أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - أعداء الوحدة الوطنية بمصر















المزيد.....

أعداء الوحدة الوطنية بمصر


صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)


الحوار المتمدن-العدد: 1464 - 2006 / 2 / 17 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أي مكان بالعالم توجد به مشاكل ..بالمنزل ، بالعمل ، بالمصنع ، بالمزرعة ، بالجامعة بالملعب .. بأي مكان توجد مشاكل فتلك طبيعة الحياة .. وما دامت توجد حياة فتوجد مشاكل .. ولا توجد مشكلة الا ولها حل ..
وأول خطوة لحل أية مشكلة هي الاعتراف بوجود المشكلة
فان أنكرنا وجود المشكلة فكيف يتم حلها ؟!! لن تحل بالطبع وانما ستتفاقم وتزداد اتساعا .
عندما نعترف بوجود المشكلة ، فاننا نسأل عن أسبابها بالكامل ثم نبحث عن الحل .، ثم تبدأ خطوات التنفيذ .. وتنتهي المشكلة والناس ترتاح. .
ولكن هناك من يؤثرون طريقة الريفي الأمي .. الذي يظن أن المشكلة تختفي بالتعتيم والتكتيم عليها .. وتلك الطريقة هي موروث عربي ..
حتي في المرض .. يغضب الريفيون لو قيل عن فرد بالعائلة أنه مريض ..في الوقت الذي يكون فيه مريضا بالفعل وملازما للفراش ..!! ويفضلوا عدم افشاء السر !! منعا لشماتة الشامتين ..! ولا يحبون استخدام لفظ مريض وانما يقولون - عند الضرورة والاضطرار - : فلان .. بعافية شوية ..! بينما الشخص مريض جدا وليس ( شوية.. )
بنفس العقلية الريفية الساذجة يتم التعامل مع أخطر قضايا الوطن علي أيادي المسئولين ..!
فاذا تفشي وباء الكوليرا – مثلا ..- بمنطقة من المناطق .. أصدرت وزارة الصحة تصريحا تنفي فيه وجود المرض بمصر كلها ..(!) وتكذب ما يكون قد نشره الاعلام بالخارج عن مصر ..
ووزارة الصحة ( وكذلك تفعل باقي الوزارات .. فيما يتعلق باختصاص كل منها ) لا تسمي الكوليرا باسمها .. كلا ، وانما تقول عنها ( اذا اضطرت ..) " أمراض الصيف .." ( نفس طريقة : بعافية شوية .. عن المريض جدا ..!) .
ولا يختلف الأمر بشيء بالنسبة للتصدعات والشروخ والأمراض أو حتي الزلازل التي تصيب الوحدة الوطنية.. وحدة عنصري الأمة الواحدة التي لا يشقها شقا الا : الدين ..! يقطعها الي قطعتين : مسلمون ومسيحيون (!)
تخيلوا .. تخيلوا أن الله السلام الرحيم .. يرسل دينا ونبيا لكي يتسبب في تمزيق وحدة أمة ، شعب واحد .. وشقها وزرع الشقاق والكراهية والعنف بينها ..(!)
فان نادي مناد : يا ناس .. أدركو الوحدة الوطنية واقعة ومغشيا عليها وهي في خطر ..
زعق فيه سذج الريفيين بالاعلام والسياسة : أنت مشكك ، أنت مثير للبلبلة ، أنت فتنة ، أنت عميل ، أنت مغرض ومدفوع من جهات أجنبية لغرض شق الوحدة بين عنصري الأمة ..(!!) وكأن الوحدة ينقصها الانشاق ..!
وتلك هي الطريقة التي تضر بالوحدة الوطنية بالفعل ، وتدهور حالتها وتصاعد من تدهورها الي الحد الذي بات يوشك علي الانفجار . فالي أية كارثة يقود هؤلاء الجهلاء مصر ؟! .
وشر البلية ( الذي يضحك ) هو : أولئك الذين يتبجحون وينكروا وجود مشاكل للأقباط ( بل هي مآسي وكوارث أليمة )
الذين يتخطون كل حدود البجاحة ، الي ما هو أبجح من البجاحة اذ يحولون الضحية الي جاني فيقولوا : بل المسيحيين هم الذين يسيطروا علي مقدرات البلاد ويلتهموا كل الحقوق والمسلمون معهم مجرد غلابة .. (!!)
هؤلاء أصحاب البجاحة السوبر .. يقلبون الأمور والحقائق قلبا وهم باردون تماما ..
الحكومة نفسها تنفي وجود مشاكل للمسيحيين (ولا غيرهم أيضا .. ولا أية مشاكل من أي نوع !) وتنفي أن يكون هناك اضطهاد واقع عليهم وتستعين بشهود كذبة ، يشهدون علي ذلك .. من بين المسيحيين أنفسهم !
بل يوجد من بين الحكام انفسهم - محافظون ووزراء متواطئون ، ومسئولون بالحزب( العاكم ) الحاكم يشاركون ، أو يباركون ، أو يغضون الطرف .. ومسئولون أمنيون كبار وصغار يشاركون في الاضرار بالوحدة الوطنية بدافع من التعصب ومن الكراهية الدينية ، من ناحية ، ومن ناحية أخري تنفيذا لمخطط سعودي وهابي للتطهير الديني .. بتفريغ الشرق الأوسط من المسيحيين .. لتكتمل خطة تدنيس الشرق الأوسط بنسبة مائة بالمائة (!)
ومن يفتح فمه محذرا من خطورة ضرب الوحدة الوطنية في مصر .. يتهمونه بأنه مغرض ومثير للفتنة ( هو وليسوا هم ! ) وأنه ، وأنه .. (!)
في حين أن مشاكل المسيحيين يمكن حلها وآلامهم يمكن وقفها والمظالم الواقعة عليهم يمكن رفعها .. ولا يحول دون ذلك سوي دين الاسلام الذي لا يعترف ولا يقبل وجود باقي البشر الذين يحملون أديانا أخري حتي ولو كان الشقيق وشقيقه .. بعكس باقي الأديان بالعالم المحبة للبشر والمحترمة لحقوق غيرها في الحياة والوجود..
نماذج من الاضطهاد الواجب علاجه :
