أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجدة منصور - رسالة لإبنتي 7















المزيد.....

رسالة لإبنتي 7


ماجدة منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5649 - 2017 / 9 / 24 - 06:25
المحور: كتابات ساخرة
    


إنها رسالتي السابعة و قد تكون الأخيرة..مالم يستجد عليً أمر من أمور هذا الزمن الأغبر.
ألا ترين معي تلك الأرواح الهائمة وقد أصبحت كخرقاً بالية و أن العقل قد تحول الى ألاعيب كلامية يا سيدة البلاغة...فأنت يا إس إس خيرمن قرأ شكسبير و دانتي ايضا!!
أي مفردات نتنة و كريهة أفرزها عقلك؟؟
حين رجعت من دبي لإستراليا وجدت في منزلي فتاة قميئة...بيضاء البشرة...باهتة اللون...سمينة و قصيرة...وتأكل كثيرا..عيناها زرقاوان كقطة شارع ..لمحت فيهما الجوع و التشرد و الشهوة
الكريهة...مؤخرتها سمينة و ساقيها قصيرتين...نهديها كنهود بقرة استرالية سمينة...نظراتها شبقة..و مرعبة..و وحشية...لقد أُصبت بالتقزز و الغثيان حينما شرعتي بتقديمها لي: هذه هي لوسي..هكذا قلت
لي...إنها زميلتي في الجامعة!!!!!
لم أفتح فمي بكلمة واحدة...ولكني أحسست بالصقيع يجتاح كياني...أصابتني القشعريرة!!!
كنت أتلقى منكِ المعلومات عن لوسي...بالقطاًرة.
فهمت منكِ أنها تعيش في أحد ضواحي ملبورن ...وأن والدتها قد تزوجت مؤخرا برجل يصغرها بعشرة سنوات!!!!
أي و الله...وكنتِ لا تجدين حرجا في هذا الأمر!!!
لقد صرحتي لي يا إس إس...بأن لوسي (ستقيم معنا) لأن بيتنا كان قريبا من جامعتها بينما بيت لوسي يقبع في أحد الضواحي البعيدة عن مدينة ملبورن!
لقد قررتي أنت...بأن تقيم لوسي في بيتي! و قد وافقك الرأي...زوجي الثاني....الذي أفسدكِ حيث أنه كان جاهزا و مستعدا لتلبية كل طلباتك...فطلباتك أوامر...فأنتي من مهًد له الزواج بي..لذا فهو
مستعد أن يلبي لكِ كل طلباتك و مهما كانت غريبة و شاذة!
تُبا لكِ...وتُبا له...فقد وافق شنن....طبقه.
فأنتي و زوجي الثاني...من ذات الطينة و العجينة...لذا فأنتما تحبان بعضكما كثيرا...وها أنا قد قررت أن أتقيئكما سوية....قظ القرد في منظركما.
قريبا...سأكتب عن زوجي الثاني...إنه زوج الندامة و الخيبة.
بدأت اشتم رائحة السكائر و المشروبات الكحولية و هي تأتي عليَ من غرفتك....تلك الغرفة التي كنتِ تعيشين فيها مع لوسي.
أنتما باردتان...و تبحثان عن دفئ في الكحول و الماريغوانا.
كانت لوسي (مصابة بحمى الراي العام في إستراليا,,,حينئذ,,, فهجمات 11 سبتمبر قد أصابت الرأي العام الأسترالي...بعصبية بغيضة...ضد كل من هو مسلم في استراليا.
لوسي المريضة بحمى الرأي العام الأسترالي حينئذ....وجدت مني فريسة سهلة لتنفيذ حقدها و غلها و كرهها الذي إستمدته من عنصريتها البغيضة.
وصوبت سهام حقدها عليَ أنا..أنا السورية السمراء...القوية و الناجحة...في وقت كانت فيه لوسي جائعة و متشردة و تعيش على فضلات صندوق الضمان الإجتماعي.
في حقيقة الامر...كانت لوسي ترعبني...ولم أكن أملك خيار أن أطردها من منزلي....فقد كان (زوجي) قد تكالب معكي....ضدي أنا!
كان زوجي الثاني....يأتمر بأمركِ.....يا ست البنات.
فقد كان حلمه...أن يكون له إبنة!!!!
وهو قد تبناكِ...يا إس إس...فبئس الإبنة و بئس الأب...و بئس رجلا قد ( إخترتيه) لي...ليكون أبا لك...و زوجا لأمكِ.
ها أنا أبصق على المدينة العظيمة...حيث تتخمر داخلها كل الحثالة ...مجتمعة.
أبصق على مدينة الأرواح المنسحقة و الصدور الضيقة و العيون الجائعة و الأصابع الدبقة..أبصق على مدينة الأيديولوجيات الضيقة و الطموحات الدنيئة حيث يجتمع كل جشع و مختل و مريض
إنها المدينة التي تجتمع فيها كل الشهوانيات...السحاقيات...الوقحات...تحت سقف القانون و الديمقراطية....إنها ديمقراطية السحاق و اللواط.
كنت أرى و أسمع و أشم...كل ما يقع في غرفتكِ....مع لوسي.
لكني كنت أرتعب من فكرة أن تغادري بيتي دون أن تكملي دراستك ...الراقية...وكنت أتوهم بأنكِ ستنضجين و تكبرين...و إن ما أنت عليه...ليس بأكثر من فترة مراهقة...ستتخلصين منها..حين
تكملين دراستك في جامعتك الراقية.
كنت أراهن على الوقت.
لكن مراهنتي قد كانت خاسرة...بكل معنى الكلمة.
فالوقت لن يزيدك إلاَ كُرها لي...بل إنك قد إبتدأت بكراهية كل ماهو عربي....و مسلم ايضا.
لقد إتجهتي منهجا صارما....نحو الإلحاد!!!!!!!
لستُ ألومك في هذا...فهناك كثيرا من الجنون ...و قليلا من المنطق...في عقيدتي الإسلامية.
فأنا لم أكن بالمسلمة المثالية...ولكني كنت و ما زلت على قدر كبير من الإنسانية....تلك الإنسانية التي لامست قلب كل من عرفني...و أولهم اصدقاءك و صديقاتك.
كل صديقاتك و أصدقاءك...قد وقع في حبي...ما عدا انتِ و (لوسي).
ها أنا قد قررت أن أبصق على كل المدن الكبيرة..و أنصرف عنها...الى مكان قد قررت الموت به.
مكان لن تعرفينه طوال حياتك.
( من الحب وحده ينبغي أن ينطلق إحتقاري وطائر إنذاري الأخير...لا من المستنقع)
(لكن من هذه التي جعلتكِ باردة و متحجرة !!! أكل هذا من أجل أنني لم أجاملك كفاية و أوافقكِ على الجلوس على كومة النفايات!!!!!...فلتهنأي بملايين الدولارات التي تركتها لكِ...في واقع الأمر..لقد
تركت لكِ....قمامتي و زبالتي.)
ذات يوم...ليس ببعيد...سأراكِ تحترقين بناركِ...يا إس إس..فلكل وقت...قدره الخاص...فلتعيشي اقداركِ المعتمة...فإني لست راضية عنكِ.

