أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - أوثانستان: عاصفة المناهج التربوية














المزيد.....

أوثانستان: عاصفة المناهج التربوية


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 5657 - 2017 / 10 / 2 - 23:08
المحور: كتابات ساخرة
    



مرّت، والحمد لله، وكغيرها من عواصف الفساد والتجاوزات والتشبيح وانتهاك القانون، عاصفة المناهج التربوية التي أطلقها نشطاء "فيسبوكيون" بهدوء، وبما "يُحمد" عقباه، وكانت برداً وسلاماً على الطاقم واللجنة الوزارية التي أشرفت على إعداد تلك المناهج الكاراكوزية الإشكالية وطباعتها وتسويقها مدرسياً.
فقد أثارت بعض محتويات، وما رشح من هذه المناهج عاصفة هوجاء من الاحتجاجات والانتقادات نظراً، أولاً، لمحتواها الإيديولوجي المحافظ أو "الداعشي" كما أطلقوا عليه، أو لجهة استمرار عملية برمجة العقول والسطول عليها وغسل مخاخ أولئك الأطفال الأبرياء ووضعها في النهاية في خدمة فكر وإيديولوجية أوثانستان الكبرى، أو نظراً لإقحام أسماء بعض الشعراء "الثوار" (الدواعش)، والكتاب ممن كان لهم باع طولى في دمار سوريا وصل حد التورط بالدم السوري والدعوة لقتل الشعب وإطاحة نظام الحكم وكل تلك السلة العريضة التي كنا نسمعها من مطالب تعجيزية ومواقف طوباوية و"أمور" لا تصدق كان "الثوار" يرفعونها في بداية الحرب العدوانية الأطلسية –التركية- العربية (الخليجية إلى حد كبير على سوريا) وما تركه ذاك من إحباط وأسى وخيبة أمل في صفوف تيار وطني عريض وعظيم وقف بكل جوارحه وعقله وقلبه مع جيشنا البطل ورموزه الشرعية ولاقى ما لاقاه من نكران وتجاهل واستخفاف من قبل دواعش الدولة البعثية الإخوانية العميقة الذين يقبضون على كل مفصل فيها ويتحكمون بلقمة عيش وخبز ودواء هؤلاء الشرفاء.
وقد حملت الصفحات "الوطنية"، الموالية منها على الأخص، عتباً شديداً ولوماً قاسياً وتجريحياً بحق الطاقم الوزاري، والقائمين على إعداد المناهج، فاضحين ما وصفوه "دعوشة" للمناهج، واعتبروه نصراً ثقافياً وتربوياً لـ"الثورة" وأهدافها، ما أفقد الانتصارات العسكرية للجيش السوري الوطني الباسل البطل، كل وهج وبريق وأهمية على الصعيد الوطني الداخلي. وكان إقحام مادة التربية الدينية لطلاب الصف الأول الابتدائي انتصاراً كبيرا لـ"دواعش الداخل"، كما كتب احدهم على حسابه الشخصي ونـُقل عن كثيرين، غير أن ذروة العاصفة وصلت حد الاتهام بـ"الخيانة العظمي" للطاقم الوزاري ولجنة الإعداد، عندما أظهرت بعض الصور المأخوذة من المناهج صوراً لسوريا من دون الجولان السوري المحتل و العزيز على قلب كل وطني سوري، وشطب اللواء السليب من الخارطة، وهذه حقيقة، سابقة لا يمكن تبريرها أو القفز فوقها، من لجنة وطاقم وزاري ينبغي أن تتوفر فيه أبسط أبجديات المعرفة والثقافة الوطنية والانتماء وحب الوطن والغيرة عليه وعلى كل ذرة تراب فيه، ومراعاة كل الحساسيات الوطنية والأخلاقية التي ضربت بالصميم.
لم ينفع تبرير الوزير في مقابلاته الإعلامية، ولا في إجلاسه تحت قبة مجلس الشعب من تهدئة روع ومخاوف وغضب النشطاء، الذين لم يقبلوا بأقل من محاكمته بتهمة الخيانة العظمى، غير أن هذا كله لم يجد آذانا صاغية لا في دوائر الحكومة التي بدت غائبة عن هذه المعمعة، ولا في مجلس الشعب الذي بدا شبه عاجز وضعيف في اتخاذ أي قرار قوي وجريء يمكن أن يعيد السكون لجحافل الغاضبين.
