أزمة الرموز

حاتم كريم منهي

الحوار المتمدن-العدد: 5654 - 2017 / 9 / 29 - 21:47
المحور: المجتمع المدني
    

زمة الرموز
مازالت معاناتنا مع تقديس الرموز والتضحية في سبيلها هي معاناتنا الابرز لتبلور ازمتنا الأخطر
ولعل اصابتنا بنكران الذات المركب وامراض النفس المركبة تحول دون اي محاولة للخروج من نفق القداسة المظلم والذي يزداد ضيقا كلما حثثت الخطى فيه
نعم مشكلتنا (عويصة) كما يسميها صديقي الستيني فبمجرد ان يلوح في افق الاحداث اسم او عنوان او رمز او وهم او مبدأ فسوف نفتح له حساب مجاني من الضحايا الباذلين للغالي والنفيس قابل للازدياد كما ونوعا
ياللهول ماافضع ان تتصور ان يتم تجميع البشر وكأنهم (قطعان) وتحضيرهم لخدمة عنوان معين او مقترح
ليقضمها ويتاجر او يحارب بها شيخ دين أوشيخ عشيرة او سيد او مثقف أو دجال او مشعوذ أو متقول أو صامت او سياسي او اعلامي او حتى مطرب او شاعر وربما شجرة او ماكنة او جدار او بئر او شارع او قبر او حتى رأي او نزوة أو …… ماشئت فتصور
جيل يبحث عن رمز وعنوان يكافح من اجله
سيدافع عنه وسيخلق له تاريخ وكرامات و وقائع وادلة وبراهين على ضرورة الانقياد له
سيبررون اخطائه ويسدون خلاته وينشرون فضائله ويمحون رذائله ويدّعون فوائد لمخلفاته وبصاقه
هذا هو الوباء الذي استشرى سمه في المجتمع العراقي
نعم الذيلية والتبعية وتدني النظر الى قيمة الرأي الانساني
كم منا نجوا من ذاك التقديس الذي يطعن بانسانيتنا وحريتنا
لقد تقاسمتنا الهتنا التي خلقناها باوهامنا وعقدنا النفسية
ولماذا نتفاخر بعبوديتنا وانقيادنا واخلاصنا لاحتقار انفسنا واهانتها
اتذكرون قبولنا بتخوين الالاف من معارضي الرأي والعقيدة
اتذكرون قبلها طرد شركاء وطننا من اليهود واباحة اموالهم
وها نحن اليوم تستقطبنا وتتوزعنا العناوين على كثرتها
لاادري لماذا لاتجمعنا الروابط الاخلاقية والمصيرية والانسانية بقدر ماتفرقنا العناوين المخادعة والوهمية
لماذا لايجمعنا الاصلاح بدلا من الاهتزاز امام عصا السيد مقتدى ؟
لماذا لاندافع عن العراق بدلا من تلبية نداء المرجعية ؟
لماذا لانكافح الفساد بدلا من الدفاع عن عودة المالكي ؟
لماذا لانمتدح كل ابطال الوطن بدلا من تقسيمهم وتخوينهم ؟
لماذا لانحمل جرح العراق بدلا من استنزافه والتطبيل لدعوى البرزاني؟
لماذا لانبني دولة تحمي حدودها وسيادتها بدلا من تصويب رأي السيد حسن نصر الله؟
لماذا نحرص على ان نموت ونميت من اجل الرموز التي ليس لها من الامر كل هذا الاستحقاق

لماذا نصر على احتقار انسانيتنا وانسانية غيرنا من اجل رمز يتاجر بنا ولانشكل له سوى رقما لا أكثر؟
صدقوني رقما لاأكثر

#حاتم_كريم_منهي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات