أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - لمصلحة من يرفض استقلال كردستان؟















المزيد.....

لمصلحة من يرفض استقلال كردستان؟


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 21:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من الواضح ان استفتاء كردستان والرغبة في الاستقلال قد اثار ردود فعل واسعة محلية وعالمية. تقول الولايات المتحدة في معرض ردها لرفض لاستقلال كردستان، ان الاخير سيؤدي الى "عدم استقرار" المنطقة! الولايات المتحدة صاحبة نظرية "الفوضى الخلاقة" في العراق، وخالقة اكاذيب "امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل في العراق"، و"علاقة صدام باسامة بن لادن"، صاحبة هذا العيار من الكذب وتزييف الحقائق، داعمة الحركات الاسلامية الارهابية من قبيل القاعدة، ومنها تقوية داعش كما وضحت صور جون ماكين وهو برفقة البغدادي، الولايات المتحدة التي اسست للدولة الطائفية في العراق، تتحدث عن ان استقلال كردستان سيؤدي الى "اللا أستقرار في المنطقة"، وكأن المنطقة قد رأت استقرارا خلال قرن من الزمن، كان لامريكا حصة الاسد فيها.
الولايات المتحدة والامم المتحدة ودول اخرى تشير الى عدم قبول ايران وتركيا باستقلال كردستان العراق لان لديهما مشكلة مع "اكرادهم"! ان دولا تعامل مواطنيها على اساس قومي وكمواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة، لن تنل غير نصيبها: الرفض والمطالبة بالاستقلال. ان لم يكن المنطق السائد هو منطق وقانون الغاب، فأن لكل فعل رد فعل، اذا كان الاضطهاد القومي هو سمة هاتين الدولتين، فان "لأكرادهم" الحق في ان يقررو فيما اذا كان يريدوا البقاء مع تلك الدولتين القوميتين الشوفينيتين التركية والفارسية (التي تتجلبب برداء الدين) او الاستقلال عنهما. ان هذه ليست مشكلة ولا خطأ "اكراد" العراق. انها مشكلة الدولتين التركية والايرانية. ان كانت سياستهما تؤديان بالتالي الى نهوض الناطقين بالكردية للمطالبة باستقلالهم، هذا من حقهم وبلا منازع.
مالذي سيقدم وسيؤخر استقلال كردستان من "الدولة العراقية"؟ كردستان شبه مستقلة منذ عام 1991، لديها حكومة وبرلمان وعلم وانتخابات ولديها النفط والموارد الطبيعية والسياحة وسيطرتها على المعابر الحدودية، ويعيش فيها 5 ملايين مواطن، صوتت الغالبية منهم لعدم البقاء مع العراق واستقلالهم في دولة مستقلة. فما الذي ستفقده الدولة العراقية؟.
والحال ان الدولة العراقية عاجزة عن السيطرة حتى على معابرها الحدودية في الوسط والجنوب عاجزة عن السيطرة على موانئها ومطاراتها، فالفساد والنهب يفوق الخيال وهو اكسب العراق عن جدارة موقع الدولة الاسوأ في الفساد، ولم تنافسها غير دولتين لا اكثر من حيث السوء، الا انها تظهر جهادية كبيرة في احلال السيادة والنزاهة في كردستان. ان فرض السيادة على مطاري اربيل والسليمانية فتح في اليوم التالي ملف عدم سيادة الحكومة على مطار النجف، الذي تسيطر عليه الاحزاب الاسلامية المؤتلفة في الحكومة ذاتها، حاله حال مطاري اربيل والسليمانية. فلماذا تظهر الحكومة امام مطارات كردستان" شديدة العقاب" وامام مطار النجف "غفار رحيم"؟.
يجب القبول بحق استقلال كردستان، يجب ان يقبله الجميع، كأمر واقع، وسيقع، وعلى الجميع التعامل معه. ان التهديد بالحرب، لن يثني عن السعي للاستقلال ولا للحصول عليه. لقد فقد 50 الف مواطن سلوفاكي حياته، ومثل هذا العدد فقد على الجانب الكرواتي في دولة يوغسلافيا السابقة قبيل استقلال هاتين الدولتين. كان بامكان الدم ان يوفر، وان لا تشن الحرب، وان يعلن استقلال هاتين الدولتين.
