أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - سفينة الفلسطينيين تغرق ..فهل من منقذ؟














المزيد.....

سفينة الفلسطينيين تغرق ..فهل من منقذ؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 15:57
المحور: القضية الفلسطينية
    


سفينة الفلسطينيين تغرق ..فهل من منقذ؟
عماد صلاح الدين
كان هناك تغييرات خطيرة ومتسارعة في الساحة الفلسطينية خصوصا في الاراضي المحتلة منها عام 1967 بعد اوسلو. حدث اقتتال خطير بين حماس وفتح عام 2007، كان عنيفا في غزة ومحدودا في الضفة عقب الصراع على السلطة والصلاحيات بعد انتخابات عام 2006 التشريعية التي فازت فيها حماس.
اصطلح على تسمية ذلك الاقتتال انقساما، على اعتبار ان حماس وفتح تمثل قطاعات عريضة من الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة.
الحالة الفلسطينية تشبه الحالة العربية في الاصطفافات والمحاور المتنازعة وفي ارتباطاتها الاقليمية والدولية، هذا كان قبل الثورات العربية وبعدها، مع اختلاف في تغيير واعادة تشكيل بعض الاصطفافات في المحاور المتقابلة وقد كان حادا بعد تلك الثورات التي تم اجهاضها في معظمها. الحالة العربية فقدت حالة التماسك الطفيف الذي كانت عليه قبل الثورات وكذلك الحالة الفلسطينية. الامور غير متحكم بها لا فلسطينيا ولا عربيا. الدول الكبرى متعددة وحزام السيطرة الامريكية على الحالة العربية لم يعد بذلك الإحكام الاحادي الذي كنا نعرف.
الرئيس ابو مازن رجل كبير في السن ولا زال هو شخصيا الضابط المحوري الذي يمنع اي انفلات نحو صراعات متعددة، وهو بسبب ميله نحو السلام بشكل جاد منذ اوسلو وحتى اليوم لم يستطع احد لا في الاقليم العربي ولا على المستوى الدولي ان يقوم بازاحته عن المشهد، هذا بالاضافة الى سبب اختلال موازين القوى العربية الرسمية بعد موجة الثورات عام 2011، والفوضى الدولية وعدم تفرد الولايات المتحدة بالساحة الدولية كما كان الامر في العقود القليلة الماضية.
لكن على اي حال، وكما هو المشهد العربي الذي آل الى عديد محاور واصطفافات وتحالفات متضاربة الى درجة التحالف الاقوى والاوثق مع اسرائيل في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي كله، فان الحالة الفلسطينية صارت الى اصطفافات وتحالفات وصراعات جديدة وغريبة غير مألوفة على الوضع السابق، ولم يعد المشهد الفلسطيني في شقه الفتحاوي خصوصا راجعا زمام الامر والتحكم فيه الى شخصية قيادية كريزماتية بحجم الشهيد ياسرعرفات، تغيرت الامور بعده، وتغيرت تدريجيا بعد وصول الرئيس ابو مازن الى دفة الحكم عام 2005، اصبح هناك اليوم اكثر من جهة في فتح تطمع بالكرسي الرئاسي بعد الرئيس ابو مازن، وفي المقدم منهم محمد دحلان قيادي فتح المفصول من الحركة منذ سنوات. المشكلة ان القيادات الطامحة برئاسة السلطة على تعددها في شقها الفتحاوي، هي الان تمتلك الرجال والمال والسلاح، وهي قيادات وازنة ومن العيار الثقيل جدا في فتح. حماس هي الاخرى لم تعد حماس الواحدة والموحدة رغم كل ادعاء من قياداتها بعكس ذلك، هناك تيار او تيارات من الحركة بدأت تعلي صوتها برفض النهج التقليدي والكهنوتي الاميري الوصائي الذي تتبعه الحركة، هناك تململ ورفض واضحان، كان عماده حالة الفشل المتكرر للحركة ونهجها، ولما جرى للاخوان المسلمين تحديدا في مصر وفي اصقاع المشرق والمغرب العربي على العموم، ليس هذا وحسب، بل هناك ميل الى خيارات اخرى تقوم على مزيد من التطرف والانعزالية او حتى الاستعداد للانضواء تحت جناح حركات ارهابية كداعش وتنفيذ اعمال هجومية استهدفت حماس في غزة كما جرى قبل اسابيع باستهداف نقطة التنفتيش على معبر رفح وادى الى استشهاد احد عناصر القسام واصابة آخرين في حينها.الكل للاسف يملك الرجال والمال والسلاح لاجل المراجهة الداخلية سواء في غزة او الضفة، والشعب الفلسطيني لا يملك من امره شيئا فهو غائب ومغيب عن التأثير الفاعل والحقيقي في الموضوع الوطني، والشرعيات الفلسطينية جرى انتهاكها حتى النهايات وعلى كافة الاطر والمستويات سواء الرئاسية او التشريعية وفي منظمة التحرير الفلسطينية خصوصا فيما يتعلق بالشرعية الغائبة عن مجالسها وعلى راسها المجلس الوطني الفلسطيني.
لا يوجد ضامن حقيقي لمنع اي تدهور بالغ وخطير على الفلسطينين في الضفة والقطاع سوى المضي قدما في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني والسعي نحو تدشين المصالحة ولو تدريجيا من جهة الفائدة المرجوة من اي تراكم ايجابي مهما كان حجمه ونوعه، وعلى ان تكون المصالحة بين الجميع ومع الجميع، وعلى كافة المستويات الاجتماعية والسياسية والوطنية عموما، وتشمل كافة المرجعيات والاطر والهياكل في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير في اطار جامع ومتفق عليه من المشروع الوطني الفلسطيني.
لا مجال للتأخير، لا مجال للماطلة والتسويف، الوقت والخطر وضياعنا وضياع قضيتنا الوطنية كله يدهمنا بلا هوادة.
مقولة ان القيادة جاهزة بحسب التجارب السابقة بعد رحيل اي قائد او رئيس فلسطيني، اليوم هي بلا رصيد وبلا مفعول نافذ، الامور تغيرت جدا بعد ياسر عرفات وحتى في ظل حكم الرئيس محمود عباس، وما جرى من ثورات عربية وتفاعلاتها ونتائجها الكارثية الحالية على الجميع رغم مشروعية هذه الثورات اخلاقيا، ساعد وبشكل سريع جدا في احداث تغيرات محلية واقليمية ودولية جعلت الحالة كلها في سيولة شاملة تمنع الاستفراد وتمنع الثبات والاستقرار وتمنع فرض الشروط كاملة على الوضع الفلسطيني؛ المعارضون كثر واهواؤهم متعددة وتحالفاتهم مختلفة بل ومتناقضة بشكل غرائبي، والموالاة والاعتدال ايضا كثر وحلفاؤهم متعددون ومصالحهم متضاربة وهم في مواجهة بعضهم البعض، وعلى استعداد متبادل فيما بينهم للدخول في صراعات مسلحة ودموية في سبيل المناصب والمصالح التي يطمحون اليها.
السفينة تغرق سريعا ... فهل من منقذ.. وكيف يكون الانقاذ.. لا مجال للتأخير.. لا مجال للماطلة والتسويف.. الوقت يدهمنا جميعا..



