أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - هنا و هناك ..














المزيد.....

هنا و هناك ..


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5638 - 2017 / 9 / 12 - 02:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تُثر مسألة السلطة بحدّة في الفكر الاجتماعي و الفلسفي في الغرب, إلا أواسط القرن العشرين, انطلاقا من ضرورة معالجة القصور الماركسي (أو تأويلات الماركسية), في تحليل بنية السّلطة, و تفكيك ميكانيزماتها الغامضة, و تمثّلاتها المُبهمة في المخيالين الفردي و الجماعي, و من صعوبة القبول بالتفسير الماركسي الذي يعرّف السّلطة بألفاظ "المصلحة", أي في فترة التأسيس لما سُمّي بالقطيعة "المعرفية" مع الأصولية الايديولوجية(الشيوعية خصوصا), و التي بدأت بطرح الأسئلة حول المسألة الأساسية : ماهية السلطة.

في هذا السياق يقول الفيلسوف الفرنسي جيل دولوز : "إننا نرى جيدا من يستغل من, من يربح, من يحكم, لكن السلطة مازالت الشيء الأكثر انتشارا..,كيف إذا قبلنا بأن السلطة معرّفة بألفاظ المصلحة (طبقة مُهيمنة مُحدّدة بمصالحها).. كيف نتصوّر أن هناك أناسا ليس لهم مصلحة يتبعون و يعانقون السلطة باستمرار, و يستجدون قطعة منها.." قبل أن يخلص لكون أنّ الكلمة الأخيرة ليست دائما للرّبح, أو "المصلحة", بل لاستثمارات "الرّغبة", كتصويب أو تنقيح ربّما, لنظرية ماركس حول قوى و علاقات الانتاج.

لقد قامت الفلسفة الماركسيّة بالدّمج بين جدل هيجل, و مادّية فيورباخ, لكنّ منهجها, "الدّياليكتيك" أو المادّية الجدلية, بقي قاصرا عن تفكيك الصّراع في جانبه المرتبط بالسّلطة, و بمفهومها الواسع أو "السُّلط"..أي الصراع على مُستوى "الماكروكوسم" الجامع , الذّي يُعبّر عنه, "تسلط" الانسان على الانسان بكل ما يترتّب و يتفرّع عنه. هذا الصّراع, كما يعبّر عن ذلك ميشال فوكو, هو صراع حول "الحقيقة", حول "انتاج و امتلاك الحقيقة" داخل المجتمع, و الّذي يتشارك فيه, و بمنطق الصّراع و اللاّصراع, الفرد و المجتمع و الوعي و الثقافة, النظام السّياسي و المنظومة الاقتصادية و المؤسّسات, النّظامية و الغير نظاميّة.
و كنتيجة موضوعية, فإن التحليل البنيويّ للسلطة, كان أحد الجهود الأكثر منهجية في تفكيك "ميكانيزمات" هذه الأخيرة, و تعرية أوجه التلاقي و التناقض ضمن البنية العامّة, و ذلك, على سبيل المثال لا الحصر, يتجلّى فيما يُسمّيه "م.فوكو" مرّة أخرى, بالتقاسيم و الانتظامات, التي يسهر الجميع (الدّولة, الطبقات, الفئات, المجموعات) على فرضها و مُراقبة مدى احترامها داخل المجتمع أو الجماعة أو الدولة, أو ما سمّاه بالتطبيع العقلي للأفراد, الذي يشكّل أساس النشاط العام للمنظومة, أو جهاز السّلطة.

