أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم زاده الكوردي - إشكالية تعريف الإرهاب















المزيد.....



إشكالية تعريف الإرهاب


اكرم زاده الكوردي
(Akram Zada Al Kurdi)


الحوار المتمدن-العدد: 5644 - 2017 / 9 / 19 - 15:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدمة
من خلال التأمل في تاريخ الإنسانية وتحري أحوالها الاجتماعية ندرك أن الإرهاب بوصفه عمل اجرامي وجد مع مهد الإنسانية الاولى حينما قتل قابيل أخاه، ومضى بعض الناس مقتفين أثره ومتخذين الوسائل الإرهابية وسيلة لنيل مطالبهم . وحري بالذكر أن الإرهاب كان فردياً أو ضمن مجموعات متشعبة وأمشاج متفرقة في مظان متباعدة وكان جل مبتغاها السطو على أموال الناس، لكن الآن قضية الإرهاب غدت دولية وتمارس ضمن أجندات إقليمية لغايات ايدولوجية وسياسية واقتصادية، وبعد أن كان الإرهاب يرتكب من قبل أشخاص معدودين، أصبح يرتكب من قبل منظمات وجماعات محلية ودولية ووصل الأمر إلى ضلوع الدول في ارتكاب هذه الجريمة البشعة بصورة مباشرة وغير مباشرة. وتعدى أثرها من قتل أفراد أوعوائل الى أبادت شعوب بأكملها وتدمير البنية التحتية للمدن. ونظراً للنتائج الكارثية والوحشية التي تتركها هذه الجرائم في ذاكرة وضمير الإنسانية، لجأت الشعوب والدول والمنظمات إلى إدانتها واستنكارها فور وقوعها، لكن موقف الجهات المذكورة غير موحدة، ففي الوقت الذي تعتبر دولة أو شعب ما حادثة معينة بأنها إرهابية وتستنكرها، ترى دولة أخرى أو شعب آخر بأن ذلك دفاع عن النفس وأنها ليست بعمل إرهابي. هذا الاختلاف في الموقف إزاء جريمة بعينها فيما إذا كانت إرهابية من عدمها يقودنا إلى طرح إشكالية البحث والتي هي:

إشكالية البحث
منذ عقود الفقهاء والاكاديميون والباحثون يحاولون تعريف الإرهاب وهذا واضح جداً عند دخول ثنايا الكتب الفقهية والدراسات والبحوث الأكاديمية، كما أن المجتمع الدولي هو الآخر عقدت عشرات المؤتمرات والاتفاقات حول الإرهاب، ومن خلالها تم تناول الكثير من المسائل المتعلقة به، وتم تشكيل لجان خاصة لدراسة تلك المسائل، وأن تعريف الإرهاب كان من إحدى أبرز المسائل التي طرحت للدراسة والمناقشة عليها، ورغم كل ذلك، لم يتم التوصل إلى تعريف موحد للإرهاب مقبول عالمياً، وهذا يقودنا إلى التساؤلات التالية:
أسئلة البحث
1. هل هناك خلاف حول تعريف الإرهاب؟
2. إذا كان هناك خلاف، ما هي أوجه الخلاف؟
3. ما هي الأسباب التي تقف وراء هذا الخلاف؟
فرضيات البحث:
1. وجود خلاف وجدل عميق حول تعريف الإرهاب.
2. ظهور أكثر من اتجاه يدعو إلى عدم تعريف الإرهاب.
3. هناك خلاف بين أنصار الاتجاه الداعي لتعريف الإرهاب نفسه.
4. وجود أسباب مختلفة، دولية، محلية، شخصية، ثقافية، تكنولوجية وغيرها، تحيل دون الوصول الى تعريف موحد.
أهداف البحث
1. عرض وتحليل تعريف الإرهاب الوارد في ثنايا الكتب الفقهية والبحوث والدراسات الأكاديمية.
2. بيان آراء الاتجاهات حول تعريف الإرهاب، وتحديد نقاط الخلاف بينها.
3. معرفة الأسباب التي تكمن وراء عدم الإتفاق على تعريف موحد للإرهاب مقبول عالمياً.
أهمية البحث:
1. تكمن في أنه يتناول أخطر ظاهرة عرفتها البشرية.
2. ويتطرق لموضوع تعريف الإرهاب الذي يعد من أعقد وأصعب المسائل بين الفقهاء والأطراف الدولية والمحلية.
3. يساعد القارئ على فهم الخلاف الحقيقي حول تعريف الإرهاب والأسباب الحقيقية التي تمنع دون الوصول إلى تعريف موحد.
4. يبيّن تعريف الإرهاب لدى المؤسسات والشخصيات الأمريكية الرسمية. علماً، أن التعرّف على التعريف المعتمد لدى هذه الجهات له أهميتها، خاصة إذا عرفنا بأن أمريكا هي قائدة الحملة العالمية ضد الإرهاب.
منهجية البحث
1. المنهج الاستقرائي التحليلي لنصوص التعاريف الواردة في الكتب الفقهية والبحوث لمعرفة المحتوى التعريفي لهذه النصوص من أفكار ومفاهيم.
2. المنهج المقارن لغرض معرفة أوجه التشابه والاختلاف بين هذه النصوص.
3. المنهج النقدي لبيان أوجه النقائص والعيوب في النصوص المذكورة.
خطة البحث
وبهدف الايجابة على إشكالية وتساؤلات هذا البحث سيتم تناول هذه الدراسة من خلال أربعة مطالب. في المطلب الأول سيتناول الباحث تعريف الإرهاب لغةً، وفي الثاني سيبيّن تعريف الإرهاب اصطلاحاً، وفي المطلب الثالث سيتطرق إلى تعريف الإرهاب لدى المؤسسات والشخصيات الأمريكية الرسمية، وفي المطلب الأخير سيعرض أسباب الخلاف حول تعريف الإرهاب.
المطلب الأول: تعريف الإرهاب لغةً.
تشير المصادر إلى أن مصطلح الإرهاب لأول مرة استخدم خلال الثورة الفرنسية أي في أوروبا ، ومن ثم انتشر في العالم. لكن نظراً لكون اللغة التي كتبت بها البحث هي اللغة العربية، لذا سوف نبحث معنى مصطلح الإرهاب في هذه اللغة أولاً، ومن ثم في الإنكليزية.
الفرع الأول: الإرهاب في اللغة العربية.
جاء في (كتاب العين) للفراهيدي: رهب: رَهِبْتُ الشَّيءَ أَرْهَبُهُ رَهَباً ورَهْبةً، أي: خفته. وأَرْهَبْت فلاناً. والرَّهْبانِيّةُ: مصدرُ الرّاهب، والتَّرَهُبُ: التَّعَبُّدُ في صَوْمَعةٍ .
أما الرازي فذكر في (مختار الصحاح): (رَهِبَ) خَافَ وَبَابُهُ طَرِبَ وَ (رَهْبَةً) أَيْضًا بِالْفَتْحِ وَ (رُهْبًا) بِالضَّمِّ. وَرَجُلٌ (رَهَبُوتٌ) بِفَتْحِ الْهَاءِ أَيْ (مَرْهُوبٌ) يُقَالُ: رَهَبُوتٌ خَيْرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ. أَيْ لَأَنْ تُرْهَبَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ. وَ (أَرْهَبَهُ) وَ (اسْتَرْهَبَهُ) أَخَافَهُ .
وإن ما ورد في قاموس (لسان العرب) لإبن منظور وغيرها من القواميس والمعاجم العربية القديمة لا تختلف عن ما ذكر آنفاً، لذا وتجنباً للتكرار تم الإكتفاء بهذه القواميس.
أما (معجم اللغة العربية المعاصرة) الذي يتعبر معجماً معاصراً، فقد عرّف مصطلح (الإرهاب) و(الإرهاب الدولي) و(الإرهابي) بشكل واضح وصريح، حيث ورد فيه:
الإرهاب: هو مجموع أعمال العنف التي تقوم بها منظّمة أو أفراد قصد الإخلال بأمن الدَّولة وتحقيق أهداف سياسيَّة أو خاصَّة أو محاولة قلب نظام الحكم "ضحايا الإرهاب".
التعريف يشير بكل وضوح إلى إرهاب الأفراد والمنظمات دون الدول، إذ اعتبرت الدولة ضحية له واستبعدت أن تكون هي القائمة بالإرهاب ضد الأفراد أي مواطنيها.
الإرهاب الدوليّ: أعمال ووسائل وممارسات غير مُبرَّرة، تمارسها منظمات أو دول، تستثير رعب الجمهور أو مجموعة من الناس لأسباب سياسيّة بصرف النظر عن بواعثه المختلفة.
يفهم من التعريف أن الإرهاب الذي يمارسه الدول والمنظمات ضد بعضها البعض يعتبر إرهاباً دولياً، أما الإرهاب الذي يمارسه الدولة داخل أراضيها ضد مواطنيها أو منظماتها المحلية فغير واضح، هل سيصنف إرهاباً دولياً أو لا؟.
