أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - القصيمي.. من وهابي الى ملحد 1 /3















المزيد.....

القصيمي.. من وهابي الى ملحد 1 /3


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة:
كل كاتب او عالم او مفكر لا تبقى افكاره ومعلوماته جامدة وكأنها كتلة من الجماد لا تتحرك. بمعنى أن الانسان وخصوصاً المفكر العامل والتتبع للعلم وما يجري فيه من متغيرات واكتشافات وغيرها، وهو بعد دائماً ما يبحث وينقب ويكتشف ومن ثم يصبح مجتهدا في صياغة الفكر وابداء الرأي الخاضع للتجربة وللأطر العلمية. وبعكس هذا فأن الانسان يكون حاله حال الجماد أو حال الحيوان الاعجم، مالم يقدم ما توصل اليه للناس وخصوصاً متابعيه أو قراءه او طلابه، أن كان مدرساً للمواد العلمية وغيرها. ومن هنا نجد أن الكتاب والمفكرين تكون آرائهم متحركة وليست بثابتة أبداً، والمفكرون دائماً يبحثون عن الحقيقة، فالحقيقة هي ضالة الانسان فهو دائم البحث عنها واين ما وجدها اخذها. فالإنسان في طفولته يتعلم الكثير من الاشياء من خلال ابويه اولاً ومن خلال مجتمعه الذي يعيشه ثانياً، وعندما يكبر ويتعلم ويدرك الحياة يكتشف أن كثيراً من تلك الاشياء التي تعلمها وادركها على انها حقائق لا تتسرب اليها الشكوك، فرويداً رويداً يقوم بالإقلاع عن تلك الاشياء حتى يعرض عنها ويعتبرها خرافات وربما سخافات، وثمة حديث منسوب الى علي بن ابي طالب ما معناه أنه كان يقول لا تعلموا ابنائكم ما تعلمتموه في زمنكم ذاك لأنهم ولدوا لزمن غير زمنكم وعصرا غير عصركم. وهذا الرأي هو عين العقل ونراه يتماشى مع الواقع. وربما هذا ما اشار اليه الشاعر العراقي الكبير معروف الرصافي بقوله:
لقنت في عصر الشباب حقائقاً
في الدين تقصر دونها الافهامُ
ولما انقضى عصر الشباب وطيشه
فــــــــــإذا الحقائق كلها اوهامُ
وفعلا أن الانسان حينما يكبر ويعي ما يدور من حوله من امور وقضايا اخرى، سواء في الدين او في العلاقات الاجتماعية، سيكتشف أن تلك الامور التي تعلمها كحقائق فاذا هي خرافات واوهام يرفضها العقل.
ومثلا أن الدكتور مصطفى محمود تعلم اشياء كثيرة في حياته وسار على جادتها على انها حقائق ساطعة، وبعد فترة طويلة قرر على ان تلك الاشياء ما هي خزعبلات واوهام، كما اعتقد هو، فقام بتغيير تلك الاشياء وسدل عنها الستار وراح يعمل بعكسها تماما، وانا هنا لا اريد ان اذمه او امدحه بقدر ما اذكر كنموذج لما نحن بصدده.
كذلك مرت هذه الحال بالدكتور عباس عبد النور فغير افكاره ثلاثمائة وستون درجة واعتبر أن كل ما تعلمه وسار عليه طيلة حياته ما هي الا اوهام اضاع فيها شبابه وسني عمره، وندم على تلك الاوقات الجميلة واهدرها في اشياء لا تستحق كل تلك المعاناة وسهر الليالي والانقطاع في العبادة اكثر مما ينبغي، فكتب كتابه الذي يذكر فيه هذه الاشياء، معتبرا ما ضاع كان النسبة اليه محنة، واطلق "محنتي مع القرآن ومع الله في القرآن"، كتبه بإسلوب علمي ادبي بدون تهجم او طعن.
وهذه الحالة ايضا مر بها عبد الله القصيمي، فهو كان وهابي متشدد يدافع عن معتقده دفاع المستميت، حتى انه رد على الشيعة بكلام لاذع، واعتبرهم انهم خارجين عن ملة الاسلام وان مذهبه هو المذهب الصحيح.
كتب القصيمي في مرحلته الأولى كتباً عديدة في خدمة الاسلام ومن أشهرها كتابه "الصراع بين الإسلام والوثنية" وهو كتاب في الرد على السيد محسن الأمين الذي هاجم الدعوة السلفية وتهجم على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب مؤسس المذهب الوهابي وعلى حكامها من آل سعود في كتابه الموسوم "كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب. وقد قرأت هذا الكتاب في التسعينيات من القرن الماضي.
وبعد فترة من الزمن تقدر بعدة سنوات انقلب القصيمي انقلابا ليس متوقعا من قبل اقرب المقربين اليه، وراح يهدم كل ما بناه، عاده اوهام وخرافات اضاع فيها سنوات عمره.
