أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحوار المفتوح........ ج11















المزيد.....

الحوار المفتوح........ ج11


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 10:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سؤال_ إذا كان الأمر في تحديد الحلال والحرام فقط يعود لما في النص القرآنية تحديدا، فما نقول عن القائمة الطويلة من التصنيفات التي وردت في الأحاديث النبوية والتي هي عقائديا بمنزلة الحكم القرآني لأننا نؤمن أن النبي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى؟.
الجواب_ قبل الإجابة عن السؤال من يجزم بيقين كيقيننا بالنص القرآني أن الرواية المنسوبة للنبي صحيحة بالوجه الذي جاءت به، ثانيا إن كان الوحي هو مصدر الحديث وأساسه التشريعي فما الفرق بينهما أي بين الحديث وبين الآيات المكتوبة من ناحية أنهما يشتركان في قاعدة تشريعية واحدة، ثالثا إذا كان الرواية عن الرسول هي بالحتم نص رباني عن لسان الرسول لماذا لم يأمر النبي بتدوينها كما فعل مع النص القرآني، رابعا ولو سلمنا أن الأحاديث صحيحة لا يرتقى إليها الشك وفيها حكم تكميلي لما لم يذكره القرآن ما موقفنا من التنصيص على أن كتاب الله لم يترك شيئا إلا وجعل فيه الحكم المناسب كما نؤمن، وأخيرا ما لا يمكن أن يكون في كتاب الله عقلا ومنطقا لا يمكن أن يكون محله حديث أو رواية قيل أنها صدرت عن ناقل الكتاب ومبلغه؟.
متى ما تم الإجابة على كل هذه التساؤلات بحيادية وعلمية وبعيدا عن التأويل المزخرف ولوي عنق المباني اللفظية لبلوغ حقائق واهمة، يمكننا أن نقبل بالتشريع المضاف الذي تتحدث عنه ما يقال أنها أحاديث نبوية، لا سيما أننا أيضا نؤمن أن هناك نصا واردا في القرآن وهو محكم ينفي أن يكون للنبي حق التدخل، أو ينفي رغببته أن يزيد أو ينقص مما في الكتاب من أحكام {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ } يونس15، إن التدبر العقلي والمنطقي والتشريعي في هذا النص يشير إلى حقيقة أن آيات الكتاب كما ورد في النص لا تتغير ولا تتبدل وما على الرسول إلا إتباع ما يوحى إليه من آيات بينات إلا إذا كان هناك أمر رباني منصوص ومخصوص ومدون.
أظن بل أجزم قاطعا أن لا تشريع في الأحاديث ولا زيادة في الأحكام أو إنقاص منها، وكل ما في الأمر أن الأحاديث الثابته جاءت في غالبيتها أما شرحا أو توضيحا أو لتعليم الناس كيف يتدبرونها وفقا لمرادات وقصديات النص، أما الإدعاء بأن النبي حرم الموضوع الفلاني أو عدل في أحكام التحليل في مواضيع أخرى كتحريم أكل لحوم الحمر الوحشية أو تحريم المتعتين عام كذا في واقعة كذا، فهي من باب الدس والتحريف وتكليف ما لم نكلف به أصلا، جوابي هنا على السؤال سيكون مع إيماننا بأن السنة النبوية بأصنافها الثلاث لم تكن بأي حال من الأحوال مصدر تشريعي بالتحليل والتحريم بقدر ما كانت ترسي قيما أخلاقيا وممارسات تعبدية بها مصدرها النص القرآني فقط وفقط.
سؤال_ هل وصل الوعي الجمعي في المجتمع الإسلامي إلى درجة من النضج تسمح له بمغادرة المقولات السلفية وأثارها في فهم الدين والتحول إلى فهم مغاير معياري وقياسي، قد ينجح من خلاله بإدراك المأزق التأريخي الذي يعيشه واقعا؟.
الجواب_ هذا مبكر جدا وقد لا يحصل في المنظور الزمني القريب، بل إن اتجاهات هذا الوعي قد تحولت بفعل الخيبة من التجربة وعجز المؤسستين الدينية والتنويرية في رسم أتجاهات التصويب التي تقنع العقل الإسلامي إلى تبني ظاهرة الملحدة، بمعنى إدعاء الإلحاد ظاهرا دون أن يكون الخيار فيه اصيلا أو معلالا بالعقل، فعالب الملحدين ممن يدع أن الإسلام فشل في معالجة الفضياي المصيرية هو اصلا عاجز عن فهم حركة المجتمع والعلل والأسباب الأساسية لهذا الفشل، الملحدة ظاهرة مرضية حين تتحول خصومة البعض من عجز وقصور في فهم الظاهرة إلى معاداة حقيقية لبعض الأفكار الدينية وتحميل الإسلام كدين هذا الفشل، الفرق بين الملحد الحقيقي وبين من يدع الإلحاد أن الأول تبنى خيارات مدروسة ومعقلنة ومبررة لا علاقة لها بأزمة أو تعاطي في رؤية أحادية، بينما الثاني لا يمكنه أن يمارس النقد العلمي في الظواهر المدانة ويقدم رؤية متكاملة، فيهرب من المسئولية الفكرية إلى الإدعاء بأنه بالضد الكامل من كل الدين بسلبياته وإيجابياته.
