أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد الحمداني - من أجل إحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين العراقيين














المزيد.....

من أجل إحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين العراقيين


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 17:13
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


من أجل إحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين العراقيين

حامد الحمداني 8/10/2017
تعتقد أحزاب الإسلام السياسي في عرفها أن الديمقراطية لا تعني سوى الانتخابات البرلمانية، والوصول إلى السلطة، مستخدمة الدين والطائفة، بالإضافة إلى الأموال للوصول إلى هذا الهدف، وبمجرد وصولها إلى السلطة تتنكر لكل شعاراتها التي خاضت الانتخابات بموجبها، وكأنها قد باتت تمتلك تفويضاً إلهيا للتصرف بشؤون المواطنين وحقوقهم وحرياتهم التي كفلها الدستور، وشرعة حقوق الإنسان التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة منذ عام 1948، والتي تناولت بالتفصيل الحقوق والحريات التي ينبغي أن يتمتع بها الإنسان بصرف النظر عن الجنس والقومية والدين والطائفة، وقد أكد الإعلان على حقوق المرأة ومساواتها بالرجل، كما أكد على حقوق الطفل بكل تفاصيلها.

لكن أحزاب الإسلام السياسي، بشقيه الشيعي والسني، ما أن تستلم الحكم حتى تباشر بفرض أجندنها المتخلفة التي عفا عليها الزمن على المجتمع، وحقوقه وحرياته الديمقراطية، العامة منها، والشخصية، مستخدمة سلاح الدين والشريعة، بالإضافة إلى سلاح السلطة من جهة، وميليشياتها المسلحة لفرض إرادتها على المجتمع بالقوة، مستغلة حالة التخلف السائدة في البلاد.

وتباشر المدارس الدينية التي يشرف عليها عناصر سلفية أو شيعية متخلفة تتخذ من الدين وسيلة لتحقيق غايات سياسية بأساليب قسرية، وتمارس هذه المدارس نشر الفكر التكفيري والعنفي، وتفسر الدين بالطريقة التي تحقق لها أهدافها وغاياتها الشريرة، وتستخدمه لغسل أدمغة الناس البسطاء وحثهم على القيام بأعمال إرهابية من قتل وتخريب وخطف واغتصاب وتكفير المواطنين الذين يعارضون هذا التوجه، وتتدخل في كل صغير وكبيرة في حياة المواطنين الخاصة وتحاول فرض القيود في أسلوب حياتهم ومظهرهم وملبسهم وغير ذلك من الأمور بحجة مخالفة الشريعة !!.

