أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ايليا أرومي كوكو - حق تقرير المصير الذي يطالب به شعب جبال النوبة بين الحقيقه والمناورة ؟















المزيد.....


حق تقرير المصير الذي يطالب به شعب جبال النوبة بين الحقيقه والمناورة ؟


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 5666 - 2017 / 10 / 11 - 06:40
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


حق تقرير المصير الذي يطالب به شعب جبال النوبة بين الحقيقه والمناورة ؟
انطلق في الايام القلائل الماضية بقوة السهم الملتهب فعاليات مؤتمر كاودا الاستثنائي .
تحت شعار ( أرادة الشعوب لاتقهر )
يهمني هنا خلاصة بعض التسريبات التي نشرت في الاسافير
نص البيان الختامي
إنعقد المؤتمر تحت شعار: {ارادة الشعوب لا تقهر ) .
وبعد مداولات ونقاش مستفيض إجاز المؤتمرين وثيقة القضايا المصيرية وكان ابرز ما ورد في الوثيقة :
حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة / جنوب كردفان، ومن ثم إجاز المؤتمر، تقرير الأداء التنظيمي .
أراد شعب النوبة الحياة فكسر القيد وهزم المستحيل هنا كاودا تناديني فقل لبيك ياوطني
أرادة الشعوب لا تقهره طموحات الافراد ولا تثنيه تطلعات وهوي الاجندات الشخصية الضيقة .
يقابلني الكثيرين هنا وهناك متسألين ماذا يريد النوبة او ما الذي يرده النوبة بالضبط ؟
أني ساحاول مجتهداً الرد علي تلك الاسئلة من وقاعد وقناعات بعض الفئات من المستضعفين في السودان وقد اتلمس النوبة من المهاجرين والنازحين مطرودين من ديارهم والمشردين . سأجاوب علي الاسئلة بأسئلة من المضطهدين المقهوريي المنبوذين في الداخل . وسأحاول تقمص شخصية المواطنين المدنيين الصامدين في الكهوف والخيران في جبال النوبة . واسئلة أسئلة أخري اتخيل طرحها بواسطة اطفال جبال النوبة الجياع المحرومين من فرص التعليم والعلاج والتطعيم ولهو الاطفال واللعب .
سوف لن شريحة ستات الشاي في خير مكان في كل انحاء السودان . فستات الشاي جزء مهم من مشكلة الحرب والسلام في السودان وتقرير مصير لا يتم بالهين بدونهن . ستات الشاي يتسألن في حيرة من أمرهن عن من هو السبب وراء رميهن في الازقة والشوارع والحواري وقارعات طرق المدن ودهاليزها الضيقة جداً في كل الاحيان . حكاية وقوع ستات الشاي بين سندان لهيب نار الكانون الحار وسخانة شمس الخرطوم الحارق في النهار . من الذي كان السبب في قطع ارزاقهن في الاحوال بغياب الرجال لهذا السبب او لغيره . وبغياب الرجال اضطرت النساء الي ترك البيوت والحيشان والخروج الي الشوارع طلباً للزرق الحلال . من الذي قطع قلوب النساء بالمواجع والبكاء والترمل والقي علي عاتقن مسئولية تربية اليتامي و القيام بواجبات الامومة بجانب مهام الرجال من اعالة الاسر والصرف عليها في كثير من حالات موت الازواج او الطلاق او السفر والاغتراب والهجرة اوالبعاد تهرباً من مسئوليتهم في تحمل اعباء رعاية أسرهم واعالتها . ومن الذي بذر جرثمة الفقر والعوز والحاجة وزرع أفة الفساد وقسم المجتمع السوداني الي طبقتين . فالسودان اليوم قد انقسم الي طبقتين ، طبقة ثرية مؤسرة مترفهة وطبقة فقيرة تقتات الفتات من الكوش وتسكن بجوار المكبات . قالت أمرأة في حسرة ان الاسر السودانية الغنية تكشح ما لذه وطاب من فضلات الطعام في الكوش بينما يوجد اسري أخري تسكن بجوراهم يبيت أطفالها القوي والجوع الكافر يمزق امعائهم .
