أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حنان محمد السعيد - سأختار شعبي














المزيد.....

سأختار شعبي


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 5646 - 2017 / 9 / 21 - 15:38
المحور: حقوق الانسان
    


كنت قديما اتعجب مما يفعله النظام البحريني بمعارضيه، حيث أقر هذا النظام مبدأ عجيب للغاية في التعامل مع المعارضة بانتزاع جنسيتهم والتي هي حق لكل انسان في كل المواثيق، ويأتي ذلك بالتزامن مع فتح باب التجنيس على مصرعيه للهنود والباكستانيين والسودانيين وغيرهم من الجنسيات التي تظهر ولاءا للنظام وتنخرط في صفوف الجيش والشرطة للمشاركة في تثبيت دعائمه.
وبذلك يختار النظام شعب موالي له في حظيرته الخاصة بدلا من أن يختار الشعب الحكومة التي تناسبه كما هو الحال في دول العالم المتحضرة.
وقد يبدو هذا الأمر سهلا وميسورا في دويلة صغيرة لا يزيد تعداد مواطنيها عن نصف مليون شخصا ولكن لا اعرف حقا كيف سيكون الحال اذا ما حاول نظام يحكم 90 مليون مواطن تنفيذ مثل هذه الاستراتيجية الحمقاء في التخلص من الأصوات التي تعارض ما ينفذه من اجندات داخلية وخارجية لا تصب بأي حال من الأحوال في صالح الغالبية العظمى من الشعب أو في الصالح العام للدولة.
لم تكتفي هذه الأنظمة بالتعذيب والمطاردة والتنكيل والتشهير، ولكن كان عليها أن تمعن في اذلال المواطنين وقهرهم بانتزاع حتى جنسياتهم لمجرد المطالبة بحقوقهم المشروعة التي اصبحت احلام بعيدة المنال في ظل حكومات اعتبرت أن البلاد والعباد ملكا خالصا لهم من دون الناس لا ينازعهم فيه أحد.
لم تعد هذه الأنظمة مستعدة للاستماع لصوت الحق والعقل مهما كان خافتا فأغلقت القنوات والصحف والمدونات وحظرت مئات المواقع الالكترونية وزجت في السجون بعشرات الألاف من المواطنين بلا جريرة الا أن طالبوا بأدنى حقوقهم الأدمية، وحان الوقت الأن للتخلص تماما من المعارضين بتجريدهم من جنسياتهم وانكار وجودهم.
وطالما أن هؤلاء يهمهم فقط أمن وسلامة المواطن الاسرائيلي، وطالما أن هؤلاء يزورون اسرائيل سرا وعلنا، وطالما أن هؤلاء يطالبون بالتماهي مع اسرائيل وعمل علاقات دبلوماسية وتجارية معها ويقبلون ان يكونوا جزءا من الشرق الأوسط الكبير الذي تم التخطيط له في واشنطن فليفعلوا ما يشاؤوا في شعوبهم وبلدانهم أمنين من أي محاسبة.
اقتلوا وانهبوا وانتزعوا الجنسيات، اسيلوا الدماء وانشروا الكذب والجهل والمرض بين ابناء شعوبكم ولا تخشون بأسا ولا عنتا، فأنتم في حماية اساطيل أمريكا.
هذه الأنظمة وصفها الراحل الحاضر محمود درويش في قصيدته "خطب الديكتاتور الموزونة" وصفا دقيقا حين قال:
سأختار شعبي
سأختار أفراد شعبى ،
سأختاركم واحدا واحدا من سلالة
أمى ومن مذهبى،
سأختاركم كى تكونوا جديرين بى
إذن أوقفوا الآن تصفيقكم كى تكونوا
جديرين بى وبحبى ،
سأختار شعبى سياجا لمملكتي ورصيفُا
لدربي

ان التوافق في أساليب القمع بين الدول العربية لهو أمر مثير للدهشة حقا، وكأنهم يقرأون من كتاب واحد، الا ليت مثل هذا التعاون العظيم في النشاطات الأمنية التي تهدف الى قمع وتدجين المواطن العربي كان له مقابل في النشاطات الاقتصادية وفي الصحة والتعليم وما يفيد المواطن العربي .. ليت !



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمن اسرائيل وأمن الكرسي
- المعايير الغربية لحقوق الانسان
- حيوا العلم .. حيوه
- أعداء العلمانية
- دين العرب
- وكفاية علينا الأمان
- لن تصدقها الا اذا وقعت ضحيتها
- أربعة .. وخامسهم نتنياهو
- التوسع في عمليات التجسس والتتبع في مصر
- تيران وصنافير .. ضياع الأمل الأخير
- الحالة الفنزويلية
- أساليب النظام
- عتاب .. على الإرهاب
- خطوط ترامب الحمراء
- ارني دينك في سلوكك فهيئتك كثيرا ما تكذب
- رمسيس الثاني .. الجد الأعظم الذي جار عليه الزمن وقلّب علينا ...
- حكاية سبعاوي
- فقر ادارة .. ام فقر موارد؟
- أزهى عصور التدليس
- انظمة آيلة للسقوط


المزيد.....




- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حنان محمد السعيد - سأختار شعبي