أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بريهان قمق - الأمير الأخضر في زمنِ قلبِ الحقائق..!















المزيد.....

الأمير الأخضر في زمنِ قلبِ الحقائق..!


بريهان قمق

الحوار المتمدن-العدد: 5657 - 2017 / 10 / 2 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الماضي.. ما أن ينتهي دورعمل الجاسوس العميل حتى يتم منحُه اسمًا جديدًا، وجواز سفر لشخصية تخرج من العدم ، للعيش من جديد في أماكن نائية ، مُهملا وبعيدًا عن الأعين، وسط بيئة لا تسمح له بالإنخراط فيها، مكتفيا بعزلته وحماية نفسه، ولربما يكتب كتابًا يتيمًا عن سيرته الذاتية ..
في الحاضر.. ثمة ما هو مُستجد، حيث يدفعون الجاسوسَ العميل، للعمل علانية للانقضاض على من تجسّس عليهم، إمعانا في تحقيرهم، وتحقيق مكتسابٍ جديدة لمن قاموا بتجنيده لتسجيل مواقف.. كما يحدث اليوم من استغلالٍ واضح للجاسوس الساخط على أهله وشعبه "مصعب حسن يوسف" الذي كان عميلاً لصالح اسرائيل، وأصبح مخبرا لدى جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية.. ونجح طيلة عشرة أعوام في إحباط عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الإسرائيليين كما يدعي. وعندما تمت إقالة ضابط الارتباط الذي كان مسؤولا عنه "جونين بن إسحق"، تم انهاء تعاون "مصعب" مع إسرائيل.. فذهب لاجئا سياسيا إلى الولايات المتحدة..
ومن هناك أعلن أنه كان يعمل "عميلا" لجهاز المخابرات الإسرائيلية "الشين بيت" وكان لقبه "الأميرالأخضر"، واعتنق مصعب المسيحية كتغطيةٍ لادعاءاته باتجاهاته السلمية.. كما أصدر قصته الذاتية باللغة الإنجليزية تحت عنوان Son of Hamas .. وتلقفه المخرج الاسرائيلي المقيم بالولايات المتحدة "نداف شيرمان" عام 2014 فقام بتحويلها إلى فيلم وثائقي، بتمويل وانتاج ألماني إسرائيلي بريطاني.. متقصيا الفيلم أحداث حياته وتطورات تعاونه كعميل، بطريقة فنية عالية برؤية بصرية، لجذب الجمهورالمشاهد وإحداث التاثيرعلى الرأي العام الغربي حول الإرهاب والعنف بالمنظورالاسرائيلي، وتبريرالأسباب التي دفعت بابن قيادي بارز مقاوم في حركة حماس الراديكالية ، للعمل على أرض الواقع كمخبر وعميل لدى جهاز الاستخبارات الداخلية "الشين بيت". طارحا الفيلم بمنظور الإنتاج والتمويل الصهيوني، مبدأ "الثقة والصداقة" بين الفلسطيني العميل والاسرائيلي الاستخباراتي، بتناقض فاضح بين ما يبرزه الفيلم من مكنوز تحتي أي"الوهم" و"التضليل" لحقيقة مُرّة بخيانة هذا الشاب لأهله وشعبه وقضيته وبدوره اللاأخلاقي واللامبدأي واللاوطني كجاسوس عميل..
اللافت في ظهوره الإعلامي وبخاص المرئي في الفضائيات الغربية والعربية – رغم حفظه لما يجب التصريح به - أنه كان دوما متوترًا ومرتبكاً أمام الأسئلة المفاجئة، وبغير اتزان..
وعلى ما يبدو انه كان يتم تدريبه وتأهيلة طوال السنوات على عدة صُعد، نفسيا، ومواجهة الجمهور والإعلام، وتنمية أسلوبية الخطاب لدية عبر العلاقات العامة، ليغدو ناطقا اعلاميا وعضوا في منظمة"UN Watch مجلس حقوق الإنسان داخل منظومة الأمم المتحدة..
وفي اجتماع مجلس حقوق الإنسان في دورته ال36 يوم الأربعاء في 30 يونيو/حزيران 2010 وبعد أن ختم ممثلو الدول التالية : سوريا وكوريا الشمالية، وباكستان، وفينزويلا، وإيران، خطاباتهم وحديثهم عن انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة والقدس، حتى انتقلت الكلمة بشكل مفاجئ للعميل الملقب ب"الأمير الأخضر"..
فاستهل خطابه الذي انطوى على كلمات ناريّة، مدروسة، مكثفة، و بنبرات خطابية عالية، ونظرة حادة مشحونة بالعدائية والحقد - والذي يعني خضوعه لتدريباتٍ مكثفة - ، وخلال دقيقة ونصف فقط رمى قنبلته بوجه المتحدثين مبرئا اسرائيل من كل أنواع العنف والاحتلال، مهاجما السلطة الفلسطينية على نحو غير مسبوق إنما مدروس وبعناية استخباراتية إعلامية إسرائيلية....
ومضى هذا الشاب "الدمية" بيد اسرائيل أعتى احتلال في القرنين العشرين والحادي والعشرين، مستغلة إياه بطريقةٍ مُستجدة في استغلال العملاء في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بقوله العاصف:
" حقوق الإنسان هي آخر اهتماماتكم، أنتم تخطفون الطلبة من السكنات الجامعية وتعذوبهم في السجون، أنتم تعذبون خصومكم السياسيين من الفلسطينيين، ومعاناة الشعب الفلسطيني بسبب مصالحكم السياسية الأنانية، أنتم العدو الأكبر للشعب الفلسطيني، لو لم تكن دولة إسرائيل موجودة لن تجدوا من تتهمونه، عليكم تحمل المسؤولية عن أعمالكم، أنتم تعملون على تأجيج الصراع من أجل الحفاظ على مصالحكم”.
وختم "مصعب حسن يوسف" خطابة باتهام السلطة الفلسطينية باستغلال منصة الأمم المتحدة من أجل خداع المجتمع الدولي، وخداع الشعب الفلسطيني من أجل أن يقتنعوا بأن "إسرائيل" مسؤولة عن المشاكل التي خلقوها بحسب كلامه..