تقرير المصير الذي يطالب به شعب جبال النوبة هل هو مناوره ؟
ان النوبة هم شعب السودان الاصيل خلقوا وجبلوا من طين هذا الارض كما هم تراب من تراب هذا الوطن العزيز . انهم دمه الحار وقطرة من قطرات دماء الاباء الشهداء في كل حقب تاريخ السودان القديم والحديث . فأسألو التاريخ عن بعانخي وترهاقا لا بل سلو من تعرفونهم من أسألوا الراحلين قرنق العباس فليب وكوه مكي . وبالاحري أسألوا جيوشكم والجنود الاوشاوس في صفوفكم أسألوهم عن الذي تريدون معرفة عن النوبة . فالسودان الارض والوطن ما قد كان وما سيكون هو لكل السودانيين بلا تفرقة وتمييز وبدون ظلم واضطهاد ديني قبلي وجهوي . أن النوبة نسمه من هوائه هذا البلد الوطن الكبير كما هم غبار من ترابه واريج ريحه اللافح . كانوا هنا منذ بدء الكون والخليقة وسيبقون ما بقت للارض والسماوات قائمه .
فدعونا معاً نقول مبدئياً بأن النوبة ليسوا بدعاة وطلاب انفصال عن الدولة السودانية القائم علي أساس الحكم الرشيد في العدال والمساواة والحرية والديمقراطية والحقوق كما في الواجبات . وهذه الاسس المطلبية لعمري باتت حقوق شرعية عادلة شرعتها الامم لأجل الحياة الانسانية السوية للأنسان في هذا العصر . ومن حق كل انسان حر أبي في كل مكان وزمان ان يهنئي ويعيش مستمتعاً بالقيم الانسانية العصرية دون حرمان وحجر من أي كأئن كان . هذه هي الحقوق ذاتها التي يطالب بها شعب النوبة الاصيل في السودان في كل حقب التاريخ السوداني القديم والحديث . والي يومنا هذا لايزال النوبة يعانون من ابسط اولويات حقوق المواطنة العادلة في الحياة الانسانية الكريمة . يعانون التمييز العنصري الرسمي في أعلي أجهزة الدولة السودانية الي ادناها . كما يعانون التمييز الاقتصادي والاجتماعي والديني من اقصاء وتهميش واضطهاد وقمع واذلال ورفض واحتقار .
وتلك الممارسات هي أس البلاء في السودان ، قلت ان شعب النوبة شعب كريم شريف أبي أصيل لا يمكن ان يرضي لنفسه ابداً بهذه الحياة المذلة ولا يمكن ان يكن علي الاستمرار علي هذا النهج الاقطاعي الذي ساد وباد وولي مع عهود العبودية والاسترقاق العالمي القديم .
اريد هنا بأن اقول بأن مطالب النوبة بسيطة ومقدور عليها لأنها تتمثل في حق المواطنة الكاملة في الحقوق والعدل والمساوة في كل نواحي ومجالات الحياة دون تفرقة وعنصرية . لكن هذه المطالبة ظلت كما هي دون ان تجد أذناً صاغياً مستعداً لسماعها ومناقشتها او محاولة تلبيتها بروح منشرح وقلب مفتوح واستعداد صادق لتلبيتها .
وحق تقرير المصير الذي يطالب به شعب النوبة ممكن ان تكون مناورة في حالة تلبية مطلوبات المواطنة الحقيقة الكاملة دون تسويف ومناورة وكسب الوقت . فقد مضي وانقضي الي الابد تلك العهود المظلمة في التدليس والغش والابتزاز او الالتفاف علي النوبة وممارسة ضرب العبد بالعبد . أن نوبة اليوم ليسوا بنوبة القرن التاسع عشر انهم في عهد مشرق جديد يرنون نحو غدً واعد مجيد يعيشونه في وطنهم بكامل موجوبات المواطنة بكرامة وشرف وعزة النفس . لن يعيش النوبة فيما بعد تحت نير العبودية والاستغلال والارتهان والارتزاق خداماً لأجندة الاخرين مقهورين مذلولين. كما انهم لن يظلوا قابعين في الدونية وعدم الثقة في النفس فقد تجاوزوا بقدراتهم تلك الفترات والحقب الظلامية بصبر وصمود وتحدي وشجاعة وحنكة واقتدار . وهذه مطلوبات الوحدة السودانية الحقيقة التي يطالب به كل الشعب السوداني من شماله الي جنوبه من شرقه الي غربه وليس هذا المطلب حكراً او حصراً علي النوبة وان كان النوبة اصحاب المبادرة في الطلب فلهم حق الملكية الفكرية بأمتياز كما لهم قسط السبق .