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الله الأولوية الأولى أمريكيا وإسرائيليا
- هيت لك هيت لك
- أأرواحنا في أرواح أجيالنا
- يا ايها العربي
- ما بين المأساة والحقيقة أشواط حضارية كبيرة من التجسير العملي ...
- قرن من الزمن على تعثر نخب فلسطين السياسية
- فتح : أوضاعنا الداخلية أهم من مساعينا الدبلوماسية!
- الخوف المستقبلي: أمراء حرب في المناطق الفلسطينية!!
- النموذج السوسيولوجي في معالجة النخب السياسية الفلسطينية
- النخب السياسية الفلسطينية كجزء من مشكلة مجتمع متفاقمة
- هل ستفوز حماس في الانتخابات المحلية؟
- لماذا ترفض إسرائيل في البداية إجراء تبادل للأسرى ؟
- النخب السياسية الفلسطينية بعد النكبة والنكسة حتى عام 1988.
- جاهلية وفساد النخب السياسية الفلسطينية قبل عام 1948
- تعثّر رؤية النخب السياسية الفلسطينية بمرجعية أوسلو
- خلل البنية الإنسانية في فلسطين وسلوك النخب السياسية الفلسطين ...
- علل البنى العميقة للنخب السياسية الفلسطينية
- فلسطين: تعالوا بنا نبدأ من البلديات والمجالس المحلية
- تركيا... شكرا للمدرسة الغنوشية
- عسر النهضة وتطرف الحالة!!


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - سفينة الفلسطينيين تغرق ..فهل من منقذ؟