أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع جاهلا؟ ج2














المزيد.....

كيف تصنع جاهلا؟ ج2


طارق سعيد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 07:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يفرض تقسيم المجتمع لشرائح بسكين النظام على أسس اقتصادية مجردة من كل العوامل المحيطة والمصاحبة للعملية الإقتصادية واقعا محموما يلهث فيه الجميع وراء المال دون توقف أوهدف واضح، ومن ثم دعوته بإلحاح إعلامي مستفز ودفعه بقوة للإلتئام "أي المجتمع" مرة أخرى إلى سياق المؤسسة الدينية الذي يخضع الجميع لبمبادئه وأخلاقياته إما بالرضى الكامل أو الجزئي وبالنسبة للمختلفين والرافضين له بشكل أو بآخر بالتحريم والتجريم والإلتزام بما تفرضه السلطة الدينية المنبثقة عن قيم تصل أحيانا كثيرة لحد سن القوانيين، "الظاهرة الجديدة التي تشكلت مؤخرا تحت قبة البرلمان المصري" أسلوب للحكم ضمن أساليب التجهيل التي تمارس منذ وقت طويل داخل حدود الوطن.

ومازالت مفعلة ويمكن أن توصف بــ"الآلية الخفية"، التي تسربت بمرور الوقت واستقرت في العقل الجمعي المصري وحاصرته حتى تنمط أو تكيف مع سلوكه الفكري بشكل يدعو للدهشة ويدعو أيضا لضرورة الإنفكاك منها بأسرع وقت ممكن!.حيث أحالت هذه الثنائية بينه وبين ثقافته المصرية القديمة وحاضره الآني.

فما بين عملية التقسيم والإلتئام سالفة الذكر روابط إنسانية وحضارية أخرى أغفلتها النظم السياسية السابقة والحالية، واكتفت بإدارة الدولة بالشكل الذي يسمح لها بالتمدد والتجذر عبر سلسلة من التجهيل المقصود بتصدير الخطاب الديني على أنه داعم لسياسة الدولة ومن يخالفه يخالف الدين "الرسمي" لها أي يخالف الدستور!.


فضلا عن أن نصيب الحديث والنقاش السياسي الذي يدار ويفعل وينطلق للعامة من داخل المؤسسة الدينية كبير بحجم الدور الذي تلعبه في الحياة السياسية وأضحى مؤثرا أكثر بكثير من المؤسسات "المدنية أو الحكومية" المعنية بالسياسة بل بالأحرى تطفوعلى سطح المجتمع الآن السلطة الدينية وتهيمن على حساب ما هو سياسي وثقافي وعلمي وفلسفي.


إذن أين الدين؟ وما هي ماهيته؟ وهل يمكن اختزاله أو صهره في منظومة ثقافية أو اجتماعية؟ أسئلة تطرح نفسها بقوة كلما برزت ازدواجية الخطاب الديني الرسمي وعجز عن الإقناع المنطقي لمحتواه (كعادته التاريخية) ووضحت أهدافه المائلة بشدة نحو السياسي المتغير للعوام قبل المتخصصين، فالدين بطبيعته الروحية لا يقبل الطلاء بألوان النظم السياسية المتعاقبة التي تسقط أقنعة رموزها واحدا تلو الآخر بعدما أن يقرر التاريخ هضمها أو محاكمتها.

وبالتالي كل محاولات التسيس التي يمر بها الدين تفشل فشلا زريعا رغم الحيل التي تتبعها الساسة والحكام، ذلك من كونه غير قابل للتكثيف أو للتفتيت المؤقت، ولعل غموض النص الديني أحد أهم الوسائل المتصلة بماهيته والمفسرة لإستمراره الموازي للزمن، والتي يستحيل معها صهره في منظومة ثقافية أو اجتماعية، وذلك لخصوصيته وتفاعله الذاتي مع الفرد المؤمن، وذلك بالبعد عن الشعائر التي يشترك فيها الجميع والتي تُعد البوابة الكبيرة لمرور الخطاب الديني المسيس للمجتمع دون أي عائق يذكر.


ورغم انهيار الدول التي تأسست على قناعات دينية محدودة ضيقة ومحاولات رجال الدين المغرضة لشد أطرافها من كل جانب لتتسع وتشمل قرارات الحاكم حتى اهترأت مازال الدستور المصري يقوم بتذويب الفواصل بينه وبين ما هو سياسي محض حيث ينص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة والشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع، دون توضيح وتحديد مُحكم لأي مذهب وقع عليه الإختيار ليكون مصدر دستوري للتشريع!.

ما يعكس انحياز الدولة لدين دون غيره رغم تعدد الأديان في مصر، وإجبار الآخر على تشريعا دينيا لا سياسيا، وبعيدا كل البعد عن الدولة المدنية والمواطنة التي تسمح للجميع وبالجميع بناء هيكل الوطن وثقل جوهره دون تجهيل أو مراوغة.

خصوصا ما يكمن في الحياة اليومية من تفاصيل تدل ممارساتها بين أفراد الوطن الواحد على الجهل بالقانون والدين معا!، وهذا البُعد ضرورة لنجاة النظام من أي محاولة لإعتراض مسيرته السياسية لتحقيق أهدافه في أجواء يلعب فيها الجهل دور المخدر!.



#طارق_سعيد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تصنع جاهلا 1
- يوميات مؤلف.. التمتع ب-الإغتراب الكوني-
- عمار علي حسن: عيدك يا مصر ... متى يأتي؟
- إلى الرئيس .. أسئلة -حرجة- عن تيران وصنافير
- -ثقافة الموت- محاولات متكررة لجذب العقول
- الرجل الأحمق واللص.. مفارقة من واقع الاختلاف
- سموم الوهابية المبثوثة على الإنترنت
- -ابن تيمية- يأمر بقطع يد شاب -الشرابية-
- من يجلس على عرش مصر
- -الإرهابية- تحترق بأفكارها الشيطانية
- أول القصيدة.. كفر -فنجان شاي- يضع النقيب في ورطة بيان عاجل.. ...
- اختفاء مؤسسة الأزهر... -الشريف-
- «إلي أنا».. قصيدة من ديوان «تسيالزم- إخناتون يقول» للشاعر طا ...
- الحرب التي تُدار في الخفاء -2-
- الحرب التي تُدار في الخفاء
- -7 دال- سيلفي مع عالم.. -هيثم عبد الشافي-
- حواري مع الأديب مصطفى نصر
- -اللاوطن- عقيدة السلفية الوهابية الأولى
- موقع الإخوان والسلفيين على الخريطة المصرية
- احذروا هذه القصة.. -7 دال-


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق سعيد أحمد - كيف تصنع جاهلا؟ ج2