الحكم الرشيد بات مطلباً ملحاً جداً وعلي السودانيين تحقيقه قبل فوات الاوان . فدونكم المواعظ وبين ايديكم العبر من الاكراد في العراق والكتالونيين في اسبانيا . كما للسودان تجربتة حية التي أدت الي أنفصال الجنوب ، هذه التجربة السودان لايزال يتجرع بمرارة شراب كأسها المر مرارة الحنظل . لكن ويا للاسف الكبير لم يتعلم السودان حرفاً واحداً او نقطة صغيرة من تجربة فصل الجنوب . وان كان البعض يشمتون علي انفصال الجنوب وما يعيش فيه من حروب أهليه داخليه هم بعض السبب في تأجيجها ، نقول لهم بأن الجنوب سيتعاقي قريباً من كبوته ليزحف مارداً قوياً وسيشق طريقة بعنفوان نحو السلام والاستقرار والتنمية والتقدم والاذدهار . وفشل تجربة الحكم في دولة الجنوب ليس بأنموذج او كارت يرفع لتخويف المظلومين في السودان طلب حق تقرير المصير ، فلمجتمع جنوب السودان وقبائلة المختلفة ظروفهم الخاصة وطريقتهم الخاصة ولايمكن مقارنتها بشعب جبال النوبة بالسنت والملمتر .
تقرير المصير الذي يطالب به النوبة هل هو مطلب حقيقي ؟
سيكون طلب حق تقرير المصير لشعب جبال النوبة طلب حقيقي بأنتفاء تحقيق المطاليب اعلاه , وعدم قيام الدولة السودانية الراهنة بتلبية كلف المواطنة الحقيقة لكل الشعب السوداني . سيتم تحقيق المصير لشعب جبال النوبة عن قريب جداً في حالة الاستمرار في الطغيان والظلم والاستبداد والقهر والاذالال وعدم الاعتراف بحقوقهم المشروعة في المواطنة الكاملة . فأن أردتم انفصال شعب جبال النوبة فواصلوا اجتهادكم بتقطيع قلوب ستات الشاي في شوراع الخرطوم بكشات المحليات المهينة المذلة المصحوبة بشرطة النظام العام الاستبدادية القاسية ، ذلك لانهن هن من سيصوتن لحق تقرير مصير جبال النوبة من قلب الخرطوم نهاراً جهاراً . نعم نعم سيذهب الي النوبة الي حالهم شئم أم قبلتم بهواصلة هذه الانتهاكات الصارخة بحق نساء السودان كله ، وليس بحق نساء جبال النوبة وحدهن فليس كل ستات الشاي نوباويات كما يبدو لكم .
سيذهب النوبة الي الشروع في تكوين دولتهم عن قريب بسبب الاضطهاد الديني فما تفعلونه وتمارسون من أضطهاد ديني ضد المسيحيين لا يمس العقيد والدين المسيحي وحده . فهذا الاضطهاد يمارس ايضاً ضد الطوائف الاسلامية في السودان بطرق مختلفه وان بأسلوب أقل قهراً . واصلوا في هدم الكنائس في السودان ولا تجفل لكم عين وانتم تستولون علي الاملاك والعقارات المسيحية في السودان واسلمتها في وضح النهاراً جهاراً وبقوة عين . استوردوا الملابس الغير المحشمة وبيعوها للفتيات المسيحيات ليلبسوها ومن ثم داهموهن وهن خارجات من الكنائس ايام الاحاد وجلدهن بتهمة الزي الفاضح وخدش عيون المجتمع والشارع . بينا انتم من ناحية أخري تغضون ابصاركم وتغمضون بصائركم عن ممارسات اولادكم الفاحشة في المتنزهات العامة في مقرن النيلين وعفراء وفي قصور اللهو والخلاعة التي شيدتموها لهم بأموال هذا الشعب لممارسة الرذائل في أمن وأمان دون ان يمسهم سوء ومكر . لانهم محروسين وفي أمن وأمان تحت حماية الشرطة العين الساهرة علي الشعب وفي خدمة الشعب . ضيقوا علي المسيحيين في كنائسهم وجرجروهم الي المخافر والزنازين اغلقوا مدارسهم وابطلوا ايام عطلهم في يوم عبادتهم ولا تتركوا لهم صفحة .
