أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - احمد عبدالكريم القحطاني - الاكراد بين مهاباد ايران واربيل العراق أحلام تتحول لكابوس !















المزيد.....

الاكراد بين مهاباد ايران واربيل العراق أحلام تتحول لكابوس !


احمد عبدالكريم القحطاني

الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 19:58
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ ان أعلن اقليم كوردستان العراق عن رغبته في اقامة استفتاء شعبي علي حق تقرير المصير، وبدأت الآراء حول مدي قبول مثل هذا الاستفتاء وما سيؤدي اليه لاحقا من انفصال الاقليم عن العراق!
ولا شك ان استقلال الاكراد بدولة كردية، هو حلم يلاحق الاكراد عبر تاريخهم الحديث منذ تجربتهم في إيران بإعلان جمهورية مهاباد التي تم وأئدها في المهد، والان تتكرر التجربة ولكن بزمن وظروف مختلفة ومكان اخر هو العراق العربي.

وربما رمزية المكان "اربيل العراق" تعتبر مهمة.. كون اربيل تمثل بشكل او اخر عاصمة للشعب الكردي بالمنطقة ،كونها المدينة الاقدم تاريخيا والاكثر استقلال للأكراد منذ 1992 عندما بداء الحكم الذاتي للإقليم.

ولكن دراسة وتحليل استفتاء الاكراد له عدد من الجوانب منها..

القانونية:

وبدون الدخول بنقاش حول قانونية الاستفتاء والانفصال يمكن لنا ان ننهي الحديث حول قانونية القرار بجملة واحدة وهي " أن القرارات بالمنطقة العربية والشرق الاوسط لا تتم عبر القوانين، وانما يتم توظيف القانون لخدمة القرار " ووفقا لمدي القوة التي تتمتع بها دولة او حاكم يتم تمرير القرارات.

الجانب السياسي:

الجانب السياسي معقد جدا ويرتبط بالجغرافيا السياسية التي ظلمت الاكراد واقليمهم، كون ان المنطقة الكردية وما حولها من دول ومجتمعات لا ترحب بالوجود الكردي كــ دولة، وقد ارتبطت دول الجوار الكردي بتحالفات معقدة يمكن ان يطلق عليها "تحالف الفرقاء" فبين تركيا وإيران واربيل علاقات خاصة برغم ان الاتراك والايرانيين هم الاكثر عدواه لفكره دولة كردية، كما ان حكومة بغداد لا تكن اي احترام او تقدير للإقليم الكردي ولكنها مضطرة للتعامل معه كا حليف وجزء لا يتجزأ من العراق، واخيرا نجد ان نوافذ اقليم كردستان العربية تمر عبر بغداد... وشريان الاقليم الخارجي يمر عبر تركيا وإيران والبوابة الاخير هي عبر سوريه ولكنها بوابة محطمة بوابه للدخول للإقليم وليس ليتنفس منها الاقليم...!

ولكن القاعدة الاساسية من الجانب السياسي ان "اربيل" موجودة علي الخريطة السياسية برعاية امريكـــــــية وان القرار السياسي للإقليم لا يمكن ان يكون الا عبر البيت الابيض بواشنطن ، وهذه حقائق فعلاقات اربيل بواشنطن علاقة مميزة واربيل تعتبر قاعدة عسكرية ولوجستية واستخبارية مهمة للولايات المتحدة .. وتاريخيا لولا دور الولايات المتحدة الامريكية في 1991 لتم سحق الاقليم من قبل الحرس الجمهوري العراقي التابع آنذاك لنظام الرئيس الراحل صدام حسين ، كما تم سحق ما يسمي بانتفاضة رمضان بالمدن الجنوبية بالعراق ، ولولا الولايات المتحدة لما كان للأكراد حكم ذاتي ...ولولا الدعم الاقتصادي الامريكي وتسهيل اقتصاد التهريب كا تجارة رائجة بالإقليم في التسعينيات ومذكرة التفاهم النفط مقابل الغذاء لاختنق الاقليم ..ولولا الدعم المستمر ودور "اربيل" في اسقاط نظام صدام لما كان للإقليم اهمية ...مرورا بإنقاذ الطيران الامريكي لمدينة اربيل باللحظات الاخيرة من السقوط تحت سيطرة طلائع قوات تنظيم الدول الاسلامي الذي اكتسح نصف الاراضي العراقية والسورية خلال ساعات بهجوك غير متوقع هدد فيه العاصمة العراقية بغداد والعاصمة الكردية اربيل بل والعاصمة السورية دمشق ...

من يمكن ان يستخلص ان " القرار السياسي لاستفتاء الاقليم وانفصاله لاحقا لا يمكن ان يمر دون مباركة امريكية بالعلن او الخفاء منعا لعدم اغضاب حكومة بغداد"

هل استفتاء الاقليم وانفصاله لديه شرعيه!
دوليا الشرعية تتم عن طريقين اعتراف دولي او فرض للأمر الواقع للأقوى ...! وعلى الاكراد إذا فشلوا في الحصول على دعم دولي، ان يكونوا اقوياء لفرض الامر الواقع.. فهل هم كذلك! شخصيا لا اعتقد ولكن تظل المعادلة بحاجة لمعرفة الموقف الامريكي الحقيقي.

