أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - سقط القناع.. وبان الوجه القبيح لمستحقات الحرب















المزيد.....

سقط القناع.. وبان الوجه القبيح لمستحقات الحرب


نجاح يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 410 - 2003 / 2 / 27 - 01:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

لا تعش وحدك في الغربة.. تأبط صاحبك .. ولا تخف العتمة , وتشبث بخيط الضوء المنفلت من زوايا كف سوداء.. مستميتة.. تحاول حجب كامل الحزمة عنك .. هكذا علمتنا أمهاتنا أن نتعامل مع الحياة .. فالشمس لا يمكن حجبها بغربال .. مقولة ورثناها من غابر العصور, لكنها حكمة ترشدنا لتحدي من يحاول طمس الحقيقة.. الحقيقة الناصعة,  والتي لا تحتاج إلى أدلجة!!

أي درس يمكن استخلاصه من تداعيات المعضلة العراقية , ونحن نحاول انتشال روحنا العراقية من مستنقع اليأس, الذي تخلصنا ومنذ صحوة انتفاضة آذار 1991 من رائحته النتنة , وطمرته سواعد العراقيين الغيارى, أو هكذا شعرنا ونحن نستبق الزمن ونحرر المدن والقرى من رجس النظام وزبانيته.. لكن لم يكن بالحسبان أن يطل وجه بوش الأب وطاقمه لينتشل جثة النظام ويضعها في غرفة الإنعاش, لكي يفرش المدن المحررة أمام قطعان حرسه الجمهوري لتروي أديمها بدم الثائرين الطاهر, على مرأى ومسمع من "القوات المشتركة" !!

واليوم , وبعد الرهان المفتوح على مصداقية الأمريكان ونواياهم "الطيبة" جدا تجاه العراقيين , عربا وكردا ومن سائر القوميات والأديان , يطل علينا من كان في الأمس فقط , يروج للحرب ويسوق مشروعها المدمر, بحجة التخلص من صدام, ويخرج من اجتماعاته مع الإدارة الأمريكية وهو منفوشا كالطاووس , يتبجح بالوعود التي قطعها له هؤلاء الساسة النبلاء , الذين يدربون العراقيين , عبر العديد من الدورات التأهيلية  والمؤتمرات المدفوعة الثمن , على الحياة "الديمقراطية والمجتمع المدني" , يطل بوجهه اليوم لينتقد الموقف الأمريكي , ويعنف موظفي الإدارة الأمريكية الذين خذلوه , وطلبوا منه إخلاء عربات القطار التي حجزت لرواد "مؤتمر معارضة لندن" , خاصة بعد تصريح زلماي خليل زاده, الذي أكد  من انه قد حان الوقت لفقع "فقاعة الجلبي" !! أما تحقيق الديمقراطية والفيدرالية وحقوق الإنسان فهي الأخرى أصبحت في خبر كان , كما يقولون,  والذي يعني وكعادتهم , التنكر لكل العهود والوعود والسعي بشكل محموم لتنفيذ مخططاتهم الشريرة, والتي تتقاطع مع ما يطمح إليه شعبنا في حياة حرة وكريمة بعيدا عن القمع والإرهاب والحروب والهيمنة والاحتلال العسكري الأجنبي... وفي هذا السياق أطلق الأمريكان فقاعة اختبار جديدة , مفادها أنه قد تم اختيار عناصر من بقايا نظام صدام الدموي في الداخل والخارج , والذين لديهم الخبرة في التملق وتأليه الفرد وارتكاب الموبقات من اجل تحقيق مآربهم الدنيئة, وتطعيم هؤلاء بمجموعة ليبرالية أخرى جرى تدريبها في دورات تأهيلية وبرامج توعية خاصة, لكي  يحتلوا عربات القطار الشاغرة , فقد لا تختلف عند هؤلاء الأمور كثيرا, إذ لا فرق لديهم ما بين تقديم الولاء والطاعة لصدام أو للأمريكان, فما دام الجميع يدفع , وما دام الشعب البائس مكبل بالقمع أو بمستحقات الاحتلال العسكري, الذي سيمنع محاسبة هؤلاء على جرائمهم التي ارتكبوها ضد الشعب العراقي!!

وقد يبدو للوهلة الأولى أن ردة فعل معارضة لندن على تصريحات الساسة الأمريكان  وما سرب إلى وسائل الإعلام , أو ما انبثق عن اجتماعات أنقرة الأخيرة ..الخ, قد هزت النخوة العراقية عند هؤلاء المعارضون, وبدءوا بمراجعة مواقفهم الخاطئة بدء من مؤتمر لندن وما تمخض عنه , أو من الموقف من مشروع الحرب التي تزمع الولايات المتحدة تحقيقه على أشلاء شعبنا وبالضد من مصالحنا العليا..ولكن ومع الأسف الشديد , لا رد المعارضة كان بمستوى الحدث , ولا تغير شئ من موقفهم تجاه وحدة المعارضة العراقية, التي عمق خلافاتها مؤتمر لندن , وهو بالذات ما كانت تخطط له الإدارة الأمريكية ومنذ البداية , لكي تخلو لها الساحة لتقديم بديلها الذي واجهته معارضة لندن برد استحيائي لا يخلو من التماس يثير الشفقة!!