في مجال القانون والقضاء السوداني وما ادارك بالقضاء السوداني والكيل بمكيالين في الاحكام والتحيز في تنفيذها اذيقهم الويل وسهر الليل . ودونكم قضية شهيدة الكرامة السودانية الكنداكة النوباوية مندي بنت السلطان عوضية بنت الديوم الشرقية في الخرطوم كيف انتهت . وكيف بالله قتلت عوضية عجبنا بدم بارد من ضابط شرطة امام دارها و منزلها والي أين انتتهت القضية وأين يقيم المجرم القاتل ... انتقاء واذدواجية المعايير في القضاء والاحكام السودانية بتبرئة المجرم وتسفيح المظلم ، سيعجل بزوال دولة الظلم اذ عمر دولة الظلم ساعة بينما دولة العدل تبقي الي الدهر .
وبين ايديكم ملفات المحاكم الواجبة التنفيذ الخاصة بالاحكام في قضايا المتصارعين في الكنيسة الانجيلية وما يتم فيها من جرجرة وتسويق وقتل وقت انتهت بمقتل الشيخ يونان وسط ساحة مدرسة الكنيسة الانجيلية بأم درمان القريبة من القسم الاوسط وبحضور ومباركة من شرطتها . القانون السوداني المزدوج المعايير يخرج رئيس السنودس الانجيلي المشيخي السوداني القس يحي عبدالرحيم نالو والقس صديق عبدالله من منازلهم بالقوة الجبرية .. الذي يسمي فيما بعد بالخطأ الاجرائي . يخرجونهم من منازلهم دون انزار مسبق ليرمي بأسرهم وعفشهم علي قارعة الطريق لآكثر من شهرين . وحتي الان لا تنظر محكمة الاستئناف في أمرهم . ذات الشرطة والقضاء الذين لا يجرمون المجرمين بل يمكنوهم علي السير قدماً في انتهاك حرمات الكنيسة والاستيلاء علي مدارسها وحجز عقاراتها كيف يستقيم معها العيش في دولة وحداة لا تراعي أدني حقوق فئات من شعبها وان اختلف الدين فلهم الحق في العباد والصلاة والحق في ان يكونوا مختلفين وان يكون اخرين مختلفين في الدين علي نهج لكم دينكم ولي دين . هذه بعض كثير من الممارسات القمعية بحق السودانيين وبالاحري جداً بحق النوبة المسلمين والمسيحيين دون فرز انها من الامور التي ستعجل بذهاب جبال النوبة الي دولتهم التي سيختارنها بمحض أرادتهم لأنفسهم وهم مرغمين .
الكلمة الاخيرة حق تقرير المصير قالها النوبة في جبالهم
قال النوبة اصحاب الكلمة الاولي والاخيرة كلمتهم الاخيرة مطالباً بحق تقرير المصير لجبال النوبة . فما الدوافع والاسباب والمبررات المقنعة التي دفعتم علي الاقدام قدماً علي الطلب الذي يبدو للبعض مفأجئه غير متوقعه الحدوث .
لكن دعوني اقول صادقاً بأن لو لا الله الذي كان مع شعب النوبة عندما أقدم الناس عليهم اذاً لأبادوهم عن بكر أبيهم ومسحوا ذكرهم علي الارض وبين البشر . وكان الله مع شعب النوبة فأنكسر رمح العدو وارتد سهم الغزاة الي صدورهم . جفلت خيول التتار والمغول بأهتزاز أرض جبال النوبة تحت أرجلها فتراجعت الي الوراء مدبر الي اعقابها . كان الله مع النوبة عندما زحفت عليهم أرتال الجيوش والالوية تلو الالوية بالدبابت والدوشكات والرشاشات والراجمات . من أقاصي غرب افريقيا جاء المرتزقة من موريتنيا ومالي ومن النيجروتشاد والسنغال أتوا علي أسنة الرماح والسيوف لأقتلاع شعب النوبة من جذورهم ومحوهم من الوجود . اتوا الي ديار الشعب الاعزل مدججين بكل انواع الاسلحة الجوية من طائرات الانتينوف الروسية والبلاروسيا المدعومة بالسوخوي الايراني مدفوعة الاجور من أموال الغاز القطري وكان الكرم الصيني علي الخط دائماً لدفع القروض لفتح مجالات الاستثمار في النفط والذهب وغيرها من المعادن التي تسيل لعابهم كما الاستثمار الزراعي والانتاج الحيواني . تكالبت أمم الارض ضد النوبة لأبادتهم والاستيلاء علي أرضهم او طردهم واخراجهم منها عنوة واقتدار وكان يد الله القوية مع النوبة . سته اعوام من الحرب العالمية الضروس جرت فصول