أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سامي حسن - شباب بلا عمل















المزيد.....

شباب بلا عمل


سامي حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 11:36
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


تقدر الاحصائيات اليوم نسبة الشباب بحوالي 20% من إجمالي سكان العالم، أي أن عدد الشباب قد تجاوز البليون. وتشير التقارير الصادر عن منظمة العمل الدولية بأن الارتفاع العالمي في حجم البطالة قد أصاب الشباب أكثر من أي فئة أخرى. ولقد وصلت بطالة الشباب إلى أعلى مستوياتها في العالم خلال العقد الماضي، حيث بلغت 88 مليون شاب عاطلٍ عن العمل في الفئة العمرية بين 15 و24 سنة، أي ما يقارب نصف عدد العاطلين عن العمل في العالم والبالغ 186 مليون. إلا أن المشكلة تتعدى العدد الكبير من الشباب العاطلين عن العمل، وبحسب نفس التقارير فإن الشباب يمثلون ما يقارب 130 مليوناً من اصل 550 مليون من العاملين الفقراء غير القادرين على انتشال أنفسهم وعائلاتهم من خط الفقر حيث لا يتعدى دخل الفرد منهم الدولار يوميا. إضافة إلى ظروف العمل السيئة والحرمان من أبسط الضمانات الاجتماعية.
إن حوالي 85% من الشباب يعيشون في الدول النامية، الأمر الذي يجب أن يكون مصدر قوة لاقتصاديات هذه الدول ولتطورها بشكل عام، ولكننا نجد العكس تماماً حيث تتعامل أنظمة دول العالم الثالث مع هذه الظاهرة كمشكلة وكارثة ؟! متعامية ومتجاهلة حقيقة أنه إذا كان هناك مشكلة فإنها تكمن في طبيعة هذه الأنظمة السياسية وسياساتها الاقتصادية والاجتماعية التي تضيع قدرات وطاقات الشباب، وتسبب لهم المشاكل والآزمات وتسد في وجههم آفاق المستقبل والابداع.
وقد بلغت معدلات العاطلين عن العمل من الشباب في العام 2003 أعلى مستوياتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وحسب تقارير منظمة العمل العربية فإن ظاهرة البطالة في الدول العربية هي الأسوأ على مستوى العالم حيث يصل عدد العاطلين عن العمل إلى حوالي 24 مليون من أصل حوالي 115 مليون هم حجم قوة العمل العربية أي أن معدل البطالة يساوي حوالي 21% تتركز بشكل كبير في صفوف الشباب. أما الفقر فحدث ولا حرج حيث في مصر وحدها يعيش نصف السكان تحت خط الفقر؟!
وفي حالة سورية وبحسب الاحصاءات الرسمية فقد تجاوز عدد العاطلين عن العمل المليون ( بطالة سافرة ، أما إذا أضفنا إليها البطالة المقنعة والبطالة الموسمية فيصل الرقم إلى أكثر من 4 مليون) وهناك أكثر من ربع مليون شخص يدخلون سوق العمل سنويا وتتميز البطالة في سورية بأنها من النوع طويلة المدى ( 40% يبحثون عن عمل لأكثر من سنتين) ويشكل الشباب في سن 15-24 حوالي 30% من العاطلين عن العمل بينما ترتفع النسبة للفئة دون الثلاثين عام إلى 80% من نسبة العاطلين عن العمل، وتتركز البطالة لدى الفئات ذات المستويات التعليمية المنخفضة(72% تعليم إعدادي وما دون) وهي في صفوف النساء أكثر من الرجال وفي الأرياف أعلى من المدن.
وفي ظل تراجع الدولة عن دورها الاقتصادي والاجتماعي، وتعثر أو فشل التنمية، وتخلف القطاع الخاص وابتعاده عن الاستثمار في القطاعات الانتاجية، وفي ظل انخفاض معدلات النمو والسير في طريق الخصخصة، وعدم وجود استراتيجيات علمية مدروسة وجريئة لمكافحة البطالة، والفساد، فإن هذه النسبة مرشحة للارتقاع بشكل مريع ؟ وإذا وسعنا الدائرة باتجاه الفقر أمكننا الحديث عن 2 مليون شخص يعيشون دون خط الفقر حسب المقياس الدولي للفقر أي يحصلون على أقل من 2 دولار يوميا وفي حال استخدام خطوط الانفاق للفقر الخاصة بالأسرة المعيشية، يرتفع الفقر الاجمالي في سوريا إلى 30% أي أنه يشمل 5.3 مليون شخص (حسب تقرير الفقر في سورية الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الانمائي 2005) وإذا علمنا أن خصائص الفقر كالبطالة أي يتركز في صفوف الشباب والفئات ذات التحصيل العلمي الأدنى و... عندئذ أمكننا توقع أي مستقبل ينتظر جيل الشباب في سوريا، والانعكاسات السلبية لوضع الشباب الكارثي ليس على الاقتصاد وحسب بل على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والثقافي.
أخيراً، لا بد من الاشارة إلى النقاط التالية:
1- إن انخفاض معدلات البطالة في الدول الرأسمالية المتقدمة مقارنة مع الدول المخلفة يعود إلى امكانياتها العالية في الاستثمار والانتاج الأمر الذي تفتقده الدول المخلفة ذات الاستثمار الضعيف والانتاجية المتدنية ومعدلات النمو المنخفضة التي تقترب من الصفر في كثير من الأحيان. كما أن قدرة الأنظمة الراسمالية المتقدمة على منع تحول ظاهرة البطالة إلى مسبب لاضطرابات سياسية واجتماعية مرده إلى استمرار الدولة في دورها الاجتماعي( بالرغم من تراجع هذا الدور بعد انهيار المنظومة الشرقية) ومنح العاطلين ما يكفي لسد احتياجاتهم الأساسية، وفي ظل غياب ذلك في الدول الرأسمالية المتخلفة فإنها مهددة بمزيد من الانفجارات الاجتماعية سيما في ظل غياب الحريات السياسية في تلك الدول
2- إن البطالة ظاهرة بنيوية ترتبط بنمط الانتاج الرأسمالي، وهناك علاقة طردية بين ارتفاع معدلات البطالة في البلدان المتخلفة ودرجة انتشار علاقات الانتاج الرأسمالية فيها وبالتالي فإن محاولة الحد من هذه الظاهرة دون المس- ولو بشكل جزئي- بجوهر وطبيعة وعلاقات النظام الرأسمالي ومصالح الفئات المسيطرة التي يخدمها محكوم عليها بالفشل، وهذا ما أكدته التجربة بالفعل. فالحد أوالتخفيف من ظاهرة البطالة لا يمكن أن يتم دون تدخل الدولة الاقتصادي والاجتماعي ، ومكافحة الفساد و التحول نحو الديموقراطية ودولة القانون والتطبيق العملي لنظام ضريبي عادل يتناسب مع حجم الدخل والأرباح، فلا يتحمل ذوي الدخل المحدود عبأ الضرائب بينما يتهرب منها أصحاب المليارات؟!
3- إن رضوخ البلدان المتخلفة لشروط-وتطبيقها لوصفات- المؤسسات الرأسمالية الدولية (البنك والصندوق الدوليان ومنظمة التجارة العالمية وغيرها) كالخصخصة وإعادة الهيكلة وتحرير التجارة وتخلي الدولة عن دورها الاجتماعي والاقتصادي قد أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في تلك البلدان. وإن القضاء التام على ظاهرة البطالة لن يتحقق إلا في إطار حل كوني إنساني هو بالضرورة نقيض الرأسمالية وطورها الراهن العولمة المتوحشة التي تؤدي سياساتها الاقتصادية وأساليبها العدوانية (الحروب، احتلال الدول) إلى ارتفاع معدلات البطالة ( وصل معدل البطالة في العراق بعد احتلاله إلى أكثر من 50%)
4- إن تخفيض أعداد العاطلين عن العمل وتأمين فرص العمل اللائق للبشر ليس حقاً من حقوق الانسان وحسب بل إنه -وبعكس ما تزعم الرأسمالية ومنظروها من أن خلق فرص العمل يرهق الاقتصاد ويستنزف موارد الدولة- ضرورة لنمو وتطور الاقتصاد حيث تشير تقارير منظمة العمل الدولية إلى أن تخفيض عدد العاطلين عن العمل من الشباب إلى النصف سيساهم بإضافة ما لا يقل عن 2.2 بليون دولار للناتج الإجمالي المحلي العالمي.