الإرهابيّ: له معنيان: أولاً، اسم منسوب إلى إرهاب: "عمل إرهابيّ". ثانياً، وصف يطلق على من يسلك سبيل العنف والإرهاب، لتحقيق أهداف سياسيّة أو خاصّة مثل "قام فريق من الإرهابيين باختطاف طائرة أمس".
حكم إرهابيّ: هو حكم يقوم على إرهاب الشَّعب واستعمال العنف لكبت حريته .
تبيّن فيما سبق، بأن مصطلح الإرهاب لم يدرج في القواميس والمعاجم القديمة، ، وهذا يوحي بأن المصطلح المذكور جديد على هذه اللغة.
الفرع الثاني: الإرهاب في القرآن الكريم.
عند تناول معنى أي مصطلح في اللغة العربية، فإنه من الضروري البحث عن معناه في القرآن الكريم الذي يعد الكتاب المقدس لدى المسلمين الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان العالم. كما أن لمعرفة معنى مصطلح الإرهاب في القرآن له أهميته الخاصة، لأن المعادين للإسلام لامتلاكهم ماكينة إعلامية ضخمة استطاعوا من خلالها السيطرة على عقول أكثرية الناس في العالم ولصق الإرهاب بالاسلام، إذ بمجرد أن تقع عملية إرهابية في أي مكان من العالم يتم اتهام المسلمين بارتكاب العملية حتى قبل البدء في إجراء التحقيقات وإعلان نتائجها.
الآيات القرآنية التي وردت فيها جذر ( ر -هـ - ب ) ومشتقاته هي ما يلي:
1. قال تعالى{يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} . فسّر ابن عبّاس رضي الله عنه (إِيَّايَ فَارْهَبُونِ): بمعنى وإِيّاي فارهبون أَن أُنزل بكم ما أَنزلت بمن كان قبلكم من آبائكم من النّقمات التي قد عرفتم من المسخ وغيره .
2. قال تعالى{وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ} ، بمعنى يخافون ويتّقون .
3. قال تعالى{فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} ، عن ابن جريج في قوله: ويدعوننا رغبًا ورهبًا قَال: رغبًا: طمعًا وخوفًا، وليس ينبغي لأحدهما إِنَّ يفارق الآخر .
4. قال تعالى{لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} ، بمعنى هم الرّهبان الّذين في الصّوامع والحزب فدعوهم فيها .
5. قال تعالى{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} ، ترهبون به، يعني: تخوفون بالسلاح عدوّ اللّه وعدوَّكم .
6. قال تعالى{وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ} ، قال المفسرون: لما ألقى موسى عصاه فصارت جاناً، رهب وفزع، فأمره الله أن يضم إليه جناحيه ليذهب عنه الفزع. قال مجاهد: كل من فزع فضم إليه جناحيه ذهب عنه الفزع، وقرأ هذه الآية .
7. قال تعالى{ثُمَّ قَفَّيْنا عَلى آثارِهِمْ بِرُسُلِنا وَقَفَّيْنا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغاءَ رِضْوانِ اللَّهِ فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ} ، الرهبانية: ترهبهم في الجبال فارّين من الفتنة في الدين، مخلصين أنفسهم للعبادة، وذلك أنّ الجبابرة ظهروا على المؤمنين بعد موت عيسى، فقاتلوهم ثلاث مرات، فقتلوا حتى لم يبق منهم إلا القليل، فخافوا أن يفتنوا في دينهم، فاختاروا الرهبانية: ومعناها الفعلة المنسوبة إلى الرهبان .
8. قال تعالى{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ} ثم ذكر السبب في عدم نصرتهم لليهود والدخول مع المؤمنين في قتال فقال: {لَأَنْتُمْ} يا معشر المسلمين {أَشَدُّ رَهْبَةً}؛ أي: مرهوبية {فِي صُدُورِهِمْ}؛ أي: في قلوب المنافقين، أو في صدور اليهود، أو صدور الجميع {مِنَ اللَّهِ}؛ أي: من رهبة الله، بمعنى: مرهوبيته، والرهبة: مخافة مع تحزّن واضطراب وهي هنا مصدر من المبنيّ للمفعول، وهو رهب؛ أي: أشد مرهوبية. وذلك لأن {أَنْتُمْ} خطاب للمسلمين، والخوف ليس واقعًا منهم بل من المنافقين، فالمخاطبون مرهوبون غير خائفين. وهذه الجملة في المعنى كالتعليل لقوله: {لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ} كأنه قال: إنهم لا يقدرون على مقاتلتكم، لأنكم أشد رهبة .
بعد تناول معنى مصطلح الإرهاب في القرآن الكريم، اتضّح بأنه لا يختلف عمّا ورد في القواميس والمعاجم العربية وأن كلاهما متفقان على أن معناه: الخوف، الفزع، الرعب وعدم الأمان.
الفرع الثالث: الإرهاب في اللغة الإنكليزية.
جاء في قاموس أوكسفورد الشهير، معنى هذا المصطلح ومشتقاته، كما يلي:
(Terror) –اسم: 1. هو شعور بالخوف الشديد. شخص ما، حالة، أو شيء، الذي يجعل منك تخاف جداً. 2. أعمال العنف أو التهديد بها، يراد بها التسبب في خلق حالة الخوف، وعادة لأغراض سياسية. (Terrorism) –اسم: هو استخدام أعمال العنف من أجل تحقيق أهداف سياسية أو لإجبار الحكومة لكي يقوم بــــــ: (عمل إرهابي أو مكافحة الإرهاب، يتعهد الحكومة على بذل كل ما في وسعها لمكافحة الإرهاب). (Terrorist) –اسم-: هو الشخص الذي يشارك في الإرهاب. (Terrorize)-فعل-: تخويف وتهديد الناس بحيث إنهم لن يعارضوا لك أي شيء أو سوف يفعلون ما تقول لهم .
أما قاموس التراث الأمريكي في اللغة الإنكليزية: فعرّف الإرهاب: بأنه استعمال غير مشروع للقوة أو العنف، أو التهديد بهما، من قبل شخص أو مجموعة منظمة، ضد الأشخاص أو الممتلكات، مع نية تخويف وإجبار الجماعات أو الحكومات، غالباً لأسباب آيديولوجية أو سياسية .
قاموس ويبستر، عرّف الإرهاب Terrorism)): هو الاستخدام الفعلي للعنف أو التهديد به من أجل تخويف أو خلق حالة من الذعر، وخصوصاً عندما تستخدم كوسيلة لمحاولة التأثير على السلوك السياسي .
أما قاموس بلاك فهو الآخر لم يخلو من تعريف هذا المصطلح، حيث عرّف هذا المصطلح مجرداً، كما عرّف الإرهاب المحلي والدولي أيضاً، وكما يلي :
الإرهاب: هو استخدام أو التهديد باستخدام العنف للترهيب أو يسبب الذعر، إلخ كوسيلة لتؤثر على السلوك السياسي.
الإرهاب المحلي، يكون في حالتين:
1. الإرهاب الذي يحدث في المقام الأول ضمن نطاق الاختصاص القضائي للولايات المتحدة.
2. الإرهاب التي نفذت ضد الحكومة التي ينتمي إليها الفرد أو مواطنيها.
الإرهاب الدولي: الذي يحدث في المقام الأول خارج نطاق الاختصاص القضائي للولايات المتحدة، أو تتجاوز الحدود الوطنية من خلال الوسائل التي يتم بها، يهدف إلى تخويف الناس، أو المكان الذي يعمل فيه الجناة أو يطلبون منه اللجوء. علماً، اعتمد هذا القاموس على القانون الأمريكي للإرهاب عند تعريفه لهذا المصطلح. وهذا سيتّضح للقرّاء في المطلب الخاص بتعريف هذا المصطلح لدى المؤسسات الأمريكية، لاحقاً.
وذهب البعض إلى أن مصطلح (Terrier) الفرنسية أو مصطلح (Terror) الإنكليزية، يعني إرهاب الدولة ضد مواطنيها، أما مصطلح (Terrorism) الفرنسية أو مصطلح (Terrorism) الإنكليزية، فيعني إرهاب الأفراد أي أعمال العنف التي تقوم بها الشعوب ضد سلطاتها الحاكمة ، وقد يكون هذا الرأي في محلّه، لأن الإرهاب بأشكاله استخدم أولاً استخدمتها السلطات القمعية الحاكمة ضد مواطنيها. وحينما، بدأت الشعوب المظلومة بالنضال ضد حكوماتها القمعية البوليسية سواء كانت وطنية أو استعمارية، كرد فعل لتصرفات تلك الحكومات، ألصقت نضالهم بتهمة الإرهاب. وهناك من أدرج اختلافاً آخر بين هذين المصطلحين، إذ ذكر أن مصطلح (Terror) يشير إلى الخوف، والاضطراب العنيف أي الفعل أو النشاط الإرهابي، في حين يشير مصطلح (Terrorism) إلى تبنّي الإرهاب كمذهب وفكرة ونظام .