ردود الفعل الاسرائيلية المهيأة والجاهزة لهذا الخطاب تعاملت فورا مع الخبر، منتشية ومتشفية بفلسطين والفلسطنيين ككل، وليس فقط السلطة ..
فالمتتبع للتعليقات المنهمرة بالانجليزية منذ لحظة الخطاب ولغاية الآن يجدها مدروسة ومؤيدة وساخرة .. ويقول مديرعام "أخبار إسرائيل": "أنا لا أبحث عن الموضوعية في تغطية الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني أنا أقف إلى جانب قضيتي فقط." وهكذا يتم تنمية الروح لدى الأجيال لديهم وتهيئة دور" العملاء" لتصبَّ في صالحهم..
مقابل خلخلة الموقف الفلسطيني الشعبي والعربي، أمام جملة حقائق مُرَّة يعرفها الكل، ولكنها تخرج من فم جاسوس عميل هذه المرّة، ومن على منصة أكبر هيئة دولية معنية بحقوق الإنسان في العالم مشكلا صدمة للمتحدثين العرب والأجانب المناصرين لحقوق الفلسطينين ولممثلي دول العالم ، وعددهم كثر في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة..
صحيح ان إسرائيل استفادت بقوة من اللوبيات اليهودية في أميركا وعلى رأسها "أيباك" متضمنة زيارات لإسرائيل للإطلاع على الأوضاع "عن كثب للشخصيات الأميركية الهامة والمؤثرة ، إنما أيضا استأجرت أهم الخبراء في العلاقات العامة ومكرسة أحدث ما توصلت اليه علوم النفس والاجتماع والإعلام والإدارة، لتحسين صورتها، وضرب الآخر بمقتل ، كتقديم "الأمير الأخضر" بهذه الطريقة..!
وبذلك لا بدّ من الإشارة إلى الإعلام الإسرائيلي ولوبشكلٍ عابر ذلك أنه يعمل بتمويل بعضها من قِبل الدولة، إلا أنها ليست رسمية ولا تملكها الدولة، لكنها في مُجمل عملها، تُنَفِذ سياسات الدولة العبرية الإعلامية، خصوصا المُوجّهة للخارج أو المرتبطة بالأحداث..
بمعنى آخر الجميع مُجندٌ استخباراتيا وسياسيا وايدولوجيا لخدمة قضيتهم بمنظورهم رغم الإختلافات الشديدة حول الشأن الداخلي والقضايا المحلية..!
لذلك تعمل بقوة، في كل وسائل الإعلام والميديا الحديثة كالإنترنت من خلال جيش من المتخصصين وطلبة المدارس والجامعات والأساتذة الأكاديميين في المدونات وجميع المنصات الالكترونية، ممن يتقن لغة ثانية، للدفاع عن إسرائيل وسياساتها، بل للإنقضاض على التناقضات في المجتمعات الأخرى كالعرب وتحديدا الفلسطينيين، بما في ذلك إنشاء مواقع خاصة للخطاب مع العرب بطريقتهم وللخطاب مع الغرب بطرقهم الأخرى، أو إنشاء الحسابات الوهمية بهدف تأجيج الصراعات في المجتمعات العربية..
الإعلامُ دوما تُجيده اسرائيل ، بل تسبقنا في مضماره.. واليوم تثبت التفاوت بيننا عبر استخدامها كل العلوم الحديثة من اجتماعية ونفسية ووسائط إعلامية عبر دعائية سياسية مدروسة ...
فلماذا استمرار هذا التفاوت، رغم معرفتنا واعترافنا به منذ عقود طويلة، وعلى الرغم من امتلاك العرب المال و تكنولوجيا المعلومات ..؟؟
أين التمويل الفلسطيني المعروف بثراءه الفاحش بين أوساطه وكبار شخصياته السياسية والاقتصادية، حيث نالت مؤسساته ثروات هائلة خلال عقود من الزمن، مالم تناله ثورة في العالم..
أين أصحاب رؤوس الأموال من الإقتصاديين والسياسين، لإنتاج أفلام مثيله للوثائقي "الأمير الأخضر" من حيث قوة حقيقة القضية وقوة التأثيرعلى سبيل المثال لا الحصر.؟؟
