أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصديق بودوارة - نحن .. ونساء أبي الشيص














المزيد.....

نحن .. ونساء أبي الشيص


الصديق بودوارة

الحوار المتمدن-العدد: 5661 - 2017 / 10 / 6 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



حسناً ..
وماذا بعد ؟؟
القتل ؟ لا يؤدي بكم إلا إلى المزيد منه .
السخرية ؟ لدي الجميع منها ما يكفيهم لألف عام .
العنف ؟ أنتم تتمادون ، وأعدائكم يتفننون في التمادي .
التزوير ؟ ومن لا يتقنه ؟
الغضب ؟ كلكم براكين مشتعلة، وكلكم حمم لا ينام لها ثأر.
السباب ؟ ومن لا يجيده ؟
مهاجمة العقائد ؟ فن ٌتبرعون جميعكم فيه . وتفشلون جميعكم في نهاية مطافه ، وذلك لأن لا أحد مستعد للتخلي عن ما يعتقده ولو كان يعبد لوحاً من شيكولاتة النوتيللا .
الخراب ؟ في الواقع ، هو النتاج الوحيد لكل ما تقومون به الآن .
لعل ما سبق، هو سيرة ذاتية مختصرة تفسر في جزءٍ صغيرٍ منها ما أنشده "أبو الشيص الخزاعي" ذات يوم، ومنذ 1206 من السنوات بالتمام والكمال.
إن " أبي الشيص الخزاعي" يُسمع أهل الكوفة أبياتاً في منتهى روعة الوجع :
(( أبقى الزمانُ به ندوب عضاض .. ورمى سواد قرونه ببياض
نفرت به كأس ُ النديم وأغمضت .. عنه الكواعب أيما إغماض ِ
شيئان لا تصبو النساء إليهما .. ذو شيبة ٍ ومحالف ُ الإنفاض ِ .))
ولكن ..
لماذا أتذكر أبيات "أبي الشيص" وأنا أكتب عن هذه الأمة الموبؤة بالمواجع والأخطاء التاريخية والأكاذيب ؟
إن العالم الآن يبدو كنساء "أبي الشيص"، كائن مكابر لا يعترف بأنصاف الحلول ولا يعبأ بمن ملأ الشيب أفكاره ، ولا يقيم وزناً لمن خلت جيوبه من مال القوة وذهب الإبداع.
العالم لم يعد يكترث بنا أيها السادة ..
إنه يضحك علينا الآن حتى يستلقي على قفاه ، يتجول بالريموت كنترول على قات اليمن وهو يمضغ نفسه ووطنه،ويعقد الاتفاق وينقضه، ويهدم صنعاء ثم يعبث بعدن، ثم يعبر بسوريا ويتسلى بمئات الجيوش القزمية وهي تنهش في لحم الشام المقدس، ويشاهد على الفضائيات مؤتمرات أصدقاء سوريا الذين لا يأمن لهم أحد، ويعود إلى ليبيا آخر النهار وهو يتسلى بكوارث القرارات بدايةً من القرارات التي ظاهرها وطنية وبواطنها خداع وزيف وتعصب وثأر قديم ووجوه غزاة ترسم على جدران بيوتٍ مهزومة ،ونهايةً بعقلية متحجرة ترفض التسامح وتناصب الغفران روح العداء .
العالم يضحك عليكم الآن يا سادة العرب ..
إنه يفتح معامله على إبداعات الوصول إلى المريخ والنزول إليه بواسطة روبوت متطور، ويتفنن في منح جوائز لائقة بطلاب جامعاته الذين يخترعون منتجاً جديداً كل عام، ويطور كل حين ما يفيد الطب وما يدفع بالجنس البشري إلى الأمام ، ويتهيأ بعد أعوام قليلةٍ لإنتاج سياراته الكهربائية التي ستدفع بأسطورة "النفط المقدس" إلى مكب قمامة تسمونه كلما اشتد بكم الغضب، "مزبلة التاريخ".
العالم يضحك عليكم الآن يا سادة "المجد التليد" ..
إنه يستغرب ما يراه كل يوم ٍ من كائنات شبه بشرية،تعض بعضها وتنهش بعضها وتعلن النفير ضد بعضها ،وتكبر على بعضها، وتمنح الشهادة بلا حساب، وتلعن وتلعنها اللعنة ،وتقتل ويرتعش من قتلها الموت.
العالم يضحك عليكم الآن ..
وهو يبدو تماماً مثل نساء "أبي الشيص" منذ 1206 عاماً بالتمام والكمال، فاتن مزدهر مذهل، ينظر باندهاش إلى أمةٍ شابت عقائدها وأفكارها ومناهجها ، وخلت جيوبها من ذهب الحكمة والتسامح والمصالحة والغفران والقدرة على البدء من أول السطر كلما انتهت صفحة من كتاب .
العالم يضحك عليكم الآن .. ولا يرحب بكم .. أبداً لا يرحب بكم .



#الصديق_بودوارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صندوق -أم البنين- الليبي
- ديمقراطية البيرو العربية
- مقبرة براغ وشواهد قبورنا
- ويمينها مشغولة بعناقِ
- تأويل ما نحن فيه
- جوزف بلاتير وابن الرومي
- ليبيا وأسماء المرقش
- المُغتسلة
- شيطان أبوهم يبقى إيه
- يد .. في وجه الوطن
- ميم
- مأزق الحوثيين
- لعبة شارلي ابيدو
- مجلس أمن الجثث
- القداسة .. بذيل قرد
- الدم الرخيص .. جداًً !!
- سوق متعة الكذب !!
- مطلوب غاندي .. ليبي !
- متاهة الحقائق الضائعة
- ثورة صباحي أم دولة السيسي ؟!!


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الصديق بودوارة - نحن .. ونساء أبي الشيص