أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - وحدة العرب بين الشعارات والجذرالتاريخى















المزيد.....

وحدة العرب بين الشعارات والجذرالتاريخى


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 13:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يذهب ظنى أنّ السلام الاجتماعى لن يسود بين البشرإلاّبعد أنْ تتخلص (كل) الثقافات (على مستوى العالم) من كل أشكال التعصب، سواء للعرق أوللجنس أوللدين أوللغة. وعندما تأملتُ المشهد العربى، وتذكرتُ مئات الكتب والأغانى عن الوحدة العربية و( وطنى حبيبى الوطن الأكبر)) وأنّ انتصاراته ((يوم ورا يوم بتكبر)) بالأغانى، بينما (انكساراته) تتأكد يوميًا على أرض الواقع، وأنّ الشام الذى كان يضم لبنان وفلسطين وسوريا تجزأ، والشعب اليمنى ينقسم إلى شعبيْن (جنوبى وشمالى) وتسيل الدماء بين أبناء الشعب الواحد فى معركة المصيربين (الوحدة أوالاستقلال) ويتفتتْ العراق إلى سنى وشيعى وكردى، وتستمرالكراهية بين العراق وسوريا وبين العراق والكويت إلخ، عند ذاك أوقن أنّ الآفة موجودة فى الجذر، وأنّ الخلاص فى اجتثاثه.
ففى الحرب التى دارتْ بين على بن أبى طالب ومعاوية، لم يكن الأخيروحده الذى يُحارب من أجل الاستئثاربالشام، وإنما كان هوالواجهة السياسية المُعبرة عن الرغبة العارمة التى استنتجها من مشاعرأهل الشام (وبلغة عصرنا) الرأى العام. وقد تأكد ذلك من الوفد الذى جاء من الشام برئاسة أحد كبارالأعيان (ذكرتْ المصادرالعربية أنّ اسمه حوشب) إلى العراق لمقابلة على بن أبى طالب والمطالبة باستقلال الشام. وفى ذاك اللقاء قال حوشب لعلى ((ألاترى يا على أنّ الله قد قسّم لك قسمًا حسنـًا؟ فخذه بشكر. وتنصرف راشدًا وخل بيننا وبين شامنا واحقن دماءنا ودماء أصحابك)) ولكن على أصرّعلى موقفه ورفض استئثارمعاوية بالشام، وفى رده على حوشب خلط الدين بالسياسة فقال إنّ ((الله لم يرض لأهل القرآن أنْ يعمل بمعاصى الله فى أكناف الأرض (فهم) لايأمرون بمعروف ولاينهون عن منكر. واعلم ياحوشب إنى ضربتُ الأمرظهره وبطنه. حتى منعنى من نوم الليل، فما وجدته يسعنى إلاّقتالهم أوالكفربما جاء به محمد)) عاد حوشب إلى الشام وأخبرمعاوية بحديث على، فخطب معاوية يُحرّض أهل الشام على الحرب، فقال ((يا أهل الشام. سرتم لتمنعوا الشام وتأخذوا العراق)) وعلى الجبهة الأخرى فإنّ على يُحذرأهل العراق من الاستسلام للأعداء فى الشام وقال ((إنّ أهل الشام لوانهزموا فإنّ لهم فى الروم الأرض والأمان. أما لوانهزم أهل العراق فمصيرهم الذل أوالفناء. وأضاف ((لقد وادع القوم الروم، فإنْ غلبتموهم استعانوا بهم ولحقوا بأرضهم. وإنْ غلبوكم فالغاية الموت)) سبق ذلك الرسائل المُتبادلة بين على ومعاوية الذى قال فى إحدى رسائله ((إنى أظنك لوعلمتَ أنّ الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغتْ. وقد كنتُ سألتك الشام، على ألايلزمنى لك طاعة ولابيعة. فأبيتَ ذلك علىّ، فأعطانى الله ما منعتَ. وأنا أدعوك