#سامي_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الخصوصية الفلسطينية
- التسوية... ووهم الدولتين
- كرمة وكيفيتاس..مرة أخرى
- مشروع سيفيتاس مرآة لواقع الشتات
- حول حق العودة ومشروع كيفيتاس نقاش مع بلال الحسن
- البطالة في سورية .. واقعها .. أسبابها .. آليات الحد منها
- نصف الحقيقة - تعقيب على جورج كتن
- الوجه الغائب لبيروت
- في تهميش الدور السياسي للمرأة
- لا زيوان البلد… ولا الحنطة الجلب
- في مفهوم الواقعية السياسية..الموقف من المقاومة والديموقراطية ...
- ممكن جداً
- !حلان..أحلاهما مر
- بعد احتلال العراق..اسرائيل الى أين؟
- انتخابات الرئاسة الفلسطينية
- المؤسسة الفلسطينية....بعد رحيل عرفات
- انتخبو البرغوثي


المزيد.....




- “يا فرحة الموظفين بالإجازة” .. موعد إجازة عيد تحرير سيناء لل ...
- -الفينيق والمرصد العمالي- يُطلقان حملة بمناسبة يومي العمّال ...
- بزيادة 100 ألف دينار فورية الان.. “وزارة المالية” تُعلن خبر ...
- زيادة مليون ونصف دينار.. “وزارة المالية” تُعلن تعديل سلم روا ...
- FIR commemorates 50 years “Carnation Revolution” in Portugal ...
- كيف ينظر صندوق النقد والبنك الدوليان للاقتصاد العالمي؟- أحمد ...
- كتّاب ينسحبون من جوائز القلم الأميركي احتجاجا على -الفشل في ...
- مؤيدون للفلسطينيين يعتصمون في مزيد من الجامعات الأميركية
- “كيفاش نجددها” شروط وخطوات تجديد منحة البطالة الجزائر عبر ww ...
- تحذير من إلغاء ما بين 65 و75% من الرحلات.. المطارات الفرنسية ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سامي حسن - شباب بلا عمل