في نهاية هذا المطلب، تبيّن فيما تقدّم أن مفهوم مصطلح الإرهاب في كلتي اللغتين متشابهين وقربين جداً من بعضهما البعض، سوى أن مصطلح (Terror)، يعني إرهاب الدولة ضد مواطنيها، أما مصطلح (Terrorism) فيعني إرهاب الأفراد ضد سلطاتها الحاكمة في اللغة الإنكليزية، كما اطّلع الباحث على رأي يشير إلى فرق آخر بين هذين المصطلحين، فحسب هذا الرأي مصطلح (Terror) يشير إلى الفعل أو النشاط الإرهابي، في حين يشير مصطلح (Terrorism) إلى تبنّي الإرهاب كمذهب وفكرة ونظام. أما مصطلح الإرهاب في اللغة العربية فليس له هذه الفروقات وهذا قد يعود إلى كونه مصطلح جديد على هذه اللغة كما أشار إليه بعض المصادر .
المطلب الثاني: تعريف الإرهاب اصطلاحاً.
إن عرض وتحليل ومناقشة جميع التعاريف الاصطلاحية التي ذكرها الفقهاء، عمل صعب وخارج نطاق هذه الدراسة التي لا تتعدى سوى عدد من الصفحات، ففي دراسية استقرائية مسحية لتعريف الإرهاب جمع أحد الكتّاب (109) تعاريف مختلفة لهذا المصطلح . لذا، سيقتصر هذا المطلب على أهم التعاريف التي اطّلع عليها الباحث.
يقول (هانز بيتر) وهو مستشار قانوني للّجنة الدولية للصليب الأحمر أن "الإرهاب ظاهرة اجتماعية ذات متغيرات عديدة للغاية، لذا لا يمكن وضع تعريف علمي لها"، وعليه فليس هناك داعٍ لتعريف الإرهاب، إذ بامكان المرء معرفته بمجرد مشاهدته. وأن تشخيص الأسباب أهم من التعريف، كما أن التعريف المسبق غير عملي وواقعي، لأن ذلك من المحتمل أن يسبب توسيع دائرة الخلاف حول تكييفه .
كما أن الخبير في شؤون الإرهاب (WLaqueur) والذي هو رئيس مجلس البحوث الدولية لدى مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية أيّد هذا الاتجاه إذ قال: حتى وإن وجد تعريف موضوعي ومتجرد للإرهاب، يغطي كافة جوانبه وخصائصه المهمة، سوف يبقى مرفوضاً من قبل البعض لأسباب آيديولوجية .
عليه، من الصعب تعريف الإرهاب بكلمات قانونية واضحة، بحيث يشمل كل الجوانب، ولهذا فإن الاتجاه الفقهي السائد هو تجنّب وضع تعريف جامع مانع له. ورغم ذلك، فإن هناك من الفقهاء من حاول تعريفه، كما أن بعض الاتفاقات الدولية والإقليمية هي الأخرى حاولت تعريفه .
هناك اتجاه قريب من هذا الاتجاه يدعو إلى وصف الإرهاب دون تعريفه. وهذا ما ذهب إليه الفقيهان كل من (هورتو) و(دونديو دوفابر) إذ قالا: أن "وضع تعريف منضبط جامع مانع أمر يثير كثيراً من الصعوبات، وتختلف عليه الآراء، ويكفي أن نحدد الأمر ونضبطه بوضع عناصر محددة له، وسمات خاصة به يمكن للجميع بعد أن تحقق تلك السمات والصفات، وتحكم هذه العناصر الإجماع على تسمية هذا الأمر دون نزاع أو خلاف" .
كما أن الفيلسوف الألماني (Ludwig) هو الآخر يقول: لا أحد يستطيع وضع نص دقيق موجز بحيث يتضمن جميع العناصر الضرورية والكافية للتعريف، لكن يمكن تقديم مجموعة من المفاهيم المتعلقة بالموضوع .
وعليه، فإن وصف الإرهاب أسهل من تعريفه، فهو ظاهرة دولية يحيط بها الكثير من الغموض، وليس له مفهوم متفق عليه لدى الفقهاء، كما أن الإرهاب وبسبب مفهومه الغامض ونطاقه الواسع، فإنه من المستحيل إيجاد تعريف بحيث يسع لجميع أنواع وأشكال الإرهاب التي حصلت عبر التاريخ، وهذا ما ذهب إليه مجلس الشيوخ الفرنسي عام 1984 .علماً، أن غموض مصطلح الإرهاب تستخدم من قبل الكثير من الجهات بمهارة لغرض تسوق إرهابها ضد الآخرين دولاً كانت أم أفراداً أو منظمات أو جماعات .
إضافة إلى ذلك، فإن أساليب العمليات الإرهابية تختلف من حيث الزمان والمكان ونوع العملية المراد تحقيقها، بحيث من الصعوبة التكهّن بجميع أنواع العمليات، كما قد يكون دوافع مرتكبيها مشروعة أو غير مشروعة، وبهدف التخلص من كل هذا التعقيد، يرى أصحاب هذا الاتجاه تعريف الإرهاب من خلال وصف الإعمال الإرهابية .
وبسبب التعقيد والغموض وعدم الاتفاق حول تعريف موحد للإرهاب، ظهر اتجاه آخر يدعو إلى تعداد الأعمال الإرهابية كالقتل واختطاف الطائرات وغيرها دون دراسة الغرض أو الهدف من ارتكاب هذه الأعمال . وهذا ما تتجه اليه المعاهدات والاتفاقات الدولية.
لكن هذا الاتجاه غير عملي أيضاً لأنه من الصعوبة بمكان أو بالأحرى من المستحيل أن يستطيع المشرع الدولي أو الوطني تعداد جميع الأعمال الإرهابية، كما أن التطور التكنولوجي المستمر واستخدامه من قبل الإرهابيين هو الآخر يعتبر عائقاً أمام حصر هذه الأعمال قانوناً.
الاتجاهات المذكورة أعلاه استسلمت للصعوبات والعراقيل التي تقف أمام تعريف الإرهاب، وبالمقابل هناك اتجاه آخر يدعو إلى عدم التسليم، وضرورة قيام المراكز الأكاديمية بدراسات عميقة ودقيقة من أجل التوصل إلى تعريف مقبول عالمياً. وهذا ما ذهب إليه أيضاً (كوفي عنان) الأمين العام للأمم المتحدة سابقاً .
وأنصار هذا التوجه يعرّفون الإرهاب بعد دراسته دراسةً علمية موضوعية، وأنهم لا يبدون اهتماماً لأساليب وأشكال الإرهاب، وإنما يركزّون على أهداف ودوافع الإرهابيين، لكنهم يختلفون حول طبيعة هذه الأهداف، وهم يركّزون على الأهداف السياسية والآيديولوجية والفكرية، لكن من الناحية العملية فإن أهداف الإرهاب غير محددة، فقد يكون هناك أسباب اقتصادية أو اجتماعية وغيرها .
فيعرّف (محب الدين) العمل الإرهابي بأنه: "فعل إجرامي تحركه دوافع دنيئة، يرتكبه فرد أو جماعة من الأفراد بأسلوب يعتمد على نشر الرعب في النفوس بغية تحقيق هدف معين أياً كان" . التعريف يبعد الجاني من توجيه تهمة الإرهاب إليه بمجرد أن يكون الدافع وراء عمله الإجرامي غير دنيء، كما لم يشر إلى إرهاب الدولة، رغم أنها مثل الأفراد والجماعات قد تكون هي القائمة بالإرهاب مباشرة أو بالواسطة.
أما (الربيش) فعرفه بأنه " أعمال إجرامية ترتكب ضد دولة، الهدف منها نشر الرعب لدى شخصيات محددة أو لجمهور الناس لأغراض سياسية أو نحوها، وتتسم هذه الأعمال بالعنف كالتفجير وغيره" . وقد وصف الربيش الإرهاب بأنه أعمال إجرامية لكن في نهاية التعريف رجع ووصفتها بالعنف، وكأنه أراد أن يقول (أعمال عنف إجرامية) موجهة ضد الدولة، ولكن لم يبيّن حينما تكون الدولة هي نفسها تقوم بالارهاب في أحيان كثيرة ، كما أنه حصر أهدافه لأغراض سياسية أو المشابهة لها.
وذهب (خليل حسين) بأن الإرهاب عبارة عن: "العنف المنظم بمختلف أشكاله والموجه نحو مجتمع ما أو حتى التهديد بهذا العنف سواء أكان هذا المجتمع دولة أو مجموعة من الدول أو جماعة سياسية أو عقائدية على يد جماعات لها طابع تنظيمي بهدف محدد هو إحداث حالة من الفوضى وتهديد استقرار هذا المجتمع لتحقيق السيطرة عليه أو تقويض سيطرة أخرى مهيمنة عليه لصالح القائم بعمل العنف" . الإرهاب بموجب التعريف هو عنف منظم، قد ترتكب بحق الدولة أو الأفراد، بهدف خلق حالة الفوضى، لتحقيق السيطرة أو تقويض السيطرة على المستهدفين، وهنا حصر الإرهاب بالجماعات المنظمة دون الدول والأفراد غير المنتمين لجماعات منظمة، كما بيّن أن ألإرهاب يقع لصالح القائم بالإرهاب، لكن من الناحية العملية في أغلب الأحيان يكون الهؤلاء مجرد أشخاص مأجورين أي مجرد آلة بيد أشخاص أو جهات أخرى.
