أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مسافير - للملحدين أيضا طرائف!














المزيد.....

للملحدين أيضا طرائف!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 22:04
المحور: كتابات ساخرة
    


أحد الملحدين المراهقين أخبرني اليوم أنه قد أسلم، وحين سألته عن السبب أجابني قائلا:
- لقد اختبرت وجود الله فتأكد لي، تخيل، قبل أسبوعين تقريبا، اشتد بي ألم غريب في خصيتاي، خفت عليهما كثيرا فقلت في نفسي، هيا يا الله، أثبت وجودك، سأدعوك فاستجب! ثم قرأت سورة الإخلاص ثلاثة مرات، فإذا بالألم يزول دون أن يعود!

التقيت بآخر وهو عائد من صلاة الجمعة، كان يكتسي البياض كأنه ملاك، فاجأني مظهره الذي لم يكن من عادته، فسألته:
- ما دهاك يا رجل! أما عدت كافرا زنديقا؟ منذ متى ارتددت عن الإلحاد؟ أم أن الأمر مجرد رياء تصيب منه غاية؟
- أبدا صديقي، لقد اخترت هذا الطريق منذ الأمس القريب، وإني اخترته عن قناعة لا أقصد منها إلا نيل رضى الله، اغتسلت هذا الصباح وصليت الفجر وها أنا ذا قضيت صلاة الجمعة، لقد هداني الله وأدعوه أن يعود بك إلى سابق رشدك، وإن شاء الله إنك من المهتدين... أما عن قصتي، فبينما كنت البارحة في طريقي إلى البيت، سلكت طريقا مظلما حالكا، وكنت أرسل قدماي في الظلام اعتباطا دون أن أتبين تفاصيله، حتى إذا بلغت مبلغا، أبان لي الله عن آية من آياته دون أن أسعى إليها، لقد رأيت شيخا ذا لحية ناصعة البياض، وجلباب أبيض، وعمامة بيضاء، وبردة بيضاء، وبلغة بيضاء، نظرت إليه مشدوها وهو يقول: يا سفيان، أسلم وإلا هُلكت... قالها ثلاثا ثم انصرف عني، لم يبتعد كثيرا، بل اختفى بين لحظة ورمشة... لقد ترك لي هذه الوصية، وأعاهد الله أن أعض عليها بنواجذي إلى حين مماتي!
تركته أيضا وانصرفت، لم أكن مستعدا لسماع المزيد من التراهات، لكني زرته البارحة في منزله الذي يقطنه وحيدا، طرقت الباب زمنا طويلا قبل أن يفتحه، ثم دلفت إلى غرفةٍ قادني إليها، كان يقرأ كتابا وقنينات البيرة تلف حول مجلسه كما فهمت من وضع الكتاب المفتوح مقلوبا حتى لا يفقد رقم الصفحة، لم يتناول الكتاب حين استويت إلى كرسي قرب طاولة فاجرة! بل أمسك بأنبوب الشيشة وهو يستنشق الدخان عميقا ثم يبخه كثيفا، سألته عن أمره مستنكرا تقلبه السريع هذا، من التخشع إلى الفجور؟ أجابني مقهقها:
- لقد أعدت سيناريو الخميس هذا الصباح وفهمت القصة على حقيقتها، إن الليلة التي رأيت فيها ذاك الشخص الغريب، كنت قد فرغت للتو من تدخين حشيش كتامي رهيب استطاع اللعب بعقلي! هههه فعلا فالدين مرتبط دائما بالأفيون، وإن اختلف شكل الارتباط صديقي!

أخبرني ناشط فايسبوكي آخر:

ولأني كنت مستعجلا من أمري، لم أجد غيره، حلاق شاب ذو لحية سلفية، طلبت منه أن يحلق لحيتي، بدا صامتا أول الأمر، شرع في الحلاقة، فجأة بدأ يتحقق من ملامحي، توقف لحظة عن الحلاقة، ثم قال مستغربا:
وجهك مألوف لدي، لا أعرف أين رأيتك، رغم أني متأكد أنها المرة الأولى التي تحلق عندي، أليس كذلك؟
بلى!
صمت قليلا ثم انغمس هنيهة في تفكير عميق قبل أن يسأل ثانية؟
هل لديك حساب فايسبوكي؟
أبدا!
لم تعجبني نظراته، ربما لم يصدقني، أحس بالموسى تسيل ببطئ على عنقي، أكتم أنفاسي وأتعرق، وأعد الثواني ثقيلة لا تريد أن تنقضي، أترقب موعد الذبح في أية لحظة، وأهلل وأكبر بين الفينة والأخرى بغية التمويه، نجحت في التمويه، أعطيته أجرته ثم غادرته مهرولا!

سألني آخر قبل شهرين:
سأرسل أمي لآداء مناسك الحج على نفقتي، ولا أعرف إن كان الله سيقبل حجها أم لا؟ أخاف أن تضيع أموالي بلا فائدة...



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة صفية!
- آية وتعليق
- لعنة المسجد!
- الوطنية تلفظ أنفاسها الأخيرة داخل التكنات!
- الشيوعية... نهاية الإنسان! -في نقد الفكر الماركسي-
- اجتهاد في نصيب الزوجة من الميراث!
- اغتيال الطفولة!
- تجارة القلوب!
- كيف صعدت النجوم إلى السماء؟
- البادية بين الماضي والحاضر!
- دعارة مشروعة!
- لف ودوران!
- شذرات نورانية!
- حبيبي دائما!
- الثأر المسلوب!
- سيرتي!
- صناعة الجريمة... الضحية محسن!
- هكذا يريدونك... جارية خنوعة!
- مذكرات حمار!
- إلى المقبلات على الزواج!


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد مسافير - للملحدين أيضا طرائف!