ولكي تنجلي صورة الأحداث, فقد عقدت صفقة بين أميركا وتركيا ," تسمح" تركيا بموجبها دخول أكثر من 30000 ثلاثين ألفا من القوات الأمريكية إلى أراضيها , وبالمقابل تتقدم القوات التركية وقوامها خمسون ألفا لاحتلال مناطق الموصل وكركوك الغنية بالنفط , ومنحها نسبة 10% من نفط كركوك لتسديد فاتورة تدخلها السافر في الشأن العراقي , كما تم تحذير أكراد العراق من مغبة التدخل في العمليات العسكرية, أو المطالبة بالفيدرالية!! هذا وقد تظاهر عدد من الأكراد المقيمين في كاليفورنيا قبل ثلاثة أيام ضد النوايا والمخططات التركية.. كل هذا يحدث والحرب لم تبدأ بعد.. فماذا لو رفضت تركيا الانسحاب من الأراضي العراقية بعد إتمام الغزو "المرتقب" , ولها سابقة في جزيرة قبرص؟ ورغم أن هذه الجزيرة تفتقر إلى عطر ورائحة النفط !! وماذا عن أطماعها في الموصل وكركوك والتي لا تزال حية في نقاشات ساستها العلنية؟! ماذا سيحدث لأكراد العراق والأقليات القومية الأخرى التي تعيش في كردستان العراق , ولتركيا سجل أسود في تعاملها مع أكراد كردستان تركيا , ناهيك عن جرائمها الموثقة ضد الأقليات العرقية الأخرى وخاصة الأرمن؟ وهل ستقف إيران والدول الإقليمية الأخرى متفرجة تجاه هذه التدخلات في شؤون العراق الداخلية والملاصقة لحدودها؟ كلها أسئلة تحتاج إلى إجابة,  ووقفة جدية لمواجهة أخطارها لو فعلا تحقق هذا السيناريو المخيف!!  

من أجل مواجهة تحديات المرحلة الحالية , أو التخفيف من تداعياتها على أقل تقدير, علينا أولا كعراقيين ومعارضة وطنية أن نوحد جهودنا والكف عن الارتماء أكثر في مخططات أعداء شعبنا ووطننا وإدانة مشاريعها التي تعبر بحق عن مصالحها الأنانية, والتصدي الحازم لأوهام البعض,  في تحقيق الديمقراطية والفيدرالية للعراق عبر مشروع الحرب المدمرة والاحتلال المتعدد الجنسيات "والنوايا الطيبة" للرئيس بوش وطاقمه البترولي.. وثانيا التوجه إلى الجامعة العربية والمنظمات المهنية والإنسانية العربية وتحذيرها من مغبة السكوت والتهاون أمام المخططات التي تستهدف تفتيت العراق والهيمنة على مقدرات شعبه والسيطرة على ثرواته, ووضعها أمام مسؤولياتها التاريخية بدعم نضال شعبنا ضد الدكتاتورية ومن اجل الديمقراطية وحقوق الإنسان .. وثالثا الطلب إلى الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن التدخل الفوري لمنع القوات الأجنبية من احتلال بلدنا وتحت حجج واهية والتشديد على أخذ دورها كمنظمة تأسست من أجل درء مخاطر الحرب وتحقيق السلام ومساعدة الشعوب المضطهدة , والدفاع عن حقوق الإنسان أينما كان.. كما نطالبها بتفعيل قرار مجلس الأمن 688 وإجراء انتخابات حرة وديمقراطية تحت إشرافها ..ومحاكمة صدام وزمرته أمام محكمة دولية للجرائم التي ارتكبها ضد شعبنا والعالم, كما نطالبها بإدانة الولايات المتحدة وبريطانيا لاستعمالهما أسلحة محرمة دوليا ( اليورانيوم المنضب) في بلادنا ودول أخرى ومنعهما من استعمال هذه الأسلحة الفتاكة في المستقبل ..

لا شك أن الأيام القادمة ستحمل معها علاماتها ونذرها , ولكي نجنب شعبنا ووطننا كوارث جديدة , نشدد على رص الصفوف وتوحيد الخطاب السياسي الوطني الذي يرفض الدكتاتورية والحرب والاحتلال المتعدد الجنسيات وفضح مآرب هذه الخطط والتصدي لها..فالحرب إن شنت لن تحرق سوى دعاتها ومشعليها , ومعهم مئات الألوف , أو أضعاف هذا العدد من الأبرياء!!                     
  22/2/2003 



#نجاح_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركات السلام: بين طبول الحرب والمطالب العادلة للشعب العراقي! ...
- لكي لا يقع شعبنا العراقي في شرك الأكاذيب مرة أخرى !!
- اليسار العراقي ..ضرورة وصمام أمان للديمقراطية وحقوق الإنسان
- وداوني بالتي كانت هي الداء !
- ضباب لندن يطبق على نتائج مؤتمر المعارضة العراقية!!
- باقة حب إلى الحوار المتمدن
- مسرحية فاشلة من مشهد واحد
- حلم من ذاكرة التأريخ !!
- هل نزع سلاح النظام العراقي ..أو تغيير النظام .. يمر عبر خيار ...
- لعبة القط والفار..هل تنفع هذه المرة؟!
- الشرعية الدولية...بين مفهومين
- النفط والبارود..وعود ثقاب !
- عندما تصبح الوطنية عيبا ..والعمالة للإجنبي فخرا
- قانون تحرير العراق ..أم قانون إحتلال العراق..هذا هو السؤال ...
- من تخدم الحملة الشرسة على اليسار العراقي؟


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نجاح يوسف - سقط القناع.. وبان الوجه القبيح لمستحقات الحرب