أما الخبير في شؤون الإرهاب (WLaqueur) فكان له تعريفه الخاص به إذ عرّفه بأنه: استعمال غير مشروع للقوة لتحقيق أغراض سياسية، حينما يكون الضحايا الناس الأبرياء . خرج (ولتر) الاستعمال المشروع للقوة أي العنف من نطاق الإرهاب، وحدد الهدف بالغرض السياسي، لذا إذا كان الغرض اقتصادي أو ديني وغير ذلك، فلا يعتبر إرهاباً، كما حصر المستهدفين لهذه القوة بالأبرياء أي المدنيين فقط.
وذهب كل من (Enders & Sandler ) إلى أن االإرهاب هو: استعمال متعمد للعنف )غير العادي -Extranormal ) أو الأعمال الوحشية، أو التهديد بهما، من قبل الجماعات، لتحقيق أهداف سياسية، دينية، أو آيديولوجية، من خلال تخويف عدد ضخم من الجمهور، عادة غير موجهة مباشرة ضد صناع القرار-السلطة- الذي يسعى الإرهابيين التأثير عليهم . يستنتج من التعريف بأن العنف العادي والعمل غير الوحشي لا يدخلان ضمن نطاق الإرهاب. وحدد أهداف الإرهاب بالأهداف (السياسية، الدينية، والآيديولوجية)، وحسب تعريفهما فإن العمل الإرهابي يرتكب من قبل الجماعات حصراً. وأخيراً، فإن العمل العنفي غير العادي وحتى الوحشي لا يعتبران أعمالاً إرهابية إن كانت غير عمدية.
أما (جورج ستولتز) فعرّف الإرهاب من خلال كلمات معدودة وبصيغة مختصرة جداً: عنف منظم، وموجه وله هدف معين . التعريف ذو نطاق واسع جداً، فحتى الجرائم العادية يمكن إدراجها ضمن جرائم الإرهاب وهذا غير ممكن.
أما الفقيه العربي (البسيوني) كان له تعريف آخر للإرهاب وهو: "استراتيجية عنف محرّم دولياً، تحفزها بواعث عقائدية (آيديولوجية) وتتوخى إحداث عنف مرعب داخل شريحة خاصة من مجتمع معين لتحقيق الوصول إلى السلطة أو للقيام بدعاية لمطلب أو لمظلمة بغض النظر عما إذا كان مقترفوا العنف يعملون من أجل أنفسهم ونيابة عنها أو نيابة عن دولة من الدول" .
وعرّف (محمد عزيز) الإرهاب الدولي بشكل مسهب وهو:"عمل عنيف وراءه دافع سياسي أياً كانت وسيلته وهو مخطط بحيث يخلق حالة من الرعب والهلع في قطاع معين من الناس لتحقيق هدف بالقوة أو لنشر دعاية لمطلب أو ظلامة سواء كان الفاعل يعمل لنفسه بنفسه أم بالنيابة عن مجموعة تمثل شبه دولة (كجماعات التحرر الوطني الانفصالية) أم بالنيابة عن دولة منغمسة بصورة مباشرة أو غير مباشرة في العمل المرتكب شريطة أن يتعدى العمل الموصوف حدود دولة واحدة إلى دولة أو دول أخرى سواء ارتكب العمل الموصوف في زمن السلم أم زمن الحرب" .
فحسب هذين التعريفين فإن الفعل لا يعتبر إرهاباً دولياً، إلاّ إذا كان موصوفاً بالعنف، وغير مشروع دولياً، ومنظّماً أي مخطط وله استراتيجية، وأن يكون الباعث وراء العمل الإرهابي باعثاً آيديولوجياً أو سياسياً، وحصر الأهداف في ثلاث وهو: الوصول إلى السلطة، أو الدعاية لمطلب، أو الدعاية لمظلمة. وأن العمل الإرهابي قد ترتكب من قبل جماعة أو من قبل دولة. ولا يعتبر العمل إرهاباً دولياً إلاّ إذا تعدّت حدود الدولة الواحدة، ولا فرق فيما إذا وقع العمل في وقت الحرب أو السلم.
وأخيراً، ( عثمان علي) يعرّف للإرهاب بأنه: "تعبير عن العمليات العنفية (المادية والمعنوية) أو التهديد بها، بصورة غير مشروعة لخلق حالة من الرعب والفزع، تقوم به أفراد أو جماعات أو كيانات أو منظمات أو دول لتحقيق أهداف معينة" .
يستنتج من التعاريف أعلاه، بأن عناصر تعريف الإرهاب، هي ما يلي :
1. عمل يتّسم بالعنف أو التهديد به.
2. عمل غير مشروع أي إجرامي.
3. منظّم ومخطّط مسبقاً.
4. يخلق حالة الرعب والفزع والهلع.
5. يهدف إلى تحقيق هدف أو أهداف معينة .
6. وجود بواعث إيديولوجية أو سياسية أو دينية وراء العمل الإرهابي.
7. الإرهابيون قد يكونوا أفرادًا أو جماعات أو كيانات أو دولًا، أما ضحايا الإرهاب فالكلام نفسه ينطبق عليهم فهم أيضاً قد يكونوا أفرادًا أو جماعات أو كيانات أو دولًا. علماً هناك من أدرج الحيوانات ضمن الضحايا أيضاً.
تبيّن فيما تقدم، أنه كان هناك ثلاث اتجاهات لا يؤيدون تعريف الإرهاب، فاتجاه ذهب إلى عدم تعريفه مطلقاً لكونه غير عملي ولأسباب أخرى. أما الثاني، فرأى أن وصفه أفضل من تعريفه لكون المصطلح غامض ومبهم وغير ذلك من المبررات. أما أنصار الاتجاه الثالث، ذهبوا إلى أن تعداد الأعمال الإرهابية أقرب إلى الصواب لأسباب ذكروها.
والبحث لا يؤيد هذه الاتجاهات الثلاثة، لأن نتائجها غير مقبولة وستترتب عليها المحاذير الأتية:
أولاً: هناك قاعدة قانونية معروفة عالمياً ومنصوص عليها في التشريعات الوطنية والدولية، أنه (لا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص)، وعليه فإن عدم تعريف الإرهاب في متن القانون سوف يساعد الإرهابيين أفراداً وجماعات ودولاً، الإفلات من العقاب. وهذا الاتجاه يتبناه الدول العظمى والدول الغربية، للسبب المذكور آنفاً.
ثانياً: ما هو متعارف عليه في النصوص التشريعية وطنية كانت أم دولية هو بيان عناصر الجريمة من خلال تعريف موجز لها وليس عن طريق وصفها. وعليه، فإن طلب الداعين إلى وصف جريمة الإرهاب دون تعريفه، هو خروج على العرف التشريعي، وغير مقبول بتاتاً.
ثالثاً: إن تعداد الأعمال الإرهابية بدلاً من تعريف الإرهاب لدليل على فشل المجتمع الدولي في التوصل إلى تعريف موحد له. ودون شك فإن الدول المعارضة لوضع التعريف المتمثل في الدول العظمى وحلفائها، سوف يجرّمون الأعمال الإرهابية التي تضر مصالحها فحسب، أما الأرهاب المتمثل في العدوان على الدول الأخرى واحتلالها وارتكاب الإبادات الجماعية بحق شعوبها بحجج واهية لا أساس لها من الصحة، مثلما تقوم به حالياً دول الغربية بحق الدول الضعيفة والعالم الإسلامي، فلن تقبل هذه الدول بتجريم هذه الأعمال لكي لا يتسنى محاسبتها وجنودها أمام المحاكم الدولية.
وقد يتسأل: وماذا بخصوص اتفاقية منع تمويل الإرهاب التي تم إبرامها والمصادقة عليها مؤخراً؟ يلاحظ، أن هذه الاتفاقية أداة قوية بيد الدول العظمى لقمع الإرهاب المضاد أي الذي يرتكب بحقها. فمثلاً، حينما يتم كشف جهات تموّل الإرهاب الذي يرتكب في الغرب أو ضد مصالحها أينما كانت أو ضد حلفائها عندها سيتم اللجوء إلى هذه الاتفاقية، أما إذا كان الإرهاب بحق غيرهم، عندها فلن يتم معاقبة الممولين لأن ذلك سيخدمهم. وإضافة إلى ذلك، قد يتم تمويل هذا الإرهاب من قبلهم إذا تطلبت ذلك مصالحهم.
أما الاتجاه الرابع الذي يدعو إلى تعريف الإرهاب، فيعتبر اتجاهاً موفقاً، رغم الخلاف بين أنصاره حول عناصر التعريف، لأن وجود التعريف بحد ذاته سوف يقييد الأطراف الذين يستغلون عدم وجود تعريف واضح متفق عليه من قبل المجتمع الدولي، وسيضع حداً لجرائمهم بحق الشعوب المقهورة.