و بالعودة للمجتمعات "المتخلّفة", نجد أن المعادلات تزداد تعقيدا و هُلاميّة... فنحن بصدد مُجتمعات مركّبة (Societes composites), مركّبة : "زمنيّا" - "Diachroniquement", و "تزامُنيّا" - "Synchroniquement".., و ذلك على كلّ المستويات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و النفسية, مُجتمعات تتداخل فيها الحقب و المكونات, أو كما يقول ذ.العروي : "ان المجتمع (العربي) اليوم, مجتمع خليط من أزمان و عصور مختلفة, من أنظمة و انسانيات مُتباينة".. و يضيف : "المجتمع المغلوب على أمره, المُسيطر عليه, هو مجتمع مشتت في ذاته.., تتجاور فيه الأزمنة و الحقبات و الفئات المتحجرة و أنماط التولّد.."
و سيترسل بناءا على نفس التحليل : "ان القاعدة الاقتصاديّة, تتوزّع إلى مجالات متفاوتة التّعاصُر.., و الفئات الاجتماعية ترتبط بقواعد اقتصادية مُختلفة, و الفئات الايديولوجية تنتمي الى أصول تاريخية مُتنافرة.."
هُنا يعود سؤال التقسيمات, أي المفروض و المحدِّد/المُحدَّد و المرفوض و المقبول. بكلّ ما يتفرّع عنه من مطبّات أوهام الذات و الموضوع. و مثاليّات الالتزام الذّاتية النزوع, الموضوعيّة التبرير, التي تتهامل "ميكانيزم السّلطة" و جزيئاته الدائرة في فلك المكان الاجتماعيّ, و الحيّز الزّماني, و المخيال الفردي و الجماعي.. و الحديث هُنا طبعا عن استلابات "مُثقّفي" السّوق أو "الملعب" و "اللعبة" (الميدان), و أوهامهم و استيهاماتهم أيضا, و دوغمائيّة ذباب السّوق, الواقعي و الافتراضي.
لكن هذا لم يمنع م.فوكو, في حوار نُشر في مجلّة "القوس" (1977) تحت عنوان "الحقيقة و السلطة", من الاستطراد قائلا, "أن القضية ليست أن نُعتّق الحقيقة من كل جهاز سلطة, و هذا حلم مُستحيل, لأن الحقيقة نفسها سُلطة, بل أن نفصل سلطة الحقيقة عن أشكال الهيمنة,(الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية), التي تعمل آنيا في إطارها..., فالمسألة السّياسية باختصار, ليست هي الخطأ أو الوهم أو الايديولوجيا أو الوعي المُرتهن, إنّها الحقيقة بالذّات " !!
ربّما كان في هذا جواب شاف, لمن لازال يؤمن بخرافة ذلك "الشعب المختار", أو المُحتار بتعبير أدقّ, و أوهام مخاطبة الكون و الملايين و الميادين و شغل العالم, قبل أن ينتهي بسرعة البرق, غريبا عن حتّى عن سكّان حيّه, و عن نفسه أيضا !!
فما أحوجنا لتمثّل لحظات تاريخيّة كالّتي أسّست للقطيعة الايبيستيمولوجية مع الايديولوجيا و أوهامها, و زيف اصطفافاتها, ما أحوجنا لتمثّلها و لو ذهنيّا كما يقول العروي, في سياق حديثه عن التّاريخانيّة, العروي الذي بالمناسبة, ما غاب, و ما حضر !!

مع مُتمنّياتي للجميع, ببداية "موسم عودة" موفّقة .., للتلاميذ و الطلبة و الفلاّحين, و الموظفين و المُستخدمين, و حتّى العاطلين الذين يذوبون في الطّقس, رغم العطالة !!



#حسام_تيمور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت و لا المذلة.., عزّ النّار, و لا ذلّ الجنّة !!!
- الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و الت ...
- عن الرّداءة.. و العبوديّة.., و أشياء أخرى
- 20 فبراير..مشاهدات عدميّة
- تقدّميّون رجعيّون أكثر من المخزن... بحث في اشكالية السّلطة
- عودة من الجحيم..2
- قضايا و بغايا..
- عودة من الجحيم...تقرير أوّلي
- الإفطار العلنيّ في رمضان, بين ارهاب الدّولة و ارهاب المُجتمع ...
- العلمانية هي الحلّ؟
- كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي
- مسلم.., و لكن...
- إلى ملك المغرب: سَلْ أسيادكَ .., أأنتَ الوطنيّ أم أنا
- خريف الدّكتاتور, أو بداية نهاية النظام الملكي المغربي
- تُحفة من الغباوة
- التّاريخ لا يرحم!!
- بعد الحماية الفرنسية سنة 1912, المقيم العام العَلَوِيّ بالمغ ...
- هل مات الشعب المغربي؟
- على درب -البوعزيزي-, -فتيحة- المغربية تهزم الجلاّد!!
- قضية الأساتذة المتدربين بالمغرب, تمخّض الجبل فولد فأرا


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام تيمور - هنا و هناك ..