أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب الآن














المزيد.....

مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب الآن


خالد الصلعي

الحوار المتمدن-العدد: 5667 - 2017 / 10 / 12 - 05:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب اليوم
****************************************
لكل كرحلة عنوان ، ولكل مرحلة رجال . واذا كانت مرحلة ما قبل شباط قد سميت بالشعبوية لالتقاء امناء احزاب لا ثقافة سياسية لهم ، أثثوا المشهد السياسي المغربي زهاء خمس سنوات بلغط ولغو أصبح معروفا ب"بالشعبوية . فان تعويض السيد سعد العثماني بالمغضوب عليه عبد الاله بنكيران على رأس الحكومة ، وخلافة نزار بركة لحميد شباط على رأس الأمانة العامة لحزب الاستقلال ، يعتبر ، بالنظر الى صورتهما الاعلامية الشاحبة والصامتة مرحلة سياسية جديدة بالمغرب .
لحزب الاستقلال مواقف يفتخر بها كل استقلالي متأصل ومعتق بثقافة علال الفاسي ، السياسي المغربي الداهية ، الذي تربى على يديه فطاحلة الساسة المغاربة . وبعد موت محمد بوستة ، أسدل الستار عن مرحلة لعب فيها حزب الاستقلال أدوارا مؤثرة في المشهد السياسي المغربي .حيث سيصعد الى الأمانة العامة عباس الفاسي بعد أن خبر مسؤوليات وزارية وديبلوماسية ، كسفير للمغرب في فرنسا وتونس . قبل ان يتم تمكينه من رآسة الحكومة في ظرف انتخابي مشبوه اذ تم الطعن في شرعية انتخابه باحدى الدولئر الانتخابية بالعرائش .
بعد ذلك تم انتخاب حميد شباط كأمين عام لهذا الحزب العريق بعد انتخابات المؤتمر السادس عشر . وهو المنصب الذي جر على الرجل انتقادات حادة بسبب مؤهلاته العلمية وتجربته في تقلد المناصب الرفيعة . اذ ان الرجل عرف عنه توجهه النقابي البحث ، وخبرته الكبيرة في الكولسة والتحشيد ، وهما ميزتان أساسيتان في عمل النقابة بالمغرب . اذ يكفي أن تستميل مجموعة المؤيدين بشتى الوسائل لنيل المناصب الكبرى . نفس الاستراتيجية سيتم تبنيها في مجموعة من الأحزاب ، حيث ستنتقل عدوى الاستقطاب العصبوي الى أجهزة الأحزاب بشكل مثير ومقزز . ومنحت هذه الوسائل الوسخة أن يتربع على رأس الأحزاب المغربية شخصيات تفتقد الى أدنى شروط القيادة السياسية ، وهو ما كان مؤشرا دالا عند مجموعة من الباحثين دفعهم للبحث في الممارسة السياسية بالمغرب الى البحث وعن جذور هذه التحولات الخطيرة .
ولئن كان الاجماع قد وقع حول عبث يد المخزن المغربي في رسم شخصية جديدة للحزب المغربي ، فان هذا الربط الميكانيكي يبقى له جانب مهم من المصداقية . حيث ان صعود مجموعة من الأسماء الفاقدة لكاريزما القيادة السياسية ستطفو فجأة على رأس قيادة مجموعة من الأحزاب ، فضلا عن تلك القديمة التي يكاد مغاربة اليوم لا يعرفونهم كامناء عامين لأحزاب مغربية بقدر ما يعرفونه كمالكين ومحتكرين لهذه الأحزاب .
واذا كان حميد شباط يمثل ظاهرة سياسية بالمغرب مثله مثل ، عبد الاله بنكيران والياس العماري وادريس لشكر . فان حميد شباط يمثل حالة خاصة وفريدة ، فهو لا يتوفر على أي شهادة تعليمية ، حتى ان شهادة الرابعة اعدادي التي يتوفر عليها الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة تعتبر ذات قيمة أمام رجل لم يتدرج في أسلاك التعليم ، بقدر ما تدرج في مسارات النقابة والحزب .