من يلتقي بالمسيحيين المهاجرين بالخارج , فسوف يحكون له الكثير مما عانوه من الاضطهاد من أشقاء لهم مسلمين بسبب اختلاف الدين (!)
هذا يحكي كيف حرم من وظيفة كان يتمناها بمصر لمجرد أنه مسيحي رغم كونه أكفأ المتقدمين وأكثرهم خبرة ..
وذاك يروي قصة مماثلة من لون آخر ..
وثالث يحكي كيف حرم من منحة لنيل الدكتوراه من رومانيا في عهد عبد الناصر لكونه مسيحيا ، وحاربه أشقاؤه المسلمون لهذا السبب وتعمدوا اضاعة فرصة فيها خير له : كراهية دينية .. فترك بلده بسبب الاضطهاد ، وهاجر ليعطي كفاءته واخلاصه لبلد آخر يعطيه حقه في الحياة والعدل!
ورابع يحكي : عندما كان مجندا قبل عام 1970.. وقف الضابط ينادي الجنود من قائمة بالأسماء .. وتوقف عند اسمه " عمانويل " وسأله بمزيج من الاستنكار والامتعاض : " أأنت نصراني يا ولد ... ؟!
مضي علي تلك الواقعة أكثر من 35 سنة - هاجر هو من مصر عام 1970 - ولكنه لا يزال يتذكر الاهانة والاحتقار الذي صفعه به الضابط بسبب دينه ولا تزال الصفعة تؤلمه حتي الآن ، ولا يزال مكان الصفعة يترك آثاره بداخل نفسه ..(!)
وخامس يقول لك وكله مرارة ، ما كان أطفال المسلمين يتغنون به في العيد : " العيد عيدنا والنصاري كلابنا ، يمسحوا لنا الجزمة ((!!!))
فليتصور كل مسلم نفسه مسيحيا ، ماذا يكون شعوره عندما يعامل من شقيقه بمثل تلك المعاملة بسبب الدين الذي ورثه كل منهم وراثة لا دخل له فيها..
وسألت ذاك الرجل : ألم يفزع في هؤلاء الأولاد أحد الرجال المسلمين لينهرهم قائلا : " بس يا ولد .. بس يا ولد أنت وهو .. ما هذا الذي تقولونه ؟! أيصح أن نقول ذلك عن أخوتنا ؟ ! هذا عيب ، وأنتم في يوم عيد ، كل سنة وأنتم بخير ، غنوا كلاما جميلا غير ذلك .. .." ألم يتطوع أحد من رجال المسلمين ليفعل هذا الواجب ؟
فيجيب بكل حسرة وهو يهز رأسه بابتسامة مرة : لم يحدث أبدا أن نهاهم أحد عن ذلك ..!
وأتذكر أنا شخصيا واقعتين ذكرتهما في كتابي " مذكرات مسلم " الصادر في 1998 بالقاهرة :
الواقعة الأولي : عندما كنت طفلا بالمرحلة الابتدائية بقرية تقع علي بعد 85 كم شمال القاهرة .. وسار بالقرية موكب صاخب طائفا حولها لزف رجل مسيحي أسلم .. .. وكأن الاسلام والمسلمين لم يكن ينقصهم سوي أن ينضم اليهم واحد مسيحي ليكتمل عددهم ! .. كأنهم تلقفوا أمنية غابت وطال انتظارها فعملوا الموكب والزفة (!!!)
وكان الموكب كلما مر أمام بيت أحد المسيحيين راح السوقة يهتفون ضده ويقذفونه بالطوب ، فيسارع المسكين بجذب صغاره والدخول الي بيته والتحصن خلف بابه ..
وفي صباح اليوم التالي ذهبنا نحن الأطفال الي المدرسة ، فلم يقل لنا أحد من المدرسين من أبناء القرية أن ما حدث بالأمس ضد أخوتنا المسيحيين هو عيب وحرام وغير لائق .. كلا .. لم يقل لنا أحد من المدرسين ذلك ..
وفي يوم الجمعة .. لم يقل خطيب المسجد للمصلين في خطبته " أن ما حدث من اساءة وايذاء للأخوة المسيحيين أثناء الموكب الذي حدث هو عمل معيب وحرام" .. لم يقل ذلك ، بل ان الخطباء يتهجمون علي المسيحيين في خطبهم علي المنابر وبالتليفزيون أيضا ..!
ولم يقم العمدة ومعه شيخ البلد بزيارة لبيوت المسيحيين الذين أسيء اليهم وأهينواليطيب خاطرهم ، ولم يأمر بالتحقيق مع من اعتدوا عليهم ( وحتي الآن لا يفعل ذلك حسني مبارك – عقب كل مجزة أو عدوان – ولا رئيس وزرائه ولا وزير أوقافه .. ولكنهم يتكلمون عن وحدة وطنية مزعومة وكلام معسول عنها ، لا فائدة من ورائه )..
كانت تلك الواقعة الأولي ..
الواقعة الثانية : حدثت بقرية تبعد 70 كيلو جنوب غرب القاهرة .. حيث قام أحد المسيحيين بفتح بيته مرة في الأسبوع – كل يوم أحد – ليصلي فيه المسيحيون بالقرية وتلقي عليهم موعظة ، لعدم وجود كنيسة لهم ولقلة عددهم .. فما كان من أحد شيوخ البلدة سوي أن سلط الأولاد الصغار لالقاء الطوب عليهم وهم بداخل بيتهم!! ولم ينصفهم أحد ..
ولأنني كنت موظفا شابا ( في العشرين تقريبا من العمر ) بتلك القرية وكانت تربطني صداقة بذاك الشيخ ، سألته عن سبب ذاك العدوان ، وحاولت اقناعه بعدم جواز ذلك انسانيا علي الأقل ..الا أن كم الكراهية الدينية بداخله كان أكبر من أية محاولة للاقناع ..
وأشكال وألوان من الاضطهادات والظلم يعددها ويرويها المسيحيون ويحملونها آلاما بقلوبهم .. وكلها يمكن علاجها بالاعلام والتعليم وبالقانون الحاسم العادل .. ولو عولجت منذ سنوات كثيرة مضت لما وصل الحال الي ما آل اليه الآن ..
مشاكل ومظالم الأقباط المسيحيين بمصر حقيقة وليست ادعاء وعلاجها سهل للغاية ان صحت وخلصت نوايا أولياء الأمور بمصر .. غير أن الأمور بمصر ليست لها أولياء ، وانما لها رموز هم أسباب كل مواجع مصر وآلام كل المصريين ، مسيحيين ومسلمين ..! حمي الله مصر والمصريين من هؤلاء الحكام ومن الهوة السحيقة التي يقودون مصر اليها ..!