احداثها فوق قمم جبال النوبة وساحتها والانتينوفات الجبانات تحلق فوقهم الاف الاف الامتار محملة بأطنان البراميل المملؤة بالقنابل والمتفجرات تمطرها علي شعب جبال النوبة المكشوف الظهر وترمي قنابل الحارقة علي البيوت في سهولها والوديان تقصفهم بالهمم و السموم الكيمائية والعنقودية وغيرها . قصفوا الانسان والطير والحيوان والشجر والحجر ، دمروا الجوامع والكنائس ، هدموا المدارس والمشافي وابار المياه والاسواق . حرقوا الحقول والمزارع ومخازن الغلال . كما مورس سلاح الترويع والتجويع بقساوة بالغة ً خلال الستة الاعوام الماضية من الحرب العنصرية بأمتياز ضد عنصر قومية النوبة علي وجه الخصوص . حرم الاطفال من التطعيم ضد أمراض الطفولة السته لسته اعوام عجاف . كما حرموا من التعليم طردوا وشردوا عن ديارهم ومنازلهم لتصير الكهوف بيوتاً والخيران منازل والثعابين والعقارب جيران . وكان الله ظلهم الظليل كما لم تنقطع حمايته ورحمته لم يكن أمر ابادة شعب جبال النوبة أمر ساهل وسياحة جنود .
ست اعوام من الأمتحان والتجربة المريرة القاسية كشفت عن مدي قوة أرادة شعب النوبة العظيم وصلابة معدنهم الاصيل . هذا الشعب الفريد الذي لا يقهره كل اسلحة الدنيا وجيوشها ان اجتمعوا عليها . انهم ابناء واحفاد رماة الحدق لم تهزمهم ترسانات الاسلحة الحديثة ولم تبيدهم طيارات روسيا وايران والصين كل الاموال القطرية ان سخرت لهم ستذهب ادراج الرياح ذلك لآن أرادة الشعوب لا تقهر. كما لم يبيدهم الجوع الكافر فكانت الطبيعة نصيرهم وزادهم أكلوا الاعشاب والاشجار وحفروا بايديهم بيوت النمل لقتاتوا منها وكانت السماء ترسل لهم المن في الصباح وتأتيهم بالسلوي عند حلول المساء .
الخزي والعار لكل المجتمع الدولي ممثل في الامم المتحده والاتحاد الافريقي ومجلس الامن الذي لم يحرك ساكناً لغوث الاطفال الجياع في جبال النوبة لفترة زادات عن السته أعوام انها لفضيحة كبري بحق المجتمع الدولي كله . لم تعدم الحكومة السودانية وسيلة للانتقام والنيل من شعب جبال النوبة الا واستخدمه ضدهم بأفراض وطغيان امعاناً في الكراهية والبغض .
فما الذي يرجوه الجميع وبالاخص السودانيين من شعب جبال النوبة الذي أعلن الجهاد ضده اكثر من مرة . وكل المجتمع السوداني شاهد ملك في هذه الحرب الظالمة دون يبدي أدني مظهر من مظاهر التعاطف والتعاضد مع شعب النوبة . وكان هذا الشعب السوداني يخرج في مظاهرات هادرة لأجل غوث ومساعدة أطفال غزه وأرسلت لهم المعونات وجمعت لهم التبرعات بكرم وسخاء . كما اليوم يفعلون مع السوريين يفتحون لهم ابواب السودان علي مصارعيه من ناحية بينما يضطهدون الجنوبيين ويحاصرونهم في معسكرات خارج المدن . السودانيين يتعاطفون لأبعد الحدود مع ازمة شعب مسلمي الروهينجا بينما يغضون الطرف والسمع مع أزمة شعبهم المسلم ايضاً في جبال النوبة . أن مشكلة السودان وحربهم ضد النوبة ليست بالمشكلة الدينية ابداً لكنها فصل اخر من فصول التفرقة العنصرية من الدرجة الاولي وبأمتياز . اننا هنا نستشهد بتجربة الحرب ضد الجنوب السودان وتداعياتها التي أدت الي الانفصال لأنها مشكلتنا كسودانيين ظللنا نحاربهم لأكثر من نصف قرن بالاساليب العنصرية الوقحة . فضل منا البعض الاثيوبيين والاريتريين علي الجنوبيين أخوتهم في الوطن وقالوا بأن الحبش والاريترين هم الاقرب الينا لانهم يشبهوننا. بنما الجنوبيين لا يشبهوننا . هذا العنصرية ذاتها هي عينها يعاد ممارستها فعلياً وان بخجل مستتر علي النوبة ولايتورعن من اطلاق لفظ العبد علي النوبة علي سبيل الجد وبشكل مزاح وما علي الانسان او الشخص النوباوي الا الصمت والسكوت والرضي .