وقبل مناقشة العناصر التي وردت في تعاريف أنصار هذا الاتجاه، تبيّن أن أغلبية هذه التعاريف ركّزت على التعريف اللغوي للإرهاب، وهذا يثير مشاكل، مثل الفرق بين الإرهاب وغيره من الجرائم أو المصطلحات القريبة، كالإرهاب والتطرّف. فالأخير مرتبط بأفكار ومعتقدات الإنسان، وعادة التطرّف في ذلك يعتبر خروجاً عما هو مألوف في الوسط السياسي والاجتماعي والديني، ولكن رغم ذلك يبقى ذلك في دائرة الفكر وليس له سلوكيات مادية متطرفة، لكن حينما ينقل هذا التطرف إلى السلوك المذكور، عندها يصبح التطرف إرهاباً .
أما فيما يتعلق بالعناصر التي وردت في تعاريفهم فيمكن توضيح ما يلي:
أولاً: إن حصر هدف الإرهاب بالأغراض السياسية والآيديولوجية والدينية فحسب، غير صحيح لكون ذلك يعود إلى المراحل الأولى لظهوره وخاصة الأغراض السياسية منها حيث كان الإرهاب بين السلطة والمعارضين لها، أما اليوم فقد تخطّت ذلك وأصبح يستخدم لأي غرض أو هدف كان، مثل الأهداف الشخصية .
ثانياً: يفهم من التعاريف التي حدّد الإرهاب في الأعمال العنفية فقط دون سواها، بأنها تقصد المعنى اللغوي لمصطلح العنف. ومعناه لغةً كما جاء في معجم اللغة العربية المعاصرة " استخدام القوَّة الجسديَّة استخدامًا غير مشروع أو مطابق للقانون بهدف الاعتداء أو التدمير أو التخريب أو الإساءة " .
في الحقيقة، إن ربط الإرهاب بأعمال العنف مباشرة، ربط غير كافٍ، حيث إضافة إلى شموله أعمال العنف يشمل أيضاً جرائم السرقة والتجارة بالمخدرات إن كانت لأغراض إرهابية . وهنا نتسأل: ألا يعتبر تسميم المياه ونشر الأوبئة من خلال اختراع الفايروسات وزرعها في أماكن محددة من العالم، وبالتالي قتل آلاف بل وملايين الناس عملاً إرهابياً رغم عدم وجود عنف في هذه الأعمال؟.
ثالثاً: بعض التعاريف حصرت الإرهاب في الأفراد العاديين أو المنظمات أو الجماعات فقط وهذا غير صحيح، فهو يمتد ليشمل الدول أيضاً. فالدولة قد ترتكب العلميات الإرهابية ضد مواطنيها أو مواطني دولة أخرى أو دولة أخرى بحجة الدفاع عن النفس أو حماية مصالحها، أو الهجوم على أعدائها في ديارهم قبل نشر شرهم إليها، فإرهاب الدولة يعتبر من أخطر أنواع الإرهاب في الوقت الحاضر .
وتجدر الإشارة، أن غالبية الفقهاء يؤيدون وجود إرهاب الدولة الذي يسمى بـــالإرهاب السلطوي أو المؤسسي، والهدف منه هو بقائها في السلطة أو قمع المعارضين لها. وأن هذا النوع من الإرهاب تمارسه جميع دول العالم منذ القدم ولحد الآن، لكن كيفية ممارسته ودرجة وحشيته وبشاعته يختلف من دولة لأخرى. وقد أكدّ (لاسول) هذا الرأي في تعريفه للإرهابيين إذ قال: " الإرهابيون هم المشاركون في العملية السياسية الذين يكافحون بشدة للحصول على نتائج سياسية" .
رابعاً: جميع التعاريف السابقة متفقة تقريباً، على أن الإرهابي يخلق حالة الخوف والزعر للتأثير على السلطات والحكومات لتحقيق أغراض معينة، ولـ (كريستين ولتر) تعليق حول هذه المعادلة إذ يقول: في التعاريف المعاصرة للإرهاب، يتطلب فقط وجود عنصر نية خلق حالة الخوف والزعر بين الناس، أما عنصر إجبار الحكومات والمنظمات الدولية فهو عنصر بديل وغير ضروري وجوده، والحقيقة، أن هذين العنصرين مرتبط ببعضهما جيداً، وأن الإرهابي لا يقوم بالعنصر الأول إلاّ لتحقيق العنصر الثاني. وفي الوقت الذي يعتبر العنصر الأول غير قابل للجدل ووجوده لازما، فإن العنصر الثاني هناك اختلاف حوله .
خامساً: البعض أشار إلى أن الإرهاب هو (أعمال عنف) دون وصفها بغير المشروع وهذا غير ممكن، لأن هناك حالات تقع فيها أعمال عنفية إلا أنها مشروعة بحكم القانون، مثل حالات الضرورة، والدفاع الشرعي وغير ذلك. ففي هذه الحالات وإن وصل الأمر إلى إرتكاب جريمة القتل فإن الفاعل يبقى بريئاً.
سادساً: هناك من اعتبر العمل إرهابياً فقط إذا كان الدافع ورائه دنيئاً، وهذا ما يرفضه الكثيرون، فالدافع سواء كان شريفاً أو دنيئاً سيظل العمل الإرهابي متصفاً بالإرهاب. إضافة إلى ذلك، فإن العقل والمنطق لا يقبلان بجواز ارتكاب الجرائم الإرهابية بحجة الدافع الشريف، لأن الإرهاب لا يعتبر الطريق الوحيد لعلاج المشاكل، بل غالباً ما يكون هناك طرق أخرى لحلها.
وما يعقّد الموضوع أكثر هو أنه ليس هناك معيار لمعرفة الدافع الدنيء من غيره، ففي الوقت الذي يرى البعض أن دافع هذا الشخص شريفٌ يراه آخرون أنه دنيء، " فمن يعتبر إرهابياً من وجهة نظر أحدهم يعتبر بطلاً أو مناضلاً للحرية من وجهة نظر آخر" كما قال بيل كلينتون رئيس أمريكا سابقاً، ولاحتواء هذه الحالة يمكن اعتبار الباعث الشريف عذراً مخففاً للعقوبة وفق معايير يحددها المشرع مثل بقية الجرائم العادية. وحسب هذا الرأي يعتبر نضال الشعوب ضد الدول الاستعمارية ومصالحها عملاً مشروعاً لكون الدافع ورائه غير دنيء، لكنه يعتبر إرهاباً حسب آراء أخرى لأنه يحتوي على أعمال عنف. والحقيقة، أنه عمل مشروع بموجب القانون الدولي، وإن حاول البعض إلصاقه بتهمة الإرهاب.
سابعاً: ذهب رأي إلى القول: بأن أعمال العنف لا تعتبر إرهابية إلاّ إذا كانت وحشية أو غير عادية. هذا التوجه هو الآخر غير عملي رغم أن غالبية الأعمال الإرهابية يمكن وصفها بهاتين الصفتين، كما أنه ليس هناك مقياس يمكن الاعتماد عليه لتمييز أعمال العنف غير العادية والوحشية عن غيرها.
ثامناً: هناك من رأى بأن العمل يجب أن يكون مخططاً ومنظماً حتى يوصف بأنه عمل إرهابي. وهذا الرأي قد جانب الصواب، لأن هذا الرأي يبعد الأعمال الإرهابية التي تقع بصورة آنية، وإن توفر لدى الجاني خلق حالة الخوف والذعر لتحقيق أهداف معينة لديه.
رغم صعوبة تعريف الإرهاب كما تبيّن من خلال الخلاف الدائر حول عناصره، فإن الباحث كغيره من الباحثين والكتّاب وكمشاركة متواضعة منه يقترح التعريف الآتي: نشاط إجرامي يحدث حالة من الرعب والفزع لتحقيق هدف معين، سواء كان الجاني أو الضحية (فرد أو جهة أو دولة). والسبب وراء تبني الباحث لهذا التعريف هو استخدامه لكلمات قانونية دقيقة، بحيث يشمل أكبر عدد ممكن من الجرائم الإرهابية، وعدم إفلات الإرهابين من العقاب قدر الإمكان. وسيتّضح ذلك، من خلال بيان معاني كلمات وعبارات التعريف:
1. (نشاط): يشمل العمل المادي والمعنوي، والعنفي وغير العنفي. لذا، فإن مرتكب العمل الإرهابي (المعنوي أو غير العنفي)، لم يعد باستطاعته الإفلات من قبضة العدالة.
2. (إجرامي): يخرج النشاط المشروع من دائرة الإرهاب، مثل النضال ضد دول الاحتلال. فالتصدي للمحتل بأعمال عنفية تعتبر مشروعة لكون هذه الأعمال مرخصة حسب القانون الدولي ولا تعتبر أعمالاً إجرامية.
3. (يحدث حالة من الرعب والفزع): هذه صفة مميّزة للنشاط الإرهابي، وبدون توفر هذه الميزة لا يعتبر النشاط إرهابياً ويدخل ضمن نطاق الجرائم العادية.
