أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب الفحلي - الجهل أب المصائب (ج1)














المزيد.....

الجهل أب المصائب (ج1)


الطيب الفحلي

الحوار المتمدن-العدد: 5654 - 2017 / 9 / 29 - 15:40
المحور: المجتمع المدني
    


عجيب حال هذه الدنيا وعجيب أمر مخلوقاتها وكائناتها المختلفة ،أمن أجل هذه التفاهات خلقنا ؟ ولماذا خلقنا أصلآ ؟ هل لنعمل كي ننجح في إجتياز الإمتحانات التي ستخول لنا حياة أخرى أجمل من هذه الحياة كما يعتقد المؤمنون؟ أم أننا خلقنا عبثآ وسيهلكنا الدهر فقط ونذوب في الطبيعة كما يظن الملاحدة ؟
فأي طائفة يا ترى قريبة من الحقيقة ؟

نبدأ بالأغلبية الساحقة من الطائفة الأولى التي تقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول وبعيدة كل البعد عن "المعقول"، قولهم ليس كفعلهم وفعلهم ليس كقولهم ،يقولون أن الدنيا لا معنى لها وأن المال هو الشر بعينه،وأن هناك حياة أخرى أفضل وأحسن يجب الإستعداد لها ،لكن في المقابل تجدهم يتهافتون على جمع الأموال والإستمتاع بأكبر عدد من النساء،و يتسابقون على الكراسي ضاربين عرض الحائط بكل ما كانوا يتحدثون عنه وينصحون الناس به..
فالقول بطبيعة الحال أسهل من الفعل،فالعامة تجدهم يثرثرون بلاحدود لكن لا يقدرون على فعل شيء ..
وحينما تسأل أحدهم سؤال بسيط لا تجد لديه جواب،فماذا تعني كل تلك الثرثرة إن كان هذا "المثرثر" لا يستطيع الإجابة عن سؤال في غاية البساطة ..
وإذا أرت أن ترى العجب العجاب والأحكام المسبقة والقطعية فتحدث لهم عن الفلسفة ،ستصاب بصدمة وسترى لأول مرة في حياتك الجهل وهو يمشي على الأرض صارخآ في وجهك ،ويقول الفلسفة حرام حراام حرااام ،والمشكل أنه لا يعطيك أي دليل أو برهان على ما يقول من كلام،لا يجد أمامه غير الصراخ بأعلى صوته حتى تكاد حنجرته تنفجر ..وعندما تفحص كلامه كله لا تجد فيه فكرة واحدة مفيدة ..فأنا أستغرب في الحقيقة عندما أجد شخص لا علم له ولا معرفة ولا حتى معلومات يتحدث عن مواضييع أكبر منه بكثير، فهو لا يعرف "ابن رشد" و "ابن طفيل " و"الجابري " و"طه عبد الحمان"..الخ وتجده ينعت رواد الفلسفة بأقبح الصفات وهو لا يعرفهم أصلآ ،فلو وقف على حجمهم لتبين له أنه مجرد صرصار أمامهم..
الغريب أن أغلب كارهي هؤلاء العظماء من رجال الدين ،وما أكثرهم في عالمنا العربي المتخلف هذا، والسبب هو "الجهل الذي هو أب المصائب"كما يقول العلامة المهدي المنجرة في كتابه "الإهانة في عهد الميغاإمبريالية"..
لست أدري إلى أين نحن ذاهبون بالضبط ،فنحن نسير في المجهول وإلى المجهول ،الذي أعلمه هو أننا خارج التاريخ وهذا الأخير سيلعننا بلا أدنى شك ..
أما بخصوص الطائفة الثانية التي هي طائفة الملاحدة،فأول خطأ يقعون فيه هو أنهم يقلدون الآخرين من جهة،ويصدرون أحكام قيمة على أشياء ومواضيع لا علم لهم بها من جهة أخرى ..
يتبنون أفكار وأطاريح ومعتقدات بعض الفلاسفة والمفكرين والمناضلين ك "كارل ماركس،فريدريك انجلز،جون بول ساتر ،سيمون دي بوفوار،مارتن هيدغر،برتراند راسل ،فريدريك نيتشه،آرثر شوبنهاور ..تشي جيفارا،ماوتسي تونغ،لينين ،ستالين ،تروتسكي..جون لوك ،روسو ..واللائحة طويلة طول لسان أعداء الدنيا والدين ..
وتجدهم قد أصبحوا محامون يدافعون عن أفكار هؤلاء كما هي .وهذا غباء ما بعده غباء..
فالإنسان العاقل هو الذي يقرأ للجميع سواء كانوا ملاحدة أو لاأدريين أو مؤمنين ،وفي الأخير يبني أطروحته التي قد تكون مختلفة عنهم ،أما أن يتبنى تصور ما ويدافع عنه فهذا خطأ..
والغريب هو أن تجد بعض الملاحدة يهاجمون الدين عمومآ والإسلام بالخصوص وهم لا يعلمون عنه شيئآ ،لم يقرأو القرآن ولا السنة النبوية... ويتطفلون على دين بأكمله ..
وكلهم يهاجمون ويسبون"البخاري ومسلم ،ومالك ،و إبن تيمية.." مع العلم أنهم لم يقرأو ولو سطر مما كتب هؤلاء العظماء ..
أختم هذا الجزء بقولة مهمة للعلامة إبن رشد يقول فيها أنه "يجب أن آخذ من علوم الغير فإن أصابوا شكرناهم وإن أخطأو عذرناهم،ولا يهمني دينهم أو ملتهم"..هذه القولة يجب أن يحفظها كل طالب علم ..يتبع



#الطيب_الفحلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإستثناء المغربي
- عذاب الحب
- كن ما تريد أن تكون ولا تكون كما يريدونك أن تكون
- هيستيريا العالم الوهمي (ج2)
- عدنان إبراهيم يسحق الحرباء المسماة بريجيب غابرييل(ج1)
- تأملات فلسفية فحلية (ج1)
- شذرات فحلية نيتشوية
- كاتب مستقل...كذبة كبيرة !
- هستيريا العالم الوهمي


المزيد.....




- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: العمل جار لضمان حص ...
- الأمم المتحدة: نزوح أكثر من 50 ألف شخص بسبب المعارك شمال إثي ...
- بعد تقرير -اللجنة المستقلة-.. الأونروا توجه رسالة للمانحين
- مراجعة مستقلة: إسرائيل لم تقدم أدلة بشأن ادعاءاتها لموظفي ال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب الفحلي - الجهل أب المصائب (ج1)