اقتصاديا!

يتفق الجميع وبدون اي شك ان قرار الاستفتاء وما سوف يترتب علبه لاحقا من الانفصال عاجلا او اجلا سوف تكون فاتورته باهظه ومرهقة اقتصاديا على الاقليم وعلى الشعب الكردي بالدرجة التي ستجعل الاقليم يعود الي مراحل الاقتصاد العيني، وسوف يكون للقرارات تبعات اقتصادية على المواطن الكردي بالشكل الذي سيجعله يفكر كثير عن جدوى اعلان استفتاء او انفصال يؤدي الي افلاس المجتمع الكردي ماليا!

من الناحية الفلسفية..

كردستان العراق بالنسبة للأكراد وطن وأرض كورديه يحق لها تقرير المصير واقامة دولة كردية!
ولكن عرب العراق وعرب المنطقة العربية يعتقدون ان كوردستان العراق ارض عربية يعيش عليها اكراد ،مثل اي ارض عربية يعيش عليها اعراق واقليات اخري لا يحق لهم الانفصال، وعليهم التعايش كا جزء من الشعب الذي ينتمون له!


المتوقع!

المتابع للأحداث سيجد ان البرزاني "الحاكم بأمره" في اربيل جاد فيما يفعله للاستفتاء والانفصال لاحقا، ولكن مستعد للتوقف إذا حصل على مزايا ومكاسب خاصة تعوضه عن حلمه وحلم ابيه بإقامة الدولة الكردية الاولي بالتاريخ! فكل شيء سيكون له ثمن بالنهاية!

اما الحكومة العراقية وحلفائها من الفرقاء فلديها من الوسائل لتحويل الحياة بأربيل الي جحيم، إذا ما استمرت اربيل في خطوات الاستفتاء والانفصال ...ولكن ربما ان تكون حكومة بغداد أصغر وأضعف من انها تتجرأ على التدخل عسكريا في مركز الاقليم ولكنه سيكون له رد عسكري مباشر عبر قواتها النظامية وحشدها الشعبي في اطراف الاقليم و بعمق مدينة كركوك .

كركوك.

من الصعب ان يتم حل مشكل كركوك سياسيا في ظل الاستفتاء المزعم للأكراد.. ومن المتوقع ان يتم حل مشكلة كركوك عسكريا بشكل نظامي او غير نظامي.. ولكن من الوهم ان يعتقد الاكراد ان العرب والايرانيين والاتراك سيتركون لدولة كردستان المزعمة 40 بالمائة من نفط العراق و10 بالمائة من نفط العالم بيد الاكراد!

اسرائيل!

الغزل الاسرائيلي الكردي، له سجل تاريخي ولكن لا يرتقي الي مفهوم "مؤامرة " فالأكراد على يقين ان علاقات مباشرة مع اسرائيل لا تحقق لها الا المزيد من القلق والازعاج مع جيرانها الترك والايرانيين وبنسبة اقل العرب، ولا يمكن ان يختلق الاكراد عداوات مع جيرانها أكثر مما هو عليه الحال من عداء! واسرائيل له مصالح اقتصاديه وسياسية انها تصل للعمق التركي والايراني والعراقي عبر بوابه كردستان العراق .... ولكن بكل حال من الاحوال فأن الغزل العربي الاسرائيلي أصبح بمرحلة "تزاوج سري" ولا يمكن ان يأخذ الاكراد اتهام بهذا الامر الي محاولة التشويش الاعلامي!


واخيرا على الأكراد اعادة حسابتهم، وان يتم النظر الي مفهوم الاستقلال من حيث رؤية تقدمية حديثة، فبقاء الاقليم مزدهر اقتصاديا ومنفصل داخليا سياسيا، ولديه قوة عسكرية وحدود وبرلمان، ومنظومة خاصة به، امر أكثر واقعية من اعلان استفتاء وانفصال لا يحقق للإقليم كل مزايا الحياة والاستقرار التي يحصل عليها الان من الحكم الذاتي.. وبالعالم تجارب كثيرة مزدهرة مثل "هونج كونج" الصينية و:"كيبك الكندية" والامثلة كثير.........فعلي الاكراد يختاروا بين حلم مهاباد ومدي نجاحه.. وبين واقعية بقاء اربيل عراقية حتى لا تتحول أحلامهم الي كابوس!


احمد عبد الكريم احمد القحطاني
السويد 18 / 9/ 2017













#احمد_عبدالكريم_القحطاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه ترامب ..الرئيس الامريكي !
- الانقلاب العسكر بتركيا ..هل قام اردوغان بالانقلاب..!
- بين البدر المكتمل والهلال المنتظر. ليل مظلم
- اقتصاديات الفقر وعولمته عربيا ...
- حقبة جديدة من الجهل تنتظرنا ...!
- حصاد أداء الاقتصاديات العربية في 2015؟
- منطق اقتصادي يحدث حاليًا في أوروبا الفائدة السالبة !


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - احمد عبدالكريم القحطاني - الاكراد بين مهاباد ايران واربيل العراق أحلام تتحول لكابوس !