4. (لتحقيق هدف معين): لم يعد الهدف محصوراً في الأهداف السياسية أو الدينية أو الإيديولوجية فحسب.
5. (سواء كان الجاني أو الضحية (فرد أو جهة أو دولة)): التعريف استطاع احتواء جميع أنواع الجناة التي يمكن أن تصدر منهم العمل الإرهابي. وعليه، لم تعد هناك ثغرة تستطيع الدول ولا المنظمات (دولية كانت أم محلية) من خلالها التخلص من المسؤلية. كما لم تعد الضحية محصورة في المدنيين أو السلطة فقط، بل شمل الجميع.
6. لم يتطرق التعريف إلى البواعث أو الدوافع، لأنه من الصعوبة بمكان حصرها، وسواء كانت شريفة أو دنيئة فيبقى النشاط الإرهابي متصفاً بالإرهاب، لكن إذا رأى المشرع الدولي أو الوطني ضرورة إعطاء قيمة للباعث الشريف وجعله عذراً مخففاً، فهذا من حقه ويمكن إدراج ذلك ضمن المواد الخاصة بالأعذار المخففة وليس ضمن التعريف. وعليه، فسواء كان بواعث الجاني سياسية، دينية، إيديولوجية، اقتصادية، اجتماعية، شريفة، دنيئة أو غيرها من الدوافع فليس بمقدوره التخلص من المسؤلية، فهو يشمل جميع البواعث مهما كانت نوعيتها.
7. لم يصف التعريف (النشاط) بالمنظم والمخطط، وذلك لتجنب إفلات الأعمال الإرهابية الآنية التي تتوفر فيها النقاط الستة المذكورة من المسؤولية، رغم أن غالبية الأعمال الإرهابية تتصف بأنها منظمة ومخططة مسبقاً.


المطلب الثالث: تعريف الإرهاب لدى المؤسسات والشخصيات الأمريكية الرسمية.
إن معرفة آراء وتوجهات المؤسسات والشخصيات الأمريكية حول تعريف الإرهاب لها أهميتها ضمن هذه الدارسة، والسبب في ذلك يعود إلى أن أمريكا تقود حملة عالمية ضد الإرهاب منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م ولم تنتهِ بعد، وأنها باسم هذه الحملة دمّرت دولاً بكاملها، وأهلكت الحرث والنسل، العباد والبلاد. لذا، من المفيد التعرّف على التعريف المعتمد لديهم.
فــ(لاسكير) وهو من المسؤولين الكبار في الإدارة الأمريكية ومكلف بدراسة ظاهرة الإرهاب عرفه بأنه: نشاط إجرامي يتّصف بالعنف، يخلق حالة الخوف لتحقيق أهداف سياسية . حسب التعريف فإن الإرهاب يشمل النشاط المادي والمعنوي بشرط ان يكون عنيفاً وإجرامياً، لتحقيق أهداف سياسية فقط، أما عداها من الأهداف فلا تدخل ضمن نطاق الإرهاب، ولم يشر التعريف إلى الفاعل فيما إذا كان فرداً أو جماعة أو دولة.
أما (Steve Best) استاذ الفلسفة في جامعة تكساس، و(Anthony J. Nocella) وهو من أحد مؤسسي المعهد الثوري لصنع السلام والتعليم في جامعة سيراقوسة، عرّفا الإرهاب بأنه: أعمال عنف متعمدة موجهة ضد الأشخاص الأبرياء أو الحيوانات، لأغراض دينية، آيديولوجية، سياسية، أو اقتصادية، لصالح الأشخاص، منظمات، شركات، أو حكومات الدول . هذا التعريف أضاف الهدف الاقتصادي إلى جانب الأهداف الأخرى المتعارف عليه ضمن تعريف الإرهاب والتي هي أهداف (دينية، آيديولوجية، سياسية)، وما يلفت النظر هو حصر الضحايا في المدنيين الأبرياء والحيوانات فقط، أما بخصوص الجناة فالتعريف جاء شاملاً بحيث لا يستطيع أي فئة من الجناة الإفلات من العقوبة.
المدير التنفيذي لمعهد مكافحة الإرهاب الأمريكي (Boaz Ganor) عرّفه بأنه: الاستخدام المتعمّد للعنف ضد المدنيين، من أجل تحقيق أهداف سياسية، آيديولوجية، أو دينية . التعريف لم يبيّن هوية الجناة وهذا ضروري جداً، لكون غالبية فقهاء الأمريكيين يحاولون استبعاد الدولة من طائلة المسؤلية.
مدير معهد دراسات الإرهاب الدولي، في جامعة نيويورك ( Yonah Alexander) عرّف الإرهاب الدولي بأنه: استعمال للقوتين )المادية أو النفسية) أو التهديد بهما بشكل يخالف القانون الدولي من قبل الدولة، أو أجهزة أو وكالات –شبه دولة-، لأهداف سياسية أو استراتيجية . بموجب التعريف فإن أهداف الإرهاب الدولي محصورة في الأهداف السياسية والاستراتيجية. علماً، أن الهدف الأخير ليس له معنى محدد فهو مطاطي ويمكن تفسيره كيفما شاء حسب المصالح الأمريكية.
أما عالم اللغويات في معهد ماساتشوستس التكنولوجي والمؤرخ والسياسي الأمريكي المشهور(Noam Chomsky)، فعرّف الإرهاب تعريفاً أقرب إلى التعريف اللغوي له من التعريف الاصلاحي مثل غالبية الفقهاء وهو: استعمال مقصود للعنف أو التهديد به، لتحقيق أهداف ذات طبيعة سياسية، دينية، أو آيديولوجية، من خلال بث الخوف والزعر والإكراه أو الإجبار . التعريف لم يفرّق بين العنف المشروع وغير المشروع، كما لم يحدد هوية الجناة ولا الضحايا أيضاً. إضافة إلى ذلك، أنه حدد أهداف الإرهاب بأهداف معينة وهذا غير مقبول.
نائب رئيس جهاز CIA لمركز مكافحة الإرهاب المدعو (Paul Pillar)، والذي يعتبر أخطر جهاز في العالم، فهو لم يعرّف الإرهاب وإنما قام بوصفه، وكما يلي:
1. متعمد مخطط ومتقدم، وليس عمل عفوي ناتج عن لحظة غضب.
2. سياسي وليس جنائي، مثل عنف المجموعات، كـ(المافيا) التي يستخدم العنف من أجل المال.
3. يستهدف المدنيين، وليس الأهداف العسكرية، أو الجيوش الجاهزة للقتال.
4. يتم تنفيذه من قبل المجموعات الوطنية الثانوية –الثوار- وليس من قبل القوات العسكرية للدولة .
يظهر من هذه الصفات بأن الهدف من الإرهاب سياسي فقط دون غيره، وأن الضحايا هم فقط الناس المدنيين دون غيرهم، أما الجناة فهم الجماعات دون الدول. وعليه، فإن الأعمال الإرهابية التي ترتكب من قبل القوات العسكرية للدول لا يدخل ضمن نطاق الإرهاب، وبالتالي فإن القوات العسكرية الأمريكية وقوات الدول المتحالفة معها غير مسؤولة عمّا ترتكبها من أعمال إرهابية بحق الشعب العراقي والسوري والأفغاني والليبي وغيرها، أما إذا حصلت العكس بحيث قامت مجموعة ثورية من أبناء شعوب هذه الدول بالنضال ضد هذه القوات الغير الشرعية والمحتلة لأراضيها، عندها سيتم تشغيل الإعلام الغربي وبالتحديد الأمريكي، وسيتم عرض حادثة بسيطة -مقارنة بجرائمهم المرتكبة بحق هذه الشعوب- مثل قتل جندي أمريكي أو تدمير إحدى السيارات العسكرية لها بلغم، على وسائلهم الإعلامية المختلفة بصورة يظهر للعالم أن هؤلاء الثوار أو الرافضين للإحتلال جماعة إرهابية وحشية لا يعرفون شيئاً عن قيم الإنسانية وسيتم عرض جوائز تقدّر بملايين الدولارات مقابل رؤوس الهؤلاء، متناسين أنهم يومياً يرتكبون مجازر بحق المدنيين الأبرياء باسم الإرهاب.
علماً، أثناء كتابة هذا البحث قامت قوات التحالف بقيادة أمريكا بقصفت محلة الموصل الجديدة في محافظة نينوى، وقتلت أكثر من (300) ثلاثمائة مدني في غارة جوية واحدة، وأن (140) منهم قتلوا في دار واحد فقط وبعد استنكار بعض الجهات لهذه المذبحة، صرّحت أمريكا أنه تم استهداف هذه البيوت بالتحديد بناء على طلب القوات العراقية، وهكذا وبكل سهولة أخرجت نفسها وحلفائها من طائلة المسؤولية. إضافة إلى ذلك، يفهم من وصف (بول) أن ما ترتكبه القوات العسكرية للدولة من جرائم ضد مواطنيها لا تعتبر إرهاباً أيضاً، وهذا ما يساعد الأنظمة الحاكمة التسلّط على رقاب شعوبها وقمعها كيفما تشاء.