يا ترى ماهي الاسباب الكامنة وراء تغير موقفه من تلك القضايا التي كان يعدها حقائق وثم ينظر اليها على انها اساطير لا تصمد امام العقل وامام الحقائق العلمية.
وهذا ما سنبحث فيه في هذه الدراسة.
*مولد القصيمي ومسيرة حياته:
هو: عبد الله بن علي النّجدي القصيمي، وُلد عام 1907 وانحدر من قرية صغيرة اسمها ”خب الحلوة“ تقع في منطقة القصيم في نجد المملكة العربية السعودية.
وعاش عبد الله طفولته مع جدّه لأمّه ويقال أن والداه قد انفصلا عن بعضهما عندما كان في سن الرابعة تقريباً. وفي الخامسة بدأ العمل في سوق المواشي والزراعة، لأن جدّه لم يكن قادراً على تحمل إعالته. وفي سنّ العاشرة لم يتلق عبد الله أيّ تعليم مدرسي ممنهج. فانتسب إلى مدرسة داخلية هناك في الشارقة.
وقد حدث تحول في حياته، ربما افاده في شيء، اذ توفي والده عام 1922 تقريباً، فأصبحت المدرسة هي جل اهتماماته. فقرّر تكريس نفسه للدراسة بتركيز يفوق العادي، وهذا للتعويض عن التجارب الصعبة التي مرّ بها في حياته. وفي التاسعة عشر من عمره، سافر برفقة ”عبد العزيز بن راشد“، من بغداد إلى القاهرة لكي يلتحقا بجامعة الأزهر. الذي كان يعد حلما بالنسبة له والى امثاله من طلبة العلم في ذلك الوقت.
وكتب بعضهم يقول: "أصيب عبد الله بخيبة أمل، فوالده علي كان متديّنا جداً، يتبنّى تفسيراً متشدّداً للمفاهيم الدينية، متأثّراً على الأرجح بالتعاليم الوهابية.. الأمر الذي أثر في نفس عبدالله. فبعد غياب طويل، وجده صارماً متقشفاً، لا حنوناً ولا محبّاً".
وربما هذا من احد الاسباب التي جعلته ينقلب هذا الانقلاب الرهيب، حتى وصفه بعضهم أنه تحول من اصولي متشدد الى ملحد ينتقد الاسلام وكتب عدة كتب في الرد على المسلمين وتسفيه اكثر معتقداتهم.
وذلك في عام 1980 تقريباً إذ بدأت مرحلة تراجع القصيمي في الساحة العامة. فتركّزت نشاطاته ودائرة تأثيره على محيطه الشخصي، عبر ندوات أسبوعية تُعقد في منزله بمشاركة شخصيات سياسية هامّة من مختلف أرجاء العالم العربي.
وهذه المرحلة تعتبر فترة نضوجه الفكري والعلمي وبدأ تفكيره يسير باتجاه آخر، يعكس مدى ما يراه من متغيرات دينية وسياسية على الواقع الاسلامي المعاش، خصاصا وانه المفكر الباحث المطلع الهاضم للتاريخ الاسلامي العارف بما مر به المسمون على مدى مراحل تاريخهم، منذ انطلاق الاسلام في الجزيرة العربية والتي هي الارض التي ولد وتربى وعاش فيها القصيمي، الى ما بعد وفاة صاحب الرسالة حيث صار الاسلام في مفترق طرق من حروب داخلية وخارجية وما يسمى بالردة. ثم ما قامت به الدولة الاموية من ارهاب فكري وعصف ذهني وتضييق على الحريات الفكرية الاخرى، حتى جاءت الدولة العباسية فسارت على نهج تلك الدولة، بل الصحيح انها زادت الطين بلة.
وقد عبر أبو عطاء أفلح بن يسار السندي المتوفى (سنة 180 هـ) وهو ممّن عاصر الدولتين الامويّة والعبّاسيّة، قال في زمن السفّاح:
ياليت جور بني مروان دام لنا
وليت عدل بني العبّاس في النار
(راجع: الجاحظ، المحاسن والمساوئ: ص 246 ابن قتيبة، الشعر والشعراء: ص 484).



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعراف... بين الزرادشتية والاسلام
- مصطفى محمود.. ونشره الخرافة
- المرأة السعودية تتنفس الصعداء
- استفتاء الإقليم وتبعاته
- خرافة أسمها الحسد
- الثورة الروسية الكبرى هل حققت اهدافها؟
- الزواج قداسة .. أم تعاسة؟
- أعلن الحاده فقتلوه!
- ملك أحمد يغتصب زوجة ولده
- فتاة النادي- قصة قصيرة
- أنا وهابي!
- مقال في العبادة
- مقالٌ عن الألم
- نحن و(الحمير الذين يحملون اسفاراً)!
- سؤال نشأة الخلق
- (الانسان مقياس كل شيء)
- حين كنتُ متطرفاً !
- -الطمع فسّد الدين-
- ما هو العرفان؟
- سلمان الفارسي (المعلم الثاني)


المزيد.....




- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - القصيمي.. من وهابي الى ملحد 1 /3