هذه ليلتي...وحلم فؤادي.
نصيحتي الأخيرة لكِ: إذا لم تكوني قادرة على الحب....فلتكفي عن الكره...ولا تبتلعي ريقكِ...كي لا تتسممي.
وقول أخير لا بد من قوله: لقد مات والدك (البروفيسور) و ما زالت قضايا _الإرث_ المتعلق بوالدته....وضد أخاه الوحيد....تعج بها...قاعات المحاكم في (حلب الشهباء)
بئس القدر...هو قدري
وبئس الحظ ..هو حظي.
و لتذهبي الى جحيم نفسك و سواد سريرتك...فأنا قد إنعتقت منكِ الى الأبد.
فقلبك الشاب...قد اصابته الشيخوخة المبكرة...لأنه لم يتعلم كيف يحب.....إنها الجينات....هي اقوى مني و من حبي...لأنها جينات مغروسة في تكوينكِ الأولي!!!فحذار...حذار من نفسك التي بين جنبيك.
( ها هي موعظة وداعي لكِ...إمضي سريعا الى حيث لا يمكنكِ أن تعودي ثانية...الى حب حقيقي...ستفتقدينه...طوال ثواني عمرك...أيتها الشقية بعهر المدن الحديثة...و الديمقراطيات المتوحشة)
هنا أقف
من هناك أمشي.
خلص الحكي.



#ماجدة_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكم العدالة 3
- رسالة لإبنتي 6
- رسالة لإبنتي 5
- حكم العدالة 2
- حكم العدالة 1
- رسالة لإبنتي....4
- رسالة لإبنتي...3
- رسالة لإبنتي....2
- رسائل لإبنتي 1
- هذا الكتاب
- رسائل للدكتور ياسين الحاج صالح
- نداء عاجل
- قصتي مع الموت
- ذات يوم...كنت أرملة 2
- ذات يوم...كنت أرملة
- دعوة لشرب الخمر
- رسالة لحضرة الجنرال ميشيل عون
- أنا و الله
- ررسالة الى بشارالأسد 12
- رسالة الى بشار الأسد 11


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ماجدة منصور - رسالة لإبنتي 7