أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلور ميقري - الإرهابيون؛ من تنظيمات إلى دول














المزيد.....

الإرهابيون؛ من تنظيمات إلى دول


دلور ميقري

الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بالأمس، أعلنت الإدارة الأمريكية تخصيص جائزة بملايين الدولارات لكل من يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على قياديين في حزب الله، وهما طلال حمية وفؤاد شكر.
هذه ليست المرة الأولى، التي تخصص فيها الإدارة الأمريكية جوائز من ذلك الضرب. ولعل جائزتها الأكبر والأشهر، تلك المخصصة قبلاً لرأس بن لادن. كذلك تنوّعت مناسبات الجوائز، كما بخصوص رأس النظام العراقي البائد وولديه. إلى وضع أشخاص وكيانات تحت طائلة العقوبات أو المنع من دخول الولايات المتحدة؛ وهي اجراءات استهدفت على سبيل المثال نظام الأسد على خلفية قمعه الشديد للمدنيين في سورية، وأيضاً النظام الايراني لسبب مشابه ولتورطه في أنشطة معادية للمصالح الغربية.
الإرهاب، تمّ تعريفه للمرة الأولى في الكلاسيكيات الماركسية العائدة لنهاية القرن التاسع عشر. ففي ذلك الوقت، نشطت في روسيا تنظيمات راديكالية كانت تلجأ لإغتيال رجال القيصر كوسيلة وحيدة لنشاطها. آنذاك، كتب لينين أكثر من مرة عن مخاطر هذا السلوك على النضال ضد النظام القيصري، مبيناً أن اغتيال هذا الشخص أو ذاك ( حتى لو كان القيصر نفسه ) لن يغير شيئاً وأنه سيتم استبدال المقتولين برجال آخرين ربما يفوقونهم شراسة وحنكة علاوة على إعطاء فرصة لهذا النظام بتشديد القمع.
إلا أن لينين، في المقابل، شرعن ما أسماه ب " الإرهاب الثوري " مباشرةً بعيد استيلاء حزبه على السلطة في 24 أكتوبر 1917. وقد شمل هذا الإرهاب إغتيال العديد من قادة المعارضة وأنصار النظام السابق، إلى آمرين عسكريين في فصائل الروس البيض والمتدخلين الأجانب. على ذلك، استلهم المزيد من أجيال الثوريين لاحقاً الأسلوب الارهابيّ الثوريّ وخصوصاً في حقبة السبعينات؛ مثلما عرفناه عن منظمات الجيش الأحمر الألماني ( بادر ـ ماينهوف ) والألوية الحمراء الايطالية والجيش الأحمر الياباني وغيرها.
مع انحسار المد اليساري، منذ نهاية الحرب الباردة، ظهر على الساحة الدولية نوع جديد من الإرهاب أرتبط هذه المرة باسم الإسلام الراديكالي. الجدير بالملاحظة، أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية أتبعت ذات الأسلوب البلشفي فيما يسمى ب " الإرهاب الثوري " والمتمثل بالتخلص من المعارضين في الداخل والخارج كما وبمحاولة تصدير الثورة إلى الدول المجاورة. قد يكون الإرهاب الراديكالي الإسلامي أكثر قِدَماً، وربما يعود إلى نشأة تنظيم الأخوان المسلمين في مصر الثلاثينات؛ وهوَ التنظيم، الذي شرع فوراً بتنفيذ اغتيالات لرجال القصر الملكي وكذلك لمن يسميهم بالمتعاونين مع المحتلين الإنكليز. على أنّ الإرهاب تواشج خصوصاً مع تأسيس تنظيم القاعدة، خلال الفترة الأخيرة من الحرب الأفغانية. وقد تتوّج ذلك بتمكن التنظيم من الهيمنة على الدولة في ظل نظام طالبان، ثم راح يمد أذرعه الأخطبوطية إلى دول الجوار وصولاً إلى الجاليات المسلمة في البلدان الغربية. ومن النافل، ذكر العمليات الإرهابية لتنظيم القاعدة ومنها تفجيرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة. بيد أننا سنلاحظ، كيف أثمر هذا التنظيم جماعةً أكثر تشدداً ووحشية؛ ونعني بها ما أسميَت ب " داعش: الدولة الإسلامية في العراق والشام " والتي تلفظ اليوم أنفاسها الأخيرة في كلا البلدين.
نعود إلى موضوع ردّ الفعل الأمريكيّ على الإرهاب، كما ألمحنا إليه في مقدمة المقال، لنرى أنه لا يختلف في طبيعته عن تفكير أولئك الإرهابيين أنفسهم. فهؤلاء الأخيرين، يعتقدون أنهم باغتيال الأشخاص يمكن أن يغيروا الأنظمة. وهذا تماماً ما يفعله ساسة البيت الأبيض، حينما يخصصون الجوائز لإصطياد الإرهابيين ويجندون الفرق الخاصة لملاحقتهم بغية القضاء عليهم. فالإرهاب، وهذا ما يدركه جيداً أولئك الساسة ( ويحاولون تجاهله! )، إنما هوَ حصيلة لأفكار متغلغلة في مجتمعات مشهودة بالبؤس والجهل والتخلف، وأيضاً وخصوصاً، في ظل أنظمة استبدادية مدعومة غالباً من قبل الإدارة الأمريكية ذاتها. فلا إغتيال قادة التنظيمات الارهابية، ولا تدمير المدن فوق رؤوس ساكنيها بحجة محاربة الإرهابيين، سيمكّن من إنهاء هذه الظاهرة أو حتى مجرد الحد منها. فأينما وجد الفقر، سينبثق من يفكرون بالخلاص الفرديّ سواء أكانوا مرتبطين بفكرة أو عقيدة.



#دلور_ميقري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشي غيفارا؛ الملاك المسلّح
- سيرَة أُخرى 48
- الفردوسُ الخلفيّ: الخاتمة
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الغين 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الغين 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الغين
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الظاء 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الظاء 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الظاء
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الضاد 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الضاد 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الضاد
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الذال 3
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الذال 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الذال
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الخاء 3
- سيرَة أُخرى 47
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الخاء 2
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الخاء
- الفردوسُ الخلفيّ: الجزء الثاني الثاء 3


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دلور ميقري - الإرهابيون؛ من تنظيمات إلى دول