتجاجات الفئوية .؟!
- الحراك السوري، والارتكاسات المذهبية المضّادة.؟!


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد يوسف - حكومة كوردستان من التفوق السياسي إلى الانتصار النفسي على العراق