اليوم إلى ما دعوتك إليه بالأمس)) ويختتم رسالته بتذكيرعلى بأنهما ((من بنى عبد مناف)) معاوية يرى فى تلك الرسالة أنه (لحقن الدماء) يكون هوأميرالمؤمنين على الشام ويكون على أميرالمؤمنين على العراق. ولكن على استهان به وكتب رسالة إلى معاوية جاء بها ((إنى لوقتلتُ فى ذات الله وحييت ثم قـُتلت ثم حييت سبعين مرة لم أرجع عن الشدة فى ذات الله. والجهاد لأعداء الله. وأما قولك أنّـا بنوعبد مناف ليس لبعضنا على بعض فضل. ولكن ليس أمية كهاشم، ولاحرب كعبدالمطلب ولا أبوسفيان كأبى طالب ولا المهاجركالطليق (معاوية) ومنـّا أسد الله (أى حمزة بن عبدالمطلب) ومنكم أسد الأحلاف (عتبة بن أبى ربيعة) ومنـّا سيدا شباب أهل الجنة (الحسن والحسين) ومنكم صبية النار(أى أولاد مروان بن عبدالحكم) ومنكم حمالة الحطب (أم جميل بنت حرب) تلك اللغة العنصرية دعتْ أصولى عتيد مثل د.محمد عمارة لأنْ يكتب ((فالرجل الربانى (أى على بن أبى طالب) يفاخرببنى هاشم- لافى الإسلام وبالإسلام وحده- بل وبهم فى الجاهلية أيضًا- فما بالنا بغيره من غيرالربانيين)) (الخلافة ونشأة الأحزاب الإسلامية- كتاب الهلال- مايو83- ص 136)
وكان طلحة بن عُبيد الله والزبيربن العوام (وهما من بين العشرة المبشرين بالجنة) ضمن الذين اعترضوا على سياسة على بن أبى طالب فى التسوية فى توزيع الغنائم المنهوبة من الحروب (باسم الجزية والخراج) وداربين على وطلحة والزبيرحوارحول تلك القضية. قال لهما على ((ما الذى كرهتما من أمرى حتى رأيتما خلافى؟)) فكان جوابهما ((أنك سويّتَ بيننا وبين من لايُماثلنا)) (المصدرالسابق ص 143) لهذه الدرجة يرى إثنان من المبشرين بالجنة أنهما (فوق) غيرهما من البشرحتى لوكانوا من العرب مثلهم، إذْ أكد رد الزبيرهذا المعنى فقال فى ملأ من الناس ((هذا جزاؤنا من على . قمنا له فى أمرعثمان حتى قـُتل، فلما بلغ بنا ما أراد جعل فوقنا من كنا فوقه)) (شرح نهج البلاغة- عن د. محمد عمارة المصدرالسابق) وذاك الحوار، وتلك المواقف تـُزيح الستارعن : 1- التعصب العنصرى على صيغة أفضل تفضيل العربية 2- أنّ (الجهاد والحرب والقتال) ليس من أجل الإسلام وإنما بهدف الحصول على غنائم الحرب من جزية وخراج 3- التعصب للقبيلة. وبشهادة الأصولى د. محمد عمارة الذى هجرالماركسية وانتقل إلى كتائب المُدافعين عن الإسلام، كتب ((كانت للعصبية القبلية تأثيرات لايستطيع أنْ يُحيط بأبعادها أفقنا العصرى المستنير. وإذا شئنا أنْ نضرب مثلا واحدًا قلنا: إنّ المرء كان ينكرالحق وهوعلى يقين منه لأسباب قبلية. الحق المُتعلق بأمرالله، فما بالك إذا تعلق هذا الحق بأمرالناس؟ فكثيرون كانوا يعلمون أنّ الله واحد وأنّ القرآن وحىٌ ومع ذلك كانوا يعبدون الأصنام ويرفضون الانخراط فى موكب الدعوة الجديدة لأنّ صاحبها ليس من القبيلة التى إليها ينتسبون)) وكان من بين أسباب امتناع أمية بن الصلت الثقفى عن تأييد محمد قوله لإبى سفيان ((والله ما كنتُ لأومن لرسول ليس من ثقيف)) أى لوكان محمد من ثقيف لآمن بدعوته.
