أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - حقوق الإنسان بين مكيالين.














المزيد.....

حقوق الإنسان بين مكيالين.


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 5665 - 2017 / 10 / 10 - 03:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لم يعد من مسوغ للحكومات الغربية وكل المنظمات الحقوقية والهيئات الإنسانية أن تظل ترفع شعارات حقوق الإنسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها كلما اقتربت مواعيد تجديد الاتفاقيات أو الشراكات الاقتصادية بين المغرب والاتحاد الأوربي . كان الاعتقاد السائد لدى من يجهل الخلفيات السياسية والأطماع الاقتصادية وميول الابتزاز والهيمنة أن مواقف تلك الحكومات والمنظمات مبدئية و"كونية" كما هي مبادئ حقوق الإنسان في كونيتها وكلّيتها . سقط القناع عن هذه الهيئات الرسمية وتلك المنظمات التي أثبتت مواقفها من استفتاء كتالونيا أنها لم تغادر يوما خندق الحكومات الغربية ولا وضعت مسافة بينهما تأمينا لاستقلالية الموقف وحيادية التقارير . فحين تعلق الأمر بالبيت الداخلي الأوربي ، اتخذت الحكومات والهيئات الحقوقية الموقف الداعم لحكومة إسبانيا في تصديها لمخطط استقلال كتالونيا ، بعيدا عن لغة التنديد وبيانات الشجب والإدانة التي تعودناها كلما تعلق الأمر بموقف من مواقف المغرب إزاء نزعات الانفصال أو تدخل من أجهزته الأمنية لفرض احترام القانون حماية للممتلكات وأرواح المواطنين . وسيظهر الانحياز التام لموقف الحكومة الإسبانية من مسألة الاستفتاء الذي قررت الحكومة المحلية في كتالونيا إجراءه من أجل استقلال الإقليم ، بحيث أعربت المفوضية الأوروبية على لسان النائب الأول لرئيسها فرانس تيمرمانز، عن دعمها للحكومة المركزية الإسبانية في نزاعها مع إقليم كتالونيا. ولم تكتف المفوضية بالدعم السياسي ، بل اعتبرت أن من واجب أي حكومة "التمسك بسيادة القانون" حتى إذا تطلب ذلك في بعض الأحيان "استخدام القوة بشكل متناسب".أكيد أن من حق وواجب أي حكومة حماية وحدتها الترابية والتصدي لمخططات الانفصال والتمزيق ؛إلا أن هذا الحق ينبغي أن يكون "كونيا" دون تمييز بين الدول والشعوب . وما تجيزه المفوضية الأوربية لاسبانيا ينبغي أن تجيزه لغيرها من الدول وفي مقدمتها المغرب . فالوحدة الترابية لأي دولة حق مشروع والدفاع عنها واجب دستوري لا تُستثنى منه أي حكومة أمام نزعات الانفصال . وما ينطبق على مواقف المفوضة الأوربية وباقي الهيئات السياسية والحقوقية من مسألة تقرير المصير والانفصال عن الدولة الأم ، ينطبق كذلك على هيئة الأمم المتحدة التي حافظت على موقفها الملتبس من الوحدة الترابية للمملكة المغربية ،الأمر الذي أطال أمد النزاع وأشاعه أمام المتاجرين بالمواقف والمبتزين للمغرب . لم تكن هيئة الأمم المتحدة واضحة من الوحدة الترابية للمغرب كما هي واضحة من وحدة إسبانيا . فقد جاء التشديد على ضرورة الحفاظ ودعم وحدة أراضي إسبانيا على لسان بريندين فارما، المتحدث باسم رئيس الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حين صرح بأن حق الشعوب في تقرير مصيرها هو حق أساسي، لكن هذا الحق ليس مطلقا بل تقيده شروط أهمها " أن يطبق هذا الحق دون مخالفة مبدأ وحدة أراضي البلاد، وعبر الاتفاق بين الأطراف المعنية".
لم تحشر الهيئات الحقوقية والحكومات الأوربية والأمم المتحدة أنفها في "القضية الداخلية" لاسبانيا ، كما لم تتحمس تلك الهيئات لإرسال مراقبين أو مفتشين أو مبعوثين للتحقيق في أشكال وأساليب العنف التي مارسها جهاز الأمن الإسباني في حق المحتجين والمشاركين في الاستفتاء يوم الأحد 1 أكتوبر. بل اكتفى المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين بتكرار الدعوة التي وجهها الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش ،إلى حكومة مدريد، بطلب إجراء تحقيق شامل ومستقل ونزيه في أعمال العنف التي مارستها قوات الأمن بحق مواطني كتالونيا . حين كان الأمر يتعلق بالمغرب ، كانت بعثات صحفية وحقوقية وحزبية وحكومية من معظم الدول الأوربية تتكالب على المغرب بحثا عن معطى أو دليل يدين "الممارسات القمعية" و"الخروقات السافرة" لحقوق الإنسان ؛ بينما سكت كل دعاة حق "الشعب الصحراوي" في تقرير مصيره وخفت نعيقهم إزاء "شعب كتالونيا"، كما أغمضت عيونهم عن "الخروقات السافرة" لحقوق الإنسان الكتالوني .
على هذه الهيئات والحكومات أن تدرك أن حق الشعوب واحد ، وأن حق الدول في الحفاظ والدفاع عن وحدتها الترابية حق "كوني" لا يتجزأ .
لكن ما يمكن التحذير منه هو أن يعطي هذا الانحياز الأوربي والحقوقي لفائدة إسبانيا ، رغم أشكال العنف التي طبعت التدخل الأمني ضد الكتالونيين ، الضوء الأخضر لحكومة المغرب للتمادي في تعنيف المحتجين والمطالبين بالحق في العيش الكريم تحت مبرر مواجهة "الانفصال" والحق في حماية وحدة التراب المغربي . فالقضايا التي يحتج من أجلها المغاربة في منطقة الريف تتعلق بالعيش الكريم وتوفير الخدمات الصحية والاجتماعية وفتح فرص الشغل .وهذه المطالب هي من صميم مسئوليات الحكومة والدولة .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زواج المسلمة من كتابي جائز شرعا .
- مصلحة أمريكا في الحرب على الإرهاب لا القضاء عليه .
- تغول المخزن وعناد الدولة .
- ارفعوا الغبن عن الريف .
- انزعوا فتيل الفتنة بدل إذكائها .
- محاربة الإرهاب تستوجب محاربة منابعه.
- هل يستفيد المغاربة من الدرس الفرنسي ؟
- مي البتول ومي عيشة عنوان الفساد السياسي .
- التصريح الحكومي :تسويف وتخريف .
- المشاركة السياسية للمرأة مدخل للحداثة.
- مخاطر كتاب -منار- لمادة التربية الإسلامية على الصحة النفسية ...
- الاستثناء المغربي حتى في تشكيل الحكومة.
- غمة بنكيران وانزاحت.
- لماذا يناهض الإسلاميون حقوق النساء؟
- جرأة قاضي ومتاهة فقيه وانتقام الوزارة .
- حواري لفائدة جريدة الأحداث المغربية
- بنكيران يمأسس التكفير ويشرعن الكراهية.
- النقاب غطاء للإرهاب
- فقه الكراهية ينبعث مع أعياد الميلاد.
- احذروا فتنة المساجد.


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيد الكحل - حقوق الإنسان بين مكيالين.