أن الأنظمة الدكتاتورية، والأحزاب والمنظمات الفاشية، والأنظمة المتخلفة التي تتخذ من الدين ستاراً لإدامة حكمها هي المرتع الخصب لتوليد وانتشار الإرهاب، ولا سبيل للحد من النشاط الإرهابي سوى قيام حكم ديمقراطي علماني يحترم الإنسان، ويرعى حقوقه وحرياته، ويوفر له حياة كريمة، ويحقق الأمن والسلام في ربوع البلاد.
لكن النظام الديمقراطي العلماني المنشود لن يتحقق دون تكاتف وتعاون بين سائر القوى التي تؤمن بالديمقراطية حقا وفعلا، وصولا إلى اقامة جبهة وطنية تأخذ على عاتقها التوجه نحو جماهير الشعب، وحثها على خوض النضال، واستعدادها للتضحية، والتصدي لقوى الظلام الطائفية بشقيها الشيعي والسني، والتي جربها الشعب خلال 14 عاما، وكان هدفها الوحيد الاسئثار بالسلطة ونهب الثروة، تاركة جماهير الشعب في حالة من الفقر والبؤس والتشرد والبطالة دون ان تقدم للشعب ابسط الخدمات الضرورية من ماء صالح للشرب، وكهرباء ينير مساكنهم، ويقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، ولا صرف صحي ولامستشفيات تعالج مرضاهم، أما المدارس فتلك مأساة لم يسبق ان شهد الشعب العراقي مثلها حتى في الاربعينات من القرن الماضي حيث وصل عدد طلاب الصف في المدارس الابتدائية 120 طالبا، ونصف الطلاب لا يجدون مقعدا للجلوس عليه في داخل الصف، بل يجلسون على الأرض، فأي تعليم هذا؟ وكيف يستطيع المعلم متابعة 120 طالبا في 40 دقيقة ؟ لقد انحدر التعليم إلى الحضيض، كما أدى الفقر الى تسرب الآلاف من التلاميذ من مدارسهم والعمل لمساعدة عوائلهم لتأمين الحد الأدنى من العيش الكريم.
هذا هو حال الشعب العراقي البائس، والذي يعيش في بلد غني جداً بلغ دخله من تصدير النفط ومن الضرائب خلال 14 سنة ما يقرب من 1000 مليار دولار، ولم يشهد الشعب نهضة اقتصادية، صناعياً وزراعياً وخدمياً، وبات البلد يستورد كل حاجاته من الأجهزة وحتى الغذاء، فلا مشاريع صناعية ولا زراعية تحقق الاكتفاء الذاتي لبلد يمتلك الأراضي الخصبة والواسعة، ونهرين عظيمين يجريان من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، لكن ثرواته ذهبت معظمها إلى جيوب الفاسدسن الممسكين بالسلطة، فقد بلغ الفساد اقصى حالاته، وبات العراق يصنف في قمة الفساد في العالم اجمع.
إن الظروف الصعبة والقاسية التي يعيشها الشعب العراقي اليوم قد هيأت له الفرصة للنضال من أجل التغيير، وهو بحاجة إلى قيادة حكيمة قادرة على تحريكه وزجه في معركة الانتخابات القادمة لإحداث نقلة نوعية تطيح بالفاسدين، وبنظام المحاصصة الطائفية السيئ الصيت، والاتيان ببرلمان وحكومة ديمقراطية يحققان آمال وأحلام الشعب في حياة حرة كريمة، وقادرة على النهوض بالعراق اقتصاديا وصحياً وتعليمياً واجتماعياً.
أن الفرصة في احداث التغيير المنشود ما تزال سانحة فلا تضيعوها يا أبناء وبنات شعبنا، ويا قادة الاحزاب السياسية المؤمنة بالديمقراطية، والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان، وليعلم الجميع أن أحزاب الفاشية الدينية لن تستسلم وتلقي السلاح دون أن تجابه بالنضال والتضحيات، وأن أولويات النضال تتطلب فرض تغيير قانون الانتخابات البائس، وتغيير المفوضية العليا للإنتخابات، والإتيان بشخصيات مستقلة ونظيفة اليد تخضع لأحزاب الاسلام السياسي والأحزاب القومية الكردية، أو اشراف القضاء على الانتخابات، وليعلم الجميع من دون تحقيق هذين الهدفين، فلن تجرٍ إطلاقاً انتخابات حرة ونظيفة، وستعود تلك الوجوه البائسة إلى المشهد السياسي من جديد.


******



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل إصدار قانون دولي لمكافحة الإرهاب في العالم اجمع
- استفتاء أقليم كردستان وحلم الدولة الكردية
- الأزمة العراقية الراهنة وسبل الخروج من النفق المظلم
- مهمات الطبقة العاملة احداث نقلة نوعية في علاقات الانتاج ونحق ...
- هذا هو السبيل للتصدي للإرهاب في العالم اجمع
- في الذكرى الرابعة عشر للغزو الامريكي للعراق
- الكذب لدى ابنائنا وانواعه واسبابه وعلاجه
- واقع الأسرة وتأثيره على مستقبل الاطفال
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال/ الحلقة الخامسة والاخيرة
- المعلم وضرورة اعداده لتربية اجيالننا / الحلقة الرابعة
- المعلم وضرورة اعداه لتربية اجيالنا / كيف ينبغي أن يقوم المعل ...
- فاز ترامب وهُزمت كلينتون، وانتصر الشعب الامريكي
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال/ كيف ننهض بمستوى المعلم؟
- المعلم وضرورة اعداده لتربية الاجيال
- المجد لثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في روسيا
- متى يقيم العرب كياناً حقيقياً يجمعهم ؟
- ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة، والدروس والعبر منها
- من اجل اعادة حقوق قائد ثورة 14 تموز الشهيد عبد الكريم قاسم
- الدعوة لتقسيم العراق خيانة وطنية كبرى
- في الذكرى الثامنة والستين للنكبة / أضواء على تطورات القضية ا ...


المزيد.....




- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550
- بيان اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي العمالي
- نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايت ...
- هكذا علقت الفصائل الفلسطينية في لبنان على مهاجمة إيران إسرائ ...
- طريق الشعب.. تحديات جمة.. والحل بالتخلي عن المحاصصة
- عز الدين أباسيدي// معركة الفلاحين -منطقة صفرو-الواثة: انقلاب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - حامد الحمداني - من أجل إحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين العراقيين