واذا كانت القيادات الثلاث التي رفضت ترشح حميد شباط لولاية ثانية قد بررت ذلك أن الترشيح -ترشيح شباط - لا يجيب على الإشكاليات الجدية والجوهرية والعميقة المطروحة على الحزب في هذه المرحلة ، مضيفة ان المؤتمر لا ينبغي ان يمثل فقط لحظة انتخابية بقدر ما يجب ان يجيب على مجموعة من الاشكالات والرهانات والتحديات .فان العارفين بخبايا الأمور يدركون ان ذلك لم يكن الا تكتيكا سياسيا لتثبيت القدام في اللجنة التنفيذية . وهو ما تفطن له ولد الرشيد الذي استطاع اخراج القطب الثلاثي من اللجنة التنفيذية. لكن العجيب في الأمر ان ينافس شباط رجل لا يعرف عنه شيئا ، الا كونه تقلد منصب وزير المالية في حكومة بنكيران . وقد كان عينه الملك محمد السادس كعضوابلجنة ابن رشد لتقوية التعاون بين المغرب وإسبانيا سنة 2003 ، كما عينه بعد خروج حزب الاستقلال من حكومة بنكيران رئيسا للمجلس الاقتصادي و الاجتماعي والبيئي . هذا فضلا عن انتسابه الى الزعيم علال الفاسي الذي يعتبر جده من أمه . وهو ما يفيد أن حزب الاسستقلال عاد مرة أخرى الى آل الفاسي ، والى اللوبيات الاستقلالية القديمة .
ونزار بركة لا وجود له في النقاشات السياسية ، ولا تأثير ايديولوجي له او فكري ، لا نسمع له صوتا ، ولا نتابع له مقالات ، اللهم المقالة المنسوبة له بعنوان "رؤية أمل " . وهنا يطرح السؤال من أين اتى هذا الرجل ، مادام ان جميع امناء احزاب المغرب لا يرتقون الى هذه المناصب الا بعد احداث ولو ضجيج يشير الى وجودهم .
ان النظر الى علاقة الرجل بالنظام ، يدل دلالة صريحة أن النظام هو المرشح والمنتخب الأول لهذا الاسم . وقد سارع الملك محمد السادس الى تهنئة الرجل غب انتخابه امينا عاما للحزب ، دون الاشارة ولو تلميحا الى سلفه شباط . وهو ما اعتبره كثير من المراقبين تعبير عن غضبة ملكية . هذه الغضبة التي أصبحت اشارات قوية لتوجيه بوصلات السياسة بالمغرب عوض الانتاجية والعمل الجاد .
وقد صرح قبل أيام احد رموز حزب الاستقلال السيد محمد الخليفة أن المخزن يتدخل بقوة في شؤون الأحزاب ، وهو ما يفيد تلاعبه بها وتقديم كل من يخدم أجنداته المرحلية .
"من المؤسف أن الذين أتوا بشباط هم الذين يريدون أن يأتوا اليوم بنزار بركة". وقد حدث ، وتم انتخاب نزار بركة أمينا عاما للحزب .هذه العبارة بين هلالين لأحد صقور حزب الاستقلال السابقين المشار اليه أعلاه ،كافية لتلخيص تجربة حزب الاستقلال القربية . فالحزب لم يعد به أي شخصية كارزمية ، بقدر ما هي شخصيات تحركها أيادي معلومة ، هي أيادي النظام . فبعد انتهاء دور الشعبوية ، ها هو النظام يدخل مرحلة أخرى ، قد اسميها دور الجثث المتحركة .



#خالد_الصلعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيرا السعودية تهرول نحو روسيا
- بين الاستقلال والانفصال والمطالب الاجتماعية البحثة
- حزب الاستقلال وحرب الصحون
- أفلح قوم ولوا امرأة وذل قوم ولوا رجالا
- خيانة فقهاء الدين للأمة
- مقارنة بين استفتاءين وحراك الريف
- خطاب ثورة الملك والشعب والعودة الى الأدغال
- خطاب ثورة الملك والشعب ، هل يفعلها ؟
- خطاب العرش 2017 ، والمفارقات الظاهرة والباطنة
- الأبعاد الجيوستراتيجية لحراك الريف
- القبطان مصطفى أديب يدخل أسبوعه الثالث في الاضراب عن الطعام
- عري
- الثورة وضرورة المرافقة التنويرية
- أردوغان ديكتاتورية أم براغماتية متطرفة؟
- ماذا بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي لطهران ؟
- الأمم المتحدة تصل الى نهايتها
- الحرف طريق الحرية
- خارج النص
- العالم والأبواب المغلقة .حكومة العالم الخفية
- الاختلاف ضرورة حياة


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الصلعي - مرحلة الجثث المتحركة ...السياسة بالمغرب الآن