أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - البطل ماكوما















المزيد.....

البطل ماكوما


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 13:43
المحور: الادب والفن
    


ترجمها عن السويدية: نادية خلوف

عن موقع :
ungafakta.se
حكاية من زائير. أفريقيا

في إحدى المرات ، ولد طفل غريب في بلدة على نهر زامبيزي. عندما خرج من رحم أمّه، كان لديه مطرقة من الحديد وحقيبة جلدية معه، ويمكنه أيضا أن يتكلم على الفور. طلب من والديه أن يلتقي مع حكماء القرية ثم يأخذونه إلى النهر. كان هناك مكان معيّن يرغب أن يذهب إليه ذلك الصّبيّ ، وهو المكان الذي كان عبوره خطراً لأنّ فيه دائما الكثير من التماسيح . جاءت القرية بأكملها إلى النهر لمعرفة ما سيحدث. صرخوا جميعا مرعوبين عندما قفز الطفل إلى الماء بين التماسيح. وبدأ الماء كما لو أنّه يغلي، كما لو كانت معركة كبيرة تسير تحت سطح النهر. فجأة أصبح الماء أحمر كالدّم ثمّ هدأ . وكان والدا الطفل ،والقرويون على يقين من أن الطفل تم ابتلاعه من التماسيح. ولكن على الفور خرج من الماء أن يصاب بأيّ خدش على جلده. كان الأمر غريباً، تحول الصبيّ إلى شاب، طويل القامة، عريض المنكبين ، وسيماً، وأوضح أن ما رأوه " كان دم التماسيح "وقال: "لقد استحممت وأصبحت كبيراً وقوياً ، ليس لدي وقت للانتظار كي أكبر كرجل عادي. لدي مهمة كبيرة عليّ أن أقوم بها على الفور. يمكنكم من الآن وصاعداً تسميتي :الكبير.
أنزل ماكوما الحقيبة الجلدية من على كتفه وأخذ مطرقة في يده. ثم احضن والديه وقال: " أعلم أن البريّة حول القرية مليئة بالوحوش الخرافيّة القوية ، وشعبنا لا يجرؤ على الانتشار وإيجاد أراضي جديدة. وسوف أتحدى الجميع وأحرّر البرية من أجل جميع البشر والحيوانات.
عبر ماكوما نهر زامبيزي. سافر إلى البرية ،وواصل رحلته حتى وصل إلى مكان فيه جبال عالية. وقفت هناك عملاق وأمسك بجبل بين يديه. قال ماكاو : مرحبا
أجاب العملاق "من أنت وماذا تفعل؟
أنا تشي إيسوا-مابيري، الذي يبني الجبال
اسمي ماكوما، وهو يعني" الأكبر ".
" أكبر من ماذا؟ "تساءل العملاق. أجاب ماكوما "أكبر منك!"
اندفع العملاق جهته متهيّجاً ، ولكنّ ماكوما لوّح بمطرقة الحديد وضرب العملاق ضربة قوية في رأسه . تقلص العملاق إلى قزم صغير وقال وهو يحكّ رأسه : "أنت قويّ حقاً !" "أقسم أنني من الآن وصاعداً سوف أصبح خادمك"
"أخذ ماكوما العملاق ووضعه في حقيبته. ثم تجوّل إلى مكان أبعد وهو في كال صحته ، حيث كانت قوة العملاق في الواقع قد دخلت ذراع ماكوماس عندما ضرب المطرقة، وأصبح الآن أقوى من ذي قبل.
بعد أيام قليلة، ذهب ماكوما إلى مكان حيث حفر عملاق أخاديد طويلة عملاقة في الأرض بأصابعه سلّم ماكوما على العملاق: "يوم سعيد"
أجاب العملاق : "من أنت وماذا تريد منّي؟"أنا تشي دوبولا يصنع مجاري الأنهار". "اسمي ماكوما، وهو ما يعني" الأكبر ".
" أكبر من ماذا؟ "تساءل العملاق.
"أكبر منك!" أجاب ماكوما.
أصبح العملاق غاضبا وهرع إليه بيده المليئة بالحجارة. ولكنّ ماكوما سرعان ما خطا خطوات واسعة ودفع بمطرقته القوية جهة العملاق. انكمش العملاق على الفور، وتحوّل إلى قزم. صفّر العملاق: "لقد هزمتني وأعدك بأن أكون خادمك في المستقبل" . وضع ماكوما العملاق في كيسه وذهب، والآن مع اثنين من العمالقة أصبح ذراعاه أقوى.