أين تطور أدوات الرد عندما تباغتنا اسرائيل في كل مرة بطرقٍ مُستجده، ولماذا نكتفي بردود دوغمائية تثير السخرية والتشفي أكثر من تأثيرها في إحداث صدمة لمواجهة الوهم الذي تكرسه اسرائيل عبر أدواتها ..!
فأغلب الردود التي تصفحتها عربيا وفلسطينيا حول عمالة "مصعب الأمير الأخضر" لم تكن سوى عاطفية انفعالية لايمكن أن يكون لها تأثيرعلى الرأي العام العالمي ولا حتى العربي ولا الفلسطيني ..!!
أين نحن مِمَّا يحدث من تغيير واضح، وتطورهائل، في طرق إدارة المشكلات والأزمات، بل خلقها وهما في بعض الأحيان، وبخاصة السياسية منها، لمواجهة "الوهم والكذب والتضليل" الذي يطغى على "الحقيقة" عبر الإعلام المُوجه، الذي يدفع للاستفادة القصوى من الدمية الإسرائيلية "الأميرالأخضر" بزج الرأي العام العالمي في قشرة الصراع وعالم الوهم والإيهام إزاء عدمية حال العرب والفلسطينيين، وضعف أدائهم الإعلامي..!؟
انها هذه هي الحالة القلقة بعينها التي تحدث عنها "جان بودريار"عالم الإجتماع والفيلسوف الفرنسي بقوله :" لا يتعلق الأمر هنا بالدفاع عن الفكر الجذري، فكل فكرة ندافع عنها مشكوك في أمرها وكل فكرة لا تدافع عن ذاتها بنفسها تستحق الموت.. مع ذلك ، يجب المقاومة ورد كل اتهام بالامسؤولية والعدمية و اليأس".
والأكثر فداحة وخطورة أن الذهنية العربية أكثر من غيرها من حيث الجاهزية لتقبل "الوهم" والمبالغات، والتعامل مع القضايا بدوغمائية..ذلك لأنها تربت وترعرعت على أمجاد الماضوية، وانتظار المنقذ الذي ينتشلهم من الواقع المرير، والحلول السحرية مستعينين بالخطاب الحماسي .. لم نتجاوز مرحلة الماضي ولا الحالي المثقل وما يتطلبه المستقبل من عمل ونقد ومواجهة واجتهاد وتخطيط بعقلية تتوافق مع معطيات ما يفرضه العصرمن مستجدات المنجز البشري على كل الصعد.. بما في ذلك مواجهة دمية اسرائيل المدججة بالتضليل وقوة الدقيقة ونصف الدقيقة مدافعا عن اسرائيل مهاجما السلطة الفلسطينية بنقطة ضعفها وفسادها وانتهاكها لحقوق الفلسطينين...
يالها من مفارقة ..
ويالها من حقائق مؤلمة وبشعة..
وياله من واقع عربي وفلسطيني يعُجُّ بالعجز ..
وياله من عصر بقدر ما يكشفُ الحقائق انما قابل الى رماد ،وموات..



#بريهان_قمق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقة بين معلمتين .!
- أزمة قطر..
- كي لا نخسر قوة المقاطعة المدنية في المجتمع المحلي
- لا تظلموا زوجة سقراط ..!!
- بَوْحٌ عِنْدَ شبّاك القلب........
- عندما يحين آوانه..
- شهوة أم قناديل الدم .....!!
- كلام في فعل الخير الرمضاني
- في النحل ثمة أسرار..!
- في العام الجديد: أمنيات صغيرة
- أيننا من ثلاثية : الحسيني، هتلر، ونتيناهو.؟؟
- دعونا نفهمهم .!
- التضامن ....
- بضائع على الرصيف العربي
- تقبيل البسطار
- بين الظلمة والنور
- ثمة أمل
- أغيثوا الدفق من العدم
- كرنفال استقلال كوسوفو
- حيفا تحاور الأديبة والشاعرة والإعلامية بريهان قمق


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بريهان قمق - الأمير الأخضر في زمنِ قلبِ الحقائق..!