أما جهاز CIA فله تعريفه الخاص به وهو: التهديد باستخدام العنف لتحقيق أهداف سياسية، سواء كانوا يعملون مع أو ضد السلطات الحكومية، من خلال الأفراد أو الجماعات . التعريف لم يخرج العنف المشروع من دائرة الإرهاب، وحدد الأهداف بالسياسية فقط مثل التعريف السابق، وتجاهل الإرهاب المرتكب من قبل الدولة.
أما جهاز FBI الأمريكي فعرّفه بأنه: استعمال غير مشروع للقوة أو العنف ضد الأشخاص أو الممتلكات، لتخويف أو إجبار الحكومات أو السكان المدنيين أو أي جزء منهم، لأهداف سياسية أو اجتماعية . هذا التعريف له خصوصية حيث أنه خلافاً لجميع التعاريف السابقة، ذكر بأن أعمال العنف قد لا ترتكب ضد الأشخاص فقط وإنما تطال الممتلكات أيضاً، وعليه فبموجب هذا التعريف قد تكون نتيجة العمل الإرهابي هي الأضرار المادية فقط دون البشرية، وهذا رأي مقبول، وخاصة حينما تكون المنشآة الحيوية هي المستهدفة.
(وزارة الدفاع الأمريكية) عرّفت الإرهاب بأنه عبارة عن: استعمال مقصود للعنف أو التهديد به، لخلق الخوف والزعر من أجل تخويف وإجبار الحكومات والتجمعات، لتحقيق أهداف سياسية، دينية، أو آيديولوجية.وهذا التعريف مشابه وقريب جداً من تعريف (دليل الجيش الأمريكي) للإرهاب .
المشرع الأمريكي هو الآخر عرّف الإرهاب بموجب القانون (18 U.S. Code § 2331) ، وفرّق بين الإرهاب المحلي والدولي، وكما يلي :
"الإرهاب الدولي" تعني الأنشطة التي: (أ) تشمل أعمال العنف أو أعمال تشكل خطراً على حياة الإنسان والتي تشكل انتهاكاً للقوانين الجنائية للولايات المتحدة أو لأية دولة، أو أن تكون مخالفة جنائية إذا ارتكبت داخل الولاية القضائية للولايات المتحدة أو لأية دولة؛ (ب) ويبدو أن يكون مقصوداً. (ج) لتخويف أو إكراه السكان المدنيين؛ (د) للتأثير على سياسة حكومة عن طريق التخويف أو الإكراه. أو (ر) أن تؤثر على سلوك الحكومة من خلال أسحلة الدمار الشامل والاغتيال، أو الخطف. و (ز) تحدث في المقام الأول خارج الولاية الإقليمية للولايات المتحدة، أو تتجاوز الحدود الوطنية من حيث الوسائل التي يتم الإنجاز بها.
"الإرهاب المحلي" تعني الأنشطة التي: (أ) تشمل أعمال خطرة على حياة الإنسان التي تشكل انتهاكاً للقوانين الجنائية للولايات المتحدة أو لأية دولة؛ (ب) ويبدو أن يكون مقصوداً. (ج) لتخويف أو إكراه السكان المدنيين؛ (د) للتأثير على سياسة حكومة عن طريق التخويف أو الإكراه. أو (ر) أن تؤثر على سلوك الحكومة من خلال أسحلة الدمار الشامل والاغتيال، أو الخطف. و (ز) تحدث أساساً ضمن نطاق الاختصاص القضائي للولايات المتحدة.
بعد سرد تعريف الإرهاب لدى الشخصيات والمؤسسات الأمريكية، يلاحظ بأنه لا داعي لإعادة مناقشة عناصر تعريف الإرهاب الواردة في التعاريف المذكورة، لأنه قد تم تناول ذلك بشكل مفصّل في المطلب السابق. وتجدر الإشارة إلى أن الاتجاه الفقهي السائد داخل دولة أمريكا يعرّف الإرهاب بأنه: النشاط الموجه ضد المواطن الأمريكي من قبل شخص أجنبي وإن كان مقيماً فيها بصورة دائمية .
وفي الوقت الذي يعتبر الإرهاب جريمة دولية حسب رأي عدد من الفقهاء المشهود لهم بالخبرة والكفاءة والعلم، معززاً رأيهم بما ورد في مؤتمر السلام في لاهاي عام 1919م تحت اسم (الإرهاب المنظم)، واتفاقية جنيف لمكافحة الإرهاب 1937م، ومشروع التقنين الصادر من لجنة القانون الدولي 1954م، وغيرها . فإن أمريكا ولأغراضها الأنانية حسب قول الأمريكيين كل من (ستيف & أنتوني) ترك جانبين مهمين من التعريف السائد للإرهاب وهي إرهاب الدولة والإرهاب الممول من قبل الدولة، والسبب في ذلك يعود إلى أنها قامت بدعم الإرهاب في العديد من الدول، مثل كواتيمالا 1954، لبنان 1958، عراق (1990، 1991، 2003)، كما أشارا وبكل وضوح إلى تزويد (صدام حسين) بالأسلحة الكيمياوية من قبل الإدارة الأمريكية، وإطلاق يده في استخدامها كيفما شاء .
المطلب الرابع: أسباب الخلاف حول تعريف الإرهاب.
من خلال استقراء الباحث للتعريفات المذكورة وتحليلها وتقييمها استنتج الأسباب التي تحول دون الاتفاق على تعريف موحد. ومن أهمها:
1. الاعتبارات الآيديولوجية والتكتلات السياسية، وتعارض المصالح الدولية، تؤدي إلى انعدام الموضوعية، وبالتالي الانحياز في العلاقات السياسية بين الدول على حساب بعضها البعض، وبالنتيجة انقسام مواقف الدول حسب مصالحها .
2. الإختلاف الجذري في المفاهيم والمعتقدات والتفضيلات .
3. الطبيعة الديناميكية المتغيرة للإرهاب والتعقيدات المترتبة عليه. إذ للإرهاب مفهوم ديناميكي تختلف أنواعه، وأشكاله وأسبابه باختلاف الأماكن والأزمنة، طبقاً لمجريات الأحداث والتفاعل في مجريات المجتمع الدولي كافة .
4. تداخل مفهوم الإرهاب مع مفاهيم أخرى مثل، النضال ضد الإحتلال، الجرائم السياسية، والمنظمة، السلطات القمعية الحاكمة، بعض صور الحروب، وحركات التمرد والعصيان والانقلابات .
5. فرض الدول العظمى إرادتهاعلى الدول الضعيفة، وهذا واضح من موقف أمريكا حينما قالت أثناء جلسة النقاش حول تعريف الإرهاب في لجنة المعنية بالإرهاب التي أنشأت من قبل الأمم المتحدة بموجب القرار 3034 سنة 1973: أن شرعية دوافع العمليات الإرهابية لا تضفي الشرعية على هذه العمليات .
6. في الوقت الذي صبغ الإرهاب بطابع فردي من قبل الدول الإمبريالية ، تم صبغه بطابع دولي من قبل الدول الإشتراكية ودول عدم الإنحياز .
7. الخلاف حول مشروعية الضربة الوقائية ضد الهجمات الإرهابية المستقبلية المحتملة، مثل ضرب المفاعل النووية العراقية من قبل إسرائيل .
8. المراحل التاريخية التي مرت بها الدول .
9. طغيان التحيّز والذاتية بسبب اختلاف المصالح والتعصب القومي والديني وغير ذلك، يسببان عدم الحياد والموضوعية، وبالنتيجة لا يتم تحليل ودراسة مفهوم الإرهاب بشكل أكاديمي بحت .
10. غياب التأصيل النظري على مستوى النظرية العلمية لتحديد مفهوم هذا المصطلح، يعتبر بُعداً آخراً عائقاً أمام التوصل لتعريف موحد للإرهاب، وهذا البعد يعود إلى اختلاف ايديولوجية القطب الواحد، وكذلك الاختلاف الثقافي والإنساني المرتبط بهذا المفهوم، وبالتالي يسبب هذه الاختلافات تعريف المصطلح بشكل غير أكاديمي وإنما مسيّس .
11. موضوع الإرهاب علم غير مستقل وغير قائم بذاته، وإنما متناثر بين العلوم الأخرى مثل العلوم السياسية، القانونية، الاجتماعية وغيرها. والصحيح هو أن يتم دراسة هذا العلم بذاته، ومن ثم دراسة أوجه الترابط والتداخل بينه وبين غيره من العلوم .
12. تعدد الباحثين الدارسين لهذه الظاهرة، واختلاف مرجعياتهم وتخصصاتهم .
13. (الرجل الإرهابي هو في نفس الوقت رجل الحرية)، وهل يمكن أن يرتكب القوات العسكرية النظامية للدول جرائم الإرهاب من عدمه سبب آخر .
