أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لنتحرر من رواسبنا















المزيد.....

لنتحرر من رواسبنا


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5640 - 2017 / 9 / 15 - 09:49
المحور: القضية الكردية
    


المقارنة بين الدول الحضارية والمحتلة لكردستان كالمقارنة بين النص الإلهي ومؤلف أحد التكفيريين، أو بين جمهورية أفلاطون والكتاب الأخضر. فبغض النظر عن أن شريحة واسعة في شرقنا لا تزال تتلذذ بالعيش في أحضان الاستبداد، وأخرى تستسيغ مفاهيم التكفيريين والإرهابيين، ومنظمات وأحزاب وسلطات تفضل بأن تكون الإنسانية في جغرافيتنا معلولة، وتدعم الأنظمة الشمولية الحاضرة، وتعارض نشر الثقافة الحضارية بمفاهيمها، وترفض تربية المجتمع على القيم الحضارية، وتنفي حقوق الأخرين، إلا أن مستقبل ناصع ينتظر شعوبنا، فمعظم المؤشرات وأغلبية المراقبين والمحللين السياسيين يؤكدون بأن كردستان قادمة وهي العامل الأهم لتحضر شرقنا.
لا شك، المسيرة طويلة وتحتاج إلى تضحيات جسام، وأكثر من عملية إصلاح، لأن البناء الثقافي في شرقنا منخور في أساساته، ولا علاج سوى التغيير، وهذه المسلمة من أولى مهمات الحكومات الكردستانية القادمة، والتي يجب أن تشذب من قبل الشعب الكردي، لتختصر الدروب نحو تحضر منطقتنا، وعليهم إشراك نخب من الشعوب المجاورة بعد التخلص من أنظمتها الفاسدة.
الأنظمة التي ستخسر مقومات وجودها، وإحدى أهم حجج استبدادها بدون الوجود الجيوسياسي الديمغرافي الكردي، لذلك نجدها تعادي المكتسبات الكردستانية، وتتحرك في كل الاتجاهات الإقليمية والدولية، وتثير المؤامرات للطعن في عملية الاستفتاء القادمة للإقليم الكردستاني الفيدرالي، تحت ما هب ودب من حجج، بدءً من الوطنية التي نهشوها، إلى الدستور الذي ابتذلوها منذ يوم كتابتها وحتى اللحظة، إلى اتهام حكومة الإقليم بالاستبداد، وهم خبراء الأنظمة الشمولية الاستبدادية، إلى حجج العروبيين ودعاية الإسرائيل الثانية، وهم أدرى من الجميع بأن إسرائيل أكثر الدول ديمقراطية وتحررا في كلا العالمين العربي والإسلامي، إلى حيث العلاقات الاقتصادية والتداخل البشري وكل البشرية لها إطلاع وعلم بعمليات النهب التي قامت وتقوم بها القوى العربية، الشيعية والسنية لثروات العراق، والسطو الدولي على أموالها، وتبديدهم السنوي لدخلها الوطني والتي جعلت العراق في شبه مجاعة، وبنية تحتية كارثية، مقابل كردستان المزدهرة، وفي الفترة الأخيرة بدأت موجة مهاجمة عملية الاستفتاء بإثارة قضية المناطق الكردستانية المسماة بالمتنازعة عليها، ولا شك حجج مشابهة للمذكورة توجه إلى الكرد في جنوب غربي كردستان الطامحة لبناء نظام فيدرالي، رغم محاربة الكرد لأبشع المنظمات الإرهابية (داعش) وتحرير شعوب المنطقة من شرورها. ومعظم هذه الحجج تعرض من منطلقين: الأول لأن هذه الأنظمة تدرك بأنه كردستان القادمة ستكون عامل لزوالها. والثانية نزعة الأنا وثقافة إلغاء الأخر، المتراكم منذ عصر السيادة والموالي، ومراحل حصر الخلافة في قريش ومن بعدهم في العرب، رغم أن هذه العنجهية كانت قد دمرت على يد الدول العديدة التي جعلت الخلافة العربية مجرد أسم لا أكثر، لكنها أعيدت إلى الحياة عن طريق الأنظمة العروبية ونزعة الخلافة العثمانية، ونهج أئمة ولاية الفقيه.
لا تكفي معرفة الأوبئة الثقافية التي بثتها الأنظمة الإقليمية بين الكرد على مدى القرون الماضية، فمعظمنا، في الحركتين الثقافية والسياسية الكردية والكردستانية، متفقون على أنها تنهشنا والمجتمع، لكننا مع ذلك لا نقوم بالخطوات العملية اللازمة للتخلص منها، إلا ببطء غريب، وأغلبية محاولاتنا غير جدية عند التطبيق على الذات وعلى الأخرين، وخير علاج من هذه الأوبئة هي الإصرار على التحرر من إملاءات القوى الإقليمية، والاستفتاء وإقامة النظام الفيدرالي في جنوب غربي كردستان أنسب الطرق للتحرر من هيمنة الأنظمة ومن أمراض ثقافتهم.
ورغم علمنا بأن التغيير يجب أن يتم، وندرك أن إصلاح المدمر لا يفيد، مع ذلك بعضنا لا يزال يكتفي برقع من الإصلاح. والأسباب المعيقة لإحداث التغيير والتحرر هي:
