|
وأخيرا السعودية تهرول نحو روسيا
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 5663 - 2017 / 10 / 8 - 07:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وأخيرا السعودية تهرول نحو روسيا ***************************** لم تكن اذن زيارة سلمان ملك السعودية لروسيا الفيديرالية ، زيارة مجاملة ، كما يصنع مع الولايات المتحدة الأمريكية ، او زيارة استجمام ، كما كان يفعل باسبانيا وفرنسا والمغرب . بل كانت زيادرة الأمر الواقع . الرجل مدفوع الى هذه الزيارة ، وموسكو تدرك جيدا مكانة المملكة السعودية ووظائفها القديمة . فما لايعرفه الكثيرون أن الاتحاد السوفياتي كان أول من اعترف بسلطنة نجد ، قبل غزوها باقي المناطق . وقد بذل كريك حكيموف ، الملقب بالباشا الأحمر ، جهودا كبيرة لتوثيق العلاقات الديبلوماسية بين المملكة الناشئة والاتحاد السوفياتي منذ سنة 1926 . غير أن الصراعات الديبلوماسية والسياسية ، سنعصف بهذه العلاقة الناشئة ، خاصة بعد اخطاء كبيرة ارتكبها ستالين في مرحلة التطهير الستالينية التي اودت بحياة حكيموف ، كما ان السياسة في عرف الروس علم ودروس . وأهم ما استخلصه الروس في هزائمهم التارخية مع الولايات الماحدة الأمريكية هو القراءة المتأنية وانتهز الفرص المناسبة تاريخيا ، كانت أول زيارة رسمية لمسؤول سعودي الى الاتحاد السوفياتي سنة 1932 ، مما يعكس مستوى العلاقة بين البلدين ، لكن سوء استقبال الأمير فيصل بن عبد العزيز ، جعل آل سعود يشعرون ببعض التذمر الذي ستغديه الصرعات الجيوسياسية بين بريطانيا والاتحاد السوفياتي ، ثم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي بعد ذلك. وتوالت زيارات أمراء سعوديين الى الاتحاد السوفياتي ، سنوات ، 62 ،82 ، 87 ،90 ، من القرن الماضي ، وسنوات 2003 و2006 . وتبقى زيارة بوتين للرياض سنة 2007 الزيارة الأكثر أهمية في أجندة الزيارات بين الطرفين . قبل أن تتواتر زيارات وزير الخارجية الروسي لافاروف الى الرياض على هامش اوضاع المنطقة المتعددة ، وزيارات الأمير محمد بنسلمان القريبة. وتأتي زيارة حاكم المملكة السعودية لروسيا هذه ، في ظل علاقات دولية معقدة ومضطربة ، وفي ظل خناق سياسي ومالي فرضته ادراة ترامب على المملكة السعودية . وانجرافها وراء مخططات خاسرة مائة في المائة ، تعتبر كل تداعياتها ونتائجها وبالا على المملكة السعودية التي أصبحت تمثل وجه الشر المفضوح عالميا ، وان كانت لا تطبق الا أجندات أمريكية وصهيونية . وبعد صعود نجم روسيا ، وتحولها خلال سنوات قليلة الى لاعب دولي مركزي ، وخاصة في الشرق الأوسط ، مع قيادة هادئة ومتزنة للقيصر بوتين ، وديبلوماسية مرنة وحكيمة لسيرغي لافاروف ، وقوة عسكرية جد متطورة ، واستراتيجيات دولية متناسقة ، وعلاقات جيواتسراتيجية قوية ، لا توظف منطق الكوبوي الأمريكي . لم يبق لملك السعودية الا ان ينتعل صندله ويركب طائرته ويحج موسكو ، لعله يستفيد من بعض العطف والحدب الروسيين . لم يبق خافيا اذن ، ان تزايد النفوذ الروسي في منطقة الشرق الأوسط أصبح ظاهرة ملحوظة ، خاصة وأن روسيا في الأيام الأخيرة بدأت تكيل التهم مباشرة الى الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الارهاب ، وبالأدلة الدامغة ، عبر صور القمر الاصطناعي . وفي الجهة الأخرى فان روسيا حليف استراتيجي لأهم قوة اقليمية تبسط يدها على المنطقة بأيادي ناعمة ، وهي ايران . بالاضافة الى استمالتها قوة اقليمية أخرى ، هي تركيا ، هذا البلد الحربائي الذي يصعب جدا ضبط توجهاته وتحولاته السياسية . أما المملكة السعودية فقد انخرطت في حروب لم تستفد منها شيئا ، بل على العكس من ذلك خسرت الكثير ، سمعتها الدولية وثرواتها الوطنية ، ناهيك عن فقدانها لقرارها السيادي ، وانجرارها المكشوف وراء العدو الأول للأمة العربية والاسلامية "اسرائيل " . وبعد دخولها في صراع مباشر مع دويلة قطر مع حلفاء آخرين ، وهو صراع صبياني ، لا باب له ولا نافذة ، وخسرانها لرهان هذا الصراع أمام دويلة تمتلك من الخبراء المشبعين بتقنيات طرح قضاياهم على مختلف الجهات . وجدت المملكة السعودية نفسها وسط عواصف لا قبل لها بمواجهتها .خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية تهددها بقانون جاستا ، وهو قانون لو تم تطبيقه وتحويل مستحقات عائلات ضحايا هجوم 2001 على "توين سنطر " فان مدخرات آل سعود لن تكفي لسداد مبالغها الخيالية ، خاصة وأن القرار بيد قضاة أمريكيين ، وهم خاضعون لنظام سياسي جد معقد يسيطر عليه كبار تجار الأسلحة . وسط هذه الدوامة وهذه التقلبات في العلاقات الدولية والتحولات الجيوستراتيجية ، لم يبق للفارس السعودي الا ان ينزل عن صهوته ، ويطرق باب روسيا ، التي رفضت عرض وزير الخارجية عادل الجبير بمنح حصة لروسيا في منطقة الشرق الأوسط ، كما نقلت ذلك جريدة "بوليتيكو" الامريكية . مقابل التخلي عن الاسد ، وذلك سنة 2016 . وهي الصفقة التي رفضها الكريملين جملة وتفصيلا . ليضطر ولي العهد محمد بنسلمان للقيام برحلات مكوكية نحو موسكو ، بلغت ثلاث رحلات خلال سنة واحدة . الى أن توجت بهذه الزيارة التاريخية لأول ملك سعودي يزور موسكو . مرفقا بوفد هام من كبار الشخصيات السعودية ورجال الأعمال ، مع تدشين أسبوع ثقافي سعودي بموسكو . آل سعود وجدوا أنفسهم مدفوعين الى فتح الأبواب جميعها أمام روسيا القوية ، امام القوة العالمية القادمة ، لكن بشكل توازني وليس برؤية احادية محتكرة للشأن العام الدولي كما حاولت الولايات المتحدة الأمريكية صنعه ، منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ، وهو ما تاتى لها بعد ما يقرب من نصف قرن .فهل تستطيع اللعب في هذا الملعب الجديد الذي دخلته ؟ .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الاستقلال والانفصال والمطالب الاجتماعية البحثة
-
حزب الاستقلال وحرب الصحون
-
أفلح قوم ولوا امرأة وذل قوم ولوا رجالا
-
خيانة فقهاء الدين للأمة
-
مقارنة بين استفتاءين وحراك الريف
-
خطاب ثورة الملك والشعب والعودة الى الأدغال
-
خطاب ثورة الملك والشعب ، هل يفعلها ؟
-
خطاب العرش 2017 ، والمفارقات الظاهرة والباطنة
-
الأبعاد الجيوستراتيجية لحراك الريف
-
القبطان مصطفى أديب يدخل أسبوعه الثالث في الاضراب عن الطعام
-
عري
-
الثورة وضرورة المرافقة التنويرية
-
أردوغان ديكتاتورية أم براغماتية متطرفة؟
-
ماذا بعد زيارة وزير الخارجية الكويتي لطهران ؟
-
الأمم المتحدة تصل الى نهايتها
-
الحرف طريق الحرية
-
خارج النص
-
العالم والأبواب المغلقة .حكومة العالم الخفية
-
الاختلاف ضرورة حياة
-
ناهض...انهض ....لا زلت تفكر ........الى روح الفقيد ناهض حتر
المزيد.....
-
تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد
...
-
وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي
...
-
-رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع
...
-
هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن
...
-
بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
-
صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
-
عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط
...
-
8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|