في نهاية المطاف ذهب ماكوما إلى غابة من شجيرات الشوك . كانت الشجيرات
طويلة مثل الأشجار العادية، و لم ير ماكوما مثلها في حياته أبداً . على حافة الغابة وقف عملاق يزرع الشوك. صاح ماكوما مسلّما: من أنت؟
جعجع العملاق:"أنا تشي-غويسا-ميتي، الذي يزرع الأشجار"
وقال ماكوما: "أحب أن أكافح معك". ضحك العملاق وألقى بعض الأشجار جهة الشاب. ولكن بدلا من يسقطوا عليه، قفز ماكوما على الأشجار و من واحدة إلى آخرى حتى وصل إلى العملاق. ثم ضرب مطرقته في جمجمة المارد فأصبح صغيراً كطفل. " قال المارد:لم يسبق لي أن واجهت شخصا مثلك!" أعدك أن أكون في خدمتكم وأن أكون مخلصا لك.
مع ثلاثة عمالقة في حقيبته قوي جسده، تجوّل ماكوما حتى جاء إلى منطقة قاحلة صخرية فيها براكين ودخان، وغازات سامة في الهواء. قرب بركان وقف عملاق يخرج النار من فمه كأنه يخرجها من حفرة . صاح ماكوما : يوم سعيد
أجاب المارد: "لم أر أي شخص يفعل ذلك من قبل! من أنت؟ أنا تشين إديوتوت، آكل النار يمكنني أن أقضي على كلّ ما أراه
لا يمكنك ضربي، لأننّي ماكوما - الأكبر. الأكبر منك
تنفس العملاق لهبا طويلاً من النار جهة الشّاب الشّجاع، ولكن ماكوما قفز قفزة كبيرة جهة خصمه وضربه بالمطرقة فطرحه أرضاً
تم دفع العملاق المتعالي بلكمة منه وبدا العملاق مرعوباً من ماكوما. "أنا لم أقصد شيئا سيئا"، . "أود أن أكون صديقك وخادمك إذا كنت تريد مني".
حصل ماكوما على صاحبه ووضعه في الحقيبة
لم يتناول ماكوما الطعام خلال رحلته الطويلة وبدأ يشعر بالجوع. أقام مخيّماً مع عمالقتة وخرج للصيد معهم، باستثناء تشي إيسوا-مابيري، الذي بقي كحارس. عندما عادوا من الصيد، وجدوا رفيقهم مربوطاً إلى شجرة بشعر أحدهم . قطع ماكوما الشعر بظفره. عندما أطلق سراح العملاق الصغير، قال ما حدث معه: "ان رجلا هائلا خرج من النهر المجاور له". "كان مارداً طويل الشوارب قص شعرة من شاربه وربطني بها.
لم يكن ماكوما يحب أن يتعرض رفاقه للهجوم وذهب إلى النّهر مع مطرقته إلى النهر. عندما وقف وحدق في الماء لفترة من الوقت اكتشف بأن شخصاً ما يحدّق إليه أيضا .ظهر رأس عملاق فجأة من الماء. كان رجلاً ضخماً خرج من النهر
وكان لديه شاربان كثيفان ا يتصاعد منهما الهواء على طول النهر في كلا الاتجاهين، وعلى بعد مسافة استطاع ماكوما أن يراه.
أصبح العملاق يزبد ويرغي قال: من أنت؟
"أنا ماكوما وقبل أن أقتلك، أريد أن أعرف اسمك!"
أجاب العملاق، "أنا تشين-ديبو-ماو-جيري
وشاربيي هما الضباب الرّمادي الذي يخيّم على النهر، ومع ذلك أنا أوقع في شركي كل الذين يأتون إلى هنا، وأخنقهم.
هتف ماكوما: ليس بعد الآن ، ورمى بمطرقة الحديد جهة الكائن الخرافي
ولكن جلده كان مخاطياً مما أدى إلى أن ترتدّ المطرقة ، وألقى شين-ديبو-ماو-جيري واحدة من شعره الطويل حيث سحبت ماكوما معها بسرعة . عرف ماكوما أن ذراعيه مقيدتان ، وأنه كان يكافح من أجل التنفس. ثم تذكر قوة آكل النّار الذي هو الآن معه نفث ماكوما النار وانطلقت سحابة منه أحرقت شعر المارد. ثم ألقى حقيبته فوق رأس العملاق، وضربه بالمطرقة. لم ترتد ضربة المطرقة إلى الكيس وانقسم رأس العملاق إلى ألف قطعة