في الحقيقة، جميع الأسباب في محلها، ولكن درجة تأثير كل واحد منها تختلف عن الآخر. فمثلاً، يعتبر تسلط الدول العظمى على منظمة الأمم المتحدة وخاصة الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن ومصالح هذه الدول من أشدّ الأسباب تاثيراً، في حين تأتي ديناميكية مفهوم الإرهاب، أي اختلاف أنواعه، وأشكاله وأسبابه باختلاف الأماكن والأزمنة في مرتبة أدنى من السبب الأول. أما كون الإرهاب علم غير مستقل وغير قائم بذاته، ومتناثر بين العلوم الأخرى، فإن تأثيره على عدم التوصل لتعريف موحد للإرهاب أقل من السببين المذكورين آنفاً، وهكذا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الخلاف ليس في صالح المجتمع الدولي ويترتب عليه آثار سلبية، منها:
أولاً: التأخير في إبرام اتفاقية دولية مقبولة عالمياً تقضي على هذه الظاهرة.
ثانياً: تبرير العمليات الإرهابية بحجة مكافحة الإرهاب، أي ارتكاب جرائم إرهابية مقابل جرائم إرهابية.
ثالثاً: الحرية في وصف الأفراد والجماعات والمنظمات والدول بأنها إرهابية حسب مصالحها وأهوائها.
رابعاً: خلط الجريمة الإرهابية بغيرها من الجرائم .

الخاتمة
توصل الباحث من خلال هذه الدراسة إلى النتائج أدناه:
1. عدم وجود تعريف موحد للإرهاب مقبول عالمياً.
2. عدم الاتفاق على تعريف موحد يعود أصلاً إلى وجود خلاف حول تعريف مصطلح الإرهاب من عدمه، إذ تبيّن من خلال حيثيات البحث أنه توجد ثلاثة اتجاهات رافضة لتعريف (الإرهاب). فاتجاه لم يقبل بتعريف الإرهاب مطلقاً، وآخر دعا إلى وصفه دون تعريفه، وثالث فضّل تعداد الأعمال الإرهابية. وأمام هذه الاتجاهات ظهر اتجاه واحد فقط يدعو الى تعريف الإرهاب وعدم الاستلام للواقع.
3. رغم وجود اتجاه يدعو الى تعريف الإرهاب أمام ثلاث اتجاهات رافضة، ظهر الخلاف بين أنصار هذا الاتجاه أيضاً حول عناصر المكونه له حيث في الوقت الذي كان هناك اتفاق بينهم على بعضها مثل (العنف، عمل منظم، خلق حالة الخوف والذكر، بواعث سياسية....ألخ)، حصل خلاف بينهم حول عناصر أخرى مثل (أعمال عنف غير عادية، أعمال وحشية، عدم تحديد البواعث والأسباب والأهداف، مدى اعتبار الدولة إرهابية من عدمها.....ألخ).
4. إن الخلاف حول تعريف الإرهاب من عدمه، وكذلك حول عناصر التعريف من قبل أنصار الاتجاه الداعي للتعريف، تقف وراءها أسباب عدّة، من أهمها:
أ‌. الطبيعة الديناميكية المتغيرة للإرهاب من حيث الزمان والمكان.
ب‌. ثقافية، تاريخية، آيديولوجية.
ت‌. تعدد أهدافه وأنواعه ووسائله.
ث‌. تعارض المصالح الدولية.
ج‌. سيطرة الدول العظمى (خاصة الولايات النتحدة الأمريكية) على المنظمات والمحافل الدولية وبالتالي فرض إرادتهن على الدول الأخرى.
ح‌. تدخل مفهوم الإرهاب مع مفاهيم أخرى قريبة منه مثل الجريمة السياسية والجريمة المنظّمة.
خ‌. نظرية وأكاديمية.
قائمة المراجع
المراجع باللغة العربية:
الكتب:
- حسن، عثمان علي، الإرهاب الدولي ومضاهره القانونية والسياسية في ضوء أحكام القانون الدولي العام، مطبعة مناره، أربيل، 2006م، ط1.
- حسين، خليل، ذرائع الإرهاب الدولي وحروب الشرق الوسط الجديد، منشورات الحلبي الحقوقية، بيروت، 2012، ط 1.
- الربيش، أحمد بن سليمان صالح، جرائم الإرهاب وتطبيقاتها الفقهية المعاصرة، منشورات أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، رياض، 2003م، ط1.
- عمر، أحمد مختار عبد الحميد، معجم اللغة العربية المعاصرة، الجزء الثاني، عالم الكتب، 2008 م، ط 1.
- العموش، أحمد فلاح، مستقبل الإرهاب في هذا القرن، منشورات مركز الدراسات والبحوث التابعة لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 2006م، دون طبعة.
- العميري، محمد بن عبدالله، موقف الإسلام من الإرهاب، منشورات جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 2004م، ط 1.
- عوض، محمد محيي الدين، تعريف الإرهاب، ضمن كتاب - تشريعات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي، مركز الدراسات والبحوث التابعة لأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 1999م، دون طبعة.
- عيد، محمد فتحي، الإجرام المعاصر، منشورات أكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 1999م، ط 1.
- محب الدين، محمد مؤنس، الإرهاب على المستوى الإقليمي: الاستراتيجيات الأمنية، ضمن كتاب-تشريعات مكافحة الإرهاب في الوطن العربي، مركز الدراسات والبحوث التابعة لأكاديمية نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، 1999م، دون طبعة.
المجلات والدوريات:
- مجلة رسالة الحقوق، الغانمي، خضير ياسين، الإرهاب وأثره في مضامين حقوق الإنسان، العدد الأول، السنة السادسة، 2014م.
- مجلة أهل البيت، شبي، كريم مزعل، مفهوم الإرهاب: دراسة في القانون الدولي والداخلي، العدد الثاني، بدون تاريخ.
- مجلة دراسات دولية، محمد، وليد حسن، الدور الدولي في محاربة الإرهاب في العراق...روسيا أنموذنجاً، العدد 61، 2015م.
- المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب، الطيب، إدريس عطية، الظاهرة الإرهابية في زمن ما بعد الحداثة، العدد (63)42-3، المجلد 31، 2015م.
- مجلة كلية الرافدين الجامعة للعلوم، محمد، علي جاسم، المقاومة والإرهاب في القانون الدولي: دراسة مقارنة، العدد 28، 2011م.
- المجلة السياسية والدولية، سلطان، انعام عبد الرضا، تصعید الإرھاب في العراق وتأثیره على منطقة الشرق الأوسط، العدد 16، 2010م.
المراجع اللألكترونية:
- الفقية، جميل حزام يحيى، مفهوم الإرهاب في القانون الدولي العام، بحث متوفر على شبكة عمان القانونية، تاريخ الزيارة: 14/4/2017.
http://www.omanlegal.net/vb/showthread.php?t=17753
----، ماهية الإرهاب، الفصل الأول من رسالة أكاديمية، متوفر على الإنترنيت، تاريخ الزيارة:5/1/2017.
http://thesis.univ-biskra.dz/983/3/%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B5%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84.pdf
English References
Books:
- Chomsky, Noam, Pirates and Emperors, Old and New: International Terrorism in the Real World, Pluto Press, London, 2002, 5th edition.
- United States Institute of Peace, Teaching Guide on International Terrorism: Definitions, Causes, and Responses, Education Program, (202) 429-3854, Washington Dc.
- Garner, Bryan A., Black s Law Dictionary, West, A Thomson Business, USA, 2004,8th edition.
- Wild, Susan Ellis, Webster’s New World Law Dictionary, Wiley, Hoboken, NJ, Canada, 2006.
- Oxford Advanced Learner’s Dictionary, Oxford University Press, 2010, 8th edition.
Journals:
- Animal Liberation Philosophy and Policy Journal, Best, Steve & Nocella II, Anthony J, Defining Terrorism, V 2, No. 1, 2004.
- Walter, Christian, Defining Terrorism in National and International Law, Papers submitted to Conference on Terrorism, Berlin, 2003.
- Journal of World-Systems Research, Lizardo, Omar, defining and theorizing terrorism: a global actor-entered approach, volume xiv, number 2, Issn 1076-156x, 2008.
- International Journal of Humanities and Social Science, Rababa’a, Ghazi Ismail, The Global Terrorism between Dialectic Concept and Opposite Means, Vol. 2 No. 24, Special Issue, December 2012.
- Human Nature Review, Chomsky, Noam, The New War Against Terror, Volume 1, ISSN 1476-1084, 2001.
Websites:
- Cornell University Law School, legal information institute, date of visit: 11/3/2017 12:14AM: https://www.law.cornell.edu/uscode/text/18/2331
- Conte, Alex, The Nature and Definition of Terrorism, date of visit: 14/4/2017.
http://www.springer.com/cda/content/document/cda_downloaddocument/9783642116070-c1.pdf?SGWID=0-0-45-963468-p173954726
- Various Definitions of Terrorism, papers, date of visit: 14/4/2017.
https://dema.az.gov/sites/default/files/Publications/AR-Terrorism%20Definitions-BORUNDA.pdf



#اكرم_زاده_الكوردي (هاشتاغ)       Akram_Zada_Al_Kurdi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحث قانوني - حماية النساء في النزاعات المسلحة


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اكرم زاده الكوردي - إشكالية تعريف الإرهاب