خلال ربع القرن الاخير، ومنذ عام 1991 استقلت وتأسست 27 دولة جديدة في العالم، بعضها تأسس على اعقاب حدوث استفتاء وبعضها اعلنت استقلالها حتى بدون استفتاء، بعضها دخلت حروب وبعضها لم تدخل من اجل نيل استقلالها. انه حق اقرت عليه الدول الموقعة على ميثاق الامم المتحدة، والتي تتنكر له الان الامم المتحدة نفسها، لان "مصالح" دول المنطقة لا يخدمها استقلال كردستان. فلماذا تأسيس دولة كردستان امرا غير قابل للهضم؟ والحال ان للامم المتحدة سجل اسود في العراق، فهي التي فرضت الحصار الاقتصادي على العراق وهي التي اعطت الضوء الاخضر لشن حروب على العراق لم يكن ضحيتها الا الملايين من الناس.
على الحكومة العراقية، وكل الواقفين ضد استقلال كردستان، وهو الامر الذي تعبأ له الحكومة، وانضمت اليه اخيرا المرجعية، ان يقبلوا ان من حق جماهير كردستان الاستقلال. ليست لدينا احصائية عن عدد الناس القادرين على التحدث باللغة العربية في كردستان، والذين هم جزء من "دولة عربية"، ولو سألت مواطنا ناطقا بالكردية، اين تقع مدينة المثنى او العمارة سيشير لك بسهولة بانها مدن في جنوب العراق.
يجب وقف القصف الاعلامي لغسل ادمغة الناس واثارة النعرات العدائية والقومية، لكثرة ما يتردد "اننا نعطيهم نفط البصرة"، "انهم يأخذون 40% وليس 17% من مواردنا النفطية"، حسنا. لنقل التالي من اجل ان لا نتعرض للمزيد من النهب من قبل "الاكراد": نفطهم لهم، ونفطنا لنا!! ليؤسسوا دولتهم ولنعنى بدولتنا.. هل هذه قسمة عادلة؟ (ولا ادري ما هي حصيلة اهل البصرة من نفط البصرة؟) لقد سرق النصراوي محافظ البصرة اموال المدينة وهرب، دون اي سؤال من قام بتهريبه وهو مطلوب للمحكمة؟ وكيف وصل الى استراليا، ولماذا لم تخاطب الحكومة العراقية الحكومة الاسترالية من اجل تسليمه. انه يشارك في مراسيم عاشوراء حر طليق في سيدني!!.
ان لم تكن النية هي شن حرب بالنيابة عن ايران باسم الدفاع عن "وحدة الاراضي العراقية"، ان كانت هنالك رغبة حقيقية بتوفير دماء ابناء هذه الجغرافية المنكوبة التي اسمها العراق: يجب القبول باستقلال كردستان كمطلب يقف خلفه 4 ملايين مواطن في كردستان. ان نزيف الدماء لن يوقف مطلب الناس في الاستقلال. ما هو حري بالحكومة العراقية ان تفعله ان تجلس مع حكومة الاقليم لرسم الحدود، لترتيب تسديد الديون، للاتفاق على تصريف النفط. وبناء علاقة سلام بين دولتين. هذا سيوفر دماء البشر. ان زعل او غضب ايران وزعل او غضب تركيا، هو مشكلتهم وليست مشكلتنا عليهم تسوية امورهم مع ساكني بلدانهم. وبهذه الطريقة سنساهم في "الاستقرار" في المنطقة، اذا كان هذا ما يؤرق الولايات المتحدة والامم المتحدة.
ان كان التطلع هو الى مصلحة الجماهير ومواطني تلك البلدان وليس الى حكوماتهم ومصالحها، فان جماهير كردستان صوتت لصالح الاستقلال، وهذا ما يجب ان يؤخذ بنظر الاعتبار في المقام الاول والاخير، وليست مصلحة اية دولة او حزب او حكومة.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستفتاء و-وطنية- اليسار القومي العربي!
- البرلمان العراقي والالحاق القسري لكردستان!
- خيبة امل من حزب الله ام بربرية الاسلام السياسي؟
- حول قانون التأمينات الاجتماعية او الضمان الاجتماعي
- اغلاق البارات والرأسمالية الطفيلية في العراق!
- حين يصبح حثالة البروليتاريا مسؤولوا دولة!
- التغيير من فوق والتغيير من الاسفل- حول التعديل القانوني الان ...
- تيار عمار الحكيم -الحكمة- الوطني اسم جديد لتنظيم قديم!
- ثلاث ملاحظات بمناسبة تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي
- -تحرير الموصل- وموقف الاتحادات العمالية في العراق!
- الرأسمالية الاسلامية خطر على البشرية: قتل كرار نوشي نموذجا!
- هل يوجد طبقة عاملة في العراق وكردستان العراق؟
- استفتاء كردستان.. هل سيحدث اخيرا؟
- حكومة كردستان وورقة الاستفتاء!
- حقبة ما بعد داعش والتسابق الايراني- الامريكي
- حول الميلشيات والدولة
- دولة دينية ام دولة علمانية؟
- قانون -حرية التعبير- في بلد الميلشيات!
- علام يتفق اليسار العراقي؟ الجزء الثاني
- حول وحدة اليسار: علام يتفق اليساريون في العراق؟


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - لمصلحة من يرفض استقلال كردستان؟