في تلك الليلة، رقص ماكوما والعمالقة احتفالاً بالنصر على تشينديبو-ماو-جيري، ولكن في صباح اليوم التالي بدا ماكوما كئيباً. وسأله رفاقه عما يجري. وقال ماكوما: جاء أسلافي لي في أحلامي وأخبروني بما يجب عليّ القيام به بعد ذلك. قالوا لي إنني لن أستطيع الراحة حتى أعثر على الساكتيرينا ذات الخمسة رؤوس ، وعلي أن أكافح لأجل ذلك . لذا، ودع ماكوما رفاقه، وأعاد لهم القوى والقدرات التي اخذها منهم . أصبح ماكوما قويا كما كان عندما غادر أول مرة واحدة مسقط رأسه، لكن هذا لم يكن سيئا
بعد أن تجول في المستنقعات والصحاري والغابات، جاء إلى السافانا حيث رأى اثنتين من النساء الجميلات تجمع المياه من النبع. أخبرهما من هو وسأل عما إذا سمعوا عن الساكتيرينا العظيم. وقالت واحدة من النساء: نحن زوجتاه، و تلك قدماه لو نظرت إلى هناك. وأشارت إلى ما كان يعتقد ماكوما أنه قمة اثنان من قمم الجبال التي ارتفعت إلى الغيوم. كان الساكتيرينا كبيراً حقاً
مشى ماكوما إلى إحدى القدمين، وهوى بالمطرقة بأقصى ما يمكن. سمع مايشبه الرعد قادم من الغيم: من يدغدغ قدمي
نادى البطل الشّاب:
انه ماكوما . جاء لقتالك حتى لا أصبح كبيراً ، وسميناً ومملاً.
قال العملاق الضخم بهدوء: أنا أيضاً أشعر بالملل . أعرف ما تتحدث عنه. دعنا نتقاتل ، ونحقق أفضل نصر شجاع.
كان الصراع عنيفاً بين ماكوما والعملاق. تماما مثل ما حدث من قبل، نمت قوة ماكاوما في كل مرة ضرب فيها عدوّه ، ولكن هذه المرة لم يتقلص العملاق
أزال العملاق الجبال بأكملها ورماها جهة ماكوما. تقاتلوا لمدة يومين، ولا زالت مطرقة الحديد صامدة. أخذ ماكوما يصارع خصمه، وكلاهما يترنح على الأرض حتى تشققت الأرض وهزت أفريقيا كلها. في نهاية المطاف بدأت قوتهما تتناقص وأصبحا متعبين جدا لمواصلة القتال.
ثم ظهر موليمو، الروح العظيمة التي تحرس كل الأحياء، قالت الرّوح: كنتما كلاكما شجاعاً ، ولكن انظرا ما فعلتماه على الأرض.نظر ماكوما وساكاتيرينا إلى الدّمار الحاصل على الأرض وخجلا من فعلهما. ثم قال موليمو: "لقد رأت الآلهة كيف حاربتما بشجاعة وأن كلاكما قوي ، وقرّرت أنّه يجب تصعدوا إلى مكانكم هناك فوق الغيوم وتعيشان في المستقبل ،وبعد ذلك أصبح ماكوما وساكاتيرينا غير مرئيين لشعوب العالم، ويبدو أن أحداً لم يعد يراهما بعد ذلك.



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قد أخسر الأصدقاء عندما أقول الحقيقة
- خبير التّغذية:الأطباء بحاجة إلى إخبار الناس أنه يمكنهم التّخ ...
- المغناطيس-في المعبد-1-
- سوريّة بلد الدّكاترة، والمقتولين
- المغناطيس-في الدّرب-3-
- من الدّاخل: ستستمر أزمة السجن حتى نسمع قصص السّجناء
- أنا المريض المتعب من كوني متعباً
- متلازمة الانتحار- السّوريّة-
- المغناطيس-في الدّرب-2-
- عنتريات
- مذكّرات متسوّل من الشّام
- المغناطيس-في الدّرب-1-
- المغناطيس-في القصر-3-
- المتفاخر الذي طال عدة بوصات
- -مجتمعنا محطّم -: ما الذي يمكن أن يوقف وباء الانتحار بين شعب ...
- مذكّرات قلم رصاص-الجزء الأخير-
- كيفية الحد من خطر التدهور المعرفي مع التقدم في السن
- المغناطيس-في القصر-2-
- طوكيّو
- المغناطيس-في القصر-


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - البطل ماكوما