#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل يوم القيامة بأسبوع واحد
- أكاذيب مجلة مصرية - روز اليوسف
- الدانمرك : الصور أقبح أم الحقيقة ؟! 2
- تطوير لجنة الدفاع عن - العفيف الأخضر -
- الدانمرك .. الصور أقبح ، أم الحقيقة ؟
- كفانا وحدة وطنية بالمحشي والملوخية..!
- من يقتل المسيحببن في مصر والشرق الأوسط ؟
- حسني مبارك ودماء العراقيين والأقباط !
- امتلاك الطاقة النووية بين الحق والباطل
- الاخوان المسلمون والفنون - 3
- الاخوان المسلمون والفنون ((2))
- الاخوان المسلمون والفنون
- الاخوان المسلمون ونجيب محفوظ 2
- الاخوان المسلمون ، ونجيب محفوظ
- الماليزيون يعودون الي مصر (!)
- الشريعة التي يريدون تطبيقها في مصر ! 4
- ملك الاخوان المسلمين بمصر و.. ملك السعودية !
- الشريعة التي يريدون تطبيقها بمصر 3
- الشريعة التي يريدون تطبيقها في مصر (2)
- الشريعة التي يريدون تطبيقها في مصر 1


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح الدين محسن - أعداء الوحدة الوطنية بمصر