تجربة الست اعوام من الحرب الغاشم ضد الشعب في جبال النوبة يا لها من تجربة قياسية ومريرة جداً .. أثبتت التجربة العنصرية في الحرب ضدهم الكثير الكثير المثير الخطر أثبتت لهم استحالة العيش تحت ظل حكومة السودان الحالية مواطنين بدون حقوق ومضطهدين غير مرغوب فيهم . وعندما حانت لهم فرصة الاختيار اختاروا حق تقرير المصير . فما الحق الذي كنت ستختاره ان كنت من البني أدميين وأنسان سوي او فراد من افراد شعب النوبة ومورست بحقك ما اسلفناه في الذكر هو قطرة من بحر المرارة الكبير . هذا السرد الطويل الملل لن ينتهي ان شئنا الخوض في التفاصيل والقليل منه يكفي لأن ما خفي أعظم .
فما الذي كنت ستختاره يا انسان ان كنت من بني النوبة ؟
اني اكرر أسفي علي الاطالة فلامر عندي جدُ صعب وشائك علينا وعليكم وعليهم . لكنها بدءاً واخيراً أمرهم الاول والاخير في جبال النوبة وقد مارسوا أمرهم بديمقراطية وشورة .
تصبحون علي خير او تصبحون علي حق تقرير مصير.
ودمت للسودان الواحد المتحد أرض المليون ميل مربع ما قد كان وما سيكون زخراً .






#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهوذا السوداني يتمادي في يبيع المسيح وكنيسته للسلطات .
- رمضان نمر هل هو خميرة عكننة لقيام المؤتمر الاستثاني بكاودا و ...
- والي الخرطوم يقول ( كلما اشوف ستات الشاي يتقطع قلبي ‏)
- مؤتمر كاودا الاستثنائي ضوء في نهاية النفق .!!!
- في ذمة الله رائدة المرأة السودانية الخالدة فاطمة احمد ابراهي ...
- اكمال مشروع الكهرباء القومية لولاية جنوب كردفان مطلب رئيسي ل ...
- القرار الحكومى في السودان بالغاء عطلة الأحد بالمدارس نوع من ...
- وزارة التربية والتعليم ولاية شمال كردفان والكيل بمكياليين في ...
- عبدالعزيز ادم الحلو وجبال النوبة جنوب كردفان في الصباح الجدي ...
- الانسان العظيم توم كاتنيا يفوز بجائزة أورورا‬ الانساني ...
- ميلاد موسي سعيد منزول الرجال مواقف وفي هذا الزمن الرجال قليل ...
- الكذب مرض نفسي ينم عن الجبن وعدم الثقة في النفس وفي الاخرين
- قناة جبال النوبة ترشح الرئيس التنزاني جون بومبي ماغوفولي للف ...
- دعوة لأحياء الذكري الاولي لمذبحة ومجزرة اطفال هيبان لنا فداء ...
- الاميرة مندي بنت السلطان عجبنا البطلة النوباوية الخالدة في م ...
- الكنيسة الانجيلية تدعو النائب الاول بكري حسن صالح لحسم تدخل ...
- الي النائب الاول ووزيرا العدل والارشاد ورئيس القضاة تدركوا ا ...
- عقار وعرمان ولعب دور حصان طروادة للانقضاض علي قضايا المنطقتي ...
- اعلان المجاعة في جبال النوبة والوكالة السودانية للأغاثة تنشا ...
- محمد عبدالله الحسين/ تعقيب : يوم في حياة حياة أمراة من جبال ...


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - ايليا أرومي كوكو - حق تقرير المصير الذي يطالب به شعب جبال النوبة بين الحقيقه والمناورة ؟