وذاك التعصب (العرقى والطبقى والقبلى) هوالذى يُفسّرللعقل الحرأنّ التراث العربى (من نثر وشعر) امتلأ بآفة التعصب ضد الشعوب غيرالعربية، الذين دافعوا عن ثقافتهم القومية، وأطلقتْ الثقافة العربية عليهم مصطلح (الشعوبية) فكان الهجوم على شعراء وكتاب فارس (إيران حاليًا) ومن بين الذين انخرطوا فى ذاك الهجوم الجاحظ الذى كتب ((واعلم أنك لم ترقومًا أشقى من هؤلاء الشعوبية. ولا أعدى على دينه ولا أشد استهلاكا لعرضه..إلخ من أهل هذه النحلة. وقد شفى الصدورمنهم طول جثوم الحسد على أكنادهم وتوقد نارالشنآن فى قلوبهم..إلخ)) والجاحظ رغم أنه انضم إلى المعتزلة الذين ((أنكروا صبغ السلطة السياسية بالصبغة الدينية. وقاسوا الإمامة على الحكم والولاية. وجعلوها شأنـًا من شئون الدنيا يقوم بمصالح الدنيا لابمصالح الدين)) ورفضوا اسم (القدرية) الذى أطلقه عليهم خصومهم لينفروا الناس منهم بعد أنْ رووا حديث الرسول ((القدرية مجوس هذه الأمة)) رغم ذلك فإنّ الجاحظ لم يغفرلشعراء فارس وكتابها رفضهم للعروبة وتمسكهم بلغتهم الفارسية رغم دخولهم فى الإسلام. لذا كتب المؤرخون عنه أنه كان يلجأ إلى المغالطة السوفسطائية (الموسوعة العربية الميسرة ص 591) ورغم أنه شديد الاعتزازباللغة العربية فإنه وقع فى الخطأ عندما كتب ((إنّ العرب جعلتْ إسماعيل وهوابن أعجمين عربيًا لأنّ الله فطره على الفصاحة وسلخ طباعه من طبائع العجم)) (محمد عمارة المصدرالسابق- ص 242) فالجاحظ هنا يستخدم المصطلح العربى العنصرى (أعاجم) ومعناه فى قواميس اللغة العربية (العجم ضد العرب. والعجماء البهيمة. والمرأة عجماء ) (مختار الصحاح- المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911- ص440) أى أنّ الجاحظ مع الثقافة العربية التى ترى (وفق اللغة العربية ذاتها) أنّ كل البشر(بهايم) عدا العرب. فهل هناك تعصب عنصرى أكثرمن ذلك؟ وعلى بن أبى طالب الذى تفاخربنسبه، وصف معاوية بأنه ((عدوالله إمام المُتعصبين)) (محمد عمارة– مصدرسابق ص 40) وشاعرأهل الشام (كعب بن جعبل) عبّرعن الكراهية بين أهل الشام وأهل العراق (أثناء الصراع بين على ومعاوية) فى قصيدة قال فيها ((أرى الشام تكره أهل العراق/ وأهل العراق لهم كارهونا/ وكل لصاحبه مُبغض/ يرى كل ما كان من ذلك دينا/ إذا ما رمونا رميناهم/ ودناهم مثل ما يُقرضونا / وقالوا على إمام لنا / فقلنا: رضينا ابن هند رضينا / وقالوا: نرى أنْ تــُـدينوا لنا / فقلنا: ألا لانرى أنْ نـُدينا / ومن دون ذلك خرق القتاد/ وطعن وضرب يقرالعيونا)) وكان د.محمد عمارة على حق عندما كتب ((إنّ الناس تصاعدوا بكراهية بعضهم للبعض الآخرحتى بلغتْ خلافاتهم مبلغ الخلاف فى الدين. وكيف ألبسوا السياسة لباس الدين..وأنّ الصراع على السلطة تـُحركه عوامل كثيرة، بعضها قبلى وبعضها اقتصادى وبعضها قومى، وغلفوا صراعهم هذا بغلاف من الدين والعقيدة)) (مصدرسابق ص 149، 150)
أليس ذاك التراث العربى هوالمُتغلغل فى البنية العقلية للعرب حتى لحظتنا الراهنة؟ وبالتالى لم يتحقق من شعارات (الوحدة العربية) و(القومية العربية) إلاّ الأغانى الممجوجة التى كتبها شعراء لاهمّ لهم إلاّ المشى وراء الحاكم الفرد الدكتاتورالمُستبد (عبدالناصر) وهم فى ذلك كانوا يستمدون آفة التملق من التراث العربى مثلما فعل الشاعرجريرالذى خاطب خليفة المسلمين قائلا ((خليفة الله ماذا تأمرون بنا؟))
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدواعش ظاهرة جديدة؟ درس الجزائرنموذجا
- كارثة تراث الولاء السياسى والدينى
- النقد الموضوعى المتجرد من الأيديولوجيا
- لماذا تختلف الأنظمة فى الدفاع عن مواطنيها؟
- أليس الإسلام لم يعترف إلابحزب الله وحزب الشيطان؟
- هل دافع الإخوان عن الوطن كما يزعم فهمى هويدى؟
- هل عرف الإسلام حقوق الإنسان ؟
- التطابق بين الإخوان اليهود والإخوان المسلمين
- الميتافيزيقا العربية/ الإسلامية والسينما العالمية
- أليس ملايين العلماء المصريين أبناء فلاحين؟
- الثقافة السائدة ودفاعها عن الإرهابيين
- مشروع بيومى قنديل الفكرى
- تأصيل علمى عن الإسلام السياسى
- الشعب السورى بين جحيم بشار ونارالدواعش
- لماذا تشابه الإسلاميين والماركسيين؟
- تشابه الكنعانيين والعبريين والعداء لمصر
- لماذا الاصرارعلى تخليد الطغاة؟
- هل سينجح الحلم الطوباوى: أسلمة العالم؟
- اعادة الاعتبارلعمال كفرالدواربالمحاكمة الشعبية
- أليس اختلاف المصاحف يؤكد الطابع البشرى للقرآن؟


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - وحدة العرب بين الشعارات والجذرالتاريخى