حتى يكون التحول حقيقي وفعال ومنتج لابد من منظومة أفكار بديلة قادرة على أن تخوض الصراع مع التراث وتنتصر، فليس كل ما يطرح اليوم من أفكار تجديدية يمتلك القدرة عل خوض التنافس والتناقض مع الإرث السلفي بكل أشكاله وتطوراته، بل أن بعض ما يطرح اليوم جاء متأخرا جد على أن يكون مواكبا للتطور العقلي، والبعض منه يستخدم نفس الأليات والأساليب التراثية التي نريد أن نتجاوزها بمنهج نقدي حداثوي يعتمد في النهايات النتائج التي يبتغيها النص ضمن رؤية شاملة وكلية ومتكاملة عن علاقة الإنسان بالدين.
سؤال_ بعيدا عن النصوص والأحكام الدينية ألا ترى معي أن الصورة المثالية التي صاغها العقل المتدين عن الأنبياء والرسل أصابها الوهن والتشويش؟ وإذا كان الجواب كما أتوقع بالإيجاب هل ترى من الممكن أن نعود وننجح في ترميم تلك الصورة؟ وما العمل؟.
الجواب_ كما أرى سيكون نعم ولا، نعم لقد تأثرت الصورة المثالية ليست الآن ونتيجة ما يجري على الساحة من صراع مفتعل بين المثالية الفكرية الروحية والتي أبرز م فيها المحرك الديني والأخلاقي وبين الأتجاه الوجودي المادي، الصراع هذا كان في بعض جذوره يعود إلى ما في المنظومة الدينية نفسها وخاصة في الكتب القديمة وأخص بالذكر التوراة والأنجيل، فأول من رسم الصورة المشوهة تلك تلك النصوص التي حطت من مكانة الأنبياء والرسل ووصمتهم أو بعضهم بالكثير مما لا يمكن أن نقبله على الإنسان العادي، ومن ضرب ذلك كمثال ما تقوله التوراة عن آدم صفي الله ((بعض الشياطين نسل آدم لأنه بعدما لعنه الله أبَى أن يجامعَ زوجته ‏"‏حوَّاء‏" حتى لا تلد له نسلاً تعيسًا، فحضرتْ له اثنتانِ من نساء الشياطين فجامعهما، فولدتا شياطين، وكانت حوَّاء أيضًا لا تلد إلا شياطين في هذه المدة، بسبب نكاحها من ذكور الشياطين‏‏‏!‏))* .
مثل هذه الأفكار والنصوص وغيرها هي من أساءت للأنبياء والرسل ومن خلال ذات المصدر الديني لا من ملحدين ولا من الكفار والمشركين، بالرغم من ذلك نجد أن من يزعم أنها نصوص دينية ثابتة وحقيقية يؤمن بها ويتعبدها، في التراث الإسلامي أول من أساء للأنبياء والرسل هم أهل الحديث ومن جمع الغث والسمين منها وجعلها الرديف للقرآن وهم يناقضون إيمانهم الظاهر, ففي صحيح البخاري لوحده تجد ما لا يمكن أن تنسبه لرجل من عامة الناس بل ومن أراذلهم، ومع ذلك يجاهر البعض من أن صحيح البخاري هو ثان أوثق كتاب بعد القرآن وأنه مصدر حقيقي من مصادر الفكر الإسلامي، واليكم الحديث رقم 265حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك قال (ثم كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة قال قلت لأنس أو كان يطيقه قال كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين وقال سعيد عن قتادة إن أنسا حدثهم تسع نسوة).
القضية إذن غير جديدة ولا مفاجئة لنا بل هي سلسلة م المواقف والتصورات الشخصية التي ورائها أما مقاصد محددة أو أحيانا جهل بنتائجها، لكن الجديد الآن هو حجم وقوة الدفع التي تكمن وراء أنتشار الظاهرة حتى بين من هو محسوب على الطبقة الواعية والمثقفة وتحت عناوين صادمة، أحيانا كبشر ونتيجة التبدلات الكونية والمعرفية من حقنا أن نبدل ونعدل ما يمكن أن لا يتلائم مع الواقع المحيط ولا يتناسب مع تجديد المعرفة، وفقا لمؤشرات وأهداف محددة تنتهي في الأخر بدائرة التصحيح والتصويب العقلي، لغريب أن الهجمة التي نتكلم عنها في غالبية مفاصلها لا تضع الحقائق والقرائن والوقائع في موضع القياس المنطقي العقلاني والضروري، وإنما دائما ما تنجر نحو ظاهرة الهوس الجمعي ومجاراة الأخرين في سعيهم دون فحص للفكرة ولكل ما ينتج منها أو من خلالها، وهذا الأمر الأخطر في القضية برمتها.