وبغض النظر عن العاصفة وتداعياتها وآثارها النفسية القاتلة على جموع "الموالاة" وما أصيبوا به من خيبة أمل وانتكاسة بعد نضالهم العنيد والمرير ووقوفهم بشغف وحماس في صف الوطن والجيش ليواجهوا بتلك المخرجات التربوية الفظيعة والمروعة والتي لا يمكن وصفها أو تقبلها أن تخرج من كادر حكومي، فقد أظهرت حقائق مرعبة من أهمها استمرار نهج الفساد المدمر حيث تمت طباعة المناهج خارج سوريا وبكل ما في ذلك من تلاعب وسمسرة وتزوير وعمولات ووو باتت معروفاً للسوري البسيط، مع استهتار الإدارة الحكومية وتوابعها وأجهزتها بإرادة ومزاج الجمهور، واستكمال استخفافها التاريخي المعهود والمعروف بالرأي العام وكأن شيئاً لم يكن وكأنك يا "بو زيد ما غزيت"، كما يقال. الأهم غياب الآليات الرقابية الصارمة والرادعة عن الجهاز الإداري الحكومي الذي يبدو وأنه يتصرف على الدوام كسلطة مطلقة لا تسأل ومن دون إيلاء أية أهمية لأدنى الاعتبارات الوطنية والمجتمعية وحتى الأخلاقية، أحياناً، ويضرب بها عرض الحائط كلها، مع أصحابها وأصواتها النقدية وشخوصها النخبوية الوطنية، بنزق واستعلاء وعنجهية وغرور غريب، وتعمد تجاهلها وعدم الأخذ بملاحظاتها أو النظر لها بأدنى اعتبار واحترام واهتمام وهي "سنة" حكومية قديمة لم تغير ضراوة ومأساوية الحدث السوري في فطرتها وطبيعتها من شيء. غير أن استشراء الجهل المعرفي واستفحال الأمية السياسية في أوساط الكوادر الحكومية، ولجنة تربوية معتمدة على أعلى المستويات، الذي أظهر فقرها وبؤسها وضحالة وتواضع أدائها وخبراتها ومعارفها وانعدام التكنوقراط المؤهلين ذوي السمعة الوطنية والعالمية في صفوفها، ونزوع النخب السلطوية التي تقبض على القرار واصطفافها التاريخي جانب التيارات اليمينية السلفية المحافظة، التي أنتجت جانباً من الكارثة السورية، واستمرار خطابها الخشبي والنوستالجي المتواضع والمضحك أحيانا تحالفها العضوي معها وهو أهم ما يمكن استخلاصه من هذه العاصفة التي ما إن تهدأ حتى تأتي عاصفة أخرى، بغير وجه ولون وشكل، ستقابل، كما العهد دائماً، بذات القدر من اللامبالاة والاستخفاف والاستهتار.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الخوف: الرعب من المخابرات
- لسادة جنرالات الأمن المحترمين
- طارق بن زياد كأجحش وأغبى قائد عسكري في التاريخ:
- التغريبة السورية: ابتسم أنت في فرع الأمن السياسي باللاذقية
- مال السعودي الخسيس يروح -فطيس-
- بيان هام للرأي العام العالمي:
- خطورة الإسلام
- اضحكوا مع المتأسلمين: هنيئا لكم بالعروبة والإسلام
- الحمد لله أن الناس تركت الإسلام: لماذا لا تستطيع أن تكون مسل ...
- حاكموا أولاً الأنظمة الوظيفية الإرهابية الوثنية لا أدواتها ا ...
- السيد وزير العدل السوري المحترم
- الإسلام والصهيونية
- لماذا الدول العربية والإسلامية دول مارقة Rouge States إرهاب ...
- ما وراء الصحوة العروبية البدوية والإسلامية؟
- اضحكواعلى أجدادكم العظام المستسلمين المتهاونين الجبناء الضعف ...
- العصاب السوري:(Syrian Neurosis)
- السيد وزير الإعلام السوري المحترم وطرابيش القومية والعروبة
- وصمة عار بلاد فارس الأبدية
- مشهد من فيلم وكابوس رعب (كلاكيت ١٤٣٨ ...
- فانتازيا العدالة في سوريا


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - أوثانستان: عاصفة المناهج التربوية