1- توسع هوة الخلافات السياسية والثقافية رغم معرفتنا لمساوئها، وأهمها الضعف الذي يلحق بالقضية ومستقبل كردستان القادمة وبالتالي مستقبل المنطقة، مع ذلك تسعرها الحركة الثقافية بقدر لا تقل عن أحزابنا الكردية، والكل يدرك مدى ترحيب الأعداء لهذه المعضلة، بل ودور القوى الإقليمية في إثارتها وتوسيعها.
2- عدم تقبلنا النقد، وكثيرا ما يتم الرد بالتلاسن أو التخوين، وهنا نقصد في البعدين الفردي والجمعي، والأحزاب الكردية، وخاصة المهيمنة أصحاب السلطة، خير من يمثلها، فعداوتنا المقيتة للأخر المعارض أو المختلف فكرا أو سياسية، تظهر عند أول بادرة نقد، وهي من أحد الأسباب التي تضعف موجات التغيير إلى الأفضل بين أطراف الحركة الثقافية والسياسية.
كثيرا ما لا نميز بين النقد والتهجم، فعند أول مواجهة يتم فرز الكردي المفروض عليه الظروف الموضوعية تقبل الأمر الواقع، إلى خانة العمالة والخيانة، وأغلبية الحركة الثقافية تآذت من هذه السقيمة، فهناك صحفيين وسياسيين في جنوب غربي كردستان اتهموا جزافا بالخيانة والعمالة لمجرد الاختلاف في الرأي والنهج، ولإدراكنا مؤخرا لهذا الوباء، نادرا ما نتقبل البعض بالأساليب الحضارية. فإلغاء الأخر، والمعاملة الفجة أدت إلى ندرة الحوارات بيننا، رغم توفر الشروط الدولية، وفي حال عدم الرغبة في المواجهة يمكن إقامته من خلال الأنترنيت على الأقل، فكثيرا ما نكتفي بالنقاشات والطروحات الفردية، خوفا من الشللية، والتجمعات المنتمية إلى قوى سياسية غير مستقلة.
3- الأحزاب الكردية والكردستانية التي كثرت عليها الانتقادات، والتي تغوص وبتخطيط، في الأخطاء والسلبيات، من قبل القوى الإقليمية إلى جانب السذاجة الذاتية، نادرا ما يتقبلون النقد الذي لا بد منه لتنبيهها إلى حقائق تكاد تكون غائبة عن أغلبية قياداتها، أو أنهم يتناسونها، أو فرضت عليهم تناسيها. وفيما إذا لم يتداركوا بعض القضايا المصيرية وبأسرع وقت ممكن، وخاصة حكومة الإقليم الكردستاني الفيدرالي، ومسؤولي الإدارة الذاتية، فإن القادم من الزمن سيكون وبالا عليهم، وهم بدورهم سيدمرون كل ما حصل عليه الشعب الكردي من مكتسبات، أو هناك من سيدفع بهم على فعلها، ومن جملة تلك القضايا:
يتبع تحت عنوان: لتكون كردستان عامل التحضر
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
11/9/2017م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الخامس و ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الرابع و ...
- كردستان القادمة عامل لتحضر المنطقة
- كرهاً بالكرد
- إشكاليات مرسوم ضريبة الدخل الصادر عن الإدارة الذاتية الكردية ...
- إشكاليات مرسوم ضريبة الدخل الصادر عن الإدارة الذاتية الكردية ...
- أمريكا لن تغادر جنوب غربي كردستان قريبا
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً-الجزء الثالث وا ...
- جور السلطة الاقتصادية على الحركة الكردية الثقافية الاتحاد ال ...
- جور السلطة الاقتصادية على الحركة الكردية الثقافية الاتحاد ال ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثاني و ...
- الخطط الاستباقية ضد الاستفتاء الكردي
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الواحد و ...
- متى ستزول المعارضة السورية
- زيارة نادية مراد لإسرائيل صائبة
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء العشرون
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً - الجزء التاسع ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثامن ع ...
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء السابع ع ...
- علاقة الكرد بداعش - 2/2


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدعو القوات الإسرائيلية للتوقف عن المشاركة في ...
- التحالف الوطني للعمل الأهلي يطلق قافلة تحوي 2400 طن مساعدات ...
- منظمة حقوقية: إسرائيل تعتقل أكثر من 3 آلاف فلسطيني من غزة من ...
- مفوضية اللاجئين: ندعم حق النازحين السوريين بالعودة بحرية لوط ...
- المنتدى العراقي لحقوق الإنسان يجدد إدانة جرائم الأنفال وكل ت ...
- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - لنتحرر من رواسبنا