*يقول التلمود عن بعض الأنبياء كلامًا أشنع مما في التوراة - أعني المحرَّفة - ومنه على سبيل المثال‏: بعض الشياطين نسل آدم؛ لأنه بعدما لعنه الله أبَى أن يجامعَ زوجته ‏"‏حوَّاء‏"؛‏ حتى لا تلد له نسلاً تعيسًا، فحضرتْ له اثنتانِ من نساء الشياطين فجامعهما، فولدتا شياطين، وكانت حوَّاء أيضًا لا تلد إلا شياطين في هذه المدة، بسبب نكاحها من ذكور الشياطين‏‏‏!‏ فهذا اتهام لنبي الله ‏"‏آدم‏"‏ - عليه السلام - بالزنا، وهو اتهام لحوَّاء كذلك، وأنه ملعون من الله، ومن ذريته شياطين‏!‏
يقول التلمود أيضًا‏: "كان سليمان الحكيم يستخدم أمهات الشياطين المشهورات، وهن أربع، ويجامعهن بما له عليهن من سلطانٍ‏".‏ "كان إبراهيم الخليل يتعاطى السحر ويعلِّمه، وكان يعلِّق في رقبته حجرًا ثمينًا يشفي بواسطته جميع الأمراض، وإذا مسَّ هذا الحجر طيرًا أو سمكًا ميتًا تعود إليه الحياة"؛ ‏[‏راجع بتوسع‏: اليهود بين القرآن والتلمود، ص 63، 64، وبروتوكولات حكماء صهيون ج4، ص 174، 175‏،‏ التلمود شريعة إسرائيل، ص 17 - 19، وهمجيَّة التعاليم الصهيونية، ص 24‏،‏ جذور الفكر اليهودي، ص100‏،‏ واليهودية، د/ أحمد شلبي، ص 275]‏‏.‏
ويقول التلمود في خلق آدم:
‏"أخذ الله ترابًا من جميع بقاع الأرض، وكوَّنه كتلة، وخلقها جسمًا ذات وجهين، ثم شطره نصفينِ، فصار أحدُهما آدم، وصار الآخر حوَّاء، وكان آدم طويلاً جدًّا، رِجْلاه في الأرض، ورأسه في السماء، وإذا نام كانت رأسه في المشرق، ورجلاه في المغرب، ولما عصى آدم نقص طوله حتى صار كبقية الناس‏".‏
ويزعم التلمود أن إبراهيم أكل أربعة وسبعين رجلاً، وشَرِب دماءهم دفعة واحدة، ولذلك كانت له قوة أربعة وسبعين رجلاً؛‏ ‏[‏همجية التعاليم الصهيونية، ص31 - 41، بتصرف‏]‏‏.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/58861/#ixzz4sOysgnEl



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المفتوح........ ج10
- الحوار المفتوح........ ج9
- الحوار المفتوح........ ج8
- الحوار المفتوح........ ج7
- الحوار المفتوح........ ج6
- الحوار المفتوح........ ج5
- الحوار المفتوح........ ج4
- الحوار المفتوح........ ج3
- الحوار المفتوح........ ج2
- الحوار المفتوح........ ج1
- لماذا يتم تحريف الدين في كل مرة ح2
- لماذا يتم تحريف الدين في كل مرة ح1
- الحرية الدينية من منطلق الخيار الإنساني الأصيل
- سأرحل بحرية لأبحث عن حرية
- مشاكل الواقع العراقي وشروط مرحلة التغيير والإصلاح
- الكتابة على سطح القمر
- ربيع حالم
- إشكالية الدين ومصير الإنسان ح2
- إشكالية الدين ومصير الإنسان ح1
- الدين وأزمة الهوية الدينية ... ألحاد وإيمان


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحوار المفتوح........ ج11